-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
خطبة الجمعة للشيخ الجمري وبيان عام صادر عن الشيخ عبد الأمير الجمري والسيد عبد الله الغريفي والاستاذ عبد الوهاب حسين والدكتور علي العريبي
الخطبة التي ألقاها سماحة الشيخ عبد الأمير منصور الجمري يوم الجمعة الموافق 2001/2/9في جامع الإمام الصادق بالدراز
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على ما انعم وله الشكر على ما الهم والثناء على ما قدم من عموم نِعمٍ ابتداها ، وسبوغ آلاء اسداها وإحسان منن والاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها وتفاوت عن الإدراك أمدها، وأصلي وأسلم على خير خلق الله وخاتم أنبيائه محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. احمد الله سبحانه وتعالى على تحقيق أمنيتي واستجابة دعوتي في الاجتماع بكم أيها الأحبة، فقد - شهد الله- إني كنت أشتاقكم اشتياق يعقوب إلى يوسف، فأهلا وسهلا بهذه الوجوه النيرة بعد طول العهد وبُعد اللقاء رغم تقارب الدار، وأساله جلت قدرته أن يديم علينا نعمة التواصل على طريق الخير والمحبة انه سميع مجيب الدعاء.
أيها الأحبة: تستعد البحرين في هذه الأيام للدخول في مرحلة تمثل منعطفا خطيرا في تاريخها السياسي وتدشن بها مسيرة هذا القرن. فميثاق العمل الوطني الذي سيجري الاستفتاء الشعبي عليه قريبا يمثل وثيقة عهد وورقة عمل لتفعيل الدستور؛ وسيكون لتطبيقه بصدق وأمانة وشمولية انعكاسات إيجابية في المحافظة على ما تم تحقيقه من إنجازات ومكتسبات وطنية، وفي فتح آفاق واعدة لمستقبل زاهر لمسيرة التنمية في البحرين على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وقد تجسدت بوادر مرحلة التغير في انفتاح سمو الأمير على قواعده الشعبية انفتاحاً ملحوظاً وفي إصداره العفو العام عن المعتقلين والمبعدين، كما نأمل من سموه أن يكرس ذات الجهد على مستوى السياسة الخارجية حيث يتم حسم الخلاف مع شقائنا في قطر في أجواء يسودها الود والتفاهم المؤسس لعمل مستقبلي يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ونأمل كذلك أن يتحقق المزيد من تمتين العلاقة مع دول الجوار الإقليمي عامة من خلال مد جسور الثقة المتبادلة وتعميق أواصر الاخوة من اجل استتباب الأمن في المنطقة وتحقيق المصالح المشتركة للامة الإسلامية. ولا املك في هذا المقام إلا أن أنوه مجدداً بهذه الخطوات الجادة والمباركة التي تبناها صاحب السمو أمير البلاد المعظم - حفظه الله وسدد خطاه- والتي نقرأ فيها مشروعا حضاريا يتوافق مع مجريات الزمن وتطورات الأحداث على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ويدفع بالبحرين قدماً لتتبوأ موقعاً متميزاً في منظومة الأسرة الدولية. وقد مددت يدك يا صاحب السمو لتصافح من يعينك على أداء الأمانة في طريق البناء والعطاء فهاهي يدي تمتد اليوم إلى سموكم معاهدة بالوقوف معكم يداً بيد في خندق واحد للتعاون من أجل إعلاء كلمة الحق وتحقيق ما فيه صالح وخير هذا الوطن الذي لا نسمح لأنفسنا بالتفريط في حقوقه أو التقاعس في أداء ما يجب علينا تجاهه ، وإني لعلى ثقة من أن جماهير شعبكم الوفي سوف ترد على تحيتكم بأحسن منها، فمنكم العطاء ومنها الإخلاص والوفاء. واسمحوا لي أن اوجه بكل تواضع جزيل شكري وصادق امتناني وتحياتي لكم يا أحبتي ولكل من ساهم من أبناء وبنات هذا الشعب العظيم على كل ما بذلتموه من تضحيات جسيمة وعمل دؤوب وسعي حثيث في طريق الإصلاح والتنمية بوعي وبصيرة وحزم. ما كان لرياح التغيير أن تهب اليوم علينا لولا جهودكم المباركة التي سوف يسجلها لكم التاريخ بكل فخر واعتزاز، والتي نسأل الله أن تستمر لتحقيق المزيد من الرفعة والمجد للوطن والأمة. فهبوا جميعا للأنخراط الجاد في مسيرة البناء والتنمية وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة وتعميق روح الأسرة الواحدة التي لا تعرف التمييز بين أفرادها على أساس الفوارق العرقية أو الانتماءات المذهبية والفكرية والتي تواجه قدرا مشتركا في آمالها وتطلعاتها نحو غد مشرق يتمتع فيه المواطن بكامل حقوقه وحرياته. إنني أدعوكم جميعا إلى تكثيف جهودكم في سبيل تعزيز سلامة النسيج الوطني لرتق ما انفتق منه، ورأب ما انصدع.
وعلى صعيد المسرح الدولي فلا أستطيع أن اكتم مشاعر الحزن التي تعتلج في صدري لما تتعرض له ارض الشهادات ومهد الأنبياء والمرسلين وأولى القبلتين من انتهاكات غاشمة على أيدي القوات الصهيونية المحتلة التي تحظى بدعم ومساندة قوى الاستكبار العالمي. تحية إكبار لكم يا أشقاءنا المجاهدين والمجاهدات في فلسطين وعهدا منا لكم بأن نقدم لكم كلما بوسعنا من عون ودعم، وثقوا بان النصر سيكون حليفكم على هؤلاء اليهود الذين ما فتئت مكائدهم تتربص بالإسلام الدوائر منذ أن بزغ نور الإسلام (( ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز)). وتحية إكبار وتهنئة قلبية خالصة للأبطال الأشاوس من أبناء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان على صمودهم في ساحة المواجهة وتحقيق النصر المؤزر على الصهاينة الغزاة الذين اندحروا من ارض لبنان ترفرف على رؤوسهم رايات الخزي والعار والهزيمة. لقد أثبتم للعالم اجمع أن الجهاد المقدس هو اللغة الوحيدة التي يفهمها ويرضخ لقوة منطقها هؤلاء الصهاينة. اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الكفر والكافرين، اللهم "حصّن ثغور المسلمين بعزتك، وأيد حماتها بقوتك واسبغ عطاياهم من جِدَتِك، اللهم صل على محمد وآل محمد وكثر عدتهم واشحذ أسلحتهم واحرس حوزتهم وامنع حومتهم وألّف جمعهم ودبّر أمرهم وواتر بين مِيرهم وتوحّد بكفاية مؤنهم واعضدهم بالنصر واعنهم بالصبر والطف لهم في المكر" برحمتك يا ارحم الراحمين. وختاما لي ولإخواني أصحاب المبادرة والعلماء الذين وفقت للاجتماع معهم أمس موقفٌ من ميثاق العمل الوطني يتضمنه البيان الذي سيتلوه على مسامعكم الكريمة - مشكورا - الأخ الفاضل الأستاذ الكبير عبد الوهاب حسين - حفظه الله- فور انتهائي من حديثي هذا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بيان عام
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن سار على نهجهم إلى قيام يوم الدين.
أيها الشعب الكريم:
تعيش البحرين إرهاصات مرحلة جديدة في حياتها السياسية تمر عبر ميثاق العمل الوطني الذي سوف يطرح قريبا للاستفتاء الشعبي ولا يسعنا إلا أن ننوه بهذا التوجه البناء عند صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله تعالى، فيما طرحه من مشروع حضاري يهدف إلى رفع حالة الاحتقان والتعقيد في الأجواء السياسية والأمنية التي عصفت بوطننا المعطاء ردحا من الزمن، تعثرت خلالها مسيرتنا التنموية.
أيها الشعب الكريم:
إن نظرة فاحصة في هذا الميثاق تثير أمام المهتمين في الشأن السياسي والقانوني عددا من الاعتراضات والتحفظات بجملة من المفردات التاريخية أو السياسية أو العلمية أو القانونية كما ورد ذلك في أدبيات كثير من المختصين والمهتمين بالشأن العام ويمكن إيجاز أهم تلك التحفظات فيما يلي:
1. هناك فروق في الصياغة بين بعض بنود الدستور والميثاق، ترجح فيها صيغة الميثاق، كالمادة التي تتحدث عن كون الأمير على رأس السلطات الثلاث، ولمن تكون الحاكمية في مثل هذه الحالة؟
2. يتضمن الميثاق أمورا يفضي إقرارها إلى تغيير مواد دستورية كتغيير مسمى البحرين إلى "مملكة" وتكون السلطة التشريعية من مجلسين، فما هي آلية تغيير هذه المواد الدستورية؟ هل سيتم عبر الآلية التي رسمها الدستور نفسه وهو عن طريق قرار المجلس المنتخب؟ أم عن طريق الاستفتاء الشعبي على الميثاق وما مدى دستورية هذا الطريق؟
3. هناك ضبابية في نص الميثاق المتعلق بالسلطة التشريعية فيما يتعلق بصلاحيات كل من المجلسين وطبيعة العلاقة بينهما.
وبعد إثارات كثيرة وجادة من قبل قطاعات شعبية كبيرة قام بعض المسئولين بالإدلاء بتصريحات إيضاحية حول التحفظات السابقة كتصريح سمو الأمير حفظه الله تعالى لسماحة الشيخ الجمري بتاريخ 27/1/2001م بأن الدستور لن يمس وأن التغيير سيتم عبر الآلية التي حددها دستور 73 وأن حق التشريع هو من صلاحيات المجلس المنتخب دون المجلس المعين الذي يمارس دورا استشاريا فقط، وكتأكيد سموه الموافقة على جميع ما تضمنته الكلمة التي ألقاها سماحة السيد عبد الله الغريفي أثناء الزيارة التي قام بها سمو الأمير إلى مجلس سماحة السيد علوي الغريفي وقد جاء هذا التأكيد خطياً حيث وقع سموه على نص الكلمة بقوله" بكل المحبة والتقدير أضم صوتي معكم". كما أجاب على بعض تلك التحفظات سمو ولي العهد حفظه الله تعالى في مؤتمره الصحفي الذي عقده بتاريخ 4/2/2001 وأيضا عدد من المسئولين في الدولة.
وبسبب المزيد من الاستفسارات الملحة على ضرورة كشف الغموض الذي يكتنف ما تقدم من تحفظات كما ورد ذلك في اجتماع العلماء في مجلس سماحة الشيخ الجمري يوم الخميس تاريخ 8/2/2001م، وبيان حركة أحرار البحرين الإسلامية الصادر بتاريخ 8/2/2001م، وما أثارته لجنة العريضة في رسالتها إلى سمو الأمير بتاريخ 4/2/2001م ، تم عقد لقاء طارئ مع سمو الأمير حفظه الله تعالى في الليلة المنصرمة بتاريخ 8/2/2001م في قصر الصافرية حضره سماحة الشيخ الجمري وسماحة السيد عبد الله الغريفي والأستاذ عبد الوهاب حسين والدكتور علي العريبي.
ومن جانب سمو الأمير حضر سعادة وزير الدولة الأستاذ جواد سالم العريض، وقد أبدى سو الأمير رحابة صدر في هذا اللقاء مجيبا بكل إيجابية وشفافية على كل ما طرح على سموه فأكد إن الدستور لن يمس وان البنود المشتركة في الموضوع بين الدستور والميثاق وتختلف في الصياغة فان الحاكمية في فهمها وتفسيرها سيكون حسب ما جاء في الدستور، وان المجلس المعين استشاري لا يملك بأي حال من الأحوال حق التشريع وصلاحية منع وإيقاف صدور قرارات المجلس التشريعي المنتخب، وانه سيقوم بتكليف وزير العدل باعتباره رئيسا للجنة العليا لصياغة الميثاق بالإدلاء بتصريح إعلامي يتضمن الأمرين السابقين صبيحة هذا اليوم9/2/2001م وقد صدر ذلك بالفعل ، وفيما يتعلق بأمر المحكومين ممن لم يشملهم العفو الأميري أكد سموه بكل محبة وعطف على انه سوف يصدر أوامره بإطلاق سراحهم جميعا قبل موعد الاستفتاء وسوف يقوم هو شخصيا بتحمل مسئولية دفع الديات لأصحابها، كما أكد سموه بأن قانون أمن الدولة مجمد حاليا وأنه لن يوقف شخص بعد اليوم استنادا إلى هذا القانون، ووعد سموه أيضا بإعادة فتح بعض المؤسسات المغلقة لأسباب أمنية كجمعية التوعية الإسلامية وحوزة سماحة الشيخ الجمري وقد تم فتح هذا الحوزة بالفعل صباح هذا اليوم.
وقد وجدنا في كل تلك الحيثيات ما يجيب على التحفظات السابقة ويشكل أرضية لإجماع وطني لدعم الميثاق. وقد وعدنا سمو الأمير بان نتحرك في ذات الليلة للحصول على أكبر قدر ممكن من الإجماع الوطني للتصويت بنعم للميثاق، وقد تحركنا فعلا من أجل ذلك وعقد لقاء مع بعض أعضاء لجنة العريضة وتم التوصل معهم إلى نتيجة بقرار نعم للميثاق، استنادا للمعطيات الجديدة المتمثلة في نتائج اجتماع الأشخاص الأربعة مع سمو الأمير وان بيانا سوف يصدر عنهم بهذا الخصوص كما تمت عدة اتصالات مع أعضاء من حركة أحرار البحرين الإسلامية وتم التوصل معهم إلى قرار يفضي بمراجعة موقفهم المعبر عن في بيانهم الصادر بتاريخ 8/2/2001م وأن بيانا آخر سوف يصدر عنهم لاحقا يأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة سالفة الذكر.
وبعد هذا التوضيح التفصيلي نحمد الله عز وجل على وحدة الموقف الوطني الشعبي تجاه التصويت بنعم للميثاق مما ينعكس على تحقيق وحدة وطنية متميزة وتلاحم بين القيادة والشعب من أجل حركة تنموية شاملة تواكب جميع المستجدات وتواجه جميع التحديات وبناء مستقبل زاهر للوطن والمواطنين.
أيها الشعب الكريم:
لا يسعنا في نهاية هذا البيان إلا أن نؤكد بأن تطلعات شعبنا نحو غد أفضل، ما كانت لتشق طريقها نحو التحقق لولا الجهود المضنية والنوايا الحسنة لصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله تعالى والمساعي الحميدة الجادة لأبناء هذا الشعب بكل فصائله وقواه ضارعين إلى المولى عز وجل أن يسدد خطى البحرين أميرا حكومة وشعبا في طريق الخير ويأخذ بأيدينا لما فيه خير وصلاح الوطن والمواطنين مؤكدين عزمنا على أن نقف حكومة وشعبا يدا واحدة من أجل تحقيق تلك الأهداف العظيمة.
ونؤكد في ختام هذا البيان على الثوابت التالية:
1. الحفاظ على الهوية الإسلامية للبحرين.
2. الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية لهذا البلد.
3. الحفاظ على الصيغة الدستورية للنهج السياسي.وأخيرا نضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا وعلى جميع المسلمين بوحدة الكلمة وتلاحم الصف ويسدد على درب الخير خطانا حاكمين ومحكومين انه قريب مجيب الدعاء، والسلام عليكم.
الموقعون:
الشيخ عبد الأمير منصور الجمري
السيد عبد الله الغريفي
الأستاذ عبد الوهاب حسين
الدكتور علي العريبي