-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
قام بزيارة لمركز المؤسسة الاعلامي .. وزير الخارجية لـ « الايام »: قيام الاتحاد بين أقل من ست دول أمر وارد
أعدها للنشر - تمام أبوصافي:
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن قيام الاتحاد الخليجي بعدد دول أقل من الدول الست التي هي اعضاء في مجلس التعاون أمر وارد، مشدداً على ان مجلس التعاون الخليجي باق وسيتطور ووجوده غير مهدد. وأضاف الوزير أن التباين بالآراء بين دول المجلس حول المسائل المرتبطة بالانتقال من مرحلة التعاون الى الاتحاد لا يشكل خلافاً بين دول المجلس، معتبراً ان التصريحات التي اطلقت من قبل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي خلال «حوار المنامة» جاءت كردة فعل على كلام آخر، دون ان يتم التطرق اليه خلال قمة الكويت.
ونفى الشيخ خالد ان تكون عمان قد طرحت أي تحفظات محددة خلال قمة الكويت حول موضوع الاتحاد، لافتاً الى ان عمان كانت من اوائل الدول الخليجية التي طرحت الاتحاد ومقومات التكامل بين دول الخليج لاسيما بالمجالات العسكرية. وجدد الوزير حرص دول الخليج على بعضها البعض بالقول «عمان منا وفينا»، مشدداً على ان قيام الاتحاد لن يمس سيادة أي دولة بأي شكل من الاشكال، متسائلا حول واقعية المخاوف التي تطلق بين الحين والآخر حول قيام الاتحاد بمقابل شعوب خليجية تتطلع دوماً لإزالة الحواجز والارتقاء بهذه المنظومة التي تملك كافة مقومات التكامل.
ونفى الوزير ان تكون فكرة الاتحاد جاءت لحماية البحرين بعد الازمة التي مرت بها في العام 2011، لافتاً الى ان جميع المقترحات التي تقدمت بها دول الخليج خلال العشرة اعوام الماضية حملت رؤية تكاملية امام مطالب شعبية تتجه نحو الاتحاد. وفي الشأن الاقليمي وصف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أي اتفاق شامل سيتم التوصل إليه بين ايران ومجموعة 5+1 حول ملفها النووي ويغطي كافة المجالات بـ»الاتفاق الجيد والمفيد لجميع دول المنطقة»، مؤكدا في ذات الوقت على ان المشكلة مع ايران لا تقتصر فقط على الملف النووي بل على التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج ودعم المجاميع الارهابية بالمنطقة.
وجدد الوزير رفض البحرين لأي عمل عسكري ضد ايران بالقول «آخر شيء يمكن ان يقف معه أي خليجي هو الاعتداء على ايران لأنه لن يرضينا وضد مصالحنا».
جاء ذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية لمركز الأيام الإعلامي التقى خلالها مع رئيس مجلس الإدارة نجيب يعقوب الحمر ورئيس التحرير عيسى الشايجي وهيئة التحرير.
وفيما يلي نص الحوار:] تحتفل البحرين بالعيد الوطني وعيد الجلوس - هل من كلمة لكم بهذه المناسبة المجيدة؟
- بالطبع نهنئ جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، ونهنئ شعب البحرين بهذا اليوم المجيد، هذا العيد الذي تلتف به قلوب البحرين على مناسبة وطنية مجيدة، وهو تاريخ مثل انطلاقة جديدة للبحرين، وانا بدوري سعيد جداً ان يأتي توقيت هذه المقابلة تزامناً مع العيد الوطني والبحرين دائما بخير بفضل الله ومن ثم قيادتها الحكيمة وشعبها الطيب.] سنبدأ من حيث اختتمت أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت مؤخراً في الكويت، حيث كان هناك ترقب بشيء ملموس بشأن الاتحاد الخليجي، ما الذي أعاق ذلك؟ هل هو الموقف العماني الذي أعلن قبيل القمة؟ هل هناك تحفظات من دول أخرى؟
- تعتبر هذه القمة من انجح القمم الخليجية ولعدة اسباب، لكن الكلام واللغط الذي اثير قبل القمة وتحديداً خلال انعقاد قمة الامن الاقليمي «حوار المنامة» نقل اجواء لم تعكس حقيقة جدول اعمال القمة، فقد كانت اعمال القمة تسير بشكل جيد، اما بالنسبة لما ورد في بيان القمة حول الاتحاد فهي العبارات ذاتها التي وردت في قمة «الصخير» التي عقدت في البحرين العام 2012 بل واضيف لها ان يحضر الاجتماعات رئيس الهيئة المكلفة بتدارس الانتقال الى الاتحاد، وتم الاشارة الى بيان قمة «الصخير» ولم يعترض احد من الاشقاء.
اما بالنسبة لسلطنة عمان فدعوني اوضح ان سلطنة عمان كانت من اوائل الدول التي دعت الى مشاريع وحدوية ومنها الجيش الموحد وغيرها من المشاريع التكاملية، واهم مشروع تكاملي حيوي امامنا اليوم هو مشروع الربط المائي، ومحطات التحلية موجودة في سلطنة عمان نفسها.
أما مسألة ان هناك ما يهدد وجود مجلس التعاون فهذا غير صحيح، فهذا الكيان موجود وسيبقى وسيتطور، اذا سألت حول وجود تباين بوجهات النظر حول عدة مشاريع سأقول نعم هناك تباين بوجهات النظر داخل المجلس لكن لا يوجد خلاف، فالجميع يقول وجهات نظره بصراحة داخل المجلس دون ان يشكل هذا التباين خلافا او يهدد وجود المجلس، قد يكون الكلام الذي طرح في «حــوار المنامة» ردة فعل على كلام آخر قد نقل هذه الانطباعات، لكن عندما وصلنا الكويت لم يكن لذلك اللغط أي تأثير على القمة، بل كانت هناك اجواء تفهم، والجميع اكد على ما ورد في بيان القمة ولو كان هناك أي اعتراض على ما صدر في بيان القمة لما ورد البيان كما هو الآن.
أما بالنسبة لما تم تناوله في القمة فهناك الاتفاقية الدفاعية المشتركة – ونواة هذه الاتفاقية ليست جديدة- حيث سبق وان حدث تعاون دفاعي مشترك مع بعض الدول الشقيقة، ومنها على سبيل المثال عندما غزا صدام حسين الكويت في العام 1990 حيث تم تفعيل الاتفاقية من خلال قوات درع الجزيرة بالتعاون مع قوات التحالف، وكذلك عندما تعرضت البحرين للتهديد العام 2011 تم ايضاً تفعيل الاتفاقية من خلال قوات درع الجزيرة، لكن ما حدث الآن هو ان الاتفاقية اصبحت اكثر تنظيماً عبر الاطار الرسمي الذي تم التوافق عليه من قبل الدول الست، أما المشروع الآخر فهو الشرطة الخليجية او ما يمكن اعتباره «انتربول خليجي» من اجل تبادل المعلومات والمطلوبين، وتم التوافق عليه من قبل الدول الست، ايضاً المشروع المائي وكذلك برنامج الشباب الذي يعتبر من أهم المشاريع التي طرحت اذ يتناول تشكيل فرق من شباب من دول مجلس التعاون الخليجي الراغبين بالتطوع لخدمة قضايا انسانية بمختلف انحاء العالم وفق رؤية تخدم الانسانية وليس من منطلق رؤية ضيقة، وهذا المفروض ان يكون وفق جهدنا اذ لاحظنا ان الكثير من الشباب في المنطقة لديهم طاقة كبيرة لكن لا توجه وتوظف بشكل يخدم الانسانية وينظر اليها بعين الارتياح من قبل العالم، هناك ايضا جائزة مجلس التعاون والتي تمنح مرة كل خمسة اعوام لسبعة اشخاص من كل دولة من دول مجلس التعاون من الذين تميزوا بمجالات معينة منها الادب والصناعة ومجالات أخرى.
إن ما أشرتم إليه حول الاتحاد فأودُّ التأكيد على أن موضوع الاتحاد باق والجميع يتعامل معه بجدية وسيتم مواصلة مناقشته، ولو اعدنا النظر الى المنطقة من البعد التاريخي سنجد ان دول الخليج كانت شبه منطقة واحدة وكان التنقل فيها بدون جوازات سفر ولم يكن بينها حدود، ولو تطلعنا الى وقتنا الحاضر سنجد ان الاتحاد موجود من الناحية الاجتماعية، لكن يبقى السؤال الى ماذا يصبو المواطن الخليجي؟ المواطن يريد ان تزال الحواجز، يريد حرية الانتقال والعمل بدون ان تعترضه أي عراقيل، يريد ان يشعر بالمواطنة الخليجية دون ان يكون هناك أي مضايقات، لنأخذ مثالا في مجال انتقال العمالة سنجد ان الايادي العاملة البحرينية اسهمت بشكل بارز في تنمية ونهضة جميع الدول المجاورة، وهذا واقع، فما الذي كان يسمح بهذا من قبل وما الذي طرأ الان حتى يتغير هذا الوضع؟ نحن نطمح من خلال مجلس التعاون ان نصل الى مرحلة الاتحاد، ونطمح مستقبلا ان يكون هناك اطار اكثر انفتاحاً على جميع دول الشرق الاوسط، قد لا يكون ذلك في الوقت القريب بالنسبة للشرق الاوسط، لكن بالنهاية سيصل الناس إلى ذلك اليوم.] شكلت التصريحات التي أطلقت من قبل وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي عبدالله شيئاً من الإحساس بـ»خيبة الأمل» لدى المواطن الخليجي. هل تعتقدون أن سلطنة عمان قد تذهب بالفعل لتنفيذ التهديدات التي أطلقت خلال «حوار المنامة»، وهي الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي في حال انتقل من التعاون إلى الاتحاد؟
- جميعنا حريصون على بعضنا البعض، ولا نرتضي - بأي شكل من الاشكال - ان نسمع ان هناك دولة خليجية تريد ان تنسحب، عمان «منا وفينا» وعمان دولة من الدول المؤسسة للمجلس ووجودها مهم وعضو اساسي بالمجلس وان شاء الله مسيرة المجلس ستتطور على هذا الاساس، اما ان نربط المعطيات المستقبلية بتصريحات او كلمة خرجت كردة فعل فأتمنى ان نضع الأمور بإطارها الواقعي.] هناك تقارير تتحدث عن إمكانية قيام الاتحاد بين دولتين – كمرحلة مبدئية - ومن ثم تنضم دول أخرى، إلى أي مدى واقعية ما تطرحه هذه التقارير؟
- التقارير تتحدث عن امكانية قيام الاتحاد بين دولتين أو أربع دول أو ما بين الجميع لأن الإعلان لم يحدد أصلا ان الاتحاد يجب أن يعلن بين الدول الست، نعم عندما نتحدث عن الانتقال من التعاون الى الاتحاد فإننا نقصد الدول الست لكن ليس هناك ما يشير في الاعلان الى منع البدء بالانتقال إلى الاتحاد بين دولتين او أكثر، وقد صدرت تصريحات من مسؤولين عدة حول ما اذا ارتأت دول خليجية ان تنشىء بينها كيانا اتحاديا ضمن مجلس التعاون فهذا لا يتعارض مع اعلان الاتحاد، وهذا أمر وارد ولو تطلعنا الى التجربة الاوروبية نجد ان هناك دولا ضمن الاتحاد الاوروبي لديها صياغة اتحادية «بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ» وهذا بالطبع لم يتعارض مع اطار الاتحاد الاوروبي، أما مسألة قيام الاتحاد بين دولتين أو ثلاث – أي اقل من الست دول- فهو أمر وارد لكن لا أستطيع أن أحدد عدد الدول، لكنه أمر وارد بحيث يكون هناك نوع من التفاهم الاتحادي بين دولتين او اكثر من دول المجلس مع المحافظة على الكيان الجامع وهو مجلس التعاون الخليجي.
أود هنا الرجوع الى تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قبل حوالي عام من الآن عن الاتحاد عندما قال ان الاتحاد هو تطوير للتنظيم السياسي لمجلس التعاون بحيث يضم أربع لجان «سياسية واقتصادية وعسكرية وامنية» ومجلس خليجي على غرار «يوربين كنسل» مهمته تنظيم العمل والسياسيات بين الدول الخليجية، أما مسألة السيادة لكل دولة فلن تمس بأي شكل من الاشكال، وكل دولة ستبقى قائمة بحد ذاتها ولها حكومتها، ونأخذ دول الاتحاد الاوروبي كمثال واضح امامنا اذ لم تفقد أي من دول الاتحاد الاوروبي سيادتها وكيانها المستقل وحكومتها بفعل انضمامها للاتحاد الاوروبي، رغم ان ما طرح خليجياً تبدو تفاصيله اقل مما هو مطبق حالياً بين دول الاتحاد الاوروبي.
وهذا يطرح تساؤلا لماذا كل هذا التخوف من الاتحاد؟ لقد كانت تصريحات الامير سعود الفيصل واضحة وقد وضعت النقاط على الحروف، لكن يبقى هناك تباين في وجهات النظر وفق قراءات مختلفة لكن ما نحن فيه الان هو مرحلة وستمر لأننا بالنهاية نعيش في عالم متكتل، ومنطقة الخليج تملك كل مقومات التكتل، لكن يبقى هناك اطروحات اخرى تطرحها دول بالمنطقة بعضها واقعي واخرى غير واقعي لا سيما عندما نتحدث عن منطقة بالغة الحساسية مثل منطقة الخليج العربي التي تعتبر منطقة عالمية وجميع دول العالم لديها مصالح بمنطقة الخليج العربي، إمدادات الطاقة سواء المتجهة للشرق أو الغرب تخرج من هذا الجزء في العالم، ومثلما لدى الولايات المتحدة مصالح في هذه المنطقة، ايضا الصين واليابان لديهما مصالح في هذه المنطقة ودول اخرى، لذا هذه المنطقة يجب ان يكون أمامها ترتيب لا يمس دولها بأي شكل من الأشكال.] هل طرحت سلطنة عمان تحفظاتها حول الاتحاد بشكل واضح على طاولة قمة الكويت؟
- لم تطرح عمان أي تحفظات حول الاتحاد خلال قمة الكويت، كما ان الدراسة حول الانتقال من التعاون الى الاتحاد لم تنته بعد، هناك دول قطعت شوطا كبيرا بتدارس الانتقال الى الاتحاد ودول اخرى ترتأي الانتظار، هذا هو الفرق، لكن ان تكون هناك تحفظات محددة يتم على اساسها رفض الاتحاد فهذا لم يطرح على الاطلاق.] برز التكامل الدفاعي كـ»عنوان» رئيسي يتصدر أولويات المجلس لا سيما خلال القمة الأخيرة مقارنة بالموضوعات الأخرى، هل الاتجاه نحو الاتحاد حاجة دفاعية في الدرجة الأولى؟
- كان «عنوانا» واحدا دفاعيا، اما بقية الملفات فلم تكن دفاعية، برنامج الشباب ليس دفاعيا، والربط المائي ليس دفاعيا، نعم تم الانتهاء من موضوع الاتفاقية الدفاعية المشتركة بهذه القمة لكن هذا لا يعني انها لم تكن مطروحة بالقمم السابقة، اما اذا كان سؤالكم حول الدفاع فالظروف المحيطة بنا تحتم ان نركز على المسائل الدفاعية، وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل جاء الى «حوار المنامة» وتناول خطابه ثلاث نقاط رئيسية وهي التطلع نحو مظلة صاروخية مع دول الخليج، وتطلع الولايات المتحدة للتعامل مع مبيعات السلاح لدول الخليج كـ»منظمة» ممثلة بمجلس التعاون الخليجي - وهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها عن اتفاقيات مبيعات السلاح لدول الخليج – كمنظمة – وليس لدول بشكل ثنائي، وتناول ايضاً مسألة اجتماعات وزراء الدفاع التي تعقد مرة كل عام وقدم اقتراحاً ان تتم كل ستة اشهر، ايضا فيما يتعلق بمسألة الدفاع دعني هنا أشير إلى اجتماعي مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك الذي تحدثنا فيه عن عدة قضايا وكان اجتماعاً جيداً وان حمل بعض التحفظات أو دعني أسميه بعض «التريث» حيال بعض المسائل، لكن بشكل عام كان اجتماعاً جيداً، لقد قال الوزير ظريف» «يجب ان نبني الامور خطوة بخطوة كي نكون متأكدين منها تماماً» وهذا أرى فيه دبلوماسية عقلانية، وقبل ذلك كان لي عدة اجتماعات مع وزير الخارجية الايراني الاسبق منوشهر متكي التي تناول بعضها موضوع الدفاع واتذكر في احدى الاجتماعات في طهران قال لي الوزير متكي «ما هذه الاساطيل التي تملأ الخليج؟ واجبته حينها بالقول «هذه الاساطيل انت ايضا مستفيد من وجودها» فالسفن الايرانية المحملة بالنفط تبحر بسهولة وبسلامة، يجب ألا تتعامل ايران مع هذه الاساطيل كمصدر تهديد، لان أي شيء يهدد امن ايران حتماً سيشكل تهديداً لأمن دولنا، اتذكر يومها خرجت من اجتماعي مع الوزير متكي الى مؤتمر صحفي وطرح علي السؤال ذاته حول الاساطيل التي تملأ مياه الخليج وتتمركز قيادتها في البحرين وما تشكله من تهديد لأمن ايران واجبت حينها بالقول» لولا هذه الاساطيل - التي نتمنى ان يصبح اسطول الجمهورية الاسلامية الايرانية واحدا منها- لأصبح خليجنا مثل خليج عدن الذي يعاني من عمليات القرصنة» هذا التعاطي الصريح الذي انتهجناه بالتعامل مع جيراننا.
وبالعودة الى السؤال نعم الظروف المحيطة بنا تحتم علينا التركيز على مسألة الدفاع، انظروا حولنا، العراق يعاني من عمليات ارهابية، وسوريا التي يعاني شعبها الامرين لاسيما خلال الفترة الاخيرة والظروف الجوية التي تمر بها المنطقة، لقد زرت مخيم الزعتري - شمال الاردن- برفقة وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ورأيت هناك اناسا تركوا بيوتهم ووطنهم بفعل ظروف سيئة للغاية. كذلك اليمن الذي يعاني من عدة مشاكل، سواء القضية الانفصالية او قضية «القاعدة» او قضية «الحوثيين» او قضية خليج عدن ونزوح الصوماليين، وكذلك نزوح مئات الالاف من الأفارقة، اليوم اكثر بلد يعاني من الهجرات غير الشرعية في المنطقة هو اليمن، لأنه الممر الرئيسي بين السعودية وافريقيا، نحن نتحدث عن بلد يعاني من عدة مشاكل وتراكمات بفعل سياسيات خاطئة ارتكبت بالماضي وجعلت من الجنوب اليمني يشعر انه لا ينتمي الى اليمن، كل هذه المشاكل من حولنا ولا تريدون أن يكون الدفاع أولوية؟ هذه الظروف تجعل من الدفاع أولوية قصوى.] هناك من يرى أن مسألة الاتحاد جاءت كـ»ردة فعل» حيال ما مرت به البحرين خلال العام 2011، وأن الاتجاه للاتحاد هو فقط لتأمين احتياج دفاعي للبحرين - كيف تعلق على ذلك الرأي؟
- هذا غير صحيح، ولو كان الاتجاه للاتحاد لتأمين احتياج دفاعي لدولة محددة من دول الخليج كان من الاجدر الاتجاه اليه بعد ان غزا صدام حسيين الكويت في العام 1990 وتم احتلال دولة خليجية بأكملها، ما حدث انه على مدار العشرة اعوام الماضية قدمت عدة مقترحات ومن بينها ورقة تقدمت بها دولة الكويت وكانت تحمل نظرة تكاملية، وكذلك البحرين وقطر قدمتا مقترحاتهما حول ذلك وقبل ذلك كان هناك طرح من قبل الشيخ زايد ال نهيان - رحمه الله - وكذلك كان هناك طرح من قبل السلطان قابوس يحمل نظرة تكاملية وتناول مسألة الجيش الخليجي والسياسة الدفاعية المشتركة وكان طرحا واضحا حول التكامل، هذا بالإضافة الى ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد قدم من قبل طرحا تكامليا لحد ما، وعندما نضع جميع الاطروحات التي تقدمت بها دول المجلس تجدون انه من الواضح انها تحمل تطلعا واضحا نحو التكامل، ثم جاء طرح خادم الحرمين الشريفين الاخير حول الانتقال من مرحلة التعاون الى الاتحاد لأنه قرأ انه اكبر مطلب شعبي في المنطقة، وقبل كل قمة خليجية يكثر الحديث عن اهمية الارتقاء بالمجلس والتكامل وازالة العوائق.... الخ، سواء بالصحافة الخليجية او بالشارع الخليجي بشكل عام، وهذا معناه ان الناس تتطلع نحو التكامل، وبنفس الوقت تأتي الظروف حولنا والضغوط لتحتم هي الاخرى الاتجاه نحو الاتحاد، ووتيرة الاحداث اليوم ليست هي ذاتها قبل عشرة اعوام، ووتيرة الاحداث قبل عشرة اعوام ليست هي ذاتها قبل عشرين عاماً، فلو عدنا الى السبعينات نجد ان البحرين واجهت تحديا كبيرا بعد الانسحاب البريطاني تمثل بالمطالبة بها من قبل ايران، وأول من وقف إلى جانبها آنذاك اشقاؤها وعلى راسهم المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود عندما قال لشاه ايران «نحن حلفاؤكم لكن أن أتيت الى البحرين ستجدني قبلك» وتم الاتجاه بعدها نحو إيجاد حل عبر المباحثات التي جرت آنذاك في «جنيف» وتم التوافق بعد هذه المباحثات بأن يتم التوجه للأمم المتحدة، وبالفعل جاء دبلوماسي ايطالي وأقام في فندق الخليج وكان لديه مرافقون دبلوماسيون هم علي المحروس وعبدالرحمن بن فارس- رحمه الله- وعلى مدار ستة اسابيع اختار خلالها مبعوث الأمم المتحدة التحدث الى اشخاص بشكل عشوائي ومن مختلف مناطق البحرين وبعدها قدم الدبلوماسي تقريرا الى الامين العام للأمم المتحدة جاء فيه ان البحرينيين بغالبيتهم الساحقة يريدون دولة عربية مستقلة، وبالفعل خرجنا من هذه الازمة لكن ايضا كان هناك دور كبير لأشقائنا، لذا أعود وأؤكد على ان مسألة الاتحاد لم تأت كـ»ردة فعل» على احداث، قد تكون الاحداث التي مرت بها البحرين جعلت من هذا الاتحاد اولوية لكن الانتقال من التعاون الى الاتحاد لم يأت من فراغ بل كان هناك عدة مقترحات ومن جميع دول الخليج.] هل تمت مناقشة ملف «حزب الله» على طاولة قمة الكويت؟
- نعم تم مناقشته وقد تمت الموافقة على قرارات وزراء الداخلية الخليجيين المتعلقة بالتضييق على مصالح «حزب الله» بدول المجلس حيث ما زال حزب الله – تبعاً للعديد من التحركات التي يقوم بها – منظمة ارهابية، ونحن في البحرين نصنفه كـ»منظمة ارهابية» والاجراءات قائمة وأي مصالح تتعلق بالحزب تقع تحت طائلة القانون.] حمل خطاب وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل خلال القمة الأمنية الإقليمية «حـوار المنامة» تطمينات كثيرة تتعلق بعلاقة أمريكا بدول المنطقة، بحسب تقديرك – كدبلوماسي ورجل سياسة - هل هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة أعادت قراءتها للمنطقة؟ أم أن هذه التطمينات جاءت للرد على مطالب دول المنطقة بضرورة إشراكها بمباحثات 5+1 مع إيران؟
- أي مسالة تتعلق بالمنطقة فلدينا رأي فيها، وعندما تمت مباحثات 5+1 مع ايران أبلغناهم أن أي تناول لشؤون المنطقة فنحن معهم على طاولة المباحثات لأننا ايضا في المنطقة، وهم بدورهم أكدوا ان المباحثات ستتركز على الملف النووي الايراني، لكن الملف النووي لا يعني فقط التسليح، فالواقع يقول ان هناك اكثر من سبع مفاعلات نووية تعتزم ايران بناءها على ساحل الخليج، فهل يعقل الا يكون لنا كلمة بذلك؟ هل قامت ايران بمشاورتنا حيال ذلك؟ لو اخذنا في الاعتبار ان المباحثات حول النووي الايراني مع مجموعة 5+ 1 ما زالت جارية لكن يبقى السؤال ماذا لو حدثت كارثة بسبب هذه المفاعلات وليس بالضرورة ان تكون الكارثة ناجمة عن انشطة عسكرية؟ قد تحدث الكوارث نتيجة لتسرب، ماذا سيحدث حينها؟
نحن نريد ان نبني حالة ثقة وبالدرجة الاولى مع ايران، فلماذا هذا الاعتراض على وجود دول المنطقة على طاولة المباحثات؟ الا تطرح ايران دوماً ان المسؤول عن شؤون الخليج هم الثماني دول المطلة على الخليج- ورغم اننا نختلف مع هذا الطرح لأنه غير واقعي على اعتبار ان منطقة الخليج فيها مصالح دولية- الا اننا نتساءل كيف يمكن الاخذ بهذا الطرح الايراني وايران نفسها لم تراع سلامة اهل الخليج؟ اذا كانت ايران لا تراعي سلامة شعبها هناك فعلى الاقل تراعي سلامة جيرانها ومخاوفهم حيال هذه الانشطة النووية، لذلك طلبنا موجود لكن اللغط الذي ثار جاء بعد الاتفاق، وهذا ما قامت به الصحافة التي بدورها تحب ان تثير اللغط من اجل اثارة النقاش، وهذا دورها ولو كنت صحفيا سأفعل الامر ذاته، وقد كان موقفنا واضحا حيال الاتفاق الذي كنا من اوائل الدول التي رحبت به، وموقف البحرين كان دائما واضحا امام الامم المتحدة حول منطقة شرق اوسط خالية من الاسلحة النووية وهذا ما ينسجم أصلاً مع الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه وما نأمل به هو التوصل نحو اتفاق شامل عن الملف النووي الايراني يغطي جميع الجوانب.
أقولها بصراحة، اتفاق حول الملف النووي الايراني يأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب ومنها السلامة النووية وعدم التهديد وامور كثيرة هو امر جيد ومهم لكل المنطقة، لكن لنكن واقعيين وصريحين مشكلتنا مع ايران ليست فقط الملف النووي او التسلح النووي، لدينا خلافات مع ايران حول تدخلاتها بالدول الخليجية ودعمها لبعض المجاميع الارهابية بالمنطقة، ونقولها للإيرانيين بصراحة لانهم جيراننا ويجب ان نكون صريحين معهم، وهناك حالة انعدام ثقة، هناك توجهات رأيناها بكل أدب جمّ من قبل الدبلوماسيين الايرانيين وأعطتنا شعورا طيبا لكنه يبقى شعور وليس ثقة، الثقة الكاملة عندما يكون هناك توجهات على ارض الواقع من حيث احترام الدول المجاورة وعدم التدخل بشؤونها.] هل لامست تغييراً كبيراً بالسياسات ما بين رئاسة الرئيس محمود أحمدي نجاد والرئيس حسن روحاني؟
- بالنسبة لسياساتها ازاء البحرين فلم يتغير شيء، ربما لغتهم العلانية خفت بعض الشيء الا في مسألة واحدة ما زالت لغتهم هي ذاتها، وهي انه وكلما تحدثوا عن سوريا أقحموا البحرين في هذه المسألة، وقد تحدثت لوزير الخارجية الايراني جواد ظريف حول ذلك، وقال انه بلا شك ان اوضاع البلدين مختلفتان تماماً، فأشرت إليه حول مقابلة الرئيس الايراني لـ»واشنطن بوست» التي اشار فيها الى البحرين بهذا السياق، فاعتذر عن عدم امكانية تغيير كلمة الرئيس لان الوقت لم يكن ليتيح ذلك،، بالمحصلة لقد رأينا منهم حديثا ايجابيا، وسألناهم عن سفيرهم في البحرين- حيث يوجد حالياً دبلوماسي وهو قائم بالأعمال وهذا بدوره لا يرقى لمستوى العلاقات بين البلدين وان كان هناك خلافات بين البلدين- نحن كنا قد استدعينا سفيرنا خلال الازمة وقمنا بإرجاعه قبل عدة شهور الى طهران، وهذه الخطوة اتخذت خلال فترة رئاسة الرئيس السابق نجاد، لان السفير بطبيعة الحال لديه مهمة يقوم بها اهم بكثير من مسألة ارسال رسالة سياسية ذات مغزى ما، وهم بدورهم ارتأوا بل وصرحوا انهم لا يريدون ان يكون لديهم سفير في البحرين طالما البحرين تمر بظروف معينة، وقد صرحوا بذلك بلغة غير مقبولة، ونحن بدورنا نرى ان بين الدول هناك خطوات ولابد ان ننتظر، واذا رأينا منهم هذه الخطوات سنرد بإيجابية، لأنه بنهاية الامر ايران دولة موجودة ومجاورة لنا، ايران بلد يهمنا استقراره وسلامته، وآخر شيء ممكن ان يقف معه أي من أهل الخليج هو الاعتداء على ايران، لان هذا الشيء لا يرضينا وضد مصالحنا.] في ذات السياق، وضع الرئيس براك أوباما البحرين بمقارنة مع سوريا والعراق في خطابه أمام الأمم المتحدة - كيف كانت ردة الفعل البحرينية إزاء ذلك؟
- لقد قمنا على الفور بالرد على هذا الخطاب، لقد وضعنا في ذات الخانة مع دولتين تعانيان من ارهاب دموي ووضع طائفي مقيت، اعتقد ان هذا الاقحام يدلل على عدم وجود قراءة صحيحة للمجتمع البحريني، لنكن واقعيين نعم هناك طائفية في المنطقة، والطائفية مؤثرة وقديمة، والمجتمع البحريني مجتمع محافظ ومتمسك بدينه ومذاهبه، لكن ليست هناك طائفية تؤدي لقتل الاخر، أعطوني حالة واحدة فقط قام بها سني بقتل شيعي على أساس طائفي أو العكس، نعم حدثت مصادمات مع الشرطة وسقطت ضحايا، وهذه ممكن ان يحدث في أي دولة، وجاءت على اثرها لجنة لتقصي الحقائق، لكن ان نضع بخانة واحدة مع دول حدث فيها اقتتال طائفي وعلى الهوية، هذا الشيء نحن لا ننتمي إليه، لقد أثر فينا أن نوضع بهذه المقارنة ونحن نرى في البحرين كـ»بلد» وضعا مختلفا تماماً.] ألا يمكن أن يكون هذا «الإقحام» ناتجاً عن انطباعات نقلها سفير الولايات المتحدة لدى المنامة توماس كراجيسكي للرئيس الامريكي اوباما، وهو ما إشار إليه بعض أعضاء مجلس النواب البحريني وانتقدوا أيضا وزارة الخارجية حيال تدخلات السفير كراجيسكي؟
- أرجو أن لا نلام بهذا الشيء، فعندما تحدث تدخلات من أي سفير - سواء السفير الامريكي او غيره - نتواصل معه على الفور ونبلغه بأن هذا الامر غير مقبول، لكن لا ننسى ان العلاقات مع الدول تحمل جانبا عاما وجانبا رسميا، والجانب الرسمي يوزن بأدق الموازين ويأخذ بالاعتبار مصالحنا ومصالح دول الخليج وعلاقاتها مع الدول الاخرى، لذا نحرص ان نضع الامور بحجمها الطبيعي، نحن مستعدون ان نتحمل الضغط، لكن اذا تماشينا مع هذا الضغط وخرج الامر عن حجمه وتجاوز حدوده ووصلت الى ازمة دبلوماسية بالنهاية سنتحمل مسؤوليتها، لماذا نوصل الأمور الى أزمة دبلوماسية طالما هناك ضغط شعبي - ونحن نحترمه ونقدره - لكن ايضا علينا مسؤولية الا ندخل البلد الى ازمة مع أي دولة.] استضافت البحرين مؤخراً اجتماع حوار التعاون الآسيوي وأيضاً اجتماع وزارء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزارء دول «آسيان»؟
- بالنسبة لحوار التعاون الآسيوي فقد تقرر منذ العام 2010 حيث كنا في اجتماع في طهران وتقرر ان يكون اجتماع العام 2013 في المنامة وعلى هذا الاساس عقد الاجتماع، بشكل عام حوار التعاون الآسيوي لا يركز على الجانب السياسي، بل على قضايا تمس شعوب الدول المشاركة في الحوار، ومنها انشطة وتواصل ومحاربة الفقر وامن الطاقة لذلك طرح موضوع السياحة.] هل هذه الاجتماعات تشكل إشارة لتقارب واضح مع مجموعات آسيوية أو تبدل لتحالفات بالنسبة لدول المنطقة؟
- أبداً، لا تبدل لتحالفاتنا، وعلاقاتنا مع الدول الآسيوية عريقة ولم تؤثر أبداً على علاقاتنا مع الأوروبيين، وحوار الآسيان كانت فكرة سنغافورية - بحرينية وعقد في عدة عواصم، وعندما اجتمعنا بوزراء من جنوب شرق آسيا اتفقنا على ان نقيم ورشة عمل، وبالفعل تم اشراك ممثلين عن قطاعات اخرى منها ثقافية واقتصادية، نحن لدينا قضايا الامن الغذائي وهم لديهم قضايا امن الطاقة، نحن نتطلع الى مصالحنا المشتركة، وهذه دول لدينا معها علاقات قوية جدا ونتطلع لتعزيز علاقاتنا معهم على أسس حديثة ولدينا معهم اليوم اتفاقيات اقتصادية وأخرى ثقافية وتعليمية، وإذا تمكنا من بناء العلاقة على هذه الأسس فيمكن أن تتطور نحو آفاق أخرى، هذه البنى التحتية الصحيحة لبناء العلاقات مع الدول وليس القفز على كافة المعطيات وبناء التحالفات السياسية.] بعد الأزمة التي مرت بها البحرين خلال العام 2011 برز الحديث بشكل قوي عن انضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي، وبعدها بدا الحديث يختفي شيئاً فشيئاً حول هذه المسألة، هل كان الأمر «ردة فعل» إزاء تحديات ظرفية أم أن التقارب فقط بمجالات عسكرية؟
- أولاً التقارب لم يكن ردة فعل أو ناتجاً عن ظرف ما، وخلال قمة الكويت كان هناك حضور أردني ومغربي، والذي طرح في السابق لم يكن انضماما بل شراكة، وهذا ما أرادته الأردن ومن بعدها المغرب، وهناك علاقة اقتصادية ومشاريع مشتركة، ونحن والاردن لدينا نظرة واحدة ورؤية مشتركة حيال معظم القضايا، وهذا أمر ليس بحديث بل منذ أيام الملك حسين - رحمه الله - واستقرار الأردن الاقتصادي مسألة حيوية بالنسبة لنا كدولة مجاورة للخليج ولديها علاقات طيبة مع دول المجلس، والاتفاق وضع الأطر وسهل أموراً كثيرةً، لكن لم يكن هناك طلب انضمام من قبل الاردن من الاساس، وبالتالي لم يطرح كي نقول اختفى الحديث عنه، والعلاقة مع الاردن علاقة استراتيجية ومن أمتن الاسس التي قام عليها مجلس التعاون هو العلاقات الطيبة مع الدول المجاورة والدول الشقيقة، نحن لسنا مجموعة عدائية بل نطمح دائماً لعلاقات طيبة مع الجميع ولدينا مع تركيا حوار استراتيجي، وكذلك علاقاتنا باليمن أيضا استراتيجية، ودول عربية أخرى، وهذا الاساس الذي تبنى عليه دول المجلس علاقاتها بالدول، وبالنسبة للبحرين المسألة ليست ثروة نفطية، بل المسألة تقاس بمقياس التنمية البشرية ونحن الحمد لله فخورين بمعدلات التنمية البشرية بفضل هذا الشعب المجتهد وبفضل السياسات المتبعة.] أشار وزير الدولة للشئون الخارجية السعودي نزار بن عبيد مدني في كلمته في «حوار المنامة» إلى عدم إمكانية الاستمرار بالاعتماد على الخارج لتأمين أمن وحماية المنطقة، هذا الخطاب جاء بعد أقل من 24 ساعة على كلمة وزير الدفاع الأمريكي هيغل الذي جاء ليؤكد على التزام بلاده بحماية أمن المنطقة، كيف تقرأ هذا الاختلاف بين الخطابين؟
- كلام الوزير السعودي جاء في محلّه، وكلام الوزير الامريكي هو كلام حليف يتحدث لحلفائه، وقد جاء حديثهم في أهم منتدى بالمنطقة، قولوا لي من هي الدول التي تريد أن تبقى تعتمد على الخارج بحمايتها؟ نحن بمجلس التعاون لدينا كافة مقومات التكامل، بحيث نكون كياناً مستقلاً لا يستغل دون أن يتعارض ذلك مع وجود تحالفات، ونريد أن نصل بهذا التكامل إلى أفضل المستويات، لذلك لا أرى هناك أي تعارض بين كلام الوزير السعودي وكلام وزير الدفاع الامريكي، فكثير من المجموعات تبني قوّتها ثم تصبح مكمّلة للقوات الأخرى.] نجحت بعض دول الخليج بالتوصل إلى حرية السفر إلى دول مثل بريطانيا وفق تسهيلات كبيرة تتعلق بتأشيرات الزيارة بعد تحرك خليجي في هذا الاتجاه - فيما لا يزال المواطن البحريني يواجه صعوبات بالحصول على تأشيرة بريطانيا وكذلك «الشنغن» لزيارة فرنسا، كيف تعلّقون على هذا الأمر؟
- لقد كنا من أوائل الدول التي تم الحديث معها في هذا الشأن منذ العام 2010، وقد قطعنا شوطاً كبيراً نحو الوصول الى مذكرة تفاهم، وفي العام 2011 تباطؤوا فيها، الان هناك نوعان من الجوازات، إذ يوجد الجوازات الخاصة أو الدبلوماسية وبالفعل انتهوا من التسهيلات لبعض الدول، وبقيت الجوازات العادية، بعض الدول منحوها ما يعرف بـ»فيزا لايت»، وهي تمنح خلال 48 ساعة عبر الانترنت ولسفرة واحدة فقط، وهذا ما يعتزمون الانتهاء منه، ما استطيع تأكيده أن نتيجة للظروف التي مرت بها البحرين حدث تباطؤ حيال التسهيلات المتعلقة بالتأشيرات لكنها قادمة، والتسهيلات التي حصلت عليها بعض الدول الخليجية حول تأشيرة المملكة المتحدة نحن الان في طور الانتهاء منها.] هناك بعض الأقاويل التي يتم تداولها أن بريطانيا قد منحت التسهيلات لرعايا البحرين إلا أن التحفظات جاءت من الجانب البحريني، ما مدى صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح.] ألا يوجد تحفظات بسبب من يقومون بتقديم طلبات اللجوء السياسي إلى بريطانيا؟. وما التسهيلات التي ستمنحها تأشيرة الزيارة لمن يعتزم تقديم طلب اللجوء السياسي؟
- هذا الكلام غير واقعي على الإطلاق، أي شخص اليوم يستطيع ان يرسل جوازه الى السفارة البريطانية ويحصل على تأشيرة خلال اسبوع، الفرق الوحيد ان التسهيلات تمنح التأشيرة خلال 48 ساعة عبر الانترنت، وفي الوضع الحالي تحصل على التأشيرة خلال اسبوع، نحن اكثر طرف يسعى لأن تشمل هذه التسهيلات البحرينيين، لدينا اليوم اتفاق مع فرنسا يغطي الجوازات الدبلوماسية لكن من ناحية جوازات المواطنين لا يوجد اتفاق لارتباطهم بتأشيرة الاتحاد الاوروبي «الشنغن» لكن مع بريطانيا ما استطيع تأكيده هو اننا بصدد الانتهاء من اتفاق يتعلق بتسهيل تأشيرة زيارة المملكة المتحدة.] منحت المملكة المتحدة مؤخراً حق اللجوء السياسي لبعض الأشخاص ليضافوا إلى آخرين حصلوا في فترة سابقة على حق اللجوء السياسي، كيف تنظرون إلى هذا القرار؟
- بصراحة أنا لا أرى سبباً واقعياً لمنح هؤلاء حق اللجوء السياسي، استطيع ان اتفهم ان تمنح دولة حق اللجوء السياسي لشخص هارب من بلد ما أو غادرها بشكل غير قانوني هرباً من ملاحقة أمنية أو ما شابه، لكن ليس لشخص اشترى تذكرة وغادر المطار بشكل طبيعي ودون أي ملاحقة أمنية ثم وصل الى بريطانيا ليقدم لاحقاً طلب اللجوء السياسي، هؤلاء جميعاً غير مطلوبين لأي جهات أمنية، وعندما نتحدث مع الجانب البريطاني حول هذه المسألة يقولون إن هذه القضية ليست سياسية بل قضائية، فهناك محامون متخصصون يتقاضون مبالغ جيدة مقابل الحصول لهؤلاء على حق اللجوء السياسي عبر استغلال ثغرات قانونية، بينما هؤلاء الاشخاص ليسوا مطاردين او ملاحقين أمنياً في البحرين، أما بالنسبة لمسألة سحب الجنسية من البعض فهذا ليس سبباً للحصول على اللجوء السياسي؛ لأن سحب الجنسية لا يجعلهم مطلوبين أمنياً، كان بإمكانهم إعطاءهم الجنسية وليس اللجوء السياسي الذي يحمل دلالات تتعلق بالملاحقة والمطاردة الامنية، وهذا لا ينطبق على اشخاص غادروا مطار البحرين دون ان يعترضهم احد، لا اعتقد ان البحرين تستحق منهم هذه الاساءات، لقد كانت البحرين عبر تاريخها ملجأ للآخرين.] ماذا عن أنشطة هؤلاء وغيرهم من الموجودين في بريطانيا وجميعها أنشطة ضد البحرين وتحمل إساءات وتحريض على أعمال العنف؟ هل تتناولون هذه القضية مع الجانب البريطاني؟
- دائماً نثير هذا الموضوع وبالأخص الانشطة التي تحرّض على العنف، والجماعة الموجودة في لندن لم يتوقف نشاطها، دعونا نضع الامور بإطارها الطبيعي، لا يوجد لدينا مشكلة مع أي شخص يختار ان يعيش في أي بلد يختاره، وأي شخص منا قد يقرر غداً أن يذهب ليعيش بقيّة حياته في بلد يحبها او يعجبه أسلوب الحياة فيها، لكن المشكلة عندما يحيط رغبته الشخصية بمزاعم غير صحيحة للحصول على حق اللجوء السياسي في بلد ما، ثم أبدأ إرسال رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحرّض فيها على العنف وأعمال الارهاب، ونحن بدورنا دائماً على تواصل مع الجانب البريطاني حول ذلك؛ لأن هذا هو واجبنا وإذا لم نقم بذلك نكون مقصّرين، بالطبع يتم عبر الجهات الامنية وليس عبر السفارة.] تخرج بين الحين والآخر اتهامات من قبل أعضاء في مجلس النواب البحريني يتهمون فيها وزارة الخارجية بـ»التقصير» بشرح قضية البحرين في الخارج، وأن سفارات البحرين بالخارج تعاني من نقص بالكوادر العاملة، فيما لم يستخدم من الميزانية المخصصة لمشاريع الوزارة سوى 1%، كيف تعلق على ذلك؟
- بالنسبة لميزانية المشاريع بالفعل يتم تخصيصها لكن الاجراءات التي تتبع هذا التخصيص يتم الاشراف عليها من قبل وزارة الاشغال ووزارة المالية وهذه الاجراءات لم تسير حتى الان. بصراحة لدينا رغبة كبيرة لبناء سفاراتنا في الرياض والدوحة وأبوظبي والكويت، وعدا سفارتنا في الرياض - وهو مبنى صغير جداً - فجميع سفاراتنا أبنية مستأجرة، أما بالنسبة لجانب التقصير فدعوني أقولها بصراحة دائماً كنا نسمع هذه الانتقادات والاتهامات بالتقصير حتى قبل العام 2011، وأنا أعتبره إجحافاً كبيراً بحق موظفينا بالخارج المغتربين عن وطنهم ولا يحصلون إلا على إجازة واحدة في السنة، ويمارسون عملهم بالخارج بكل إخلاص، نعم نعترف ان عدد دبلوماسيينا بالخارج محدود جداً، لكن احدى اهم العوائق التي تواجهنا اليوم كوزارة خارجية هي محدودية عدد الدبلوماسيين ومحدودية الميزانية، ميزانية الخارجية من أقل الميزانيات في الدولة، وعدد سفاراتنا بالخارج لا يرقى لعدد السفارات التي يفترض ان تمثلنا بالخارج، أعطي لكم مثالاً هناك 12 دولة أوروبية فيها جميع سفارات دول مجلس التعاون باستثناء البحرين، ايضا من دول «جي تونتي»، وهي عشرين دولة منها عشر دول فيها سفارات للبحرين و الدول العشر الاخرى لا يوجد فيها سفارات للبحرين رغم اهميتها الاقتصادية، كذلك اقل دولة من الدول الخليجية من حيث عدد السفارات في الخارج هي البحرين، والسبب هو ليس لدينا ميزانية كافية، في السنوات الاخيرة افتتحنا ست سفارات في الخارج، منها سفارة نيودلهي - بعد ان كان لدينا قنصلية فقط في بومبي حتى قبل خمسة اعوام من الان - وإسلام اباد - ايضا كان هناك قنصلية في كراتشي - وأنقرة وبروكسل وبانكوك جميعها عواصم مهمة، لماذا نذهب الى أمثلة في دول آسيوية وغربية، في السعودية والتي تحتل أهمية كبيرة لا سيما عندما نتحدث عن أهمية خدمة الحجاج والمعتمرين - كان لدينا سفارة في جدة وبعدها انتقلنا الى العاصمة الرياض، ونتيجة للحاجة الكبيرة عملنا على افتتاح قنصلية في جدة، ايضا الامر ذاته بالنسبة للنجف والاعداد الكبيرة من البحرينيين التي تزور هذه المدينة ولا يعقل ان لا تتوفر قنصلية لخدمتهم، فقمنا بفتح قنصلية لنا في النجف، والان نتطلع لافتتاح سفارة في «جاكرتا» وهي عاصمة الاسيان وأكبر دولة مسلمة ومن دول «جي تونتي»، بصراحة نحن نواجه تحدياً كبيراً يتعلق بالميزانية، وهو يعيق تحركنا لزيادة عدد سفاراتنا في الخارج، أما بالنسبة للكوادر العاملة فأقولها بصدق ان الذي يبعث على التفاؤل ان معظم الفئات العمرية التي تعمل الان بوزارة الخارجية هي من الشباب، صحيح أننا نواجه تحدياً بنقص هذه الكوادر- وأنا هنا لا اتحدث عن السفراء باعتبار ان تعيين السفير يأتي بقرار سياسي من رأس الدولة وفي كل انحاء العالم - إنما أتحدث عن الطواقم التي تعمل بالسفارات وهذا ما نواجهه من نقص كبير بعددها، ونعمل حالياً على زيادتها من خلال التوظيف بعد اجتياز الامتحانات المطلوبة، والحمد لله هناك طاقات جيدة اجتازت هذا الامتحان، ونأمل ان يكون هناك زيادة كبيرة بعدد طواقم السفارات في الخارج خلال السنوات القليلة القادمة، ايضا عندما يكون لدينا حدث كبير في البحرين نستعين بطلبة جامعة البحرين وهؤلاء الطلبة يعتزون كثيراً بالشهادات التي تمنح لهم نتيجة عملهم بتنظيم الاحداث في البحرين، أنا متفائل جداً بالكوادر الشابة التي ستنضم لطواقم وزارة الخارجية، نعم انا لا انفي التقصير لذلك احاول ان افتح مساحة مع الناس عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، لكن ما نريده ان نتمكن من تقديم كافة اوجه المساعدة الممكنة للبحريني في الخارج وهذا ما نتطلع إليه.] هل هناك حركة لنقل السفراء، وهل ستشمل عواصم رئيسية؟
- نعم قريباً هناك حركة تنقل السفراء وستشمل مختلف أنحاء العالم.] تم الاتجاه خلال العام الحالي نحو تعيين ملحقين إعلاميين في بعض سفارات البحرين في الخارج، هل ستستمر هذه الخطوة؟
- هناك تعاون مع هيئة شؤون الاعلام والملحق الاعلامي لا يتبع وزارة الخارجية، وإذا ارادت الهيئة ان ترسل ملحقاً اعلامياً لبلد ما فهذه خطوة جيدة، لكن بشكل عام اليوم التكنولوجيا تطورت، فإذا كان الهدف منه هو إيصال رسالة اعلامية ما فنحن قادرين على ايصالها، أما اذا كان الدور هو التواصل مع وسائل الاعلام والناس في بلد ما فهذا أمر مرّحب به، لدينا الان ملحق اعلامي في واشنطن، لكن من الضروري ان يتم تطوير الفكرة، وتدارسها بشكل كبير وأن يكون الملحق لديه معلومات كثيرة ووافية، نحن حالياً نقوم بهذا الدور عبر سفارتنا في الخارج، ودائماً لدينا تقارير يومية ترسل الى السفارات وكذلك تقارير اسبوعية، وبالتالي يتم اطلاع السفير على كافة المعلومات التي يستطيع توفيرها للإعلام، لكن اذا كان الملحق الاعلامي سيقوم بتعزيز العلاقات مع وسائل الاعلام فحتماً هذا أمر مرّحب به.] بعض الآراء ترى أن الشيخ خالد بن أحمد يخلط أحياناً بين موقفه الشخصي وبين الموقف الرسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً عبر صفحتك على موقع «تويتر»، كيف تعلّق على هذا الرأي؟
- هناك حدود والجميع يعرفها، قد تخرج احياناً تغريدات شخصية ومناقشات عفوية، بلا شك ان وسائل التواصل الاجتماعي أسقطت حواجز كثيرة، وأصبحت هذه الوسائل أسرع مصدر للأخبار، انا شخصياً بدأت مع «تويتر» منذ العام 2009 عندما كانت الاحاديث عبر تويتر تحمل جانباً من البساطة دون تشنج، لكن اليوم «تويتر» تغيّر كثيراً وأصبح يحمل تغريدات معظمها سياسية وبعضها متشنج، في المقابل هناك مواطنون بسطاء يشعرون ان المسؤول يجلس في برج لا يمكن الوصول إليه، واليوم بفعل «تويتر» أصبح 140 حرفاً قادراً على إيصال صوتهم، احياناً أدخل في نقاشات عبر تويتر وأتعامل مع رأي الآخر بعفوية، لكن البعض يدخل في نقاشات متشنجة وتحمل بعضها عبارات غير لائقة واضطر لأغلاق باب النقاش، لكن بشكل عام أرى بوسائل التواصل الاجتماعي أسرع الوسائل لاستقاء المعلومة في عصرنا الحالي، وبفضل «تويتر» تعرفت على شباب بحرينيين من مختلف الأطياف والأعمار واطلعت على طاقات وأفكار.] لقد أثبتم عبر مشواركم المهني الطويل جدارة كبيرة بالعمل الدبلوماسي، والجميع يشهد لشخصكم دماثة الخلق وسعة الصدر مع جميع الناس، لكن هناك أخباراً تواردت حول أنكم تشعرون بالتعب، وبالتالي قد ترغبون بالتوقف عن مشواركم العملي، إلى أي مدى صحة هذه الأقاويل؟
- سمعت أن هناك من قال إنني «تعبت» من مواصلة العمل الدبلوماسي، أنا لم أتعب من خدمة جلالة الملك، والذي يعرف توجهات صاحب الجلالة وما يطمح إليه من أجل بلاده ومن أجل استقرار البحرين ورفعته وتقدمه لا يشعر بالتعب، لذا هذا الكلام غير صحيح، ونحن رهن اشارة صاحب الجلالة، والبحرين مليئة بالطاقات ومن مختلف المجالات، لكن حقيقة أن من يعرف تماماً ما يطمح إليه جلالة الملك لأجلنا كبحرينيين لا يشعر بالتعب.المصدر: صحيفة الأيام
بتاريخ: 22 ديسمبر 2013