العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ

الهدوء يسود مدينة معان الأردنية

القوات الخاصة تحاصر «حي الطور» بحثا عن مطلوبين

عمّان - حسين دعسة، منير عتيق 

11 نوفمبر 2002

أكدت مصادر أمنية واسعة الاطلاع أن قوات الجيش والأمن الأردنيين بدأت بالانسحاب التدريجي من وسط مدينة معان جنوب الأردن، وأن عددا من الآليات الثقيلة وحاملات الجنود مازالت تتمركز في محاولة لتهدئة الأوضاع التي حدثت بعد دخول قوات الأمن ووحدات مكافحة الشغب يوم أمس وأمس الأول إلى معان لملاحقة أصوليين إسلاميين من جماعة التكفير والهجرة وأتباع لهم يتراوح عددهم بين 75 و100 شخص بحسب المصدر الذي أكد لـ «الوسط» أن عدد الوفيات من المدنيين بلغ خمسة أشخاص، وتوفي وكيل من الشرطة يدعى رائد خالد النوايسة وضابط آخر لم يتسن لـ «الوسط» تأكيد وفاته.

وبحسب معلومات من أهالي معان وعدد من القيادات الشعبية والحزبية انه تم اعتقال مجموعة من العراقيين والمصريين الذين كانوا ينقلون أسلحة تخص جماعة «التكفير والهجرة» إلى خارج المدينة.

وترى هذه القيادات أن دخول الجيش إلى معان يعكس تصميم الدولة على فرض النظام في هذه المدينة التي تعد معقلا للتيار الأصولي، في الوقت الذي ينتظر فيه أن يؤدي شن حرب أميركية على العراق إلى انعكاسات سلبية على استقرار البلاد.

وبدوره أعلن وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد العدوان أن القوات الخاصة ستواصل مهمتها في مدينة معان حتى اعتقال باقي المطلوبين. وأعلن مسئول أردني مساء أمس أن قوات الأمن أوقفت الأحد الماضي في معان، سوريا وهنديا وجرى استجوابهما من قبل الشرطة لمعرفة علاقتهما بمجموعة أصولية تسعى السلطات إلى القبض عليها. وأوضح المسئول أنه «تم توقيف الرجلين، السوري والهندي، بينما كانا في صفوف أفراد العصابة المسلحة خلال المواجهات التي جرت الاحد بينها وبين قوات الأمن في معان».

ولم يكن بإمكان المصدر تقديم المزيد من الإيضاحات عن وجود هذين الأجنبيين في المدينة. وكان وزير الإعلام الأردني أكد الأحد الماضي أنه يوجد عدد من الأجانب من بين 25 شخصا تم توقيفهم. ولاتزال قوات خاصة من الجيش الأردني ومن الأمن تحاصر حي الطور الذي تحصن به خمسة قياديين من جماعة «التكفير والهجرة» وتصفهم السلطات بأنهم أفراد «عصابة مسلحة خارجة على القانون». وأوضح المسئول الأردني أن «حي الطور» استغله الأصوليون المتشددون مقرا لهم لأن تضاريسه وعرة ويصعب الوصول إليه، كما يضم الكثير من المغاور، ولذلك فإنه استخدم منذ سنوات طويلة من قبل المهربين وكرا يخفون فيه غنائمهم، وهو ما يفسر التقدم البطيء الذي تحرزه العملية الأمنية الهادفة إلى توقيفهم».

صحافيان قيد التوقيف

وذكرت صحيفة «العرب اليوم» الأردنية في عددها الصادر أمس «أن قوات الأمن اعتقلت ليل الأحد الماضي أحد محرريها ويدعى سمير أبوهلالة على خلفية الحوادث والمواجهات التي شهدتها مدينة معان الأردنية أمس الأول». وقالت: «إن مجموعة من رجال الأمن بلباس مدني حضروا إلى مبنى الصحيفة وقاموا باعتقال سمير أبوهلالة على خلفية تصريحات أدلى بها إلى قناة الجزيرة القطرية عن حوادث معان انتقد فيها الإجراءات الحكومية». وأشارت الصحيفة إلى أن اعتقال أبوهلالة أثار استياء الوسط الصحافي، إذ أنه للمرة الأولى تقوم قوات الأمن باعتقال صحافي من داخل مكاتب صحيفة. وقالت: إن نقابة الصحافيين تابعت عملية الاعتقال وكذلك عدد من المسئولين الذين أبدوا استغرابهم.

كما اعتقلت السلطات الأردنية مراسل قناة «الجزيرة» السابق ياسر أبوهلالة في منزله الكائن في عمان، وصادرت وسائل اتصال وجهاز كمبيوتر شخصي وفقا لما أفادت به زوجته. ولا تستبعد مصادر صحافية أن تكون للاعتقال صلة بحوادث معان الأخيرة، إذ ينتمي المعتقلان إلى المدينة.

وأكد عدد من سكان معان ان الجيش دخل المدينة فجر أمس بحثا عن عناصر أصولية مسلحة في أعقاب مواجهات عنيفة استمرت طوال الأحد الماضي بين قوات الأمن وهذه العناصر وأسفرت، بحسب مصادر رسمية، عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم شرطي. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش ركزت عملياتها على حي الطور الذي تحصن القياديون الخمسة فيه وكذلك على حي الإسكان الذي تحصن فيه أتباعهم. وقام الجيش بتفتيش كل منزل في هاتين المنطقتين بحثا عن هذه العناصر المطلوبة أمنيا.

وقال احد السكان ان «حضر التجوال لايزال مفروضا وشوارع المدينة أصبحت مهجورة تماما باستثناء قوات الأمن والجيش التي تجوبها».

وأضاف أن الاتصالات عبر الهواتف الثابتة لاتزال مقطوعة في حين أعيدت الاتصالات عبر الهواتف الخليوية (النقالة) في المدينة.

وتعد هذه أكبر عملية أمنية يشهدها الأردن منذ ارتقاء الملك عبدالله الثاني العرش في فبراير/ شباط 1999.

ويذكر أن المطلوبين تمكنوا من الإفلات من الشرطة عدة سنوات بفضل الحماية التي تلقوها من العشائر التي ينتمون إليها ورفضت طلبات السلطة ووساطات قام بها وجهاء وشخصيات سياسية من أجل تسليمهم

العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً