-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
رسالة من شخصيات بحرينية الى جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة: معالجة الأوضاع والاحتقانات والاختناقات تستدعي حلاً جذريا ومبادرات تصحيحية
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بمناسبة مرور عشرة أعوام على تسلم جلالتكم مقاليد الحكم، فإننا نرفع لجلالتكم أسمى آيات التهاني الصادرة من قلوب عامرة بالحب والولاء لهذا الوطن ومليكنا المحبوب ولشعب البحرين الذي يتطلع لحياة كريمة ومستقبل زاهر في ظل عهدكم الميمون.صاحب الجلالة
فإن الموقعين على هذا الخطاب المرفوع لجلالتكم هم كما تعلمون أفراد من الشعب ليس لهم دافع في ركوب هذا المركب غير محبتهم لوطنهم وإخلاصهم لقيادتكم الرشيدة. وإن الغاية التي جمعتنا هي دعم مسيرة الإصلاح والهدف الرئيسي هو السعي إلى التهدئة والاستقرار، والمرجع الأول لتحقيق أملنا فيما نصبو إليه هو جلالة مليكنا المحبوب، فليس لنا مرجع غير جلالتكم، نلوذ بحماه ونستظل بعطفه وحكمته وقيادته في هذا الشأن بعد التوكل على الله... ونحن على ثقة بأن سعة صدركم لتقبل مختلف الآراء، وعزم جلالتكم الأكيد على تنفيذ المشروع الإصلاحي لمملكة البحرين المستند إلى ميثاق العمل الوطني والدستور ستقود وطننا الحبيب وشعبها إلى شاطئ الآمان والازدهار.
إن وجهة نظرنا المتواضعة لمعنى التهدئة العامة تتلخص في معالجة الاحتقانات وأسبابها والتوترات وإفرازاتها الضارة في مجال تسيير الشأن العام، بحيث يتدعم المشروع الإصلاحي بعناصر النجاح، ومن أهمها التجاوب الرسمي والشعبي لهذا المشروع والحماس لتطبيقه من خلال نتائجه الملموسة في حياة المواطنين ومعالجة معاناتهم اليومية وضمان حرياتهم الشخصية والعامة.
وبعون الله ثم حكمة جلالتكم فإن معالجة تلك الاحتقانات بمبادرة ريادية سوف تقود إلى وضع الأمور في نصابها، تماما كما فعلتم جلالتكم من قبل.
ونحن نعلم أنه ليس من صلاحياتنا أن نعرض الحلول أو نناقش في أمور تفصيلية، لأننا موقنون بأن جلالتكم أعرف بها منا، ولكننا نستأذنكم في استعراض بعض من تلك الاحتقانات.
ففي الشأن الاقتصادي والخدماتي، نرى أن التنمية الاقتصادية ومشاريع جذب الاستثمارات هي جزء أساسي في المشروع الإصلاحي لجلالتكم. وإن لكل مشروع جوانب إيجابية وأخرى سلبية تتطلب معالجتها، وذلك خشية من تهميش الجانب الإنساني المتمثل في إتاحة الفرص للمواطنين للاستفادة بصورة ملموسة من تلك المشاريع، مما ينعكس مباشرة على تسحين ظروف المعيشة لهم كتوفير العمل اللائق والسكن الملائم. إن تأخير مشاريع الإسكان الكبرى أدى إلى أزمة إسكانية خانقة تواجه هذا الجيل، وستتفاقم أكثر مع الأجيال القادمة.
لقد أدى الضغط على الخدمات العامة، بسبب الازدياد الكبير في عدد السكان إلى بروز أثار سلبية على المواطنين، ونرى أن تلك الآثار واضحة في تعثر مشاريع الإسكان وامتدادات القرى، والتنازع على أراضي مشاريع الإسكان، واختفاء السواحل والشواطئ، وزيادة الإجراءات المعقدة في الدوائر الرسمية، هذا إضافة إلى استمرار مشاكل الفساد الإداري والمالي والمحسوبية ورواسب التفرقة بين المواطنين، كلها أدت إلى زيادة الاحتقانات في الفترة الأخيرة.
وفي الشأن السياسي، فإن أهم ركن في المشروع الإصلاحي لجلالتكم وهو توفير الحياة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان وغيرها من الحريات العامة التي تضمنها ميثاق العمل الوطني ونظمها الدستور، ولكننا نرى أن هذه القضايا تعاني كثيرا من تضارب التفسيرات وتناقض التشريعات حولها، وأصبحت المؤسسات الدستورية ساحات للمنازعات والمزايدات بين مختلف الأطراف. والمعول عليه في إصلاح الشأن السياسي هو حكمة جلالتكم والشجاعة التي تتحلون بها في اتخاذ المبادرات الجذرية لمعالجة هذه الجوانب السلبية.
وفي الشأن الأمني، فغن ما يحز في النفوس ويؤلمها هي ما يشهده الشارع البحريني من تجاوزات، ونعلن لجلالتكم بكل وضوح أننا ضد وسائل العنف، ولاشك أن المشروع الإصلاحي لجلالتكم، واستنادا لنصوص الميثاق والدستور قد أعطى كل ذي حق حقه، وكل ذي دور دوره، بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني وقوى الأمن. ونود أن نذكر بهذا الخصوص أن مواجهة العنف بالعنف قد تتجاوز ردود الأفعال المباشرة إلى التأثير على المواطنين والمقيمين وتصل آثار العنف إلى مناطق سكناهم، ونخشى أن تتفاقم الأحداث الحالية ويزداد العنف وينعكس ذلك على أمن واستقرار وطننا الغالي، مما يؤثر أيضاً على طموحات التنمية الاقتصادية التي تتطلب أمنا واستقرارا للجميع.
وكما تعلمون جلالتكم فإن مواجهة العنف بالطرق الأمنية وحدها وتجاهل الأسباب التي تقف خلف تلك الأحداث أسلوب لم ينجح، بدليل ما يجري اليوم في دول وكيانات متعددة، ليست ببعيدة عن وطننا الحبيب، وبدليل ما شهدته البحرين سابقاً حيث تم تجاوز العنف بفضل مشروع جلالتكم الإصلاحي.
ونختم خطابنا يا صاحب الجلالة بالقول بأن معالجة الأوضاع والاحتقانات والاختناقات تستدعي حلاً جذريا ومبادرات تصحيحية من قبل جلالتكم، وهي كفيلة بتحقيق أهداف المشروع الإصلاحي الذي رسمتموه من أجل شعب البحرين بمختلف فئاته، ومن أجل حاضر البحرين وأجيالها المقبلة، ومن أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة المستدامة...
وفقكم الله إلى سبيل الخير وأصلح الله بكم البلاد والعباد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموقعون:
1- السيد تقي البحارنة
2- السيد جميل العلوي
3- السيد عبدالحسن بوحسين
4- السيد مجيد الزيرة
5- الدكتور حسن العريض
6- السيد جاسم عبدالعال
7- السيد تقي الزيرة
8- الدكتور منصور سرحان
9- الدكتور منصور الجمري
10- الدكتور حسين المهدي
11- السيد حسين العلوي
12- السيد عدنان الساري
بتاريخ: 12 / 3 / 2009