العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ

الانتقاء الطائفي الكريه

للأسف فإن بعض الإخوان توجهوا بكل حماس نحو طريق الانتقاء الطائفي والميل الى التمييز المذهبي بكل ما يحوي هذا الطريق من تأخر وتفريق وتشتيت بين المسلمين أنفسهم سواء على الجانب المحلي أو الجانب العربي أو الاسلامي. .. وإليك بعض هذه اللوحات المجتمعية التي نسجت بخيوط الانتقاء الطائفي:

- فلسطين بلد عربي عزيز علينا ما حل به من تسلط يهودي قامع واحتلال مكث ما يقرب القرن، والعراق بلد عربي غدر به حكامه وآخرهم الدكتاتور المنفرد صدام حسين الذي دعا الاميركان لدخوله واحتلاله والمفارقة هنا ان الانتخابات التي تجرى في فلسطين انتخابات شرعية وبعض رجالات الوطن المغتصب مجاهدون ومقاومون بررة على رغم جلوسهم في نقاشات مطولة ومؤتمرات ممددة مع السفاحين والجزارين الاسرائيليين وحتى من دخل من الفلسطينيين في الكنيست الاسرائيلي واعترف بهذا الكيان السرطاني في أرضنا فهم ثوار وأبطال قوميون.

أما في العراق فالانتخابات غير شرعية والرجال الداخلون فيها خونة ومتآمرون وعملاء فأي انتقاء هنا يا سادة وأية مفارقة ليس فيها للعدل موطأ قدم.

- صدام مجرم محترف، حرق الحرث والنسل في بلاد النعيم والجنة الدنيوية "وادي الرافدين" القتل مهنته هو وعصابته في ليله ونهاره، ولكن لم يمس ما يعمله هذا المجرم قلوب هؤلاء ولم يهمهم ما يقوم به من مجازر، بل علقوا صوره في منازلهم وحمل ابناءهم اسمه ليس لسبب ولكن لتركيبة طائفية كريهة بين جنباتهم، فهم لم يكونوا يعرفون الفلوجة ولا الرمادي ولا بعقوبة ولا غيرها وانما كانوا يعرفون شيئا واحدا فقط هو ان هذا الطاغوت يمارس طغيانه ضد طائفة يريدون لها أن تموت وتنتهي.

وعلى المستوى المحلي أقام الإعلام الدنيا ولم يقعدها وأخذ الكثير يكتبون بنفس طائفي انتقائي عن حادثة بسيطة حدثت في مباراة رياضية عندما رفع أحد مشجعي ناد محلي علما لبلد يمثل منشأ أجداده، وعلى رغم اننا لا نقر هذا التصرف ابدا ولا نرتضيه تماما ولكن ماذا عن أولئك الأشخاص من مختلف البلدان العربية والآسيوية والذين يجاهرون علانية بالوقوف مع بلدانهم ودولهم عندما تأتي الى البحرين للعب معنا وحتى مع غيرنا في مباريات ودية أو ضمن دورات خليجية أو عربية أو قارية وحتى عالمية.

ايها الاخوان الاعزاء تنبهوا ولو قليلا ولبسوا العدل ولو ثانية فقط فهذا التوجه خطير جدا يفرق الأمة ولا يوحدها ويشتتها ولا يجمعها فمتى نمشي في طريق التاحبب والتوادد ويلتم شمل الامة العربية والاسلامية في طريق نقاء أممي وليس انتقاء طائفيا.

محمد عبدالله محمد درويش

العدد 887 - الثلثاء 08 فبراير 2005م الموافق 28 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً