العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ

روشتة المنتخب

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

وهكذا وجدنا منتخبنا رابع آسيا أكبر قارات العالم ويصارع العمالقة المحترفين الذين صرفوا المليارات وصنعوا داخلهم اقوى المسابقات وحولوا انديتهم الى شركات مثلما يحدث في الصين واليابان.

وحتى عندما نتحدث عن زمن اللوغاريتمات الكروية والامعقول والمفاجآت يجب ان يكون طموحنا فيه (واقعياً) أيضا، والا يكون قياسنا ظالماً لمنتخبنا ولاعبيه الذين اجتهدوا وكافحوا كثيرا حتى دخلوا مربع الكبار وهو ما لم نكن نجزم به على رغم التفاؤل والطموح السائد قبل البطولة.

ويجب أن نخرج مباراة منتخبنا وإيران من مقياس تقيمنا لمشاركتنا الآسيوية لأن مباريات المركز الثالث عادة ما تحكمها ظروف ومعطيات نفسية صعبة وهو ما صرح به مدرب إيران على رغم فوز فريقه بالمباراة، وأيضاً ما جاء على لسان لاعب منتخبنا حسين بابا «كيف تريدني اللعب جيداً وهاجس الهدف الياباني القاتل يلاحقنا»، وحتى نحن كمشاهدين لم نشعر بطعم وتفاعل مع المباراة حتى عندما سجلنا هدفين وشعرت ان لاعبي البحرين لعبوا «غصباً عنهم». وينتظرون العودة سريعاً الى الوطن بعد غربة دامت نحو شهرين.

ولكن المهم نسجله في هذه (الروشتة الكروية):

أولاً: علينا الاعتزاز بمكسبنا لفريق قوي فرض احترامه آسيوياً ويجب العمل على تطويره وتعزيز قدراته، ونحافظ على الثقة التي ربطته بجمهوره في الفترة الأخيرة ويجب استقباله استقبال الأبطال.

ثانياً: لا نركن منتخبنا طويلاً تحت «الانجاز الآسيوي» فنحن مقبلون على مشاركات مهمة ومرتقبة بدءا بتصفيات مونديال 2006 بعد ثلاثة اسابيع، فنلاحظ انه حتى المنتخبات التي تعرضت لاخفاق كبير مثل السعودية عادت لتعمل سريعاً لإعادة ترتيب أوراقها بالتعاقد مع المدرب الوطني ناصر الجوهر.

ثالثاً: يجب وضع ايدينا على الجروح الفنية لمنتخبنا التي كشفتها البطولة الآسيوية وأبرزها الدفاع المتواضع الذي جعلنا ندفع الثمن غالياً فكلما نسجل اهتزت شباكنا حتى تسرب الاحباط لمهاجمينا وهو ما لاحظناه قبل الوقت الاضافي الأول من لقاء اليابان.

والمسألة هنا لا ترتبط باشراك (فلان) بدل (علان) بقدر ما هي تركيبة دفاعية متكاملة ومنسجمة، وسبحان مغير الاحوال فبعد ما كنا نعتبر من اقوى المنتخبات الدفاعية واضعفها الهجومية في (الزمن الغابر) للكرة البحرينية انقلبت الأمور اليوم في (الزمن الزاهر).

وتلك الحال يذكرني بحال المنتخب البرازيلي الاسطوري في مونديال 82 عندما عزف أجمل السيمفونيات الهجومية والأهداف لكن شتان بين هجومه اللاسع ودفاعه المتواضع وبعد ذلك اعاد البرازيليون تفكيرهم وادركوا ان صناعة الفريق القوي مرتبط بالتوازن الهجومي والدفاعي وهو ما صرح به كارلوس البرتو بعد الفوز بمونديال 94.

ومن (الجروح) أيضاً... عدم قدرة منتخبنا التكيف على ظروف المباريات بدليل انه كلما نقص منافسه لاعباً يحدث لنا العكس فيهبط مستوى منتخبنا ولا نستفيد من ذلك مثلما حدث في الكثير من مبارياتنا في البطولة وآخرها أمس امام إيران بالاضافة الى عدم القدرة على حفظ توازن الفريق وخصوصا عند تقدمه في النتيجة وهي مسألة نفسية أيضاً.

ودعنا كأس آسيا بحلاوتها ومرارتها لكن المهم ان تبقى ذكرياتنا الرائعة التي سطرها الأحمر في بلد المليار هي الغالبة، وثقتنا ان تكون مشاركتنا المقبلة هي الأجمل

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 701 - الجمعة 06 أغسطس 2004م الموافق 19 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً