-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
البحرين تطرد الـ «ndi»... وعائلة جوليد تمر بظرف صعب
الوسط - حيدر محمد
علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن الجهات الرسمية اتخذت قرارا بطرد مدير المعهد الوطني الديمقراطي (ndi) فوزي جوليد من البحرين، وقد أجرت السفارة الأميركية في المنامة اتصالات مع عدد من كبار المسئولين في المملكة بهذا الشأن.
وعلمت «الوسط» ان جوليد ودع أصدقاءه في البحرين بعدما طلبت منه الإدارة العامة للجنسية والجوازات والاقامة مغادرة البلاد في مدة أقصاها يوم الجمعة المقبل (16 مايو / أيار) وبعد جهود بذلتها جهات عدة، وافقت السلطات المعنية على تأجيل موعد الطرد إلى نهاية يونيو/ حزيران المقبل لكي يتمكن ابن فوزي جوليد (واسمه جوليد فوزي جوليد، 14 عاماً) من إنهاء امتحاناته هذا العام في مدرسة النسيم الدولية قبل أن يرحل إلى واشنطن.
وعلمت «الوسط»ان جوليد * الأميركي الجنسية والصومالي الأصل * قدم الى البحرين في ،2002 وكانت اقامته الرسمية محسوبة على الديوان الملكي بعد ان أنجز السفير الاميركي السابق في المنامة رونالد نيومان اتفاقاً يقضي بالسماح للمعهد بالنشاط في البحرين من أجل مساندة المشروع الاصلاحي فيما يخص نشاطات المجتمع المدني الانتخابات البلدية والنيابية.
وفي منتصف العام الماضي أعلنت الحكومة عن تأسيس «معهد البحرين للتنمية السياسية»، وتم لاحقاً تسليم المعهد الى الامين العام للمجلس الاعلى للمرأة لولوة العوضي، والتي تسلمت أوراق المعهد الوطني الديمقراطي واوراق فوزي جوليد وأمرت بتجميد جميع الأنشطة التي كان يقوم بها حتى التوقيع على مذكرة تفاهم وعلى أساس ذلك قدم الى البحرين في نهاية العام الماضي المدير الاقليمي في المعهد ليز كامبل وأجرى حوارات مع العوضي، ولكن كل الجهود فشلت في التوصل الى السماح للمعهد باستعادة دوره السابق.
وأشار مراقبون الى ان رئيسة معهد التنمية السياسية انفردت بالقرارات من دون علم بقية المسئولين عن المعهد، وان الهدف كان يتمحور حول منع المعهد الوطني الديمقراطي من تقديم خبرات متطورة في العمل الحزبي للجمعيات السياسية ومنعه أيضا من مراقبة الانتخابات المقبلة.
وعلى أساس ذلك فإن رئيسة معهد التنمية السياسية لولوة العوضي لم تجدد الإقامة وألغى مكتبها لقاء كان مقررا مع جوليد يوم الاربعاء الماضي، ومن ثم ابلغ قبل يومين بان عليه الرحيل من البحرين.
وكشفت مصادر لـ «الوسط» أن «إدارة الجوازات تحدثت مع جوليد أمس الأول عندما ذهب للاستفسار عن جوازه الذي قامت بتسليمه إليه رئيسة معهد التنمية السياسية بعد ان احتفظت به نحو اربعة أشهر، الا انه اخبر بان اقامته أصبحت لاغية وعليه الخروج مع عائلته من البحرين يوم الجمعة.
وعلمت «الوسط» أن جوليد سارع الى أغلاق حسابه المصرفي وتحدث مع شركة لنقل بضائع شقته أمس، ولكن هناك عدة مشكلات انسانية تتعلق بافراد الاسرة الذين سترتب عليهم الغاء حياتهم بصورة مفاجئة والمغادرة.
العوضي: للملف علاقة بمبدأ المشروعية
من جانب آخر قالت رئيسة مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية في تصريح لـ «الوسط» «إن ملف الـ Ndi له علاقة بترسيخ مبدأ المشروعية وسيادة القانون، لأن القوانين البحرينية لا تستوعب عمل الـ Ndi، لذلك فنحن طرحنا على المعهد أن نتعامل معه كبيت خبرة».
ونفت العوضي أية نية لمعهد التنمية السياسية في احتواء الـ Ndi، وقالت: «نحن في معهد التنمية السياسية ليست لدينا نية في احتواء أية مؤسسة»، ورأت «أن مشكلة التعامل مع الـ Ndi قانونية وليست سياسية».
وقالت في ردها على سؤال لـ «الوسط» إن المعهد لم يتسلم أي رد على تصريحاتي الأخيرة بشأن الـ Ndi من واشنطن، فيما لم تعلق على موضوع طرد جوليد من البحرين.
يذكر أن المعهد الأميركي نظم عشرات الورش التدريبية شارك فيها عدد كبير من أعضاء مجلسي الشورى و النواب بالإضافة إلى أعضاء المجالس البلدية، وفي الوقت ذاته نظم المعهد ورشا متخصصة للجمعيات السياسية، واستفاد أكثر من 2500 شخص من دورات التدريب التي نظمها في البحرين خلال أربع سنوات.
السفارة الأميركية: نسعى لبقاء المعهد
وفي أول تعليق أميركي على طرد جوليد قال متحدث باسم السفارة الأميركية: «إن السفارة تستمر في نقاشها مع حكومة البحرين من أجل التوصل إلى صيغة تمكن المعهد الوطني الديمقراطي (ndi) من الاستمرار في عمله الجيد هنا، كما تمكنه من الاستمرار في العمل وفقا للشروط نفسها التي يعمل بها في الدول الأخرى. ونتمنى أن نتمكن من التوصل إلى حل ايجابي».
وجاء في موقع المعهد الدولي الأم على شبكة الانترنت: «منذ مارس/آذار ،2002 أراد معهد Ndi أَن يقوي التجربة السياسية البحرينية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين قدرتهم للِعْب دور بنّاء وذي مغزى في الإصلاحات السياسية التي بدأت من قبل جلالة الملك (...) إن هدف نشاطات المعهد في البحرين هي تحسين الفرص لعملية انتقال ديمقراطية فعالة وأكثر شمولية بتبني الشراكة المدنية بين الحكومة والقوى السياسية المسئولة والفعالة».
وذكر الموقع أن الـ Ndi أسس علاقات جيدة بالمجتمع المدني الرئيسي والزعماء الحكوميين في البحرين ومختلف الاتجاهات السياسية. وقال «ان تلك العلاقة سمحت لـ Ndi أن يلعب دوراً حيوياً في تسهيل الحوار وتشجيع التعاون بين متبني وجهات النظر المختلفة.
وبين أن المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) ليز كامبيل، زار البحرين وعقد اجتماعات على مستويات عالية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة والوزراء ومسئولين كثيرين، واجتمع أيضاً بسياسيين وقادة المجتمع المدني لمناقشة الإصلاحات السياسية في البحرين.
كامبل: جوليد سيواصل عمله حول الشأن البحريني من واشنطن
الوسط - محرر الشئون المحلية
أعلن المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا في المعهد الوطني الديمقراطي (الأميركي) (ndi) ليز كامبل أن المعهد سيواصل مساعيه لمساندة التحول السياسي في البحرين والاستمرار في العمل مع كل الجمعيات السياسية والهيئات المنتخبة في مرحلة الانتخابات الحالية في ،2006 وقال إن عمل مدير المعهد فوزي جوليد سيستمر من خلال مكتبه في واشنطن.
وأضاف كامبل لـ «الوسط» أن «معهد الـ Ndi التزم بكل القوانين البحرينية، مثلما هو حاصل مع جميع البلدان التي يوجد فيها المعهد ومن بينها مصر، لبنان، الجزائر، وسبع دول عربية أخرى، كما عرضنا على السلطات في البحرين أن يتم تسجيل المعهد بشكل رسمي، بعد أن أوضحنا كل آرائنا ومقترحاتنا الخاصة بنشاطاتنا التي تمارس في الدول الأخرى».
وأكد أنه على رغم كل هذه المحاولات فإن «السلطات البحرينية طالبت الـ Ndi بالحصول على رخصة مسبقة قبل العمل مع اعضاء البرلمان، والبلديات، والجمعيات السياسية والمهنية، وهذا يعني تضييقاً غير مقبول على المعهد، لأن مثل هذه التضييقات غير موجودة في البلدان الديمقراطية، فيما عدا دول مثل بلاروسيا واوزبكستان» بحسب قول كامبل.
وانتقد مدير الشرق الاوسط في المعهد الديمقراطي الوطني آلية طرد مدير معهد الـ Ndi من البحرين، إذ قال: «إنه لمن المؤسف أن تتعامل السلطات البحرينية مع فوزي جوليد ومعهد الـ Ndi بهذه الطريقة، إذ امرت السلطات جوليد بترك البحرين من دون حتى افساح المجال له في ترتيب شئون عائلته وابنه البالغ من العمر 14 سنة». وقال: «من الغريب ان يتم التعامل مع مدير معهد الـ Ndi فوزي جوليد الذي اصبح شخصية معروفة لدى كل البحرينيين على مدى السنوات الأربع الماضية بهذه الطريقة التي أقل ما يقال عنها إنها تثير الأسئلة».
وفي ختام كلامه عبر كامبل عن انزعاجه من طرد جوليد، إذ قال: «لقد حصل الـ Ndi على دعم الإدارة الأميركية والسفير الأميركي السابق في البحرين رونالد نيومان، وأعتقد انهم سيكونون منزعجين من التطورات الأخيرة».
صحيفة الوسط البحرينية
بتاريخ: 9 / 5 / 2006