-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
ملك البحرين يدعو الى الحوار عشية رفع حالة الطوارئ وسط انعدام للثقة
دعا ملك البحرين الى حوار وطني "من دون شروط مسبقة" فيما بدأت الدبابات بالانسحاب من شوارع المنامة استعدادا لرفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) التي اعلنت في خضم الحملة على المحتجين المطالبين بالتغيير، الا ان انعدام الثقة ما زال حاضرا في المملكة.
وقال الملك في كلمة امام كبار الاعلاميين في البحرين "نوجه السلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة لحوار للتوافق الوطني بشان الوضع الامثل لمملكة البحرين واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة للتحضير لهذا الحوار الجاد والشامل ودون شروط مسبقة ليبدأ مع بداية شهر تموز/يوليو من هذا العام ليبادر الجميع بالاشتراك فيه بدورهم من خلال استشراف المستقبل واستخلاص المرئيات".
وقال الملك ان الحوار هو "من اجل دفع عجلة الاصلاح لمزيد من التطور في كافة المجالات، والمساهمة في ترسيخ قواعد المشروع الإصلاحي، وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة واستمرار عجلة التنمية والتقدم".
وتاتي مبادرة الملك بالرغم من حالة انعدام الثقة السائدة في البلاد، خصوصا مع قبول استقالات نواب المعارضة الشيعية واستمرار اعتقال قياديين في المعارضة وافادات ناشطين عن حملة تضييق واسعة على مؤيدي الحركة الاحتجاجية وعلى الشيعة البحرينيين عموما.
فبالتزامن مع دخول قوات خليجية الى البحرين، قامت القوات البحرينية في منتصف اذار/مارس بوضع حد لحركة احتجاجية مطالبة بالتغيير رفع خلالها شعار "اسقاط النظام" وقادها ناشطون من الشيعة الذين يشكلون غالبية بين مواطني المملكة.
وشلت هذه الحركة الاحتجاجية العاصمة البحرينية طوال شهر كامل.
وبعد تفريق المعتصمين في وسط المنامة، تابعت السلطات حملتها على الناشطين الشيعة وقامت باقتحام قرى شيعية وباعتقال مئات الرجال والنساء بتهمة دعم الحركة الاحتجاجية التي كانت سلمية بحسب الناشطين.
ولكن مع العودة تدريجيا الى الوضع الطبيعي، ما زالت قصص التضييق على الشيعة تسمع خلف الابواب المغلقة بما في ذلك الكلام عن عمليات طرد لاعداد كبيرة من الموظفين الشيعة في القطاع العام بتهمة المشاركة في التظاهرات.
وفي المقابل، يبدو ان الاحداث الاخيرة انعكست تشددا في الجانب السني اذ ان الكثير من السنة يرحبون بالقبضة الحديدية للسلطات ازاء الاحتجاجات.
ويعتبر سنة كثر في البحرين ان مقاربة السلطات انقذت المملكة من مؤامرة شيعية مدعومة من ايران لقلب النظام.
وقال عبدالله هاشم من تجمع الوحدة الوطنية، وهو تجمع سني، "هناك توتر واحتقان هائل بين السنة والشيعة وعلى قادة الرأي، خصوصا الشيعة ان يغلبوا الروح الوطنية".
واعتبر هاشم في حديث مع وكالة فرانس برس ان "شعار اسقاط النظام اوجد شرخا في المجتمع البحريني لن يراب الا بعد عشرات السنين".
من جانبه، ندد الناشط الحقوقي الشيعي نبيل رجب بما قال انه نجاح الحكومة في خلق شقاق بين الطائفتين السنية والشيعية في البحرين.
وقال "ان السلطات نجحت في فصل السنة عن الشيعة، كما انها لعبت الورقة الايرانية جيدا".
وتأججت التوترات بين ضفتي الخليج بشكل كبير على خلفية الاحداث في البحرين بعد انتقاد طهران لتعامل السلطات مع المتظاهرين ولارسال قوات خليجية الى البحرين.
وبالرغم من التاريخ العاصف بين اسرة ال خليفة الحاكمة والشيعة، خصوصا في فترة التسعينات التي اعقبها انفراج نسبي مع تبني اصلاحات جزئية بقيادة الملك حمد، الا ان الاحداث هذه السنة يبدو انها وصلت الى حدود بعيدة.
وقال رجب "لقد بالغوا جدا (في اشارة الى السلطات). الناس لا تزال في حالة صدمة" مشيرا بشكل خاص الى عائلات شيعية استهدفت بالرغم من انها كانت تقليديا غير مسيسة او كانت حتى مؤيدة للنظام.
ووصف معارض معروف طلب عدم الكشف عن اسمه تعامل السلطات مع الشيعة بانه "ثأر بدوي"، واعتبر ان الذين اخذوا القرار باستخدام القوة لم يفكروا في "طريق العودة".
وقال "بما ان ما حصل كان ثأرا بدويا، فانهم لم يفكروا بالمستقبل حتما" مشيرا الى ان الحكومة تواجه الآن "مأزق" العثور على شريك للحوار في المستقبل.
واضاف "ان لم يتم تقديم حل سياسي، فانا اعتقد اننا نتجه نحو ازمة كبيرة".
وردا على التظاهرات، اقترح ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة اجراء حوار وطني واسع بينما كانت المجموعات المعارضة تطالب بقيام ملكية دستورية في البحرين.
وقال هاشم ان التجمع الذي يشكل جزءا منه هو تجمع معارض لكنه لا يؤمن بان البحرين مستعدة لقيام ملكية دستورية كاملة، مؤكدا "نحن مع التدرج في عملية الإصلاح".
واعتبر ان "المعارضة الشيعية لا تفهم ولا تفقه الا المبادئ في الملكية الدستورية لكن لا تعرف انها يجب ان تأتي في مجتمع ليبرالي ومدني".
ودعا هاشم الى تقليص دور المرجعية الدينية لدى الشيعة وقال ان "شعار +معكم معكم يا علماء+ يرفع قياما وقعودا في البحرين ... لا بد من تقليص دور المرجعية الدينية سياسيا".
المصدر: ا ف ب
بتاريخ: 31 مايو 2011