العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ

البحث عن الأخطار التي تأتي من الفضاء الخارجي

يواجه أكبر مشروع كمبيوتر في العالم لتتبع اشارات الراديو القادمة من الفضاء أزمة مالية بسبب الانهيار الحادث في تقنية التكنولوجيا العالية.

وتبعا لذلك فإن هذا الأمر يمكن ان يجعل رغبة الباحثين في فحص عدد من الإشارات المحتملة من الفضاء تتعرض للخطر.

إن شركات التكنولوجيا التي قدمت معظم الدعم المالي إلى مشروع SETI@home الذي بدأ منذ ثلاثة أعوام والذي يقوم بتحليل البيانات القادمة من الفضاء الخارجي والتي يتم استقبالها على الحاسبات الشخصية في حال عدم تشغيلها، في حاجة ماسة إلى المال ما جعل هذه الشركات تخفض الدعم المالي الذي تقدمه إلى المشروع.

وعلى رغم ان عدد مستخدمي خدماتهم يصل إلى أكثر من أربعة ملايين مستخدم في جميع أنحاء العالم والذين يديرون برنامج خلفيات الشاشة للشركة، فإن SETI@home لاتزال بحاجة إلى أكثر من 400,000 دولار (أي ما يعادل 258,000 جنيه استرليني) سنويا لتغطية تكاليفها. ولكن مع وجود الشركات التي تتبنى المشروع مثل شركة سن وشركة هوليت باكارد اللتين سرحتا الآلاف من العاملين فيهما في فترة الانحسار الاقتصادي، فإن المشروع يجب ان يحصل على مصادر جديدة للدخل - ولكنه يجد ذلك صعبا.

ويقول رئيس المشروع ديفيد اندرسون «إن تمويلنا الحالي سيساعدنا لمدة أربعة أو خمسة شهور مقبلة، لقد كان أمرا صعبا ان نحصل على تبرعات مالية من الشركات وقد كان هذا هو الحال منذ البداية».

وقد بدأت SETI@home في العام 1999 وهي النسخة الموزعة لبرنامج البحث عن المخابرات الموجودة خارج الأرض التي تقوم بعمل مسح للفضاء بحثا عن إشارات راديو ذات نماذج توضح أنها ناتجة عن مخابرات في الفضاء الخارجي. يستطيع أي شخص ان يقوم بإنزال هذا البرنامج الصغير من موقع SETI الذي سيقوم بتوصيل المستخدم بشبكة الإنترنت ثم سيقوم بإنزال قطعة صغيرة من إشارات الراديو المسجلة ثم سيحللها في الوقت الذي لا يستخدم فيه الكمبيوتر، وعندما ينتهي التحليل سيقوم البرنامج بإرسال النتائج إلى المستخدم.

وقد استخدم البرنامج لحد الآن ما يعادل 1,1 مليون سنة من وقت المعالجة وأنجز مليوني مليون جيجافلوب - كل جيجا فلوب تساوي مليارا، وهذا يقلل من الحجم المتوافر أو ما تم انفاقه تجاريا.

الأمر المهم هو ان هذا البرنامج تمكن من التقاط عدد بسيط من الإشارات المرشحة لأن تكون من الفضاء الخارجي، ويرغب الفريق في ان يتمكن من استخدام أكبر تلسكوب في العالم لمعرفة ما إذا كانت هناك إشارات تأتي من هذه الأماكن أم لا، ولكن ذلك سيكون مستحيلا من دون وجود دعم مالي.

المرحلة الثانية من المشروع التي تسمى SETI@home II ستبدأ مرحلة جديدة تقوم فيها بتسجيل الإشارات القادمة من الفضاء في استراليا.

ولكن رئيس العلماء في هذا المشروع دان وارثيمر بعث برسالة الكترونية إلى زملائه الاستراليين في وقت مبكر من هذا العام ليخبرهم فيها بأن «التمويل الذي نحصل عليه ينضب ونحن غير متأكدين من مستقبل المشروع سواء المرحلة الأولى أو الثانية منه. أنا أبذل جهدا كبيرا لرفع مستوى الدعم المالي ولكن كما تعلمون هذا ليس أمرا سهلا» ثم اعترف اندرسون قائلا: «ومثل أي مشروع بحث أكاديمي فإننا نعتمد على الهبات».

وقال انه تشجع بسبب الدعم المالي الذي قدمته الحكومة الأميركية للمشروع، وهي التي منعت أي دعم مالي لمثل هذه البحوث سابقا.

ويقول: «تلقينا أخيرا مبلغ 900,000 دولار منحة لمدة ثلاث سنوات من مؤسسة العلوم الوطنية لتطوير برامج لمشروعات مستقبلية. ولكن ذلك الدعم لا يمكن ان يستخدم للمشروع الحالي».

ويضيف اندرسون «في أسوأ الحالات سنقلل عدد موظفينا وسنقتصر على الأساسيين منهم، أي شخص أو شخصين بدلا من الأشخاص الخمسة الموجودين حاليا - وسنكمل تحليل كل الإشارات التي جمعناها إلى حد الآن».

ويمكن ان يستغرق هذا الأمر عشر سنوات أخرى. كل إشارة يتم فحصها ثلاث مرات على الأقل وهو الأمر الذي تم تطبيقه على 20 في المئة فقط من البيانات التي تم جمعها.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً