-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
المعارض البحريني علي سلمان لـ "الرأي العام": انجازات كثيرة شهدتها المنامة ومتفائل بالإصلاحات السياسية لمعرفتي بصدق نيات الشيخ حمد بن عيسى
حاوره حسين الحربي: أكد الشيخ علي سلمان وهو أحد الرموز القيادية الإسلامية في الحركة الإصلاحية في البحرين ان "العلاقة بين الكويت والمنامة تفرض الالتقاء والتزاور بين شرائح المجتمعين,,, فنحن لنا في الكويت إخوة وأحباء".
وقال الشيخ سلمان في لقاء مع "الرأي العام" إثر زيارته الى الكويت ضمن وفد من المعارضة البحرينية ضم الى جانبه عبدالنبي عبدالحسين وعبدالوهاب حسين وحسين المشيمع ان "نجاح تجربة الاصلاحات السياسية في المنامة سيدفع بالجميع الى ممارسة عملهم من داخل البحرين"، مؤكداً انه "لا انشقاق في الوسط الشيعي البحريني، بل مزيد من التكتل والتنسيق".
واضاف: "ان هناك انجازات كثيرة حدثت اخيراً في البحرين ومتفائل بما شهدته من اصلاحات، لمعرفتي بصدق نيات الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة".
وافاد ان هناك "اطرافاً في الاجهزة التنفيذية البحرينية مازالت لا تثق في المواطن البحريني، ولذا فهي تعمل على تجنيس الاجانب"، مشيراً الى ان "الأخبار المتعلقة باستمرار برنامج تجنيس الاجانب من قبل بعض الاجهزة التنفيذية، وفي ظل غياب الشفافية الكافية، تمثل نكسة في أهم مكتسبات المرحلة الحالية".
وذكر ان "البحرين تجاوزت الملفات الأمنية الضاغطة وهي تتطلع الآن الى استجلاب الاستثمار المحلي والخارجي للمساهمة في انعاش اقتصادها"، نافياً ما تردد عن اي دور للمعارض عبدالوهاب حسين يهدف الى "منع التعاون مع التجمع الوطني في البحرين".
وأشار الشيخ سلمان الى ان "تاريخ التعايش بين المذاهب الاسلامية في البحرين يهيئ الارضية لنجاح في ما بينها" مبيناً ان "البحرين معروفة بالتسامح والاعتدال والعيش المشترك من دون مشاكل لقرون عدة".
وقال انه في ظل اجواء التقارب والانفتاح السائد في المنطقة ان تشعر الشعوب وحكامها في الخليج انه من الممكن ايجاد الاستقرار الأمني والاجتماعي من خلال التفاعل في ما بينها"، موضحاً ان "التقدم في العلاقات الخليجية الإيرانية يبعث الأمل في استقرار المنطقة وعلاقات يسودها الاحترام", وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
س: هناك برنامج عمل مقترح من قبلكم وبرنامج عمل آخر مقترح من قبل الشيخ عبدالأمير الجمري، فهل هذا يعني ان انشقاقاً بدأ في الحدوث في الوسط الإسلامي الشيعي؟
ـ إن الوسط الإسلامي الشيعي يتجه اليوم الى مزيد من التكتل والتعاون والتنسيق، فالتفكير اليوم منصرف الى بناء الاطر الجامعة لكل الأطراف والرؤى وسماحة الشيخ عبدالأمير الجمري وسماحة الشيخ عيسى قاسم والعلماء الآخرون يمثلون المرجعية العامة لهذا التيار الاجتماعي والسياسي.
س: كيف ترون سير عمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي في البحرين بعد مرور نحو 3 أشهر على التصويت الشعبي على ميثاق العمل الوطني؟
ـ ان عملية الاصلاح الشامل الذي يقوده أمير البلاد ويشارك فيه كل ألوان الطيف السياسي في البحرين تحتاج الى وقت حتى نرى نتائج هذه الاصلاحات وحتى نمتحنها على ارض الواقع.
لقد شهدت الاشهر الثلاثة الماضية انجازات عدة منها الغاء قانون أمن الدولة، ومنها تكريس الحريات العامة وانطلاق المجتمع الأهلي في ممارسة دوره في عملية البناء، كما شهدنا بداية تحريك ملف البطالة وتدني الأجور من خلال المبادرة الأميرية باستحداث ضمان اجتماعي لهؤلاء العاطلين، وعلى مدى الستة اشهر المقبلة، ومن خلال برامج الحكومة الرامية الى احلال البحرينيين مكان العنصر الاجنبي في دوائر الدولة المختلفة وفي القطاع الخاص، ورصد ميزانية من أجل تدريب وتأهيل العاطلين وتفعيل هذا البرنامج الوطني، وفي اليومين الأخيرين هناك مبادرة اميرية مهمة تمثلت في تخفيض الرسوم الجامعية بنسبة كبيرة وهذا الاجراء سوف يساعد على دعم نهضة البحرين العلمية، كما يساهم في تخفيف الضغوط على ميزانية الأسر المحتاجة.
في الجانب الآخر من الصورة هناك بعض الصعوبات في العملية الاصلاحية ولعل اهمها عدم تجاوب الاجهزة التنفيذية مع هذه الروح الأميرية فما زالت بعض هذه الاجهزة تعيش في الماضي في اساليب تفكيرها وفي ممارساتها العملية مما يسيء الى مصداقية المشروع الاصلاحي في ذهن المواطن العادي، فالمواطن يتأثر بنوع الخدمة التي يتلقاها بشكل مباشر من الاجهزة التنفيذية اكثر من تأثره بالتوجيهات الأميرية لأن الاجهزة التنفيذية تمثل تماساً مباشراً مع المواطن ومتطلبات حياته الكريمة, كما ان الاخبار المقلقة عن استمرار برنامج تجنيس الاجانب من قبل بعض الاجهزة التنفيذية وفي ظل غياب الشفافية الكافية تمثل نكسة في أهم مكتسبات المرحلة الحالية، وهي عملية الثقة التي نشأت بين الأمير وشعبه، فعملية التجنيس اذا صدقت ترسل رسالة واحدة وهي ان هناك اطرافاً في الاجهزة التنفيذية مازالت لا تثق في المواطن البحريني، ولذا فهي تعمل على تجنيس الاجانب.
وإنني على يقين بأن أمير البلاد يضع ثقته في شعبه الوفي الذي بادله ثقة بثقة وحباً بحب، وان الوقوف امام هذه الجهات التي تحاول بهذا البرنامج ان تدق اسفين عدم الثقة يمثل ضرورة في هذا المرحلة، وإنني متفائل حيال الاصلاحات الجارية وتفاؤلي منبعه معرفتي بصدق النوايا الأميرية وبصدق النوايا الشعبية وبالوعي الشعبي الذي يحتضن هذا البرنامج الاصلاحي.
س: ما تفسيركم لتجمعات طالبي العمل أمام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية البحرينية, هل هو رجوع الى السيناريو الذي حدث عام 1994 عندما تجمع عدد من طالبي العمل امام الوزارة في الصيف، وما ان انتهى خريف ذلك العام حتى دخلت البحرين في دوامة من العنف؟
ـ الحرمان الاقتصادي من أهم العوامل التي تؤثر على الأمن الاجتماعي، ولا يمكن ان تحقق الأمن الاجتماعي والأمن السياسي في ظل وجود طبقان مسحوقة في المجتمع في ظل وجود ثروة معقولة في بلد ما، والبحرين مثلها مثل سائر البلاد في هذا الجانب, ان الحرمان الذي يعيشه هؤلاء هو الذي دفعهم الى المطالبة بايجاد وظائف مناسبة لهم وبراتب مناسب مع متطلبات الحياة الكريمة التي ننشدها لكل مواطن، كما ان رغبتهم في المساهمة في عملية بناء الوطن الجارية على قدم وساق لم تمكنهم من الانتظار طويلاً بعد الميثاق.
لقد اولى سمو الأمير اهتماماً خاصاً برفع مستوى معيشة المواطن البحريني وبإيجاد وظيفة مناسبة وبراتب مناسب وان الحكومة الموقرة قد وضعت بعض البرامج المستعجلة لحل هذه المشكلة وجعلها على رأس اولوياتها، وإنني متأكد ان الوطن يتسع للجميع وان ابناءنا وبناتنا سوف يجدون لقمة العيش والحياة الكريمة وان الأمن الاجتماعي والسياسي هو السمة البارزة في المرحلة الحالية، وان هذا الأمن سوف يستمر دون أي تعكير، ولقد عملنا سابقاً ونعمل اليوم بكل جد لتلافي اي ارباك اجتماعي، ولحل اي مشكلة تعترض طريقنا من خلال الحوار الودي والكلمة الصادقة والأسلوب السلمي الحضاري، وإنني على ثقة تامة بأن البحرين قد تجاوزت الملفات الأمنية الضاغطة وانها تتطلع الى استجلاب الاستثمار المحلي والخارجي للمساهمة في انعاش الاقتصاد البحريني.
س: ما موقفكم من التجمع الوطني الديموقراطي في البحرين، وهل صحيح ما تردد ان عبدالوهاب حسين قد قام بجولة في بعض المآتم (الحسينيات) من أجل منع التعاون مع التجمع الوطني؟
ـ لا صحة لما تردد عن الاخ الاستاذ عبدالوهاب حسين، بل الصورة معكوسة تماما وبالامكان الرجوع الى الخطب والمقالات والندوات التي شارك فيها الاستاذ وشارك فيها رموز التحرك الشعبي لتجد فيها لغة التأكيد على الوحدة الوطنية وضرورة الحوار الشامل, لقد استطاعت الوحدة الوطنية الصمود طوال عقود المواجهة الماضية واننا نجد ان الوقت الراهن يدعونا الى المزيد من الترابط والتنسيق من اجل تمهيد الارضية لنجاح المشروع الاصلاحي الذي تعيش البحرين على ايقاعه أحلى أيامها.
س:هناك تقارب حاصل الان بين فرقاء المذاهب والافكار على أسس سياسية وطنية، هل تعتقدون ان هذا الامر سيفلح في تقريب وجهات النظر ام انها خطوات تكتيكية مرحلية؟
ـ ان المنطلقات لهذا التقارب تتجاوز الاسس السياسية والاهداف التكتيكية، فتقارب المذاهب وسيادة الاحترام لكل طرف هو من ضرورات نهوض الامة الاسلامية، والتي تحتاج الى كل طاقة فيها من اجل المساهمة في عملية البناء. إن الاختلافات التاريخية ساهمت في شل طاقات الامة ما أدى الى تخلفها في بعض الميادين، واننا نجد ان الواجب علينا اليوم ان نعمل على تحرير هذه الطاقات الخلاقة من قيود الاختلاف والتعصب، وكلي أمل في أن تقدم البحرين نموذجا يحتذى على مستوى العالم الاسلامي لهذا التعايش.
وتاريخ التعايش بين المذاهب الاسلامية في البحرين يهيئ الارضية لهذا النجاح المأمول، فالبحرين وشعبها معروفة بالتسامح والاعتدال والعيش المشترك من دون مشاكل قرون عدة.
س: نشرت صحف البحرين في 18 الشهر الجاري بيانا صادرا عن قصر الامير يدعو الى التعقل في طرح القضايا على مستوى المنتديات واقتصارها على الشؤون التي تسهم في دفع عجلة الاصلاحات الى الامام,, هل تعتقدون ان كثرة المنتديات وما طرح فيها كان خارجا عن العملية الديموقراطية التي لم تتهيأ لها البحرين بعد؟ وما تعليقكم على هذا البيان؟
ـ لقد عاشت البحرين ربع قرن من غياب الحرية، وكان لذلك أثر سيئ على مختلف مناحي الحياة، وما تشهده البحرين اليوم هو انكسار هذه القيود، ومن الطبيعي بعد هذه المدة الطويلة ان نجد بعض التعبيرات وبعض المزايدات، لكنها لحد الان ما زالت في الحدود المعقولة، وتوجيهات سمو الامير تنطلق من حرصه على استمرار وتدعيم العملية الاصلاحية وعدم عرقلتها, واننا نلاحظ ان التعامل الاميري لم يتمثل في صورة اعتقال أو إكراه وإنما في صورة توجيهية يهدف الى ازالة العوائق التي من الممكن ان توجدها هذه المزايدات، وإنني أؤكد على مزيد من الحوار مع بعضنا البعض، فإن مزيدا من الحرية سوف يعمل على اعادة التوازن الى بعض الجنوح، وهذا الجنوح هو حالة محدودة جدا في الساحة البحرينية، فالساحة في قطاعاتها المختلفة عبرت عن رشد واتزان كبيرين من خلال أدبياتها وخطواتها العملية.
س: لا يزال صوت احرار البحرين يبث بياناته واخباره من لندن رغم رجوع اغلبية المعارضين السياسيين الشيعة الى البحرين,, هل وجود (صوت احرار البحرين) بمثابة خط الرجعة في ما لو حدثت اي انتكاسة في العملية الديموقراطية الاصلاحية في البحرين؟
ـ لقد اوجدت سنوات الهجرة العديد من الوجودات البحرينية في الخارج والتي تفاعلت مع العملية الاصلاحية الجارية في البحرين، وقد عادت اغلبية هذه الشخصيات الى داخل البحرين، وهي الان تمارس دورها في العملية الاصلاحية من داخل البلاد، وان نجاح التجربة وترسيخ قيم الحرية والعدالة سوف يدفع بالجميع الى ممارسة عمله من داخل اراضي البحرين، وكل فصيل يراقب التطورات الحالية وسوف يتفاعل معها بما يخدم ترسيخها وتجذيرها.
إننا من خلال عملنا وحوارنا مع الاطراف السياسية ومع الحكومة نعمل بشكل جاد ومخلص من اجل حل اي مشاكل يمكن ان تعترض سبيل الاصلاح في بلدنا، وان سيادة هذه الروح، روح التعاون من اجل رفعة البحرين وشعب البحرين، لهي كفيلة، بمنع حدوث اي انتكاسة ان شاء الله، وكلنا أمل في وعي التيارات السياسية المختلفة وفي حكمة صاحب السمو أمير البلاد.
س: هل أنتم مسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر في التحريض على الخروج الى الشارع في البحرين ابان ما عرف بـ (الاحداث) او (الانتفاضة),, وما الاسباب؟
ـ بشكل بسيط جدا، كنا نرى بعض الاخطاء وكنا نحاول التنبيه اليها والمساهمة في حلها، لكن الحكومة في ذلك الوقت اساءت فهمنا وعملت على قمعنا بدل سماع وجهة نظرنا، فكان ما كان من تحرك شعبي دفاعا عن المحاولة الاصلاحية التي كنا نتبناها. واليوم فإن سمو امير البلاد هو الذي يقود عملية الاصلاح بنفسه وهذا ما يبعث الامل في نفوس ابناء البحرين تجاه مستقبلنا.
س: يرى البعض ان العريضة التي شملت 25 الف توقيع والتي كانت تطالب بعودة الحياة البرلمانية كانت مشتركة بين جميع الطوائف والاتجاهات الفكرية، بينما انفرد التيار الشيعي لاحقا بالنزول الى الشارع وكأنه الفصيل الوحيد الفاعل على الساحة,,, ما رأيكم؟
- لقد تميزت الحركة الاصلاحية في البحرين بتوافق واسع بين مذاهبها وتياراتها السياسية المختلفة منذ انطلاقتها وحتى الآن, لكن الأجهزة الأمنية حاولت ان تستفرد ببعض الأطراف وتمارس عليهم عملية بربرية في محاولة لحرف مسيرة العملية الاصلاحية, هذه هي العقلية السابقة لهذه الأجهزة وأتمنى أن تكون التوجيهات الأميرية والتي رسمت استراتيجية عمل هذه الأجهزة قد بدأت في حكم مسار وتعامل هذه الأجهزة مع المواطن، فالأمير يرى ان "كل مواطن في البحرين اليوم هو حارس المواطن" و"ان وظيفة الأجهزة الأمنية هي حماية الحريات العامة للمواطن".
إنه أفق رحب ورؤية حضارية أتمنى أن تجد طريقها الى التمثل في هذه الأجهزة, ان الجميع في البحرين اليوم يؤكد على الوحدة الوطنية، وعلى أنها في قمة الأولويات في برنامج عمل جميع ألوان الطيف السياسي.
س: هل التقيت بمسؤولين كويتيين؟
- العلاقة البحرينية - الكويتية تفرض علينا الالتقاء اثناء الزيارة بجميع شرائح المجتمع الكويتي, وقد وجدنا من خلال هذه الزيارة ان لنا هنا اخوة وأحباء.
س: كيف تنظرون الى مستقبل البحرين؟
- البحرين الآن تسودها حالة من التفاؤل والأمل، وتنظر الى غد مشرق مع الأمن والاستقرار، وهذا أيضا يشمل الأجهزة الأمنية من أجل عملية التنمية الشاملة التي يتطلع لها الجميع في البحرين من الحكومة والمعارضة.
س: كيف تقيمون العلاقة بين العالم الاسلامي والغرب؟
- باعتقادي ان هناك فرصة لقيام حوار بين العالم الاسلامي والغرب، وحتى تقوم هذه الفرصة بشكل موضوعي تحتاج الى جهود كبيرة بين الأطراف التي تقتنع بإمكان التعايش بين العالم الاسلامي والغرب, وبالإمكان استثمار الايجابيات الموجودة في عالمنا التي يحتاجها الغرب في شكل جيد، خصوصا القيم الروحانية الإنسانية التي يحتويها عالمنا, وكذلك الاستفادة من حالة التقدم والتطور التكنولوجي وبعض السلوكيات التي أفرزتها التجربة الإنسانية في الغرب, واذا اجتمع القائمون والمهتمون على استثمار هذه الإيجابيات فمن الممكن ان تنشأ حركة جادة لعملية الاستفادة والخروج من دائرة العنف المتوقع مستقبلا, وللأسف ما زالت الأجواء تتحرك باتجاه الحرب وعدم الوئام بين الغرب والعالم الاسلامي نتيجة لسيادة قوى لا ترغب ان ترى عملية الاقتراب الموضوعي بين الاسلام وبين الغرب، خصوصا في الدول الغربية واقصد مراكز القوى السياسية الذين لا يفكرون بشكل ايجابي تجاه العالم الاسلامي والعالم بشكل عام, فما زالت المصالح الضيقة تحكم الرؤية السياسية، وما زالت الأنانية تغلب وتهيمن على مراكز القرار السياسي في تلك لدول من خلال معايشتي لمراكز القرار السياسي في الفترة الماضية.
س: ما رأيكم في معاملة النظام العراقي لأهل الجنوب؟
- لا شك ان المعاناة مستمرة منذ عقود على هذا الشعب وهناك تعاطف عالمي كبير معهم، وان عملية الحصار للشعب العراقي غير مقبولة ولم تؤد الى نتائج لأن الحصار الاقتصادي زاد من معاناة الشعب وزيادة حرمانه التي يعانيها, نحن بحاجة الى تفكير أكثر جدية في مسألة استقرار هذه المنطقة من العالم العربي التي تحيط بدولنا الخليجية وايجاد الحلول الحقيقية الجادة لإنهاء مشكلة الشعب العراقي.
س: وماذا عن التواجد الأجنبي في المنطقة؟
- الدول الأجنبية لها مصالح في المنطقة منذ سنوات عديدة، وليس عيبا دفاع الدول الكبرى عن مصالحها، فهذه طبيعة الحياة، وكل دولة سوف تعمل ما تستطيع من أجل الحفاظ على مصالحها، وعلينا أن نفكر في مصالحنا بدرجة أكبر، وانه بالإمكان في ظل أجواء التقارب والانفتاح السائد في المنطقة ان تشعر شعوب هذه المنطقة ويشعر حكامها انه من الممكن ايجاد الاستقرار الأمني والاجتماعي العام من خلال هذا التفاعل.
س: ما مستوى العلاقة بينكم وبين ايران؟
- تبقى ايران إحدى الدول المؤثرة في مسارات هذه المنطقة بما تملكه من مساحات جغرافية كبيرة وبعدد سكانها, وهناك تقدم كبير خلال السنوات الست الماضية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين كل من السعودية والكويت والبحرين، وهذا يبعث الأمل في الاستقرار في هذه المنطقة من خلال علاقة يسودها الاحترام فيما بينها وعدم التدخل في شؤون البعض.
المصدر: الرأي العام الكويتية
بتاريخ: 27 / 5 / 2001