العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ

مسرحية السادة النواب... عدنا والضحك أسلم!

المحرق - محرر الشئون الثقافية 

تحديث: 12 مايو 2017

بعد انقطاع طويل قدم مسرح الجزيرة على خشبة مسرحه في عراد باكورة انتاجه المسرحي الجديد المسرحية الفكاهية «السادة النواب» مساء الثلثاء 27 أبريل/ نيسان الماضي. بمشاركة مجموعة من الوجوه البحرينية الجديدة وباخراج من الفنان البحريني سعد الجزاف.

ومسرحية «السادة النواب» في خطوطها العريضة كانت عبارة عن لوحات من حياة المواطن في البحرين في ظل الحياة الاجتماعية والسياسية التي أبرزتها الخطوات الاصلاحية التي تبنتها الحكومة، فجاء العرض المسرحي مركزا على التجربة النيابية وان تخلل العرض بعض المشاهد واللوحات الفنية التي أقحمت في العرض المسرحي من أجل اضفاء لون من الفكاهة والتي أفقدت المسرحية بعدها الاجتماعي الجاد.

غير أن مسرحية السادة النواب لم تكن بمستوى مسرح بحريني عريق يحتفل بمرور ثلاثين عاما على تأسيسه، فعوضا عن تقديم كل ما من شأنه المساهمة في رفعة الذوق العام في لغة تحترم المشاهد وتحترم حاضره قدمت المسرحية لوحات فكاهية أثارت الضحك الصاخب ليس الا. فالمسرحية المذكورة تشير الى تردٍّ وانحسار في الأعمال المسرحية الجادة، وهو أمر لا يتعلق فقط بالمسرح البحريني، ذلك أن هذه صورة انحسار المسرح الجيد عموماً تظل عالقة في ذهن كل متتبع للحركة المسرحية في البحرين أو خارجها. اذ على رغم التطور الذي تشهده المسارح العالمية والتكامل بين عناصر العرض المسرحي من تمثيل وديكور واضاءة نجد أن مسرحية السادة النواب لم تفلح في اضافة أي شيء فقد اعتمدت على امكانات بسيطة وكوادر بشرية متواضعة للغاية لم تكن قادرة على ملامسة روح الانسان البحريني الذي يعاني من مشكلات شتى من دون أن يجد الحل في مجلس النواب أو في أطراف أخرى.

والسؤال المهم هنا: لماذا قدم مسرح الجزيرة هذه المسرحية التي لا تعكس شيئا من تاريخه المسرحي العريق. فالمسرحية لم تعتمد على بناء درامي وانما اعتمدت على نص كتبه المخرج نفسه وكان يمكن أن يكون في وجود الممثل بطل العرض المسرحي اضافة تكسب العمل قوة وتماسكا، فنحن وان قدرنا الدور الذي قام به الممثل المعروف سعد البوعينين الا أن دوره وعلى رغم خفة دمه وقدراته الجميلة في اضحاك الجمهور لم يقدم شيئا يرفع من مستوى العمل الفني. وذلك أمر غريب أن يقوم مسرح الجزيرة وعلى رغم تاريخه المشرف ومشاركاته الكبيرة وبعد أن قطع هذا الشوط الطويل بتقديم هذا العرض المسرحي الجديد وكأنه يرجع الى النقطة الأولى التي انطلق منها، وان كان البعض يبرر هذه الخطوة بالمشكلات الكبيرة التي صادفت المسرح وجعلته يتراجع الى الخلف، فإن هذا الطرح غير مقبول اذ كان يمكن لمسرح الجزيرة الانتظار الى أن تتكامل عدة المسرح بكل ما فيه من طاقم وكوادر وامكانات ليكون قادرا على تقديم شيء مهم يليق باسم مسرح الجزيرة.

نقطة أخرى مهمة وهي أنه من المفترض أن يكون المسرح ابناً للحظة التي يعيشها فكما أن مملكة البحرين تشهد عصرا انفتاحيا وديمقراطيا لم تشهده من قبل على مستوى تاريخها كان من الجدير بمسرح الجزيرة أن يكون على مستوى هذا الحدث من التطور والوضوح والحرية في الطرح، فكما أن المسرح العربي كان ابناً للنهضة العربية وواقفا معها ومصاحبا لها ومدافعا عن قيم الحرية والكرامة كان لزاما أن يكون مسرح الجزيرة على المنوال نفسه، ذلك أن المشاهد لم تكن لتخطئ التوجه الواضح منذ بداية المسرحية الى طرح ما تطرحه الحكومة.

ومع ذلك وعلى رغم كل هذه الملاحظات فإننا لا يمكننا اغفال الأداء الجميل الذي ظهرت به الوجوه الشابة والتي استطاع المخرج اظهار امكاناتها بالشكل الذي أرضى المشاهد وجعل الابتسامة لا تفارق شفتيه





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:23 ص

      رد الجميل للفنان

      الكثيرون يرون و نحن نرى أن وزارة الإعلام لم تبذل أي جهد لكي ترفع مستوى الممثل البحريني أمام الناس ولم تعطيه حقة كأنسان مبدع ولم تعطيه حقة في نشر أعمال قدمها فيما مضى فنحن نطالب وزارة الإعلام البحرينية أن تبذل جهود لتضهر ممثلينها في أحسن صورة فيجب أن لاينسى الناس عمالقة المسرح البحريني أمثال الفنان العملاق محمد عواد و سعد البوعينين وابراهيم البنكي و محمد البهدهي و جاسم شريدة والممثل القدير سعد الجزاف فإذا نسينا هاؤلاء ضاع المسرح البحريني و ضاع تعبهم فواجب علينا أن نعطيهم حقهم من أجل رد الجميل

اقرأ ايضاً