-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
في حديث إلى «السياسة» الكويتية... رئيس الوزراء: نترقب اكتشافات نفطية ونأمل استثمار الفوائض المالية
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في حديث إلى رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية أحمد الجارالله: «إننا نتوقع اكتشافات نفطية واعدة وهذا سينعكس على دخل الدولة، وآمل مستقبلا أن نتمكن من استثمار فوائضنا المالية على شكل أموال سيادية»، وتمنى سموه أن يطول به الوقت أكثر مما هو محدد، حتى يلبي طلبات البحرينيين، وأضاف أن أوامر سموه للأجهزة الحكومية أن يكون أداؤها متسارعا وفق طموح القيادة.
وفيما يرتبط بالشأن الخليجي، أكد سمو رئيس الوزراء أن ما حققته دولة قطر في لبنان من مصالحة وطنية بين الموالاة والمعارضة ستؤدي اليوم إلى انتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان لم تحققه أي دولة كبرى، مشيرا إلى أن المطلوب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تتفاعل مع متطلبات الإقليم السلمية، رافضا أي عمل عسكري ضدها. وهنا جانب من الحوار:
* كما أنت أراك دائما شديد الانشغال، أليس لنفسك عليك حق؟
- عشنا مع شعبنا أربعة عقود منذ انسحاب بريطانيا من بلادنا، شظف العيش وقلة الموارد، قاومنا الاختلالات الأمنية خلال تلك الفترة، وهي اختلالات هبت على المنطقة بأسرها، فلم يكن الأمر سهلا، فشعب البحرين كان ولايزال يتحمل معنا مصاعب تلك الفترة، فكانت طموحات القيادة البحرينية التي لم يقلل منها إلا قلة الموارد، وهذا الأمر لم يكن قاصرا علينا، فالمنطقة كلها طوال تلك العقود كانت تشرب من نفس المعين، والبلدان التي هيأ الله لها قيادات حكيمة وحليمة اجتازت تلك الفترة بسلام.
وأقول لك الآن: نحن نتمتع بأوضاع مريحة على المستويين الأمني والاقتصادي، ولا يشغلنا إلا كيف نرد الفضل لهذا الشعب الذي صبر معنا، وكان مواكبا لمتطلبات قيادته التي لا تريد له - ومن دون شك - إلا الخير وان عاشت وعاش معها ظروفا صعبة، لكنها كانت ظروف ذاك الزمن، وهي ظروف عاشتها المنطقة بأسرها، وصعبت معها الحيلة.
بطء أداء الحكومة
* هناك من ينتقد أداء الحكومة في بطء القرار، فما قولك؟
- أدرك تماما أن الفرص لا تنتظر قناصيها... وإذا كان هناك أي نوع من البطء، فتأكد أنه من اجل ضمان أن تكون القرارات التي تحتاج قبل إقرارها إلى ضرورة الانسجام مع قوانين الدولة ومسار تفسيراتها.
نحن ندرك أن الانفتاح واقتناص الفرص يحتاج إلى مرونة أكثر، واعتقد أننا أدركنا هذا، ولذا فإننا الآن ننحو منحى أكثر مرونة، وأكثر رغبة في إقرار ما تتطلبه مرحلة الانفتاح الاقتصادي، وما يستوجبه مسار اقتناص الفرص.
المنطقة بلاشك أمامها الآن فرص قد لا تتكرر، ولا يجب أن يفسدها الزمن، والقيادة التفتت إلى هذه الناحية، ونعمل جاهدين للإسراع فيما يمكن أن يختصر زمن النمو، وندين بالفضل لإخواننا في السعودية والكويت ودول مجلس التعاون التي وقفت معنا، وهو أمر لا نفتأ نكرره ويكرره معنا شعب البحرين.
* أراك كثير التحرك ميدانيا في البحرين، وهو تحرك يلم بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى أفراح وأتراح شعبكم.
- شخصيا... أكثر ما يسعدني أن أرد للناس حبهم لقيادتهم، وأتمنى أن يطول الوقت أكثر مما هو محدد، حتى ألبي طلبات هذا الشعب الذي عاش معنا سنوات الحاجة، ونريده وبعزم أن يعيش معنا سنوات الرخاء. المشاريع في البحرين كثيرة، ومرئيات الماضي التي هندست لبلدنا نعيش ثمارها الآن، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السياسي. نريد لشعب البحرين أن يعيش دائما في ازدهار ورخاء، وأن نبادله محبته التي نشعر بها نحن كقيادة تزداد دوما ولا تنقص.
* لك مرئيات في الماضي عشناها وعاشها شعب البحرين وعاشت معك، وألمس كغيري أنك تختزن أفكارا كثيرة... فما مرئياتكم للمستقبل؟
- عشنا في العقود الماضية مرئيات أيدنا فيها البعض في المنطقة، وانتقدنا عليها البعض الآخر، وفي العقود الماضية كانت المنطقة تكثر فيها البضائع السياسية بالأفكار والأيديولوجيات المختلفة، إلا أننا تحصنا منها مع أهل البحرين حتى وصلنا إلى شاطئ الأمان، واعتقد أن تلك المرئيات كانت صائبة بإدراك أهل البحرين، وشهادة كل الذين تابعونا في هذه المنطقة.
نحن لسنا دولة عظمى، بل بلد صغير أردناه واحة أمان ووحدة وطنية وتفاهم، فكان كذلك بمرئيات القيادة القائمة على الوئام بين الحاكم والمحكوم، وهو وئام يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق، ولهذا فنحن سنظل نأكل العنب ولن نحتاج إلى قتل النواطير.
الديمقراطية ليست معيقة للتنمية
* ينتقد الكثيرون أسلوب الممارسة الديمقراطية في الكويت كونه أثر سلبا على مسار التنمية، فهل خطط التنمية لديكم تأثرت بمسار ديمقراطيتكم؟
- لو عدنا إلى التاريخ، فسنجد أن أفضل أنظمة الحكم هو النظام النابع من خصوصيات الشعوب وإرثها وتراثها، كما أن ديننا الحنيف وعقيدتنا الإسلامية الغراء تطلب الشورى في الحكم، ولذا فنحن نؤمن بأن الشعب هو مصدر السلطة، ونمضي به ومعه دائما نحو الأفضل لبلدنا، وحتى الآن لا نرى أن الديمقراطية معيقة لخططنا التنموية، وأعتقد أنه في أجواء الحراك السياسي الشفاف سنخلق وعيا يقودنا دائما إلى الأفضل، وهذه هي مرئيات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي هندس هذا النظام، والذي هو مصدر اعتزاز لنا جميعا... وبالحراك السياسي الشفاف والنقي وطنيا سنجد أنفسنا مستقبلا قد أضفنا خصوصياتنا وموروثاتنا إلى هذا النظام، وهو أمر سيقتنع به المواطن بقناعة الحاكم.
الدور القطري في لبنان
* لنخرج من الشأن المحلي ولنتحدث عن مجلس التعاون... هل واكب بأعماله تطلعات أهل الخليج؟
- مجلس التعاون اجتاز مرحلة صعبة في بداياته، وما كان يراد له أن يكبر ويشتد عضده... آراء إقليمية وأخرى دولية كانت تحاول إجهاضه، لكنه شب عن الطوق وكبر بمرئيات قادته المستقبلية، ونحن الآن نشاهد انجازات كبيرة لهذا المجلس، ونشهد لقاءات متكررة، لزعمائه ومواقف مشهودة لهم بالحكمة والمنطقية دوليا واقليما، ونشهد أيضا التلاقي بين زعاماته وهو تلاقٍ يعي متطلبات ظروف هذا الزمن، وزمن مقبل...
زعامات دول مجلس التعاون لم تعد بينها خصومات شخصية... معظم مشكلات هذه الدول إن لم نقل كلها اختفت بالربط المصلحي بين شعوبها، ورأينا آخرها السوق الخليجية المشتركة... نجد تحركا مشتركا بين هذه الدول، ونرى انسيابا في حركة تنقل الأشخاص والسلع، وكذلك الوحدة الجمركية، إضافة إلى أننا أمام توحيد سعر صرف العملات، أو العملة الموحدة وأشياء أخرى كثيرة تحققت.
المواطن الخليجي يحلم بأشياء كثيرة أخرى حياتية، ولكنها ليست كبيرة أمام الأشياء الأخرى التي أنجزت، هذه الأشياء تطبق الآن بوتيرة أسرع مما كانت عليه مثل حرية التنقل بالبطاقة الشخصية والسماح للمواطن الخليجي بالعمل في طول وعرض المنطقة وكذلك ربط التأمينات الاجتماعية وأشياء أخرى حياتية كثيرة، تسير الآن بوتيرة أفضل... الأشياء الكبيرة بعضها طبق، وبعضها ينفذ الآن والآخر يجري إكمال دراسته مثل الربط الكهربائي والربط المائي وشبكة المواصلات والاتصالات.
أما عن الجانب السياسي فاستطاعت قطر وهي إحدى دول مجلس التعاون أن تنهي إشكالا كبيرا عاشه اللبنانيون وعجزت دول كبرى عن حله والشقيقة قطر ما فتئت تقول إن هذا الانجاز هو انجاز لمجلس التعاون باركته السعودية والكويت وكل دول مجلس التعاون، إنه انجاز سياسي ضخم يحسب لدول المجلس بجهود قطرية محمودة.
الاكتشافات النفطية والفوائض المالية
* هل ستستفيدون فعلا من الانفتاح الذي تعيشه البحرين أم أن منطقة الشرق الأوسط كما يقولون منطقة الفرص الضائعة؟
- قلت لك في بداية الحديث إن الحكومة أكثر مرونة، وإنها توازن بين الانفتاح وحقيقة أن الفرص لا تنتظر قناصها.. نعم أوامري للأجهزة الحكومية أن تنسجم وأن يكون أداؤها متسارعا وفق طموح القيادة، وأنت ترى أن لدينا حركة عمرانية كبيرة، وهناك تحسن طموح في أداء قرارات الحكومة، وأضيف لك أننا نتوقع اكتشافات نفطية واعدة وهذا - بالطبع - سينعكس على دخل الدولة، وآمل مستقبلا أن نتمكن من استثمار فوائضنا المالية على شكل أموال سيادية تدر أرباحا على الدخل العام للمملكة، وأمامنا الكثير من مشاريع التنمية التي نريد لجيلنا الحالي الذي صبر معنا أيام الحاجة أن يتمتع بها.
متطلبات الإقليم السلمية
* هناك قلق إقليمي وعالمي جراء ملف إيران النووي... ما تعليقكم على هذا الأمر؟
- ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة حيال هذا الشأن نتابعه بدقة، ونستفسر عنه، وخصوصا تلك التقولات التي تتحدث عن سيادة بلدنا، ولكن كل ذلك لا يعدو كونه كلاما تشوبه توترات هي انعكاس للجو العام الدولي... وإيران دولة جارة لا نتدخل في شئونها الداخلية، ولا تتدخل في شأننا الداخلي، ونحن ضد أن تتعرض إيران لأي عمل عسكري أو شيء آخر يضر المنطقة كلها.
مطلوب من الجارة إيران أن تتفاعل مع متطلبات الإقليم السلمية، ومع ما يطلبه العالم منها وفق أصول السلم الإقليمي والعالمي وخصوصا أن في إقليمنا دولا إنتاجها النفطي يعد عصب الصناعة الدولية بل عصب اقتصاد العالم، ولهذا ينبغي عدم المساس بأمن الاقتصاد العالمي تجنبا للمساس بأمنك.
العالم اليوم مسافاته اختصرت، وأصبحت مصالحه مشتركة ومتداخلة، ولا يمكن أن يقبل بأي ضرر يقع عليه من أي دولة... إيران دولة مجاورة ومهمة، وأمامها فرص كبيرة للتفاعل الايجابي مع المجتمع الدولي إذا نجحت في خلق علاقات دولية وإقليمية متوازنة... أمامها فرص رائعة للنمو، وهذا ما تريده شعوب المنطقة بما في ذلك شعب إيران الجار... لا نريد لإيران إلا الخير، ولا نريد منها إلا أن تبادلنا الرغبة نفسها.. الخير لنا ولها.المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
بتاريخ: 25 مايو 2008