العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ

"إسكان الشاخورة" ليس لأبنائها... والمشروعات الخدمية في "خصام" دائم مع المنطقة

الأهالي ينتظرون منذ 35 عاما من دون جدوى

استغرب أهالي منطقة الشاخورة من تجاهل مسئولي الوزارات الخدمية والهيئات الرسمية عن احتياجات المنطقة الملحة مطالبين بسرعة إعطاء المنطقة حقها من التطوير لاسيما وأن القرية لم تشهد أي نوع من التطوير منذ أكثر من 35 عاما "وهو ما يعد مستغربا في ظل الاهتمام الملحوظ بمناطق حديثة وتطويرها بشكل مستمر فيما تقبع منطقة قديمة جدا مثل الشاخورة في وطأة التجاهل الدائم في شتى الجوانب الخدمية.

وتتركز مطالبات أهالي القرية في عدة أمور منها إعطاء أبناء القرية "بالاشتراك مع قرى الحجر وأبوصيبع والقدم" الأولوية الكاملة في الحصول على الخدمات الإسكانية في مشروع الشاخورة الإسكاني، وإنشاء شبكة المجاري وشبكة الطرق الداخلية، ورصف الشوارع، وتوجيه اهتمام دائرة الأوقاف الجعفرية لمساجد القرية المهملة خدميا ومقبرتها التي تم الاعتداء على أرضها من قبل أصحاب الاسطبلات. كما يطالب الأهالي بتأمين خدمات المقبرة الأخرى مثل استراحة خاصة مثيلة بالموجود في المقابر الأخرى.

"الإسكان" الأزمة الكبرى

يبين الأهالي أن وزارة الأشغال والإسكان أعلنت عن مشروع الشاخورة الإسكاني وطلبت من أهالي القرى الأربع "الشاخورة، الحجر، أبوصيبع، القدم" أن يسجلوا في الوزارة لمن يريد أن يستفيد من خدمة الأراضي الإسكانية فيما وعدت بأن تعطي أهالي المناطق المذكورة 50 في المئة من المنازل وتقسم الباقي على أصحاب طلبات الإسكان من المناطق الأخرى. وتساءل الأهالي عن السبب وراء عدم إعطاء القرى الأربع حقها الكامل في الاستفادة من المشروع إذ طالبوا بأن يكون المشروع الذي هو في المنطقة والذي هو من ضمن مشروعات تطوير القرى لأهالي المنطقة لا لسواهم فهم أولى به من غيرهم لاسيما مع توجيهات القيادة الرشيدة بدعم إسكان الأهالي في مناطقهم.

وطالب الأهالي بأن تخصص الأراضي لأهالي المنطقة ممن استوفوا شروط الإسكان. وأوضح أحد الأهالي علي جعفر أن "الإسكان قامت بتسجيل عدد من الأهالي في ما يخص الأراضي وتم تسجيل عدد كبير فقامت الوزارة بعمل قائمة أولى تضم من سجل من الأهالي حتى شهر سبتمبر/ أيلول 2004 بينما حولت الآخرين ممن سجلوا بعد ذلك لقائمة ثانية وضعتهم فيها مع من تم تسجيلهم بصفة ثانوية وهم ممن تكون زوجاتهم من إحدى المناطق الأربع ما يعني أنه في حال دمج الجميع فإن أهالي القرية ممن استوفوا الشروط لن يجدوا نصيبا في المشروع وهو لا يحقق العدالة إذ إن من المفترض أن تكون الأولوية التامة لأهالي القرى الأربع ومن ثم إذا كان الأهالي المستوفون لشروط طلبات الأراضي قد حصلوا على الأراضي فمن حق الإسكان أن توزع الأراضي الأخرى على من تريد بعد ذلك.

لا نريد أن يبنى المشروع على أراضي المنطقة ونرى بعد إنشائه أن مجموعة من الأهالي لم يكن لهم نصيب فيه في الوقت الذي يرون أشخاصا من المناطق الأخرى قد تم إعطاؤهم منازل أو أراضي كان أهالي القرية أحق بها منهم.

الأولوية الكاملة أولا

وقال جاسم أحمد وهو من أهالي إحدى القرى الأربع "لماذا تخصص الإسكان 50 في المئة فقط لأهالي القرى الأربع. نحن لسنا قرية واحدة كي تخصص لنا هذه النسبة. هذا ليس عدلا إذ إن الوزارة تخصص في المناطق الأخرى هذه النسبة لمنطقة واحدة وليس لأربع مناطق مجتمعة. من المفترض على الإسكان أن تلاحظ أن هذه القرى الأربع فيها ما يتجاوز 300 طلب إسكاني خاص بالمنازل فقط فضلا عن العدد ذاته للأراضي وهو ما يضعنا في تساؤل دائم عن مصير الأشخاص الذين لن يستفيدوا من هذا المشروع في حال تم تنفيذ المشروع بالنسبة التي أعلنتها الإسكان والتي لن تتعدى 50 في المئة، هل تريد الوزارة أن تشتتهم في المناطق البعيدة في الوقت الذي تأتي بأشخاص من المناطق الأخرى في الإسكان الذي من المفترض أن يخصص لأهالي المناطق الأربع؟!".

وأضاف أحمد أن الوكيل المساعد في وزارة الأشغال والإسكان نبيل أبوالفتح قال خلال مؤتمر صحافي عقده في منتصف يونيو/ حزيران 2004 ان: "مشروع الشاخورة الإسكاني سيخدم قرى الشاخورة والقدم والحجر وأبوصيبع". وهو ما لا نراه الآن إذ سيعطى جزء من المنازل والأراضي لمن هم ليسوا من أبناء المناطق الأربع. وأكد الوكيل حينئذ كما نشر في الصحف اليومية الأربع أنه في حال وجود فائض في القسائم والوحدات السكنية المقدمة لأهالي القرى الأربع سيتم تغطيتها عبر أهالي القرى الأخرى وهو كذلك ما لا نراه منفذا إذ إنه وعلى رغم عدم وجود فائض في المنازل فإن أهالي المناطق الأخرى سيتم إشراكهم في المشروع فضلا عن أن الأراضي كذلك سيتم إشراك من هم ليسوا من أبناء المنطقة فيها بحجة أنهم متزوجون من المنطقة في الوقت الذي سيقبع فيه أبناء المنطقة من دون منازل أو أراضي وسيبقون متفرجين على المشروع الذي طالما وضعوا آمالهم فيه دون أن يكونوا مستفيدين منه.

وبين أحد الأهالي أن في هذه القرى "أسر مركبة، كبيرة العدد تجتمع في غرف صغيرة ومحدودة، وينام الأبوان مع أبنائهم المراهقين على الأرض وغالبا في غرفة واحدة، وأنه من المفترض أن تلتفت الإسكان للموضوعية في التعامل مع أهالي المنطقة فكيف تكون كل التوسعة الإسكانية التي ستطال كرانة لأبنائها وكل التوسعة الخاصة بالمقشع لأبنائها فيما يكون مشروع الشاخورة الإسكاني في يد أبناء المناطق الأخرى ويترك أبناء المنطقة التي فيها المشروع متفرجين هل هذا يعتبر عدلا؟لماذا تستثنى المناطق الأربع من الاستفادة من المشروع الخاص بها بشكل كامل أم أن وزارة الاسكان تتعامل مع كل مشروع بآليات مختلفة؟ هذا ليس من العدل أبدا. هل يريدون أن تكون القرية مملوكة لغير أبنائها، لماذا توزع الأراضي والمنازل على أفراد ليسوا من المناطق الأربع وينسى ارتباط الأهالي بأرضهم وعدم مقدرتهم في الخروج عنها لارتباطهم الوجداني والأسري بها؟".

مقبرة الشاخورة كما يصف الأهالي شراكة بين الكلاب والموتى والخيول إذ إن أصحاب الإسطبلات قاموا بالزحف بإسطبلاتهم نحو المقبرة من دون رقيب فيما تنبش الكلاب القبور فتجد الحفر منتشرة في المقبرة والعظام متناثرة في بعض الأحيان. الأهالي يطالبون بتسوير المقبرة من قبل إدارة الأوقاف الجعفرية كما يطالبون بأن تهتم الإدارة بمساجد القرية التي تحتاج في معظمها إلى الترميم ويحتاج بعضها إلى إعادة بناء إذ لا تصلح أن تكون مسجدا بالحال التي هي عليه حاليا.

محطة للمجاري... من دون شبكة مجاري

يقول أهالي القرية إنه توجد محطة خاصة بالمجاري شرق القرية فيما لا تستفيد القرية من أية خدمة بشأن المجاري فعلى رغم أن القرى المجاورة للشاخورة تم إنشاء شبكة المجاري فيها منذ أكثر من 10 أعوام مازالت الشاخورة تقبع في دوامة بشأن موضوع المجاري إذ لازلنا ننتظر الوعود السنوية التي يطلقها المسئولون بإنهاء الموضوع إلا أنه لم ينته. الشوارع في القرية شبه رملية ولا يمكن أن يطلق عليها اسم شوارع وهي مليئة في كل شبر منها بالمطبات والحفر وحينما يطالب الأهالي برصف الشارع يحتج المسئولون بأن شبكة المجاري يجب أن تنشأ أولا. وتساءل الأهالي "مادام رصف الشوارع وإنشاء شبكة المجاري مسئولية الوزارة ذاتها فلماذا لا تنهي الموضوع بسرعة؟!"

العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً