العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ

استثمار ضخم لــ "فروت أوف ذو لوم" في مجال النسيج بالمغرب

ثلاث مجموعات دولية للنسيج تستثمر أكثر من 300 مليون دولار

على رغم المشكلات التي يعاني منها قطاع النسيج في المغرب جراء التهريب، وغزو المنتجات الأجنبية للأسواق المحلية، إلا أنه عرف في اليومين الماضيين تحولا يمكن وصفه بالمهم ويعيد إلى النسيج المغربي مكانته السابقة إن لم تزد عليها.

فقد وقعت المجموعة الأميركية المتخصصة في النسيج والألبسة فروت أوف ذو لوم يوم الخميس بالرباط، اتفاقا لاستثمار نحو 1,4 مليار درهم مغربي "أكثر من 160 مليون دولار" لإقامة وحدة للغزل والنسيج والتلوين ببلدة الصخيرات جنوب الرباط وكذا توسيع وحدة الألبسة الجاهزة ببلدة بوقنادل بضواحي العاصمة "الرباط". وقدمت إلى المستثمر الأميركي عدة تسهيلات منها التخفيض من فاتورة الماء والتطهير، وشراء قطعة الأرض وعدة تجهيزات أساسية أخرى قدرت بنحو 15 في المئة من القيمة الإجمالية للمشروع.

وخلال حفل التوقيع الذي حضره وزيرا الداخلية والاقتصاد المغربيان والسفير الأميركي وعدد من رجال الأعمال المغاربة والأميركيين، أكد رئيس وزراء المغرب إدريس جطو لرئيس المجموعة ليونارد ماربوري، مساندة حكومته معبرا في الوقت ذاته عن ارتياحه لكون هذه العملية ستفتح السوق الأميركية أمام النسيج المغربي. وقال جطو: "إن الأمر لا يتعلق بغاية في حد ذاتها وإنما ببداية، إن استثماركم يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلينا كما أنه يعزز العلاقات بين بلدينا" اللذين تربطهما اتفاق للتبادل الحر وقع العام الماضي.

وتحدث المسئول المغربي بشأن هذا الاستثمار ضمن السياق الحالي الذي يعرفه قطاع النسيج والألبسة في العالم معتبرا أن ذلك يأتي ليؤكد أن "القطاع يبقى قابلا للاستمرار في المغرب وبإمكانه المنافسة في مناخ مفتوح"، وأكد "أنه إذا تمكنا من إنجاح اندماج القطاع، فإن نسيجنا سيتطور باستمرار" مشيرا إلى أن "اختيار المغرب من طرف المجموعة الأميركية بعد مفاوضات عسيرة له مغزى كبير".

من جهته عبر ليونارد ماربوري عن ثقته فيما يخص مستقبل نشاط مشروعه في المغرب، مشيرا إلى أن الاستراتيجية التي سيتم اتباعها هي تكثيف المبيعات داخل الأسواق الأوروبية قبل التوجه إلى الأسواق الأميركية في إطار اتفاق التبادل التجاري الحر الموقع بين الرباط وواشنطن، مبرزا مدى الجدية التي ميزت الدراسة التي تم على أساسها اتخاذ قرار إقامة هذا الاستثمار في المغرب معتبرا أن مؤسسته ستكون بمثابة سفير للمغرب في الخارج. كما أكد أن الاستثمار الجديد سيتيح خلق 1150 وظيفة عمل جديدة، مضيفا أن هدف المجموعة هو بلوغ رقم ما بين 3000 و4500 وظيفة عمل خلال المرحلة العملية الثانية.

وقبل توقيع استثمار شركة فروت أوف ذو لوم كانت الأخيرة رفقة شركتي طابيكس الإسبانية وليغز الإيطالية الرائدتين في مجال النسيج أعلنت عددا من المشروعات الاستثمارية في المغرب بقيمة إجمالية تفوق 300 مليون دولار من شأنها خلق نحو 2500 وظيفة عمل مباشرة مبرهنة بذلك على ثقتها في المملكة. ويتعلق الأمر بثلاثة من بين أهم مشروعات المنتوجات التمهيدية في مجال النسيج والألبسة وفق ما قدمته ورقة إلى مديرية الاستثمارات المغربية.

ويتخصص المشروعان الأولان في مجال إنتاج الثوب، الذي يعتبر المادة الأولية لخياطة ملابس "الجينز"، وهو الأمر الذي سيجعل من المغرب أحد أهم المواقع العالمية في إنتاج هذا النوع من الألبسة، في حين سيخصص المشروع الثالث لإنتاج الأقمصة الرياضية وسيسهم في تعزيز إمكانات المغرب كقاعدة للتصدير تجاه الأسواق الأوروبية والأميركية.

وكانت الرباط وقعت أواخر العام الماضي 27 أكتوبر/ تشرين الأول و23 ديسمبر/ كانون الأول 2004 اتفاقين ابتدائيين للاستثمار مع مجموعتي "ليكلير" و"تافكس" لتضاف إليهما فيما بعد الشركة الأميركية التي أعلنت تأسيس فرع لها في المغرب يحمل اسم "فروت أو ذو لوم - المغرب" والتي أحدثت على مساحة 5 هكتارات.

وتبلغ قيمة استثمارات مجموعة تافكس الإسبانية 634 مليون درهم مغربي منها الرفع من قدرة إنتاجية فرع "سيتافكس" للغزل والنسيج والتلوين بمدينة سطات 80 كلم شرق الدار البيضاء، وتشغل 437 شخصا وينتظر أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 530 شخصا سنة .2008 أما مشروع "ليكلير" فإن قيمة استثماراته تصل إلى 750 مليون درهم، وتهم إحداث مركب صناعي ببلدة الصخيرات بشراكة مع المجموعة المغربية "السنوسي"، ويتكون هذا المركب الذي يجري بناؤه من وحدة للنسيج بقدرة إنتاجية تصل إلى 24 مليون متر في السنة، وأخرى للغزل بقدرة 9 آلاف طن في السنة

العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً