تعرض عدد كبير من عمال الشركات المدفوعة للعمل في شركة نفط البحرين (بابكو) (شركات المقاولين) لحالات مرضية مجهولة بعد ان استقدمت هذه الشركات أكثر من 1000 عامل آسيوي بعقود مؤقتة من بلادهم إلى موقع العمل في الشركة من دون أي فحص طبي عليهم كما أجمع بذلك العمال الذين تحدثت إليهم «الوسط»، مؤكدين ان معظم هذه العمالة مريضة بأمراض مختلفة وإن أحدهم توفي قبل أيام بسبب الأمراض التي يعاني منها.

وقال العامل (ق. ش) الذي يعمل في إحدى شركات المقاولات المدفوعة لإجراء أعمال الصيانة السنوية في مصنع التكرير بشركة بابكو إنه «أصيب بمرض أدى به إلى تقيؤ وارتفاع في درجات الحرارة ما جعله غير قادر على مواصلة العمل والخروج في إجازة مرضية كما حدث لعدد كبير من العمالة البحرينية التي تختلط بالعمالة الآسيوية في موقع العمل وكذلك في وقت الاستراحة التي تضم جميع العمال في خيمة كبيرة أعدت خصيصاً لذلك والتي تستوعب أكثر من 1000 عامل، مؤكداً ان الأجواء الحارة والرطوبة وكثافة العدد والاختلاط عوامل ساعدت على انتقال الأمراض من العمالة الآسيوية إلى العمالة البحرينية»، مؤكداً ان العمل في الموقع مستمر طوال اليوم من دون توقف لإنجاز العمل قبل نهاية الشهر كما هو محدد له بذلك.

وأشار (ق.ش) إلى ان أكثر من 50 عاملاً يسقطون بشكل يومي في موقع العمل جراء الظروف الصعبة وعملية الاختلاط، وانه بالأمس الأول سقط أكثر من 70 عاملاً بينهم عدد كبير من البحرينيين.

وأضاف (ق.ش) ان سواق شركات المقاولين أكدوا لهم انهم تسلموا العمالة الآسيوية من المطار إلى موقع العمل مباشرة من دون أن يخضعوا لعمليات فحص طبية للتأكد من خلوهم من الأمراض والاعتماد فقط على شهادة جاءوا بها من بلدهم تؤكد خلوهم من الأمراض، مشيراً إلى انه خاطب المعنيين في وزارة الصحة التي لم يكن لديها أية معلومات عن العمالة الآسيوية أو عن الأمراض التي يحملونها.

وانتقد (ق.ش) دور نقابة بابكو في العمل على التحقيق في الموضوع حتى ولو كان المتسبب الرئيسي في المرض هم من خارج الشركة أو من الشركات المدفوعة للعمل في بابكو، مشدداً على انه من: واجبها العمل على حماية العاملين في نطاق الشركة وتأمين السلامة الصحية لهم.

ومن جانبه قال مدير التوظيف والموارد البشرية في إحدى الشركات التسع التي تعمل على صيانة مصنع التكرير إن «الحالات المرضية التي حدثت ليست نتيجة أمراض نقلتها العمالة الآسيوية وإنما نتيجة الظروف العمل والانتقال من مناطق العمل الحارة إلى مناطق الاستراحة الباردة بشكل يومي وبصورة متكررة، ما يزيد من احتمالية إصابتهم بالأمراض، مؤكداً ان وزارة الصحة سألت الشركة وباقي الشركات بعد ان كثرت الشكوى عن الحالات المرضية إلا انه أكد لهم بضرورة زيارة مفتشي الصحة لموقع العمل والوقوف على الوضع بشكل قريب ومباشر لمعرفة الحقيقة بشكل كامل، مؤكداً ان شركته اكتشفت حال مرضية لأحد العمال المصاب بمرض الملاريا وتم تسفيره مباشرة بعد التأكد من ذلك.

ونفي مدير التوظيف ان تكون العمالة البحرينية مختلطة مع العمالة الآسيوية، مشيراً إلى ان البحرينيين يعمدون في أوقات الاستراحة إلى التوجه إلى المساجد المنتشرة في بابكو أو مكاتب الشركات، ومن يدخل الخيمة المخصصة لاستراحة العمالة الآسيوية فهو بتصرف شخصي لا علاقة للشركة به أبداً.

وأما بخصوص دخول العمالة الآسيوية المؤقتة من دون فحص، قال: «إن النظام في المملكة لا يتطلب إجراء فحص للعمالة المؤقتة التي تستقدم لظروف عمل معينة ولوقت لا يتجاوز أشهر»، موضحاً ان الفحص الطبي يجرى فقط على العمالة التي ستقيم في المملكة وبعقود دائمة.

كاشفاً ان هذه العمالة تأتي بعقود عمل مؤقتة لمدة ستة أشهر وتعامل معاملة أي زائر أجنبي للملكة لا يتم الفحص عليه، مؤكداً ان هذه العمالة لا تبقى في المملكة أكثر من 40 يوماً فقط، متسائلاً عن سبب عدم فرض الفحص الإلزامي على جميع الأجانب الزائرين إلى المملكة في ظل الأمراض الكثيرة المنتشرة في العالم.

وانتقد مدير التوظيف إجراءات الصحة التي تؤخر طلبات الفحص لأكثر من شهر، إذ لا يمكن لأي شركة ستقدم عاملاً للعمل بصفة مؤقتة لأن تنتظر أكثر من شهر لإجراء مثل هذه الفحوص الطبية.

وأشار إلى ان عمال شكرته تعرضوا لثماني حالات انفلونزة وإن هناك شركة أخرى أصيب فيها 35 عاملاً بالمرض نفسه.

الغريب في الأمر ان المسئولين في شركة بابكو لا يعلمون بالأمر بتاتاً ونفوا أنهم سمعوا عن إن هناك أزمة صحية في الشركة بسبب العمالة الآسيوية المؤقتة التي تقوم بأعمال صيانة في مصنع التكرير