-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
قال لـ الشرق الأوسط إن معارضته يتكون في إطار القانون والدستور * الميثاق أصبح ملزما لي لأن الشعب صوت عليه
منصور الجمري: أمير البحرين استقبلني في لقاء سادته الصراحة... وسأعود قريبا إلى المنامة
لندن: غالب درويش
أكد المعارض البحريني المعروف منصور الجمري أنه لمس من أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ترحيبا بأفكاره الداعمة للمشروع الإصلاحي".
الذي يطبقه الأمير في البحرين حاليا.
وقال الجمري في حديث لـ "الشرق الأوسط" في لندن أمس، بأنه سيعود إلى المنامة قريبا ليمارس دوره في اطار القانون والمعارضة الدستورية، مشيرا إلى أن إعادة الجنسية البحرينية له من شأنها أن تفتح المجال أمامه للعمل الوطني من الداخل.[ ما هي ابرز الموضوعات التي تناولها لقاؤك بأمير البحرين في زيارته الأخيرة لبريطانيا؟
- اعتذر مقدما، لأني احبذ أن لا ادخل في تفاصيل اللقاء، ولكن زيارتي للشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير البحرين في برطانيا كانت للسلام عليه بعد اللقاء معه في البحرين. وكان اللقاء الأول في البحرين فاتحة خير لأنني استمعت مباشرة للطموحات التي يؤمن بها. من جانبي أكدت قبل وبعد اللقاء أنني لن اتردد في مساندة المشروع الإصلاحي وأن أمارس المعارضة الدستورية من الداخل متى أمكن ذلك. ولقد وجدت لدى قيادة السياسية ترحيبا بمن يحمل مثل هذه الأفكار. والأمر يرجع الآن للكيفية التي سيتبعها أفراد المعارضة. فهل سيستطيعون المشاركة في حمل العبء من دون الذوبان والتخلي عن المبادئ التي ولو كانت محدودة – للدخول في المعترك السياسي الواقعي مع كل ما يحمل من ظروف قد تختلف كثيرا عن تلك التي ألفوها في الماضي؟
[ هل سبقت اعطاءك الجنسية شروط محددة، وكيف تم الاتفاق مع الأمير على موضوع الجنسية؟
- في الحقيقة كنت منفتحا نفسيا بعد زيارتي للبحرين في يوينو (حزيران) الماضي. ووجدت ترحيبا واستجابة لذلك الانفتاح النفسي من المسؤولين. كما انني سألتزم بقوانين البحرين وسأشارك في العمل الوطني ضمن حدود الدستور. هذه التزاماتي التي اعلنتها. الأمير من جانبه كان طموحا لاشراك جميع ابناء البحرين للعمل من الداخل، وهذا يعني فتح المجال لهم لاثبات قدراتهم في تحمل المسؤولية. هذه الافكار هي التي سبقت أعادة حفي المدني في الجنسية التي سحبت مني ومكن غيري من المواطنين لاسباب سياسية محضة. ولذلك فإن التسوية السياسية في ما بعد لأي أحداث تمر بها بلاد كتلك التي مرت بها البحرين، تتطلب معالجة سياسية أولا، ثم معالجة قانونية – دستورية. وهذا ما نراه في بلدان أخرى ضمن مفهوم التسوية السياسية، وتتبع ذلك مباشرة اقامة حكم القانون العادل والمطبق على الجميع. وانا بإذن الله سألتزم بحكم القانون وآمل أن أستطيع المشاركة في الإصلاح السياسي من داخل البحرين.
[ هل عرض عليك تولي منصب رسمي بعد عودتك؟
- اود التطرق لهذا الموضوع من جانبين. الجانب الأول هو إمكانية تسلم رموزك المعارضة مناصب حكومية. من الناحية النفسية أجد نفسي غبر راغب في ذلك لأنني لم أعارض النظام من أجل الوصول للمناصب. هذا الالتزام المبدئي نابع من تجربة السبعينات عندما حدث انفتاح سياسي ولكن ايضا حدثت انتكاسة بعد أربع او خمس سنوات من ذلك الانفتاح.
وكانت هناك شخصيات معارضة تسلمت مناصب حكومية وشاركت في الانتكاسة. هذا لا يعني أن الرموز المعارضة جميعها انتهازية كما لا يعني ان المسؤول الرسمي غير نزيه. ولكن الوقع على أبناء الشعب من تجربة السبعينات كان سيئا للغاية بحيث فقد الناس الثقة في الحكومة والعارضة في آن واحد. أنا لا اريد ان يتكرر ذلك، هذا من جانب.
من جانب آخر، وهذا يطرحه كثير من المخلصين حاليا، ماذا لو توفرت الفرصة النزيهة لخدمة المجتمع وكان ذلك مقبولا شعبيا؟ وجوابي على هذا هو اننا بحاجة إلى أن نتأكد من رأي الشعب أولا. وهذا هو المحك فكيف يمكننا تمكين أبناء الشعب بحيث يستطيعون التعبير عن موافقتهم أو عدم موافقتهم للدخول أو للقيام بعمل ما؟ وكيف نتأكد أن ذلك الرأي له وزنه الفعلي بحيث يستطيع أبناء الشعب سحب الثقة وعزل الاشخاص الذين يضلون الطريق أو يخطئون كثيرا. ذلك ان التاريخ النظيف لأي فرد ليس عاصما لوحده من الوقوع في الزلل في المستقبل.
ولذلك فإن مشاركتي في أي عمل كان، سوف أضع له اعتبار وجود رأي الشعب وكيفية تمكين هذا الرأي الشعبي. وهذا المعنى الآخر للديمقراطية، يعني وجود محاسبة شعبية لجميع الأشخاص القائمين على أنشطة معارضة أو أنشطة حكومية، وأن هذه المحاسبة الشعبية متطورة من ناحية الآلية لاتخاذ القرار المؤثر في العملية السياسية؟[ من المعروف أن معظم السياسيين المعارضين الذين عادوا، انخرطوا في الحياة الاجتماعية ولنشاطات السياسية القائمة، ما هو الدور الذي ستقوم به في البحرين؟
- مازالت في حوار مع مجموعة العمل التي أعمل معها للتخطيط لمستقبل العمل وما هو الدور الأفضل الذي يمكن أن ألعبه ويلعبه غيري عند الرجوع النهائي للبحرين. من ناحيتي فإن الشيء المقرب لقلبي هو أي نشاط يساعد على تأهيل القيادات الجديدة النابعة من أوساط الناس للقيام بدورهم الوطني في الشأن في خلق الشفافية التي لا يمكن وجود ديمقراطية بدونها. وهذه عناوين رئيسية. وربما ان عملي قد يكون خليطا من نشاط تدريبي وتأهيلي لكي يستطيع المجتمع انتاج القيادات الذاتية والفاعلة والمتطورة باستمرار.
[ كنت من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والمعارضة السياسية في الخارج، وكانت لم تحفظات على التغييرات الا اننا لمسنا تغييرا إيجابيا في موقفك باندفاع نحو الداخل، ما هو ابرز الأسباب التي دفعتك للعودة؟
- لابد للانسان ان يتفاعل مع الواقع كما هو ولا يبقى يعيش في الجانب الطوباوي. هذا لا يعني التخلي عن أي من المبادئ على الاطلاق.
فالميثاق مثلا أصبح ملزما لي حتى لو كنت لا اتفق مع عدد من بنوده لان الشعب صوت عليه وانا أؤمن بأن الشعب يقرر مصيره بذاته. ما أستطيع القيام به حاليا هو العمل مع القوى الاجتماعية للتأكيد من تنفيذ بنود الميثاق من الحقوق الأساسية للمواطنين. وأهم تلك الحقوق المشاركة الشعبية في السلطة التشريعية وضمان أمن وسلامة وكرامة المواطن في أي تشريع يصدر، وفي أي مشروع حكومي يتم تنفيذه من خلال البرلمان (أثناء وجود البرلمان) أو في حالة عدم وجود البرلمان كما هو الوضع الآن.[ المعروف انك تصدر نشرة "إسلام واحد وعشرين"، وهي نشرة يقال انها تمول من جهات أميركية، فما هو ردك على ذلك، وما هو مصير النشرة بعد عودتك؟
- نشرة "اسلام 21" صدرت منذ عام 1994 ودخلت في المشروع عام 1999. والأشخاص الذين أصدروها اثق بهم ولديهم الدعم الديني المطلوب شرعيا للقيام بمثل هذا العمل. ولو لم اتأكد من هذه النقطة الأساسية لما دخلت ابدا في هذا المشروع. والذين اشرفوا وما زالوا يشرفون على المشروع استوطنوا بلاد الغرب وكثير ممن استوطن بلاد الغرب دخل المجالات المدنية والسياسية من أوسع أبوابها. ولذلك فإن المسلم في أوروبا وأميركا بدأ يستفيد من الامكانات المتاحة له في هذه البلاد. فهناك المؤسسات الوقفية والخيرية في أوروبا والولايات المتحدة التي تدعم انشطة مثل الدفاع عن البيئة والدفاع عن المرأة وحقوق الإنسان والطفل ونشر الديمقراطية وحل مشاكل الناي وغيرها. وهناك رأي يؤمن به كثير من الإسلاميين بانه يمكن للمسلم الملتزم ان يستفيد من هذه الامكانات شريطة ان لا يؤثر ذلك في مسار العمل الإسلامي. ولهذا فأنا قبلت الدخول في المشروع لمدة سنتين أو ثلاث بالكثير اثناء بحثي عن مشروع فكري إسلامي لتطوير الافكار التي أؤمن بها. وقد كانت لي خيارات أخرى للدخول في هذا المجال. ولكن ايضا الخيارات النوعية الاخرى أغلبها أن لم يكن جميعها تستفيد من الامكانات الوقفية المتوفرة في اوروبا وأميركا. وإذا عممنا كلام خطير بنشره البعض لأسباب كثير منها شخصية، فإن النتيجة هي أخراج مفكرين وناشطين إسلاميين بالمئات وربما بالآلاف من دين الإسلام والعياذ بالله من ذلك. وأنا كما قلت اخذت مسؤولية النشرة لمدة سنتين او ثلاث وهذه المدة قاربت على الانتهاء وسوف يتفق المشرفون مع شخص آخر غيري للقيام بما كنت اقوم به، وهو تحرير النشرة الانجليزية والعربية كل شهرين لكل واحدة منها والاشراف على الصفحة الالكترونية والقيام بمؤتمر سنوي نوعي يجمع عددا من المفكرين والناشطين الإسلاميين للاتفاق على عدد من الافكار المطروحة في الساحة العالمية والإسلامية.
[ هل لعب والدكم دورا في اقناعك بالعودة؟
- والدي ترك لي الخيار المطلق في هذا الأمر وهو لم يكن يتدخل في نشاطي السياسي لايمانه بأنني اتحمل مسؤولية ما كنت اقوم به وما سأقوم به مستقبلا.
[ كيف تنظر كسياسي للدور المستقبلي الذي سيقوم به المجلس الوطني المنتخب، وعل تنوي الترشيح لعضوية المجلس القادم؟
- بودي الدخول في المجلس الوطني المنتخب أو مساندة القائمة المؤهلة للدفاع عن الحقوق الدستورية للمواطنين. متأملا ان يستطيع البرلمان تجاوز المشاكل التي وقع فيها برلمان 1973 او تلك التي يقع فيها بالرلمان الكويتي الحالي؟
[ ظهرت في الفترة الأخيرة ظواهر خلاف بين مختلف التيارات السياسية والشعبية وبعضها ادى لتصادم ومواجهة مباشرة، الأمر الذي يشير إلى عدم نضج هذه التيارات في الحياة السياسية الجديدة، كيف ترى ذلك؟
- ان الخلاف أمر طبيعي في كل المجتمعات الإنسانية. يبقى ان المجتمعات المتطورة هي التي تنظم عملية إدارة الخلاف بصورة حضارية. وعلى مستوى الوطن، فإن الوسيلة الكبرى إدارة الخلاف هي البرلمان، وعلى مستوى البلدة، المجلس البلدي، وعلى مستوى الجماعة (إي جماعة كانت)، العمل الديمقراطي الذي يقبل بالرأي للأخر، وعلى مستوى العلاقات العامة، فن التخاطب وطرح وجهات النظر بقوة ولكن ليس بالعنف.
صحيفة "الشرق الأوسط"
بتاريخ: 27 / 7 / 2001