-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
احتجاجاً على استمرار الانتهاكات الفضيعة وعدم احترام السلطة إلتزاماتها وتهربها من الحوار الجاد القوى الوطنية الديمقراطية... المعارضة تعلق مشاركتها في الحوار الوطني
تابعت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة بقلق بالغ التوجه المحموم نحو اطباق السلطة التنفيذية على كل مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتحكم فيها بما يخدم أهدافها في تعميق دور الدولة الأمنية الباطشة والقمعية من خلال زيادة جرعة الانتهاكات الفضيعة لحقوق الإنسان وعدم انصات الحكم لدعوات العالم ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية، فضلاً عن المنظمات الحقوقية المحلية والقوى السياسية الفاعلة في الساحة المحلية، التي تطالب بالتوقف عن حملات الاعتقال التعسفي السافرة دون اذونات قضائية في أغلب الاحيان، ومداهمة المناطق وإغراقها بالغازات السامة وقمع كل التحركات السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
إن قوى المعارضة وخلال أكثر من سبعة أشهر سعت جاهدة إلى حوار تفاوضي جدي وذي مغزى يفضي إلى نتائج تترجم إيجاباً على الشعب البحريني إنطلاقاً من قناعتها بأن الأزمة في البحرين هي أزمة سياسية دستورية وان حلها لن يكون بعسكرة البلاد وتقطيعها إلى مربعات أمنية تبطش بها الأجهزة الأمنية دون رادع ودون إلتزام حتى بالدستور الذي فرض على الشعب وضرب القوانين التي سنتها السلطة التنفيذية عرض الحائط، بل أن الحل يكون من خلال حوار تفاوضي جدي يخرج بلادنا البحرين من الأزمة العاصفة التي تعاني منها منذ عدة عقود بسبب غياب الديمقراطية واستمرار الانتهاكات وحرمان المواطن ومؤسسات المجتمع المدني من التعبير عن آرائها ومصادرة الحريات العامة واستشراء الفساد الإداري والمالي. حوار يقوم على أسس واضحة ورغبة من الحكم بضرورة التوصل إلى تسوية دائمة تجنب بلادنا ويلات الاصطفافات الطائفية التي تغذيها أطراف في الحكم وتسعى إلى تقسيم المجتمع على أساس طائفي ومذهبي وإحداث الشرخ بين مكونات المجتمع البحريني لكي تتمكن السلطات من السيطرة وإحكام قبضتها عليه انطلاقاً من المبدأ الشهير "فرق تسد".
وحرصاً منها على تجاوز الإنسداد في مسار الحوار في جولته الأولى، تقدمت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة بمبادرة من ست نقاط مع بداية الجولة الثانية للحوار التي انطلقت في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي، وذلك لإخراج الحوار من عثراته المتكررة، حيث ركزت على وقف عملية التحريض الإعلامي والبدء في بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف بما يعزز الوحدة الوطنية، وفتح وسائل الإعلام أمام كافة القوى السياسية والمجتمعية دون تمييز أو إقصاء، وإطلاق سراح سجناء الرأي وفق التوصيف الذي جاء به تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، وإحداث عملية الانفراج الأمني والسياسي المطلوبة من خلال تبريد الساحة المحلية ووقف عمليات الانتهاك والاعتقالات والمداهمات التي تمارسها الأجهزة الأمنية وإدانة العنف والعنف المضاد من أي مصدر كان، والإصرار على وجود جهاز إعلامي للإطراف المشاركة في الحوار، وتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة أمام المجتمع الدولي وعلى رأسها تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الإنسان العالمي، ووقف السعي المحموم لتشطير المجتمع على أساس طائفي ومذهبي وقبلي والتوقف عن الإمعان في سياسة التمييز بين المواطنين.
إن حجم الانتهاكات التي تقوم بها السلطات تجاوزت كل التوقعات المحلية والدولية مما حدى بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان السيدة نافي بيلاي إدانة حكومة البحرين بصراحة تامة لانتهاكاتها المستمرة ضد حقوق الإنسان ورفضها اللقاء مع وزير شئون حقوق الإنسان احتجاجاً على استمرار حملات التنكيل بالمواطنين، وأصدرت 47 دولة من أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا بياناً صريحاً يطالب فيه الحكم بتنفيذ التزاماته أمام الشعب البحريني والمجتمع الدولي وخصوصاً تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الإنسان العالمي. كما أطلق البرلمان الأوروبي موقفا لافتاً ومحدداً طالب فيه الحكم بوقف القمع فوراً والإفراج عن سجناء الرأي والسماح للمعارضة بحرية تنظيم التجمعات والمسيرات والبدء الفوري في الإصلاح الديمقراطي الحقيقي عبر حوار جاد ذي مغزى ويفضي إلى نتائج. وبدلاً من التجاوب مع مطالبات المجتمع الدولي أمعن الحكم في سياساته القمعية والأمنية بالتهرب من التزاماته وزاد جرعة الصرف على شركات العلاقات العامة ووفوده إلى المؤتمرات الدولية التي تمارس الكذب على الرأي العام المحلي والدولي وعلى سفراء الدول الكبرى التي أصدرت بيانات وتصريحات تفند وتكذب كل إدعاءات الوفد الذي يقوده وزير الدولة لشئون حقوق الإنسان وغيره من الوفود التي تكلف المال العام عشرات الآلاف من الدنانير دون جدوى سوى تبييض الصفحة الحقوقية السوداء التي يغرق الحكم فيها.
ومع إمعان الحكم في سياسته القمعية، اصدر وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف قراراً وزارياً قد يكون الأول من نوعه على مستوى العالم يكبل فيه الجمعيات السياسية ويمنعها من الاتصال بالخارج خوفاً من كشف الحقيقة أمام الرأي العام الدولي وسعي السلطات إخفائها عبر التعتيم الإعلامي. ولم تتوقف سياسات التعسف عند هذا الحد، بل استمرأ الحكم كل المناشدات وواصل سياسته القمعية وانتهاكاته فأقدم على اعتقال المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الأخ خليل المرزوق يوم الثلثاء الموافق 17 سبتمبر الجاري بطريقة تعبر عن إزدراء واحتقار الجانب الرسمي لكل الأعراف السياسية وتعكس عدم ممارسة وزارة العدل لدورها المطلوب باعتبارها الوزارة المختصة بشئون الجمعيات السياسية، ناهيك تفاصيل اعتقاله المخالفة لكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، فضلاً عن الدستور وميثاق العمل الوطني والقوانين المنظمة، ليتوج هذا الانتهاك بإصدار النيابة العامة قراراً بتوقيفه 30 يوماً على ذمة التحقيق وإلصاق بحقه تهم مرسلة تتعلق بالتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية!!. كما مارس الحكم ضغوطاته على آية الله الشيخ حسين نجاتي وسعى لإجباره على مغادرة البلاد بعد ان سحب جنسيته وجواز سفره إلى جانب 30 مواطناً تم سحب جنسياتهم دون أي حق أو سند قانوني أو دستوري في تحد سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة.
يأتي ذلك في ظل تزايد عملية التجنيس السياسي غير الشرعية بهدف خلق تغيير ديموغرافي في البحرين وإنهاك اقتصادها وتفتيت نسيجها المجتمعي، واستمرار حملة تكميم الأفواه لتطال مؤسسات دينية أهلية عبر رفع دعاوى قضائية تمهيداً لإغلاقها. يضاف إلى كل ذلك زيادة جرعة الانتهاكات المتصاعدة منذ انطلاقة الحوار الوطني في 10 فبراير 2013، حيث تم رصد مداهمة 1912 منزلاً، واعتقال 1392 مواطناً بينهم 92 طفلاً و13 امرأة، وإصابة 411 مواطناً بسلاح أجهزة الأمن وصدور مراسيم مقيدة للحريات العامة وللعمل السياسي، وتعرض 93 مواطنا للتعذيب داخل وخارج السجون واستشهاد خمسة مواطنين، وتبرئة 11 شخصاً من المتورطين في قضايا التعذيب للمعتقلين والذين استشهد منهم خمسة في زنازينهم، ومن هؤلاء بعض المتهمين بقتل علي المؤمن وعيسى عبدالحسن وزكريا العشيري وحسام الحداد وعلي نعمة، وهذا ما يفسر منع زيارة المقرر الأممي الخاص بالتعذيب وسوء المعاملة، ومنع ممثلي وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية من زيارة البحرين للوقوف على حقيقة الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.
ان القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة، وفي ضوء كل هذه الانتهاكات ورفض الحكم الالتزام بما ألزم نفسه به، فقد قررت تعليق مشاركتها في الحوار الوطني، وسوف تخضع هذا القرار للمراجعة المستمرة في ضوء التطورات السياسية والحقوقية على أرض الواقع والتفاعل معها وفقاً للمعطيات والمستجدات التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية في البحرين. وتدعو المجتمع الدولي إلى ممارسة دوره الأدبي والأخلاقي والتزاماته الدولية تجاه حقوق الإنسان التي تشهد انتهاكات متصاعدة دون ان تجد من يردعها، وتحمل القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة النظام السياسي مسئولية إفشال الحوار وجر البلاد إلى اتون الاحتقان السياسي والطائفي بإمعانه في الانتهاكات وسياسة التمييز الطائفي وسياسة التطهير الوظيفي التي تطال فئة واسعة من المجتمع البحريني.
القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة
جمعية الوفاق الوطني الاسلامية جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد"
جمعية التجمع القومي الديمقراطي جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي
جمعية الاخاء الوطنيبتاريخ: 18 سبتمبر 2013