-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
"رويترز": البحرين تنجح في تنظيم سباق فورمولا 1 لكن الأزمة باقية
بامكان حكام البحرين تنفس الصعداء بعد أن مر سباق فورمولا 1 دون عقبات بسبب الاضطرابات إلا أنه في القرى البعيدة عن حلبة السباق الذي يقام ضمن سباقات الجائزة الكبرى للسيارات ما زالت التوترات تمثل تحديا لاستقرار البلاد.
وحاول النظام الحاكمة الاستفادة من سباق العام الماضي كنقطة لتحسين الاوضاع في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن تتصدى للمحتجين ويتصاعد الدخان الأسود في سماء البلاد حليفة الولايات المتحدة.
وهذا العام نظمت المعارضة تجمعات حاشدة على أمل أن تسلط وسائل الاعلام الضوء على مطالبتهم باجراء اصلاحات.
واشتبك شبان يشكون من التهميش مع الشرطة بالحجارة وقنابل البنزين كل ليلة تقريبا كما يفعلون دوما منذ الاضطرابات التي اندلعت في بداية عام 2011، لكن يبدو أن الحكومة تعلمت الدرس من سباق العام الماضي فقد سعت لتحقيق توازن بين الرد الأمني والاحتجاجات لتفادي سقوط ضحايا بعد ان أجج مقتل محتج مظاهرات العام الماضي، كما استخدمت فن العلاقات العامة بشكل كبير حين تفادت محاولة استغلال السباق للترويج لعملية الاصلاح السياسي إذ جاءت تلك الاستراتيجية بنتائج عكسية عام 2012 .
وقالت جين كنينمونت الباحثة بالمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) "حاولت (الحكومة) العام الماضي استغلال السباق لاظهار أن كل شيء طبيعي في البحرين" مشيرة إلى شعار "دولة واحدة تحتفل" الذي لم ينجح العام الماضي.
وتابعت "كان واضحا أن البلاد لم تكن موحدة." وألغي سباق عام 2011 بعد بدء احتجاجات ذلك العام التي تم كبحها بالقوة مما أسفر عن مقتل 35 شخصا على الأقل بينهم أفراد من قوات الأمن.
ويبدو أن معركة العلاقات العامة بين الحكومة والمعارضة وصلت إلى طريق مسدود هذا العام.
وأجرى ممثلون من الحكومة والمعارضة "حوارا وطنيا" بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة منذ فبراير شباط ولكنهم تعثروا فيما يتعلق بأمور إجرائية.
وحتى إذا مضت العملية قدما فان المعتدلين في كل من المعسكرين يحيط بهم أفراد أكثر تشددا يقاومون تقديم تنازلات للجانب الآخر.
والنقطة المعقدة الأخرى في الاصلاح السياسي في البحرين هو موقعها الاستراتيجي قرب مضيق هرمز في الخليج الذي يمر به 40 بالمئة من صادرات النفط العالمية التي تنقل بحرا.
وتستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي وينظر إليها الغرب على أنها حليف مهم في صراع القوى الإقليمي بين السعودية وإيران.
ويعتمد اقتصاد البحرين أيضا جزئيا على النفط الذي تبيعه من حقل تقتسمه مع السعودية لكنه يقع تحت سيطرة المملكة العربية السعودية.
وفي تصريحات نادرة للصحفيين قبل يوم من سباق فورمولا 1 قال ولي عهد البحرين الأمير سلمان آل خليفة إن ما يحدث في الشرق الأوسط الأوسع ينعكس على المجتمع البحريني ولكنه يريد حلا بحرينيا خالصا.
وأدى الوضع المعقد وعدم اجراء اصلاحات رغم مرور عامين من الاحتجاجات والاشتباكات إلى ان يخفض كثير من المعارضين من سقف توقعاتهم.
وقال علي وهو مهندس (24 عاما) طلب عدم نشر اسمه بالكامل خشية أن يؤثر ذلك على فرصه الوظيفية إنه يعتقد أن الكثير من المحتجين سيقبلون اصلاحات أكثر تواضعا مثل استقالة رئيس الوزراء بدلا من الغاء الملكية.
وأضاف "بقاء الملكية أكثر أمانا بالنسبة لنا ولكن بشرط أن ننتخب رئيس وزرائنا." لكن السماح للبحرينيين بانتخاب رئيس للوزراء وهو ما قد يؤدي إلى فوز أحد لا يوافق عليه حتى المعتدلون في دائرة الحكم.
ويترك ذلك تساؤلا مفتوحا حول أي اصلاحات ذات مغزى يمكن أن تنهي التوترات كما يضع جمعية الوفاق في موقف صعب بمحاولتها ارضاء عدد من الأطراف المختلفة.
وتكمن الخطورة في أن بعض أطراف المعارضة قد تشعر بالاحباط لعدم احراز تقدم في الأوضاع السياسية وقد تتحول إلى مزيد من العنف للضغط لتحقيق مطالبها.
وسلطت الاضواء على تلك المخاطر بعد انفجار سيارة في حي المال في المنامة الشهر الحالي والذي أعلنت جماعة معارضة مسؤوليتها عنه.
وتشعر حكومة البحرين بهذا الخطر. وفي الوقت الذي أكد فيه الأمير سلمان دعم الحكومة للمظاهرات السلمية إلا أنه أوضح أن الحكومة لن تتسامح مع عناصر المعارضة العنيفة والأكثر تطرفا.
لكن عودة البحرين إلى الوضع المعتاد من اشتباكات محدودة في الشوارع وحالة الجمود السياسي تعطيان ذلك القطاع من المعارضة صوتا مسموعا.
وقال محلل سياسي طلب عدم نشر اسمه نظرا للحساسية السياسية إنه يتوقع أن يستمر المأزق الراهن لأن كلا الجانبين يجد صعوبة في تقديم التنازلات التي يجب أن تتخذ لانهاء هذا الوضع.
وتابع "في البحرين الحقيقة المحزنة هي أن هناك جانبا اصلاحيا حقيقيا في الحكومة إلا أنه ضعيف بشكل كبير لدرجة لا تمكنه من دفع أي شيء للأمام" مضيفا أن نفس الشيء ينطبق على صفوف المعارضة.المصدر: رويترز
بتاريخ: 22 ابريل 2013