-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
ماذا حدث في عمومية جمعية الوفاق الوطني الإسلامية: توصية الجمعية بدعم الصناعات المحلية والوطنية للمحافظة على العمالة البحرينية والاحتفال بالعيد الوطني والميثاق
كتب: محمد الغسرة
انتهت جمعية الوفاق الوطني الإسلامي بعد اجتماعها الأول لانتخاب إدارة الجمعية الذي تم انتخابهم مؤخرا وهم الشيخ علي سلمان وحسن مشيمع والدكتور تزار البحارنة وجواد فيروز وعبدالشهيد خلف وعبدالمحسن الموسوي والشيخ عبدالنبي الدرازي والدكتور عبدعلي محمد حسن والشيخ جاسم الخياط والدكتور عبدالجليل سنكيس وجلال فيروز بغياب العنصر النسائي في هذه التركيبة.
وفي تصريح للشيخ علي سلمان بعد انتخابه في مجلس إدارة الجمعية قال بانه اسف لعدن تمكن العنصر النسائي بالفوز في إدارة الدمعية موضحا بان نسبة الأصوات لا تعكس بالضرورة الجهد والواقع الحقيقي للاشخاص، حيث ان هناك العديد من العناصر الفاعلة التي لم يحالفها الحظ في الفوز، وقال انها التجربة الأولى ونتمنى ان تشارك هذه العناصر وعناصر أخرى في الانتخابات القادمة سواء على مستوى الجمعية أو الانتخابات القادمة الاخرى مثل انتخابات البلدية كما ان احدى العضوات حصلت 41 صوتا واحد المشرحين حصل على 46 صوتا مما يعني تقارب الاصوات بين المرشحين، وان ما عملته جمعية الوفاق مهدت الأرضية لمشاركة المرأة في هذا الجانب وسيكون لها دور في الجمعية وخارجها.
واضاف ان ما تم في هذه الجمعية، هي فرص لممارسة العمل الديمقراطي والممارسة العملية في المجال الانتخابي ومشارك المراة في هذا المجال وان لم تفز كباقي الرجال الذين لم يفوزوا، وعن العلاقة مع الجمعيات الاخرى قال ان الجمعية ومن ذو مرحلة التأسيس وقبل لاشهار كان لها حضور وتعاون ولقاءات مع الجمعيات السياسية وغير السياسية الاخرى في البحرين، بل تمت لقاءات مع جمعية العمل الوطني الديمقراطي وجمعية المنبر، بل ترى ان التعاون والتنسيق مع تلك الجمعيات من الضرورة بمكان لما له من ايجابيات على العمل السياسي المحلي والسياسي.
وبدأت اجتماعات الجمعية العمومية للجمعية الوفاق الوطني الإسلامية بتقديم الشكر الجزيل لسمو الأمير الشيخ حمد بن عيسى الخليفة والقيادة السياسية التي مهدت للعمل السياسي العلني.
حضر الاجتماع 106 عضوا من 117 عضوا، واقرت الجنة التحضيرية عدة توصيات منها موقع للجمعية على الانترنت وبرنامج إعلامي واخر لعلاقات العامة وبرنامج لزيادة الشخصيات الوطنية والسياسية وحثهم للمشاركة في الجمعية وتقديم العضوية الشرفية للشخصيات التي شاركت وساهمت في خدم هذا الوطن.
إذ ان اجتماع الجمعية العومية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية اسفر عن انتخاب 11 عضوا لمجلس إدارة الجمعية وذلك بحضور 106 من أصل 117 عضوا مؤسسا وذلك تحت اشراف من مندوبي وزارة العمل والشئون الاجتماعية، وقد فاز كل من الشيخ علي سلمان (100 صوت)، حسن مشيمع (99 صوتا)، د. نزار البحارنة (82 صوتا)، جواد فيروز (79 صوتا)، عبدالشهيد خلف (70 صوتا)، عبدالمحسن الموسوي (62 صوتا)، الشيخ عبدالنبي علي (59 صوتا)، د. عبدعلي محمد حسن (58 صوتا)، الشيخ جاسم حسن الخياط (51 صوتا). د. عبدالجليل سنقيس (49 صوتا)، جلال فيروز (48 صوتا). كما فاز خمسة أعضاء كأعضاء احتياطين في مجلس الإدارة وهم: د. محمد رضا بوحسين (45 صوتا)، محمد جميل الجمري (42 صوتا)، الشيخ حسن سلطان (41 صوتا)، عبدالكريم الحلواجي (41 صوتا)، وزهرة سلمان (41 صوتا). وقرر المجتمعون ارسال برقيات شكر وتقدير إلى القيادة السياسية في البلاد وذلك للدعم الذي حظيت به جمعية الوفاق الوطني الإسلامية والذي أفضى إلى اشهارها والبدء في ممارسة العمل الوطني في البلاد. ورفعت اللجنة التحضيرية المؤقتة التي كانت تباشر أمور الجمعية قبل الاشهار إلى مجلس الإدارة طلب المشاركة الفعالة في كل المناسبات الوطنية وبالخصوص مناسبة العيد الوطني وذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني، وتقدير التضحيات الجسام في سبيل العمل الوطني، وتخليد سيرة العالم المجاهد الشيخ علي النجاس بتبني مشروع ثقافي وعلمي باسمه وكذلك منح الرموز الدينية والسياسية العاملة عضوية فخرية من الجمعيات، وإضافة إلى ذلك الدعوة إلى اجتماع استثنائي للجمعية العمومية بحيث يقتصر على المؤسسين فقط وذلك لإقرار اللائحة الداخلية للجمعية، كما رفع عدد من مؤسسي الجمعية توصياتهم إلى مجلس الإدارة القادم وهي وضع استراتيجية لعمل الجمعية وتحديد رؤية بعيدة وقصيرة الأمد وتوسيع رقعة اللجان العاملة التي سيتم تشكيلها لتستوعب أكبر عدد من الطاقات والمبادرة بعمل استبانة يتم توزيعها في الأماكن العامة لاستطلاع المقترحات حول العمل الوطني، وتفعيل دور الوحدات الإدارية المقرر تشكيلها مستقبلا. كما رفع المؤسسون توصيان تتعلق بعمل قاعدة معلومات خاصة بالأعضاء تتضمن سيرتهم الذاتية للاستفادة من طاقاتهم في العمل الوطني والثقافي في المرحلة القادمة، وتنظيم دورات في العمل الإداري والتطوعي للمؤسسين والأعضاء الجدد وطالب أحد المؤسسين من الإدارة الجديدة بشن حملة دعم الصناعة الوطنية خصوصا تلك التي تعتمد على العمال البحرينية مثل مصنع البحرين الدنماركي وذلك عن طريق شراء تلك المنتجات بدل من المنتجات المنافسة تفادي لاي تعثر من هذه المصانع وتسريح عمالها البحرينيين.
لقد كان الاجتماع منظم تنظيم جيدا يعكس العمل التخصصي لتنظيم هذا النوع من الاجتماعات على الرغم من حجم عدد الحضور الكبير الذي زاد عن 130 شخصا، بل ان اللجنة المنظمة قد اعدت ووفرت جدول الاعمال والكلمات وتقرير اللجنة التحضيرية واسماء المرشحين والنظام الداخلي للجمعية لكل عضو مما ساعد في انجاز الاجتماع باسرع ما يكن كما لم يفتها الاهتمام الجانب اللاعلامي وحرصت على تواجد الصحافة المحلية والاعلام الخارجي من وكالات ابناء واذاعات وغيرهم.
كما ان الميزة الاخرى لهذا الاجتماع مستوى الخطاب فيه، فعلى الرغم من اتجاه الجمعية الشيعي وانحصار الحضور على الشيعة الا ان جميع الخطب والمداخلات والتعليق والبيان الصحفي الصادر عن اللجنة الاعلامية والتصريحات الصحفية لاعضاء الجمعية، ابتعدت بشكل كامل عن الخطاب الطائفي وكانت اللغة السياسية هي السائدة في الاجتماع وما يميز هذه الاجتماعات بالاجتماعات الاخرى في الجمعيات والمؤتمرات السياسية الاخرى هي "الصلوات على محمد وآل محمد" التي تفصل بين فقرات الحفل أو جلب الانتباه اعلانا لبدء فقرة جديدة.
وكما شهدت انتخابات الجمعية العمومية تنافس كبير المرشحين الذي اقسموا إلى ثلاث فئات (في تقديري الشخصي) الاكاديمي ورجال الدين والمعتدلين ولم يعد شعار "معكم يا علماء" مطروحا في ذلك إذ لم يفز بعض المرشحين الشيوخ أو "المعممين" إذا صح التعبير، بل ان التنافس بين من هو الاكفء على الرغم من بعض الهمسات التي تتداول عن سقوط جميع انصار الشيخ عبدالأمير الجمري أو المحسوبين عليه، لا سيما الدكتور منصور الجمري لم يكن من ضمن المؤسسين (ولربما له وجهة نظر قد لا تتفق 100% مع المؤسسين)، وساهمت اللجنة المنظمة في ابراز المستوى التعليمي لكل مرشح وتخصصه ومهنته ووجهة العمل الذي يعمل فيها.
النقطة الايجابية الاخرى في الاجتماع هو نظرة المجتمعين إلى انتخابات البلديات القادم كمرحلة تمهيدية إلى انتخابات البرلمان، والعمل كفريق، وبدء الانتشار الافقي للجمعية عبر انشاء مراكز لها في مناطق البحرين المختلفة بالاضافة إلى انشاء مركز معلومات يخص كل فرد من افراد الجمعية ولا سيما ان عدد كبير من اعضاء الجمعية لديهم كفاءات كبيرة في مجال تقنية المعلومات وان هذه العملية تساهم في رصد افراد الجمعية لاي عمل جماهيري مستقبلي من جهة وتفادي اي اختراقات غير مرغوبة من جهة ثانية خصوصا ان اعضاء الجمعية امتازوا بالتنوع من حيث المهن ومن حيث العمر والتوجه السياسي والنضالي، كما ان تصريح الشيخ علي سلمان بالتعاون مع الجمعيات الاخرى السياسية وغير السياسية يعطي مؤشر يتقبل الرأي الاخر والتعامل مع الاخرين بغض النظر عن ايدلوجيتهم وتوجهاتم السياسية.
بالاضافة إلى توصية أحد الاعضاء الذي طالب الإدارة الجديدة إلى توجيه الشارع البحريني لدعم الصناعة الوطنية عبر المساهمة في شراء هذه المنتخاب، وهذه الدعوة هي وسيلة ناجعة لكسب ود الشارع الصناعي والتجاري في البحرين وخصوصا ان هذا الخطاب موجه إلى رجال الاعمال البحرينيين وطمئنتهم ومشاركتهم همومهم، بالاضافة إلى الحكومة التي ترى ان البطالة أحد المشاكل الرئيسية في هذا البلد والتي تحتاج إلى تكاتف جميع المؤسسات السياسية والاجتماعية لحلها لا للاستفادة من وجودها لتعبئة سياسية ضد النظام كما في السابق وقد نجحت الجمعية في هذا التوجه لاسيما ان اوصت بالاحتفال بالعيد الوطني المجيد القادم وموعد التصويت على الميثاق.
وبالنسبة للسلبيات التي تم رصدها في هذا الاجتماع إذ ان لا عمل كما يقال خالي من بعض السلبيات وان كانت طفيفة، هو عدم فوز المرأة في إدارة الجمعية على الرغم من ترشيح ثلاث سيدات من بين 22 مرشح ولربما التنافس الكبير بين القوائم غير المعلنة قد طغى على الاتفاق لفوز احدهن، وقد برر الشيخ سلمان هذه الخسارة في عدم تاهل أحد المرشحات لهذا النصب، كما ان اللوبي الذي ساهم بابعاد بعض العناصر النشطة من كوادر الجمعية التي هي بحاجة إليها في الفترة التأسيسية.
الثقة المطلقة في النفس أكثر من اللازم، حيث ان البعض يروج بان الجمعية هي الاقوى من حيث القاعدة الشعبية، اعضاء أو مناصرين، وتأتي بدعم من تنظيمات قوية، بالاضافة إلى الاكتفاء الذاتي المالية حيث تجمع بين رجال دين ورجال اعمال واكاديمين.
وعكس ما كان متوقع في وجود تنافس بين المرشحين (وهذا شيء طبيعي) ولكن تفوق قائمة على حساب اخرى ادى إلى بعض الاقصائات التي قد تثير جدل بين المؤسسين مما يخلق في المستقبل تيارات مصارعة داخل الجمعية قد تكون لها مردود سلبي.
غياب خطاب الجمعية من الدعوة الجانب الإسلامي السني في للانظام إلى هذا الجمعية بشكل مباشر أو غير مباشر مع الاتفاق بأن الخطاب في الجمعية العمومية كان سياسي صرف وليس ديني.
المصدر: الايام
بتاريخ: 1 ديسمبر 2001