العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ

هيئات تواكب الاصلاح

هناء بوحجي comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يتسق التوجه الاصلاحي في انشاء هيئات مستقلة لادارة القطاعات المهمة مع التوجه العالمي في رفع الكفاءة بتقليص البيروقراطية وتسهيل المعاملات في المواقع المهمة.

ويتواكب هذا الاتجاه أيضا مع تقليص دور الحكومة الى الاشراف والرقابة بعد أن تم الفصل بين السلطات واستقلت السلطة التشريعية ويأتي أيضا متواكبا مع افساح المجال للقطاع الخاص واعطاءه دور أكبر في العملية الانتاجية لرفع بعض من عبء الانتاج عن كاهل الحكومة وإعطائها تفرغا أكبر للقيام مهمات الاشراف والرقابة.

ودشن هذا التوجه بتأسيس "هيئة تنظيم الاتصالات" التي أثبتت فعاليتها في ادارة فتح القطاع وتخصيصه، وكذلك هيئة الاذاعة والتلفزيون، والنية تتجه حاليا الى تأسيس هيئة مستقلة لادارة سوق العمل ، الذي يعاني من مشكلات مزمنة، تتمحور مهمتها في دورين أساسيين هما تطوير سياسات سوق العمل والقيام بدور المحطة الواحدة في ادارة سوق العمل وستكون بمثابة الجهة المركزية لخلق قاعدة بيانات سوق العمل.

كذلك تتحدث الأوساط عن إنشاء هيئة أو جهة مستقلة لادارة عمليات ابرام عقود الغاز بعد أن توصل الاصلاحيون الى ضرورة اتباع منهجية أكثر سرعة في التفاوض وفي اتخاذ القرارات بما يتناسب مع الأهمية الاستراتيجية لهذا المورد في تحقيق النمو الاقصادي والاجتماعي المأمول... والحديث يتواصل عن انشاء مزيد من الهيئات مستقبلا.

ومن الواضح أن انشاء الهيئات المستقلة التي يتأمل منها الاصلاحيون كفاءة عالية تكفل للبحرين السير بخطى متناسبة الى الأمام مع تقدم منافسيها القريبين والبعيدين، ومع الحاح وضرورة القضاء على المشكلات المعيقة لطموحات معدلات النمو المرجوة، أصبح المخرج الفوري لتنفيذ عملية الاصلاح الاقتصادي المتوقع أن تكون طويلة المدى الا أنه في الوقت نفسه يعطي مؤشرا واضحا الى وجود صعوبات في تجاوب الانظمة التقليدية مع التوجهات الاصلاحية الحديثة.

وعلى رغم عملية هذا الحل الا أنه يطرح تساؤلا عن دور المؤسسات الحكومية الحالية بعد أن اقتطعت منها مسئوليات وأوكلت الى جهات جديدة أكثر استيعابا للتوجهات الاصلاحية وأكثر قدرة على التعاطي معها فاستمرار هذه المؤسسات كما هي سيدفع بها الى مزيد من التخلف وقد يسبب بعض التضارب أو الارباك في المسئوليات بالاضافة الى أنه يبقيها عبئا على بند النفقات.

مهمة حركة الاصلاح لن تكون سهلة ، فايقاظ الوضع من سبات دام عقودا سيتطلب بلا شك سلوك طرق قد تكون أطول وقد تكون أكثر كلفة للالتفاف على عقبات لا يمكن التوقف عند كل منها.

ولذلك فان الاهتمام باختيار البرنامج الاصلاحي الأنسب وبتوسيع قاعدة المؤمنين بأهمية الاصلاح وحلفائه سيكفل للتيار الاصلاحي أن يكون جارفا يصعب على العقبات الصمود أمامه وسيختصر الطرق إلى الهدف بأقل الكلف

إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "

العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً