-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
مقابلة خاصة: رئيس الوزراء البحريني :العلاقات بين البحرين والصين "نموذج يحتذى" فى العلاقات بين الدول
أكد رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن العلاقات بين الصين والبحرين تتميز بخصوصيات متعددة تجعل منها نموذجا يحتذى في شكل وطبيعة العلاقات الثنائية بين الدول.
وقال الشيخ خليفة - في لقاء خاص مع وفد وكالة أنباء (شينخوا) في المنامة - إن البحرين والصين يربطهما تاريخ طويل وممتد من التعاون البناء على كافة المجالات، فضلا عن ثراء علاقاتهما برصيد كبير من الثقة والاحترام المتبادل بين قيادتي وشعبي البلدين.
وأضاف إن علاقتنا السياسية مع جمهورية الصين الصديقة ترتكز على العديد من القواعد الراسخة، أهمها الرغبة في تحقيق المصالح الإستراتيجية المشتركة لكلا البلدين ، والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات متقدمة ، ويدعم ذلك تقارب مواقفهما تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية وترسيخ قيم السلام والحوار والتفاهم الدولي ورفضهما لاستخدام القوة والحرب التي تعطل مسيرة الأمم والشعوب.
وعلى الصعيد الاقتصادي ، أكد الشيخ خليفة أن البلدين تربطهما علاقات اقتصادية وتجارية قوية ومتينة ، مشيرا إلى أن الصين احتلت عام2007 المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين للبحرين فيما يتعلق بالواردات من العالم بنسبة 8.5 في المائة .
كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 223 مليون دينار(الدولار الأمريكي يساوي 0.377 دينار بحرينى) في نفس العام ، في حين يتراوح حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين ما بين 4.3 في المائة و6.3 في المائة لإجمالي مبادلات البحرين مع العالم الخارجي.
على صعيد متصل، استشهد رئيس الوزراء البحريني على الحضور الصيني في بلاده بوجود 28 وكالة تجارية صينية مسجلة ، إلى جانب مكتب تمثيلي لمصرف الصين المحدود ، بالاضافة للعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الثنائية كاتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال ، واتفاقية التعاون المشترك في مجالات الأيدي العاملة والتدريب المهني.
وأعرب عن تطلع البحرين إلى تحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين ، والاستفادة من تجربة الصين التنموية الرائدة وتعزيز التبادل الإعلامي الثقافي بين البلدين الذي ازداد رسوخا بعد التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي في مايو 2002.
ودعا كبريات الشركات الصينية ، لاسيما المتخصصة في مقاولات البناء للإسهام في عمليات البناء و التعمير التي تعم أرجاء البحرين ،والاستفادة من الفرص المتاحة لمختلف المجالات وحوافز الاستثمار.
وتطرق رئيس الوزراء البحريني للخطوات التي تتخذها حكومة بلاده لتعزيز العلاقات مع الصين من خلال الزيارات المتبادلة ، واتفاقيات التعاون التي أثمرت بافتتاح ملحقية تجارية بحرينية بالعاصمة الصينية بكين في نوفمبر 2005 بهدف خدمة العلاقات التجارية والصناعية والاستثمارية للبحرين في الصين وجميع دول وأسواق جنوب شرق أسيا.
وفى السياق ذاته ، أعلن الشيخ خليفة عن تطلعه لزيارة الصين خلال شهر نوفمبر المقبل للمشاركة في اجتماعات المنتدى الحضري العالمي الرابع الذي تستضيفه مدينة نانجين في الفترة من الثالث إلى السادس من نوفمبر ، والذي سيشهد تسليم جائزة المستوطنات البشرية في المجال الحضري والإسكان لأول مرة لجمهورية بوركينا فاسو عن مشروع اللواء الأخضر وهو الفائز بالجائزة لهذا العام.
وفي هذا الصدد، أشار الشيخ خليفة إلى أن فكرة الجائزة انبثقت بعد حصول البحرين على جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان من برنامج المستوطنات البشرية التابع للأمم المتحدة في يوليو 2007، بهدف دعم جهود المنظمة الدولية الخاصة بتحقيق التنمية المستدامة للقضاء على أحد أهم التحديات التي تواجه الدول الفقيرة وهي الفقر والعوز.
وعبر عن إعجابه بالمعالم النهضوية البارزة التي تزخر بها الصين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتجارية والثقافية لتتبوأ بفضل اهتمام القيادة الصينية مركزا مرموقا على المستوى العالمي باحتلالها المرتبة الثالثة في أرقام الصادرات السلعية العالمية، والمركز الثاني بين الدول المستوردة للنفط عالميا، وعدد بعض الشواهد على الانجازات الكبيرة التي حققتها الصين ومنها الرحلة الناجحة لمركبة الفضاء (شنتشو 7) المأهولة الى الفضاء وكذلك نجاحها الباهر الذي نال إعجاب العالم في تنظيم دورة الألعاب الاولمبية واستحواذ أبطالها على الكثير من الميداليات.
وفي ما يتعلق بمسيرة الاقتصاد البحريني، أكد الشيخ خليفة أن بلاده انتهجت إستراتيجية تقوم على تنويع مصادر الدخل و تقليل الاعتماد على النفط من خلال محورين رئيسيين أحدهما يعنى بالمواطن البحريني علميا ومهنيا والآخر يركز على تبني استراتيجيات للتنمية المستدامة بالسير في عدة مجالات مترابطة منها التقدم العلمي والتطوير المهني وتحسين البنية التحتية.
وفيما يتعلق بتأثيرات الأزمة المالية العالمية على الدول الخليجية ، قال الشيخ خليفة إن دول مجلس التعاون التي تمتلك النفط لم تكن بمنأى عن انعكاسات هذه الأزمة التي تتطلب تعزيز التنسيق الدولي للتعامل معها ، بيد أن الدول الخليجية بحاجة إلى الاستقرار في محيطها الإقليمي حتى تلعب دورا أكثر فاعلية في استقرار الاقتصاد العالمي.
وحول مسيرة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أكد رئيس الوزراء البحريني موقف بلاده الثابت والتاريخي بشأن ضرورة تحقيق السلام والاستقرار الدولي في كافة أرجاء العالم من خلال تطبيق الشرعية الدولية واحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وشدد الشيخ خليفة في هذا الشأن على أن السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، لن يتأتى إلا بإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي من جذوره عبر منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والتوصل لحلول للقضايا الأخرى العالقة كالحدود واللاجئين والمستوطنات وغيرها.
وجدد دعم البحرين لجهود إنجاز تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال تطبيق قواعد الشرعية الدولية وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وكذلك قبول وتنفيذ مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 وأعادت تفعيلها قمة الرياض في العام 2007 .
ودعا الدول الكبرى ومن بينها الصين إلى القيام بدور أكبر في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط الذي أصبحت مساعي تحقيقه ترتبط بمصالح بعض الدول ، فتتسارع المساعي عند الحاجة لتأمين المصالح ، وتتراجع في حالة تراجع الاهتمام بهذه المصالح .
وبشأن الملف النووي الإيراني، رأى الشيخ خليفة أن انتهاج الوسائل السلمية والحوار المتواصل هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع هذا الملف وذلك لتجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة ليس في مقدرة دول المنطقة تحمل تبعاتها، لاسيما وإنها تعرضت لحروب متتالية خلال العقود الماضية استنزفت من قدرتها الكثير وعطلت برامجها التنموية. (شينخوا)صحيفة الشعب الصينية
بتاريخ: 30 اكتوبر 2008http://arabic.people.com.cn/31660/6524497.html