العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ

"وصفة الكارثة" من صنع "الأخت الشريرة"

مازالت الصحف الأميركية ترصد الملف اللبناني - السوري على خلفية التطورات اللبنانية المتسارعة بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وانسحاب القوات السورية من لبنان. وإذ كشف أحد التقارير عن "هدنة" رعتها واشنطن وباريس، بين أطراف لبنانية رئيسية في "المعارضة" و"الموالاة" وتفضي إلى اختيار ميشال عون، بعد عودته من باريس، خلفا للرئيس إميل لحود بعد الانتخابات البرلمانية، لم يغب عن التعليقات الأميركية تقرير "التنمية البشرية" في العالم العربي للعام 2004 الذي حمل أميركا مسئولية إعاقة تقدم العرب وعدم وثوقهم بالنظام الدولي. وحذر من "الخراب الآتي" وتداول "قادم للسلطة" عن طريق "العنف المسلح" في حال استمرار "العجز التنموي والقهر في الداخل والاستباحة من الخارج"، فقد رأى تعليق ان واشنطن نجحت في إسقاط نظام صدام حسين وإحراج سورية للخروج من لبنان، إلا ان بناء الديمقراطية يتطلب العمل مع الإصلاحيين العرب حتى لو حافظوا على عدائهم لواشنطن... لكن هناك مقالا يحذر من "وصفة الكارثة" التي تجهزها الإدارة الأميركية للبنان. فوزيرة الخارجية كوندليزا رايس "الأخت الشريرة غير الشقيقة" لكيسنجر وحليفة وزير الخارجية السابق جورج شولتز، تعمل اليوم على تكرار الخطوات والمواقف الأميركية التي ساهمت في إشعال الحرب الأهلية في لبنان في العام .1975 ونشر موقع "إكزكيوتف إنتلجنس ريفيو" على الإنترنت، تحقيقا تحت عنوان: "هل ستدمر وديعة كيسنجر لبنان مجددا" ذكر خلالها بمواقف بارزة اتخذها السياسي الأميركي الديمقراطي ليندون لاروش من السياسات الأميركية تجاه لبنان منذ ما قبل اندلاع الحرب الأهلية. فذكر الموقع انه في ابريل/ نيسان العام 1975 شارك لاروش في احتفال مشترك للحزبين البعثي السوري والعراقي في بغداد، إذ صرح انه يتوقع اندلاع حرب أهلية في لبنان كنتيجة مباشرة لمناورات وزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنجر. وتابع الموقع ان لاروش أطلق في ذلك العام "خطة للسلام والتنمية في الشرق الأوسط" تقترح وضع أسس السلام بين العرب والإسرائيليين وذلك من خلال إطلاق مشروعات تنموية إقليمية كبرى على صعيد إدارة المياه والنقل والطاقة والتعليم والعناية الصحية وغيرها من المجالات وذلك من خلال استخدام موارد كل دول المنطقة. وذكر الموقع أن لاروش دعا آنذاك دول الخليج لإقامة "بنك التنمية الشرق أوسطية" إذ يتم تحويل جزء من مردود النفط إلى أرصدة مالية طويلة تستخدم في مشروعات تنموية. هذا في ما يتعلق بالماضي أما اليوم، يتابع الموقع، فقد أعلن لاروش، ردا على جهود إدارة بوش الأخيرة لتفجير الأوضاع في لبنان وسورية، أنه ما من حل للأزمة اللبنانية من دون فهم الحوادث التي مر فيها هذا البلد طوال السنوات الأربعين الماضية. وأضاف ان لاروش حذر من ان أي إخفاق في فهم ذلك الفصل الأليم من تاريخ المنطقة يعني تكراره لا محالة. لافتا إلى ان لاروش على قناعة بأن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس التي يصفها بأنها "الأخت الشريرة غير الشقيقة" لكيسنجر وحليفة وزير الخارجية السابق جورج شولتز، تعمل اليوم على تكرار الخطوات والمواقف الأميركية السابقة التي ساهمت في إشعال الحرب الأهلية في لبنان في العام .1975 ومن جهة أخرى، كتبت مارينا أوتاوي في "واشنطن بوست" مقالا على هامش صدور تقرير التنمية البشرية العربي الثالث، دعت في مستهلها المسئولين في إدارة بوش وكل من يهتم بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط إلى قراءة هذا التقرير بتمعن. وأوضحت ان معدي التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" عبروا عن موافقتهم التامة على مبادئ الديمقراطية غير انهم أكدوا في المقابل عدم ثقتهم بجهود إدارة بوش لنشر الديمقراطية في المنطقة. وأشارت إلى ان هذه الرسالة المتناقضة التي تضمنها التقرير تشكل صلب الأحجية التي تواجهها الإدارة الأميركية خلال بحثها عن استراتيجيات لإحداث تغيير سياسي في الشرق الأوسط. وأوضحت أوتاوي ان التقرير يخلص إلى ان القيم الديمقراطية والليبرالية ليست قيما غربية بل كونية وان التغيير في العالم العربي يجب أن يبدأ الآن من دون انتظار حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. إلا ان المحللة الأميركية رأت انه في حين ان خلاصة التقرير قد تكون إيجابية جدا بنظر إدارة بوش إلا ان ثمة بنودا أخرى تتضمن مواقف وآراء معادية لهذه الإدارة. وأوضحت ان التقرير ينتقد بشدة السياسات الأميركية كما يندد بالاحتلال الأميركي للعراق وبدعم واشنطن الأعمى لـ "إسرائيل" ويعتبر انهما يشكلان عوائق في وجه التنمية البشرية في العالم العربي. وذكرت أوتاوي في هذا السياق أن الانتقادات التي تضمنها التقرير لواشنطن و"إسرائيل" هي التي أخرت صدوره لأكثر من ستة أشهر. إلا انها لفتت إلى انه على رغم ان التقرير كان معاديا للسياسات الأميركية فإنه أقر بأن الضغط الخارجي وخصوصا من جانب واشنطن قد يشكل حافزا إضافيا للتغيير في المنطقة. غير انها لاحظت ان معدي التقرير لا يعتقدون بأن الولايات المتحدة تشارك العرب الهدف نفسه في العمل على تحقيق نهضة سياسية وثقافية واقتصادية من أجل الوصول إلى تنمية بشرية بكل معنى الكلمة. وأشارت إلى ان التقرير يلاحظ ان إدارة بوش لديها هدفان محدودان في المنطقة، الأول هو التخلص من الأنظمة القمعية والثاني هو التملق إلى حلفائها الأوتوقراطيين مثل مصر والسعودية لإجراء بعض الإصلاحات، غير انها عادت واستدركت بأن التقرير يعترف بأن هذين الهدفين المحدودين قد يساعدان في عملية التغيير في المنطقة. وشددت على انه من المهم جدا أن تقر إدارة بوش باعتراف التقرير بأن سياستها في الشرق الأوسط قادرة على إحداث تغيير حقيقي. ونشرت "دبكا فايل" من على موقعها على الإنترنت تقريرا تحت عنوان: "ميشال عون: مرشح مدعوم من فرنسا وأميركا لمنصب الرئاسة في لبنان". واستهلت التقرير بالقول ان الاستراتيجية الأميركية في المنطقة في ظل إدارة بوش الثانية تقضي بالتركيز على حل النزاعات الداخلية في المنطقة بدلا من شن حروب جديدة. وأشارت إلى انه في بيروت على وجه الخصوص حاولت الإدارة الأميركية تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وذلك بهدف منع المجموعات الإسلامية من الوصول إلى السلطة، دائما بحسب "دبكا فايل"، التي أوضحت ان الخطوة الأولى في هذه الاستراتيجية كانت نجاح نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد في تنظيم لقاءات بين المعارضة الدرزية المعادية لسورية والزعماء المسيحيين والمعسكر الموالي لدمشق إلى جانب ممثلين عن حزب الله، أدت إلى التوصل إلى ما أسمته "اتفاق هدنة". وأشارت إلى ان هذا الاتفاق نص على أمرين: الأول سحب جميع القوات السورية من لبنان من دون تأخير. والثاني موافقة الأطراف اللبنانية الأربعة على أن يكون عون، بعد عودته من باريس، خلفا للحود بعد الانتخابات البرلمانية. وإذ لفتت "دبكا فايل"، إلى ان عون أعلن أخيرا من باريس انه سيعود إلى بيروت بعد خمسة أسابيع، نقلت عن مصادرها في العاصمة الفرنسية ان الرئيس جاك شيراك أمر الأجهزة الدبلوماسية والاستخبارية الفرنسية التي تعمل مع نظيراتها الأميركية في بيروت، أن تحضر لاستقبال عون "استقبال الأبطال"

العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً