العدد 714 - الخميس 19 أغسطس 2004م الموافق 03 رجب 1425هـ

فضل اللّه: هناك عقلية إرهابية فعلية في البيت الأبيض

أكثر من عصا ستهدد أميركا

السيد عبدالله الغريفي comments [at] alwasatnews.com

أكد آية الله السيّد محمد حسين فضل الله، أن سياسة استخدام العصا من قبل أميركا ضد الشعوب العربية والإسلامية ستنتج أكثر من عصا تهدد مصالح أميركا، مشيراً إلى وجود عقلية إرهابية فعلية في البيت الأبيض ولدى الكثيرين من أعضاء الكونغرس الأميركي، ورأى أن إدارة أميركا الظهر في المسألة الفلسطينية سيزرع المزيد من الفوضى في العالم. ودافع سماحته عن الإسلام واحترامه للمرأة وصيانته لحقوقها السياسية والمدنية والعلمية راداً بذلك على رئيس وفد الكونغرس الأميركي الذي رأى أن المشكلة هي في الإسلام.

وحين سئل في ندوته الأسبوعية عن زيارة وفد الكونغرس الأميركي للبنان وتهجمه على الأسلام؛ أجاب: «قد يكون من اللافت أن الثقافة التي يحملها أعضاء الكونغرس بعامة وخصوصاً أولئك الذين ينتمون للحزب الجمهوري الذي تتمثّل به الإدارة الأميركية الحالية هي ثقافة إلغائية وإقصائية حيال كل ما يتعلق بالإسلام أو بالقضايا العربية والإسلامية، وبالتالي هي ثقافة الحكم المسبق على هذه الشريحة العالمية انطلاقاً من معطيات قد رسمت سلفاً على يد اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد، ولا يختلف الحزب الديمقراطي كثيراً عن الحزب الجمهوري في هذه المسألة بفعل التأثير الصهيوني المتصاعد على كِلا الحزبين الأميركيين».

وتابع: «كما أن إسقاط الدين الإسلامي في العالم قد يكون هدفاً من الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها أكثر من إدارة أميركية بالتعاون مع «إسرائيل»، وخصوصاً الإدارة الحالية التي تبنّت السياسة الإسرائيلية بأهدافها البعيدة المدى بشكل مطلق، فكان من أولوياتها السياسية محاربة الإسلام في العالم».

وقال: «ولهذا، فإن العالم الإسلامي بات يفهم أن ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب» يمثل غطاءً للحرب ضد الإسلام كله، وتأتي التصريحات والمواقف الأميركية المتعاقبة لتوضح هذه الصورة بين من يتهجّم على النبي محمد (ص) ويعتبره الإرهابي الأول، ومن يحمل على المجتمعات الإسلامية بوصفها البيئة التي تتصاعد منها المواقف الرافضة للسياسة الأميركية وصولاً إلى الحديث الأخير لرئيس وفد الكونغرس الأميركي الذي يبدو أنه أوضح بما لا مجال للشك فيه أن حديث الرئيس جورج بوش عن الحرب الصليبية ضد العرب والمسلمين لم يكن زلّة لسان، بل هو جزء من المخططات التي رسمت في مراكز الدراسات الأميركية التي يُشرف عليها اليهود المتصهينون والتي تسعى إلى اجتياح العالم الإسلامي بلداً بعد بلد، وليس بيت المقدس فقط. لأن ما حصل في أفغانستان والعراق هو دفعة على الحساب في هذه الحرب التي يُراد للإدارات الأخرى القادمة أن تستكملها بحسب ما يتوافر لها من ظروف».

وأضاف فضل الله: «إن هناك عقلية إرهابية فعلية تتحكم بالبيت الأبيض وبالكثير من أعضاء الكونغرس ممن يرفضون كما يرفض رئيسهم تحديد مفهوم الإرهاب الذي ينطبق أكثر ما ينطبق على السياسة الأميركية وعلى حلفائها، أو البحث عن أسبابه الكامنة بمعظمها في سياسة الإدارات الأميركية التي أدارت الظهر في المسألة الفلسطينية كما عملت على زرع الفوضى في العالم والعبث بمصالح الشعوب وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية لحساب مصالحها ومصالح «إسرائيل». كما تمنع المسلمين من أن يمارسوا الديمقراطية التي تدعي الحرص عليها بمقدار ما يتعلق ذلك بإعطاء وجهة نظرهم ضد السياسة الأميركية. واعترف بوش أن بلاده عملت على حراسة الديكتاتورية في المنطقة لستين سنة خلت وهي لا تزال تتحرك في هذا الخط ما يؤكد أن المسألة هي سياسة أميركية ثابتة».

اضطهاد المسلمات في الغرب

وأردف قائلاً: «وإذا كان رئيس وفد الكونغرس يتحدث عن إلغاء الإسلام لنصف المجتمع مع كل ما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوق في ممارساتها السياسية والمدنية والعلمية بحسب القيم التي يؤمن بها إذ رأينا المرأة المسلمة تتقدم على الأخريات حتى في الجامعات الغربية وتتسلم المراكز المتقدمة في أعلى المستويات الثقافية... فكيف يفسر إلغاء الغرب أو بعضه لنصف المجتمع من خلال حرصه على تقديم المرأة كسلعة لا ككيان إنساني يضج بالقيم الإنسانية السامية، وكيف يفسر سعي أكثر من نظام غربي لاضطهاد المرأة المسلمة في التزاماتها الإسلامية أو الشخصية في مسألة الحجاب وغيرها... إن هذا يكشف عن جهل هذا الإنسان بالتشريعات الإسلامية والخطوط الإسلامية الثقافية، كما أن القيود الأخرى التي يتحدث عنها حيال النصف الآخر انطلقت من خلال التخلف لا من خلال شرائع الإسلام، وقد عملت الأنظمة العميلة لأميركا أو المرتبطة بها على حراسة هذا التخلف. ولذلك كان على أعضاء الكونغرس أن يقرأوا الإسلام جيداً وألا يتحدثوا عنه بالطريقة التي يقدمها أعداء الإسلام، لأن ما يصور في الإعلام الأميركي في هذا الشأن يدل على جهل فاضح بالإسلام في عقائده وشرائعه وفي كونه دين السلام ودين الرفض للظلم في آن».

واستطرد قائلاً: «كما أن كلام رئيس وفد الكونغرس عن العصا التي جردتها بلاده على العراق وأفغانستان وأخافت فيها ليبيا واليمن، يؤكد أن الإدارة الأميركية تعمل على إخضاع الشعوب بالعصا وبالإرهاب الذي تمارسه ضد الشعوب لا بالديمقراطية المزعومة أو بشعارات حقوق الإنسان، لأن أميركا تريد أن تنتج حروباً تأديبية ووقائية وتريد أن تصادر العالم الإسلامي بهذه العصا تحت عناوين الحرب ضد الإرهاب وتحقيق الديمقراطية، ولعل حربها المستمرة في العراق تؤكد أنها تعمل على أن تصادر الشعب العراقي حتى لا يبقى هناك صوت يعترض على الخطط الأميركية وهذا ما لاحظناه في سعيها المستمر إلى إسقاط أية مفاوضات في النجف وغيرها... وفي تحللها الدائم من المسألة الفلسطينية أمام العالم وأمام أوروبا التي أكدت أن عدم حلها يؤدي إلى تصاعد المشكلات والعنف في المنطقة والعالم، كما أن إصرارها على رفض عودة الفلسطينيين وتوطينهم إذ يوجدون يؤكد حرصها على تحقيق الاستراتيجية الصهيونية في الأكذوبة التاريخية التي لا تملك أية حجة قانونية أو حضارية على حساب الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وهو ما يدل على تجذّر العنصرية في السياسة الأميركية ضد العرب والمسلمين في الوقت الذي تُثار معاداة السامية في أكثر من موقع في أوروبا وأميركا».

وختم فضل الله بقوله: «إن سياسة استخدام العصا من قبل أميركا ضد الشعوب العربية والإسلامية ومن قبل الإدارة الحالية التي تحاول استباحة المنطقة كلها لحسابها وحساب «إسرائيل» قبيل الانتخابات الأميركية والانتخابات الفرعية في الكونغرس القادمة، ستنتج أكثر من عصا تهدد المصالح الأميركية، سواء حملت عنوان الرد بالمثل أو الدفاع عن النفس»

إقرأ أيضا لـ "السيد عبدالله الغريفي"

العدد 714 - الخميس 19 أغسطس 2004م الموافق 03 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً