-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
عهد حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة
ولد حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في الرفاع يوم 28 يناير 1950م الموافق 7 ربيع الأول 1369هــ ، وقد التحق بالدراسة الابتدائية في البحرين بعد السادسة من عمره وكان يواكب دراسته هذه مواظبته على تلاوة القرآن الكريم ومبادئ الدين واللغة على يد مختصين بالدراسات الإسلامية مما كان له كبير الأثر في تقدم لغته وأسلوبه وتذوقه للشعر العربي والنبطي كما كان حريصا على حضور مجالس والده ليستمع للكثير من السير والروايات التي تحكي تاريخ الأبطال، وقد اهتم بتعلم السباحة والرماية والفروسية على أيدي مدربين ماهرين مما كان له الأثر الكبير في الاهتداء بآراء الرجال الأكفاء كل حسب اختصاصه ومن هنا كانت البذور الأولى لاهتمام سموه بالرياضة ورعايته للرياضيين.
بعد أن أكمل الدراسة الابتدائية بتفوق عام 1964م التحق بالدراسة الثانوية ثم واصل الدراسة في تعلم وإتقان اللغة الإنجليزية في مدرسة عامة بإنجلترا وأتم دراستها في مدرسة ليز بمدينة كامبردج، عاد على إثرها للبحرين في صيف عام 1967م.
أعلن رسميا تولي سموه حينئذ ولاية العهد في 27 يونيو 1964م، ولما كانت العسكرية مدرسة تصنع الرجال وتسود فيها القيم والمثل العليا فقد التحق بدورة في كلية (مونز) الحربية للضباط في مقاطعة دروست وهمبشاير بإنجلترا وذلك في 14 سبتمبر 1967م حيث تخرج منها في 16 فبراير 1968م.
إثر عودته إلى البحرين قام بوضع خطة لإنشاء قوة دفاع البحرين التي تم تعزيزها ببراءة أميرية في مستهل شهر أغسطس سنة 1968، وظل متبوئا منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين منذ الشروع في تأسيسها وحتى تولي سدة الحكم في عام 1999م. كما أصبح سموه وزيرا حينئذ للدفاع عند تشكيل الوزراء الأول في 15 أغسطس 1971م.
في 21 يونيو 1971م، التحق بالمقر العسكري التدريبي بكلية القيادة ورئاسة الأركان في فورت ليفويرث (كنساس) بالولايات المتحدة الأميركية ومنح وسام الحرية للمدينة كنساس من قبل عمدة وشعب مدينة كنساس، وكان أثناء أوقات فراغه في ليفنويرث يتلقى مقررا في المراسلات الخارجية للكلية الصناعية للقوات المسلحة في واشنطن، حيث نال شهادة الدبلوم الوطنية في الإدارة العسكرية، وذلك في 31 مايو 1972م. في التاسع من شهر يونيو من العام التالي تخرج بدرجة شرف في القيادة ورئاسة الأركان، كما حصل في 26 يونيو 1972م على شهادة الشرف العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية وذلك تقديرا لما أنجزه في الشئون العسكرية منذ عام 1968م، ونتيجة لذلك تم وضع اسمه من ضمن الأسماء المدرجة في لوحة الشرف للضباط في الجامعة.
بعد عودة سموه حينئذ من الولايات المتحدة الأميركية انهمك بكل جاد في العمل على دفع عجلة التطور والتوسع في البحرين بصورة عامة وفي قوة دفاع البحرين بصورة خاصة سواء في الأمور العسكرية المتعددة النشاطات أم الميادين الثقافية المتطورة وفي العلوم الطبية والتكنولوجيا المتقدمة وفي الفعاليات الرياضية والترفيهية، كما قام بالإضافة إلى مهامه العسكرية بمسئولياته على أحسن وجه في كلا الحقلين الخاص والعام.
في يناير من عام 1978م أمر سموه حينذاك بتأسيس مركز الوثائق التاريخية ونظراً لاهتمامه بتاريخ البحرين والمنطقة فقد احتضن ديوانه العامر (الزاهر) هذا المركز ورعاه مما كان له كبير الأثر في تقدمه ونشاطه.
عني هذا المركز بجمع الوثائق التاريخية والمخطوطات والخرائط والصور القديمة التي تلقي الضوء على تاريخ البحرين وخاصة في الفترة التاريخية التي دخل فيها العتوب البحرين. لقد جمعت الوثائق من بلدان كثيرة ذات العلاقات التاريخية مع البحرين عبر العصور وقد كشفت تلك الوثائق والمخطوطات عن حوادث ووقائع هامة بدأ المركز بنشرها تباعا في مجلة (الوثيقة) التي يصدرها المركز بالإضافة إلى نشر الكتب التاريخية الأخرى.
وإيمانا بدور الشباب في خدمة الوطن والمجتمع فقد اهتم بالرياضة والشباب من خلال مفهوم تربوي وتثقيفي يعمل على تدعيم قدرات الشباب البدنية والذهنية، ومما يجدر ذكره في هذا المجال أن صاحب السمو كان ولايزال حريصا على ممارسة مختلف أنواع الرياضة بالإضافة إلى اهتمامه الشديد برياضة الفروسية وبالأصول التاريخية لسلالات الخيل في البحرين حيث عرفت بأنها من أنقى وأحسن السلالات العربية.
وللحفاظ على ذلك أنشأ سموه الإسطبل الأميري في البحرين خلال شهر يونيو 1977م وأدى هذا إلى الموافقة التامة لتسجيل إسطبل الخيل في البحرين ضمن منظمة الخيول العربية العالمية في سبتمبر 1978م.
وحرصا على ضرورة تعزيز البحوث العلمية والتكنولوجية وتنسيق نشاطاتها لخدمة البحرين والخليج والعالم العربي فقد عمل سموه على إنشاء مركز البحرين للدراسات والبحوث لتشجيع البحث العلمي للبلاد ولتنمية مقدرة المواطن والمجتمع على الاستفادة من التقنية الحديثة ومعطياتها في تطوير الإمكانيات البشرية والاقتصادية، وقد رعى الخطوات الأولى لإنشاء هذا المركز إلى أن تم إنشاؤه بصفو رسمية.
وحيث أن سموه قد وهب استعدادا طبيعيا للطيران والإحاطة الشاملة للقوى المؤثرة في الأجسام المتحركة عبر الهواء، فقد بدأ تدريبه النظري والعلمي على طائرات الهيلوكوبتر في أكتوبر 1977م، وقد تخرج كطيار يتمتع بكفاءة تامة في قيادة طائرات الهيلوكوبتر وذلك في 14 يناير 1978م ومنذ ذلك الحين سار في إنشاء جناح الدفاع الجوي لقوة دفاع البحرين، وصار مسئولا بصورة كبيرة للتعرف بإجراءات السلامة المتقدمة للطيران في مضمار عمليات الدفاع التكتيكية.
وفي 30 يناير 1979م أدرج اسمه كعضو شراف دائم لنادي الهيلوكوبتر، لامتيازه في شتى مساهماته العامة في ميدان الطيران في الشرق الأوسط منذ عام 1977م.
تولى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم اثر انتقال والده المغفور له الشيخ عيسى إلى بارئه الأعلى يوم السبت 6 مارس 1999م. ورغم فداحة المصاب إلا أن سموه أبدى منذ اللحظات الأولى لحكمه الحلم ورباطة الجأش وبعد النظر وتحمل المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقه بكل عزم وثبات.
بدأ سموه بتوجيه خطاب للشعب لتعزيتهم بوفاة والده المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ثم اتبع ذلك بتنصيب صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وليا للعهد وقائدا عاما لقوة دفاع البحرين.
لقد اعتمد سموه الشفافية وتبادل الرأي كأساس لأسلوب حكمه، منوها بذلك في كلمته السامية، التي وجهها لشعب البحرين بتاريخ 13/3/1999م إذ قال جلالته:
"أود أن أقول لكن جميعا بمنتهى الوضوح أنني كإبن لعيسى، وحافظ لعهده سوف أحمل لواء نهجه الذي لا يميز بين أبناء الوطن الواحد في اختلاف الأصول والمذاهب، ولا ينظر إلا لصدق الإنتماء الوطني، وروح المواطنة التي تريد الخير للبحرين وأهلها كافة".
وأضاف قائلا: "نعاهدكم أن نبقى بينكم ومعكم في كل خطوة ومرحلة من عملنا الوطني فنحن أقوياء بعون الله معكم وبكم، ويبقى التواصل بيننا قائما ومتطورا بإذن الله من أجل رفعة البحرين ورخائها وسنطلعكم على أفكارنا وتصوراتنا لمستقبل العمل الوطني ويهمنا أن نستطيع ما لديكم من آمال وتطلعات لخير البحرين في ظل ما تعارفنا عليه من تواصل بين القيادة والمواطن منذ بدء المسيرة".
المصدر: مستمد من كتاب "البحرين بين عهدين، الحماية والاستقلال" – راشد الزياني
بتاريخ: 13 مارس 1999