-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
الشيخ الجمري في خطبة الجمعة: الجمري يطالب برص الصفوف لمصلحة الوطن
إن الاجماع الوطني على مشروع الميثاق والذي فاق نظيره في هذه المنطقة، هذا الاجماع والالتفاف ما كان ليحصل لولا جدية سمو أمير البلاد المفدى وصدقه مع شعبه ونحن نهنئ ونبارك لسمو أمير البلاد المفدى هذا الاجماع حول مشروعه، فما أجمل أن يلتف الجميع رجالا ونساء حول أميرهم فتنكسر الحواجز ويفشل المغرضون لتعود البحرين واحة أمن وسلام.
وجاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبدالأمير الجمري ظهر أمس في جامع الصادق في الدراز.
وقال الشيخ الجمري أن المسيرة الإصلاحية لا يمكن أن تنجح إذا لم يتعاون الجميع كما قال سمو رئيس الوزراء الموقر، فالجميع منا يعلم أن ما يستغرق بناؤه اعواما تهدمه كلمة أو فعل في ساعات أو دقائق. وذلك فالجميع مطالب برص الصفوف حول مصلحة الوطن والابتعاد عن كل ا يعكر أو يضعف ذلك الهدف النبيل.
وأضاف أن الله تعالى يقول:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" (آل عمران 104 و105).
"لتكن" أمر يدل على الوجوب لكنه من فروض الكفايات للتبعيض بـ "من" في "منكم" ولفظة الخير عامة تشمل جميع ما يجب فعله ومايعل تركه للوصول إلى الفلاح والنصر دنيا وآخرة بعيدا عن الاختلاف والفرقة، والحقيقة أن هاتين الآيتين أمرين في غاية الأهمية ينبغي الوقوف عندهما:
الأول: الدعوة الصريحة الجادة لأصحاب الكفاءات والعقول المفتوحة للانخراط في العملية الإصلاحية بلا تلكؤ والا اعذار، والأمة المخاطبة هنا كل الأمة بغض النظر عن العناوين أو المسميات فالمقصود ليس "علماء الدين" في قبال المهندسين والاجتماعين أو أصحاب التخصصات الفنية.
بالدعوة صريحة إلى الوجوب والوجوب هنا لا يسقط الا عند تحقق الكفاية، و"المدعوون" عنوان يشمل الجميع، والجميع هنا لم يخصص إلا بلحاظ الكفاءة، والخير خير الأمة يسهم فيه عالم الدين والطبيب والمهندس وامرأة والرجل وما أسهل الحديث يا ابنائي عن الخير والمعروف والمنكر بطريقة نظرية يغلب عليها العموم والاطلاق لكن هذه السهولة تتحول إلى صعوبة وضياع حين يطون المطلوب رؤية واقعية محددة إذا لم يتكاتف الجميع وتتلاقح الافكار وتتحد العقول. هذه الآية نداء للجميع للمساهمة في عمل الخير والدعوة إليه بصورة جادة لا سيما والخير هنا خير للوطن والمواطنين.
الثاني: نهي صريح في الآية الثانية للابتعاد عن أسباب الفرقة والاختلاف. فلا نصر ولا أمان لأمة تعيش الفرقة وتكثر فيها الاختلافات والمنازعات. نعم يا ابنائي وبناتي، لا يمكن لنا أن نرفع شعار الخير وندعو للاصلاح وقلوبنا متنافرة، وعقولنا مشتتة، انها دعوة وفرصة لنا لمراجعة انفسنا بالابتعاد عن كل ما يفرقنا ودعوة وفرصة للاجتماع والاتفاق على ما يوحدنا ويجمعنا.
وفي ظل هاتين الآيتين خصوصا ونحن نعيش هذه الأيام فرحة الاجتماع واللقاء.
وأننا نبارك ونهنئ سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن عيسى على هذا الاجماع الوطني حول مشروعه الميثاق وعد الأمير – حفظه الله – أن يستجيب لرغبات شعبه، وشكك البعض في مصداقية هذه الوعود اعتمادا على تراكمات الماضي وسلبيات المرحلة السابقة. إلا أن الأمير في هذه النقطة وعد فأوفى وأصدر عفوه العام عن جميع السجناء السياسيين وسمح للمبعدين بالعودة إلى وطنهم قبل يوم الاستفتاء لتصبح سجون البحرين لأول مرة خالية من أي سجين سياسي. وللانصاف فإن الشعب أيضا رد التحية بأحسن منها، بدأت في الاستقبال الجماهيري لسمو الأمير عند زيارته لمنطقة سترة وانتهت بصناديق الاستفتاء بالاستجابة لمشروعه بنعم. فما أجمل أن ينفتح الأمير على حاجاتهم ورغباتهم، وما أجمل أن يلتف الجميع رجالا ونساء حول أميرهم فتنكسر الحواجز ويفشل المغرضون والأجانب لتعود البحرين واحو أمن وسلام.المصدر: أخبار الخليج
بتاريخ: 17 / 2 / 2001