علمت «الوسط» من مصادر وثيقة وقريبة من مؤسسة استثمارية مالية وبنك المستثمرون ومقره البحرين أن المؤسستين تخططان للاندماج في مؤسسة مالية واحدة بعد اكتمال الاجراءات القانونية والمالية اللازمة لذلك.

وقالت المصادر: إن الخطة تهدف الى قيام كيان مصرفي قوي قادر على المنافسة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها المؤسسات المالية في العالم من جراء الهجمات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر/ ايلول العام 2001 والكساد الذي تشهده الاسواق العالمية بما في ذلك الهبوط الحاد في اسواق الاسهم العالمية.

واضافت المصادر تقول: إن المؤسستين قد تعلنان عن نيتهما الاندماج في نهاية شهر ديسمبر/ كاون الاول المقبل او مطلع العام المقبل غير ان ذلك الاجراء مرهون بانتهاء الاجراءات القانونية اللازمة وتوافر المناخ الملائم لاعلان الخطوة.

غير ان المصادر قالت ان أجواء الحرب التي تخيم المنطقة والتهديد بضرب العراق من قبل الولايات المتحدة الاميركية قد تؤدي الى تأخير اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال الاندماج.

وتقول المصادر: إن مؤسسة نقد البحرين ترحب بمثل هذه الخطوة لانها تجيء منسجمة مع اهداف المؤسسة التي من شأنها تقوية وتعزيز المركز المالي للمملكة باعتبارها مركزا ماليا ومصرفيا مرموقا في المنطقة. ودعا وزير المالية والاقتصاد الوطني عبدالله حسن سيف المصارف والمؤسسات المالية العاملة في البحرين الى زيادة رأس مالها او الاندماج في كلمة وجهها الشهر الماضي اثناء انعقاد مؤتمر للمصارف الاسلامية في البحرين.

ولم يمكن الحصول على تعليق فوري من بنك المستثمرون او المؤسسة المالية التي لم يذكر اسمها ولكن المدير التنفيذي لبنك المستثمرون احمد جناحي قال في نهاية العام الماضي ان البنك قد يقرر الاندماج مع مؤسسة مالية ضمن استراتيجية جديدة لبنك المستثمرون.

وكان بنك المستثمرون الذي يعمل حسب الطريقة الاسلامية يخطط لرفع رأس ماله المدفوع الى 100 مليون دولار من 30 مليون دولار الآن في نهاية العالم الجاري من ضمنها ضخ 70 مليون دولار في رأس المال من قبل مساهمين استراتيجيين جدد غير ان الظروف الاستثمارية غير الملائمة حالت دون تحقيق ذلك حتى الآن.

والبنك الذي انشئ العام 1998 مملوك الى مستثمرين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي البحرين وسلطنة عمان وقطر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت.

وتشمل نشاطات بنك المستثمرون الاستثمارات المباشرة وإعادة تأهيل الشركات والاستشارات الادارية والخدمات المالية بالنسبة للتملك والاندماج والتمويل المشترك بالاضافة الى ادارة الصناديق والمحافظ الاستثمارية.

واظهرت ارقام البنك ان صافي ربح العام 2000 هبط بشدة الى 417,027 دولارا اميركيا مقابل 1,703,759 دولارا اميركيا العام 1999.

ويملك بنك المستثمرون حصة تبلغ 22 % في شركة التكافل الدولية وهي شركة تأمين اسلامية مقرها البحرين التي أعلنت في الآونة الاخيرة عن عزمها طرح منتج جديد للتأمين عبر المصارف يتم طرحه عن طريق المصارف الاسلامية والتقليدية في البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاخرى.

ويأتي عزم بنك المستثمرون وهو وحدة مصرفية خارجية الاندماج في ظل ازمات مالية تواجهها بعض المصارف والمؤسسات المالية الاخرى خصوصا بعض الوحدات المصرفية الخارجية التي مقرها البحرين ولكن يتركز نشاطها في الولايات المتحدة الاميركية واوربا من ضمنها بنك البحرين الدولي الذي يعاني حاليا من نقص حاد في السيولة قصيرة الأجل.

والاندماج اذا ما تم سيكون هو الثاني الذي تشهده المملكة بعد اندماج البنك الاهلي التجاري مع بنك الكويت المتحد في الآونة الاخيرة، مكونا مصرفا يتمتع بقاعدة مالية قوية قادرة على المنافسة في المنطقة