العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ

الكويتيات: المجتمع العربي ظلم المرأة والخليجي أهملها

"لن نقبل ان نكون ديكورات في المناصب القيادية"

عندما تغضب المرأة الكويتية تقول العبارة الشهيرة "احنا اشفينا طايح حظنا!" هذه العبارة تختصر لك معاناة المرأة الكويتية، سواء عندما يتزوج كويتي من امرأة أجنبية وعندما يتم اهمالها ولا يسند اليها منصب في إحدى الإدارات.

الناشطة السياسية والمدافعة عن حقوق البيئة فاطمة العبدلي تقول: "ان وضع المرأة في الوطن العربي لا يبشر بالخير في ظل الظروف التي نراها، إذ إن الرجل يستحوذ على نصيب الأسد في كل المناصب الإدارية وأصبحت المرأة العربية مهملة على رغم تفوقها المهني والإداري، ولكن يبقى وضع المرأة العربية لا يبشر بالخير. وإذا استمر هذا الوضع فاننا سنتراجع الى الوراء والعالم الآخر يسبقنا".

وقالت العبدلي إن المرأة في الوطن لم يستفد منها بالشكل الصحيح، بل ان بعض الأنظمة العربية تعين المرأة كواجهة سياسية فقط من دون ايمان البعض بقدراتها لان العقل العربي يرفض حتى الآن تقبل المرأة وخصوصا أننا نسمع بعض الدعوات التي تطالب بان تعود المرأة الى بيتها وتجلس لتربي الأبناء، وهذه الدعوات نسمعها للأسف من قبل من يحمل شهادات عليا! واضافت: "ان المرأة وعلى رغم كل إمكاناتها العلمية إلا أنها مازالت تظلم من قبل الرجل الشرقي الذي لا يستطيع ان يتخلى عن انانيته، وعلى رغم كل هذا التقدم الذي يجري حولنا ويدعي بانه متفهم ولكن يصبح دكتاتوريا في العمل تجاه المرأة".

وقالت العبدلي: "إذا تحدثنا عن وضع المرأة الخليجية فانها لم تحظ بأية أهمية تذكر على رغم وجود كفاءات نسائية في مجالات أفضل من الرجال ولكن العقل الخليجي حتى الآن لا يريد ان يقتنع بأنها كفاءة، بل ان المرأة لا تسند لها المناصب، وعندما تسند لها وظيفة تعتبر "كمنة"، أو كواجهة فقط من أجل الإدعاء فقط. ولكن الحقيقة نحن جديرات بالعمل والمرأة الخليجية نجحت في المجالات كافة".

إهمال المرأة

وقالت الناشطة في جمعية حقوق الإنسان الكويتية مها البرجس ان المرأة العربية كانت مهملة في السنوات الماضية في الوطن العربي وللأسف ان الحكومات العربية ساهمت بدور كبير في إهمال دور المرأة، وخصوصا عدم وجود قناعات لدى الكثير من القيادات العربية بأهمية إعطاء المرأة حقوقها وتوليها الشأن العام".

وأضافت الناشطة مها البرجس: "ان الضغوط الدولية والمتغيرات في العالم ساهما بدور كبير في ان تنال المرأة العربية حقوقها، ولذلك فإن المرأة احتلت مكانة مرموقة ليس بفضل الرجل ولكن لكفاءتها ومقدرتها على تولي هذه الأعمال".

وأضافت قائلة: "ان الجمعيات والمنظمات الإنسانية لعبت دورا كبيرا في تسليط الضوء على المرأة العربية، ما أحرج الكثير من الدول العربية التي غيرت الكثير من سياستها نحو المرأة".

وقالت البرجس: "نحن نرفض ان نكون ديكورا في المسرح السياسي، ولذلك فإن المرأة العربية عليها أن ترفض المشاركة في أي عمل لمجرد اسكاتها وذر الرماد في العيون فقط. فالمرأة الخليجية ظلمت في السنوات السابقة، واليوم نرى ان الوضع تغير وخصوصا ان هناك ضغوطا كبيرة دولية، وعلينا ان نتغير قبل أن يتم إجبارنا على التغيير كما قالت إحدى القيادات الخليجية".

وأوضحت البرجس ان الديمقراطية "ساهمت بدور كبير في تغيير أحوال المرأة في الوطن العربي، ولذلك يجب ألا ترضى المرأة العربية والكويتية ان تهمش بالشكل الذي نراه اليوم، إذ حرمت من حقوقها السياسية واليوم نحن نصارع في الكويت من أجل نيل هذا الحق في الايام المقبلة".

وقالت: "علينا ان نتحرك ولا نقف متفرجين على ما يجري في الوضع الحالي لأن المرأة العربية لا يريد لها البعض ان تأخذ مكانتها، وخصوصا التيار الديني وقوى التخلف التي تسيطر الآن على الاوضاع في الوطن العربي، والتي تريد للمرأة أن تكون ديكورا يتباهون بها في المنتديات والمؤتمرات وخطاباتهم السياسية، أما على أرض الواقع فالأمر مختلف، ولكن يجب الا نرضى بأن نكون مهمشات".

الوضع لصالح المرأة

أما مديرة الإعلام في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية منى العياف فقد أكدت أن المرأة العربية لم تعد ديكورا في الأنظمة العربية بل أنها أصبحت فعالة ولها مكانة كبيرة، ولديها القدرة على إدارة الكثير من القضايا، ولكن العقلية العربية لا تسمح للمرأة أن تأخذ وضعها كما هو مفترض أسوة بالدول المتحضرة".

لأن الحديدة حارة!

وأضافت العياف: "في الكويت احتلت المرأة مكانة كبيرة وأصبحت لدينا أول مديرة للجامعة فايزة الخرافي، وقد أدارت بكفاءة من خلال منصبها جامعة الكويت، وأشاد بها الكثير من أساتذة الجامعة. ولدينا أيضا كويتية سفيرة لنا في الأمم المتحدة وهي نبيلة الملا، التي ساهمت بدور كبير في السياسة الكويتية الخارجية، ولكن للأسف البعض يريد أن ينتقص من المرأة العربية والخليجية استنادا على بعض الاحاديث الدينية والتي يختلف بشأنها الكثير من الفقهاء".

وقالت منى العياف: "في السنوات الأخيرة تغيرت الاحوال، ويبدو ان الوضع الدولي اثر على مواقف الكثير من الدول العربية، بل ان بعض الدول دون تسميتها سارعت الى الاعلان عن موقفها تجاه المرأة، وتسعى لاسناد بعض الوظاف لها لأن "الحديدة حارة"، وهذه خطوة جيدة لابد من الاشادة بها، على رغم ما قيل بانها نتيجة ضغوط خارجية إلا أنه يجب تشجيعها، فلم نعد لوحدنا بل أصبح الوطن العربي كله تحت عدسات المجتمع الدولي الذي يضغط باتجاه تعديل الاوضاع المتأخرة في الوطن العربي".

وأضافت منى العياف قائلة: "ان الكثير من النساء العربيات يعملن بكفاءة عالية، ويتفوقن على الرجل لكن الحظ العاثر يلازمهن، ولكنني اقول إن الوقت الآن لصالحنا ونحن لا نريد مناصب ديكورية أو شكلية، بل نريد العمل من أجل الانتاج"

العدد 918 - الجمعة 11 مارس 2005م الموافق 30 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً