العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ

المريسي والشيخ وريضان

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

سيلحظ القارئ وابتداء من هذا العدد تغيراً كبيراً في توجه صفحة «تراث» - سابقاً - «ريضان» حالياً، أولاً من جهة انتقالها إلى الصفحة الثانية والعشرين، وتغير مسماها، إضافة إلى اننا وعدنا القراء والزملاء الشعراء بأننا بصدد تجاوز اللونين الأبيض والأسود نحو صفحة تبرز الكثير من نصوصهم سواء من خلال الخلفيات التي يشتغل عليها الزملاء وأخص بالذكر سيدماجد عبدالله، حسين الغانم، وأحمد علي، وهو اشتغال ينمّ عن اهتمام بما يردنا من الأخوة الشعراء، يعكس الكثير من المضامين التي تحويها قصائدهم أو على الأقل محاولة لإبراز جانب من تلك المضامين.

لم يُقدّر لي حضور أمسية الزميل الشاعر إياد المريسي، الا أن الانطباعات التي وصلتني سواء من خلال الهاتف أو تلك التي تلقيتها بشكل مباشر من عدد من الأصدقاء الذين حضروها أجمعوا على نجاحها بكل المقاييس سواء من حيث التنظيم أو من حيث الامكانات التي كشفت عن شاعر متمكن كل التمكن من أدواته وقدرته الملحوظة على ايصال لغته ورؤياه وأحاسيسه إلى الحضور الذي تفاعل معه بشكل كبير. وقراءة للنصوص التي تسلمتها من الزميل جعفر الديري الذي كلف بتغطية الأمسية، تؤكد أكثر من أي وقت مضى قدرة الشاعر المريسي على تجاوز الساحة هنا نحو حضور خليجي أوسع وأكبر يستحقه بالمختلف والمغاير الذي يبدعه وينتجه بين وقت وآخر، وبدأ المريسي يخطو خطوات عملية وواضحة نحو تلك الدائرة. بقي أن أقدّم اعتذاري للمرة الثانية لعدم تمكني من حضور الأمسية على رغم استعدادي المسبّق لها لولا المشاغل التي حالت دون ذلك.

أمينة الشيخ... تواصل محاولاتها الملفتة والمتطورة، والشعر في نهاية المطاف محاولة لاستنطاق ما لا ينطق وتحريك ما لا يتحرك وإثارة ما لا يثار، تطل علينا في هذا العدد المختلف بنصين، وفي واقع الأمر نص واحد إذا ما تأملنا الحمولات اللغوية والرؤيا اللتين تعمد الشيخ إلى ضخهما في ثنايا النص. هذا الصوت المختلف - على الأقل فيما نقرأ ونشهد من نصوص نسائية هنا في المملكة - مختلف بقدرته على اجتراح معاني وأفكار جديدة، ومن خلال لغة تشعر معها أنها تكتنز بالنبض كل النبض والحس كل الحس والمشاعر كل المشاعر. أهلاً بهذا الصوت القادم بقوة.

أول النص

يا المدى ها المرتجف بسْألكْ ليه الصبح ولّى؟

ليه كلما جيت أغرف من ضياك ألقاك ظلمه؟

سَلّمتْ شمسك وغابت هالعيون وهالحرسْ...

والفصيح بهالمكان... أصبح خَرَسْ...

من عادتي انْ ما سليت الجرح

أجمع هالجروح أعدَّهَا...

وان ما تساوى صبحها بهمّي

أشوفك صبحها...

وتحل في عيني طيور

وينبت بكفي سحاب

أفرد بقاياها واسربل هالطيور ببعضها

فجأه يحل بناظري ليلك

واضيق بهالرحـــــــــــــاب...

ان ماتهيّتْ لك عيونٍ مشمسه

شِفْ غيرهـــــــــــــــا..

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً