من منا لا يتذكر تلك الأيام، ويمكن أن ينسى تلك الفترات الجميلة... أيام مدرسة البديع الابتدائية للبنين؟ نتذكر أولئك الأساتذة الذين لهم فضل علينا لتعليمنا، فمنهم من رحل ومنهم من لايزال باقياً حتى يومنا هذا. مدرسة البديع ضمت الكثير من الطلبة من مختلف قرى البحرين، بعضهم يأتي مشياً على الأقدام وخصوصاً ممن يقطنون قريتي البديع والدراز، فضلاً عن قرية بني جمرة التي تقع المدرسة ضمن حدودها.

وعلى رغم الظروف المعيشية في تلك الفترات فالغالبية واصلت تعليمها، وفئة ضئيلة تركت الدراسة واتجهت إلى العمل نظراً إلى توافر الأعمال في تلك الفترات، إذ كان الوضع يختلف عن يومنا هذا.

ولكن تبقى الذكريات عالقة في أذهاننا حتى يومنا هذا، فمن ذهب إلى مدرسة البديع لا يمكن أن ينسى تلك الفترات كفترة الستينات والسبعينات... ومن مربينا في تلك الفترة، ممن لهم فضل كبير علينا، المربي منصور الشهابي - رحمه الله - وهو من الشعراء البارزين ومن الذين كرّسوا أنفسهم في خدمة أهل البيت عليهم السلام، وقصائده الحسينية يتذكرها الجميع، وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت له مشاركات أيضاً في إذاعة البحرين في أحد البرامج، وكذلك الإذاعة المدرسية إذ يشارك في إلقاء بعض القصائد من أشعاره في تلك الفترات وخصوصاً في المناسبات السعيدة كالأعياد الوطنية.

أيضاً هناك بعض الطلبة الذين يعتبرون من الطلبة المجدين والذين لهم مشاركات في الإذاعة المدرسية، ومن هؤلاء الطالب سلمان حسن إذ يشارك في عدة برامج التابعة لإذاعة المدرسة منها التوجيهات الصباحية لإلقاء بعض الإرشادات قبل دخول الطلبة إلى الفصول، والنشاطات الرياضية والمهرجانات التي تقام في كل عام وخصوصاً في الأعياد الوطنية، إذ كانت غالبية البرامج تقدم من خلال الإذاعة المدرسية وبمشاركة المربي حسن حبيب (من قرية بني جمرة)، بعطائه الذي امتد سنوات حتى فترة إحالته إلى التقاعد.

وهناك الكثير من المدرسين الذين لانزال نتذكرهم بين فترة وأخرى، ومن هؤلاء المربين الأفاضل: منصور العصفور، وعيسى العصفور، ومحسن الفتلاوي، والمرحوم عيسى زهير، ومحسن عبدالكريم وربيعة سنان (من قرية البديع) وغيرهم كثيرون. وعلى رغم مرور السنوات الطويلة على مدرسة البديع فإنها لاتزال باقية كما كانت حتى يومنا هذا، تبقى هذه المدرسة التي خرجت أجيالاً من الطلبة.

حميد أحمد الدرازي