-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
وكيل الخارجية الاميركية مارك غروسمان في المنامة: الإصلاح يجب أن يأتي من داخل الشرق الأوسط (الكبير)
قال وكيل وزارة الخارجية للشئون السياسية مارك غروسمان إن الولايات المتحدة لا تريد فرض الديمقراطية والإصلاح من الخارج على العالم العربي، وينبغي أن يأتي ذلك من داخل المنطقة. وأكد غروسمان، الذي يقوم بجولة على دول المنطقة شملت مصر والمغرب والبحرين والأردن وتركيا، أن المجهود الأميركي الحالي للدفع قدما نحو الإصلاح في الشرق الأوسط لا يعني أن يه سيكون "بديلا عن الجهد الذي نبله، الجهد العظيم الذي نبذله، في عملية تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وقال غروسمان، الذي كان يتحدث على طاولة مستديرة مع الصحفيين البحرينيين في المنامة أمس (3 مارس 2004): إن عملية التغيير والإصلاح هذه "ليست فكرة لتجنب ذلك الجزء من القضية، بل هي في الواقع جزء من جهد علينا أن نناضل فيه في قضايا الإصلاح ولكن علينا أيضاً أن نسعى إلى السلام بين إسرائيل والدول المجاورة لها".
وفي يرده على سؤال عن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى الدفع باتجاه مجهود الإصلاح بهذا الزخم الآن، قال المسئول الأميركي، إذ ذلك بسبب أن هناك أصواتا في المنطقة تطالب بالإصلاح. ولكنه أضاف أن الدفع نحو الإصلاح هو نوع من الرد على التطرف. وقال: "نحن نعتقد أن أعمق ما يمكن أن نرد به على التطرف هو الديمقراطية، وأن أعمق ما نرد به على التطرف هو الأزدهار، وأن أعمق ما نرد به على التطرف هو السلام". وأوح أنه "حين يلقي المرء نظرة على العالم ليرى ما يشكل تحدياً لنا، سيجد التطرف والعنف والإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وانتشار الأسلحة النووية والفقر، ويمكن مجابهة هذه التحديات بالسلام والرخاء والديمقراطية والحرية. وأنا أومن أن هذا درس بدأنا جميعا نتعلمه في السنوات الأخيرة، وهذا هو ما يوضح "لماذا الآن".
في ما يلي نص كلمة غروسمان والأسئلة التي وجهت إليه وأجوبته عليها:
(بداية النص)
غروسمان: أود الإدلاء ببعض الملاحظات قبل الإجابة عن أي أسئلة لديكم. وسأبدأ بشكركم جميعاً لمجيئكم.
دعوني أتحدث قليلاً عن الجولة التي نقوم بها جميعا. لقد بدأت يوم الاثنين في المغرب، وسنحت لنا فرصة الاجتماع مع جلالته هناك والتحدث قليلاً عما نعمل عليه بالنسبة لدعم الديمقراطية والتغير في الشرق الأوسط. ثم كنا أمس في القاهرة، حيث أتيحت لنا فرصة إجراء مباحثات مع وزير الخارجية المصري، وكانت تلك جلسة جيدة جدا. وقد عقدنا اجتماعاً مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في القاهرة كانت في غاية الإثارة للاهتمام بالنسبة لي، وأرجو أن يكون كذلك بالنسبة لزملائي أيضاً. ثم، ونظراً لكون وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية يعقدون اجتماعاً في القاهرة، أتيحت لي فرصة الاجتماع مع وزير الخارجية الأردني ووزير الخارجية السعودي، كما تحدثت أيضاً هاتفياً مع وزير خارجيتكم أمس. وقد وصلنا إلى هنا مساء أمس وحظينا بشرف استقبال جلالة الملك لنا. وقد أتيحت لي فرصة الاجتماع مع بعض من يعملون في سفارتنا هنا ثم اجتمعنا لتونا مع ممثلين عن المجتمع المدني، وها أنا الآن معكم في هذا اللقاء الصحفي حول طاولة مستديرة.
وسوف نذهب بعد ظهر اليوم إلى الأردن حيث سأجتمع مع رئيس الوزراء، ثم أعقد اجتماعاً مع ممثلي المجتمع المدني في الأردن، وسنتوجه بعد ذلك إلى تركيا، حيث سنزور وزير الخارجية صباح غد، وسنجتمع أيضاً مع أعضاء في منظمات المجتمع المدني ثم سنختتم الأسبوع يوم الجمعة، في بروكسل، حيث أود اغتنام الفرصة والتحدث أمام مجلس شمال الأطلسي، وهو سفراء حلف شمال الأطلسي، عن الجولة و(إلى) سفراء الاتحاد الأوروبي أيضاً.
لقد حاولنا أن نقول في كل مكان زرناه إن الرئيس أوكل إلينا جميعاً، نحن العاملين في الحكومة الأميركية، مهمة استشفاف ما إذا كانت هناك سبل نستطيع من خلالها وضع الولايات المتحدة في موضع لدعم أولئك الأشخاص الذين ينتجون الإصلاح في الشرق الأوسط، وينادون بالإصلاح، ويتحدثون عن التغيير، ويتحدثون عن الديمقراطية، ويتحدثون عن الحرية. ونحن نعتقد أن أفضل الأفكار لتحقيق التغيير والإصلاح ستنبع من المنطقة. إن الفكرة القائلة إنه يمكن للولايات المتحدة فرض هذا بطريقة ما فكرة خاطئة تماما. لقد تحدث كل من الرئيس بوش والوزير كولن باول بكل وضوح عن هذا ولدينا بعض تصريحاتهم حول الموضوع ونستطيع تزويدكم جميعاً بها عند كتابتكم عن هذه الفكرة بأنه يتعين أن ينبع التغير وأن تنبع الأفكار الخاصة بالتغير من المنطقة.
إننا نعتقد أنه إن نظر المرء إلى الدروس التي يقدمها عالمنا، لوجد أنه إن تم كبح الحرية والرغبة في التحديث، الرغبة في السلام، الرغبة في الرخاء، والرغبة في الكرامة، إن تم كبح هذه الرغبات، فإن النتيجة هي العنف والتطرف. وذلك العنف وذلك التطرف هما بمثابة هجوم على كل المجتمعات، سواء كانت المجتمع البحراني أو المجتمع الأميركي. وعليه فإننا نرغب في التأكد من أن الولايات المتحدة تنتهج، ما وصفه الرئيس بأنه استراتيجية حرية، كي نكون في موقف نستطيع معه دعم أولئك الذين يشدون الحرية والديمقراطية في مجتمعاتهم. ونحن نقوم بالفعل بالكثير في هذا المجال. ومعنا في هذه الجولة السيدة رومانوفسكي،... مديرة مكتب مبادرة الشراكة الأميركية – الشرق أوسطية بوزارة الخارجة؛ وهناك الكثير من الأمور التي تجري حالياً في البحرين وتعمل عليها مبادرة الشراكة الأميركية – الشرق أوسطية، برامج حكم القانون، وبرامج لدعم البرلمان، وبرامج لتأييد مشاركة المنظمات غير الحكومية في المجتمع. ونحن نفخر بتلك البرامج. ونعتقد أنه إن ألقى المرء نظرة على المنطقة، فإنه سيجد الكثير من الأصوات التي تنادي اليوم بالإصلاح والتحديث في الشرق الأوسط. إن نظر المرء إلى الإعلان الذي صدر من صنعاء في العام الماضي، وما يقوم به مجلس مؤسسات الأعمال العربي، والاجتماع الذي ستستضيفه مكتبة الإسكندرية في منتصف هذا الشهر، إن كل هذه أصوات نعتقد أنها تدعو إلى التغيير وهي أصوات تستحق الدعم كثيرا. كما أننا نعتقد، كما قال الرئيس، أن هناك حكومات هنا تولت دورا قيادياً في هذا المجال – المغرب والأردن وقد ذكر الرئيس البحرين في عدة مناسبات – يتحدث الناس فيها عن السبل المختلفة للتحرك قدما. وإننا نأمل أن تقوم المجتمعات في الشرق الأوسط والعالم العربي في الأشهر القليلة القادمة بمواصلة المناداة بالتغيير، كما نأمل أن يصدر ربما، على سبيل المثال، بيان قوي محدد عن قمة الجامعة العربية في نهاية الشهر يقر الإصلاح في المجتمعات.
ونحن نتطلع، من جهتنا، إلى اجتماعات قمة مجموعة الثماني في يونيو/ حزيران، واجتماعات قمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقمة لدول حلف شمال الأطلسي، وكلها اجتماعات قد يكون من الممكن التحدث فيها عن هذه القضايا والترويج لها. وبالتالي، فإننا نعمل لتحقيق ذلك الهدف. وهناك أمران أود ذكرهما في ختام ملاحظاتي: أولاً، أريد أن أقول مرة أخرى إنني أعتقد، وآمل أن توافقوا معي، على أن أفضل الأفكار الخاصة بهذه الإصلاحات ستنبع من المنطقة. إن الأمر ليس عبارة عن فرض الولايات المتحدة لأفكار ما. إننا ندرك أن الدول تختلف عن بعضها البعض؛ أن البحرين مختلفة، وأن المغرب مختلف عن مصر التي تختلف بدورها عن المملكة السعودية. إن الناس يتوصلون إلى استنتاجاتهم بأنفسهم وسيتوصلون بأنفسهم إلى سبيل التحرك قدما. إننا صبورون. لقد دأبنا على العمل على ديمقراطيتنا فترة طويلة. وهذا الأمر يستغرق وقتا. إن بنية الهيكلية التي سيختارها الناس لمجتمعاتهم أمر عائد لهم. إنه ليس أمراً عائداً لنا. والأمر الثاني الذي أريد التأكيد عليه هو أن جهدنا هنا لدعم الإصلاح ليس بديلاً عن الجهد الذي نبذله، الجهد العظيم الذي نبذله، في عملية تحقيق السلام في الشرق الأوسط. إن هذه (أي عملية التغيير والإصلاح) ليست فكرة لتجنب ذلك الجزء من القضية، بل هي في الواقع جزء من جهد علينا أن نناضل فيه في قضايا الإصلاح ولكن علينا أيضاً أن نسعى إلى السلام بين إسرائيل والدول المجاورة لها. وعليه، فإن هذا هو ما نقوم به وهذا هو ما أوصلنا إلى هنا في البحرين وإلى هذا الاجتماع معكم. وإنني أتطلع إلى الإجابة عن أي أسئلة لديكم والإصغاء إلى أي تعليق قد تقدمونه.
والآن سأرد على أسئلتكم:
سؤال: لم الآن؟
غروسمان: لماذا الآن؟ لسببين على ما أعتقد. السبب الأول هو أن هناك حواراً عظيماً يدور حالياً في الشرق الأوسط حو الإصلاح. ويبدو لي أن ذلك يختلف كثيراً عما كان عليه الوضع قبل خمس أو عشر سنوات. ولأن الأمم المتحدة أصدرت تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2002 و2003، وبسبب البيانات التي صدرت في العقبة وصنعاء، والجهود التي بذلها مجلس مؤسسات الأعمال العربي للتركيز على التغيير، والأمور المثيرة للاهتمام إلى حد كبير التي يتم بحثها حالياً في مكتبة الإسكندرية. أعتقد أن هذا هو أهم سبب يوضح "لم الآن؟". ونحن نعتقد أن هناك أصواتاً وهناك جهوداً تستحق دعمها كثيرا. وثانيا، إننا جميعاً نواجه أثناء تشييدنا مجتمعاتنا تحدياً من التطرف. التطرف من اليسار، والتطرف من اليمين، أنواع عديدة من التطرف. ونحن نعتقد أن أعمق ما يمكن أن نرد به على التطرف هو الديمقراطية، وأن أعمق ما نرد به على التطرف هو الازدهار، وأن أعمق ما نرد به على التطرف هو السلام. وحين يلقي المرء نظرة على العالم ليرى ما يشكل تحدياً لنا، سيجد التطرف والعنف والإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وانتشار الأسلحة النووية والفقر، ويمكن مجابهة هذه التحديات بالسلام والرخاء والديمقراطية والحرية. وأنا أومن أن هذا درس بدأنا جميعاً نتعلمه في السنوات الأخيرة، وهذا هو ما يوضح "لماذا الآن".
سؤال: أوافق معك على أن أمن الشعب الأميركي هو الهدف الرئيسي الذي تسعى هذه المبادرة أو تلك المبادرة لتحقيقه. ونحن موافقون على أن الأمن مهم للشعب الأميركي وعلى أنكم تعملون على تحقيق الاستقرار في منطقتنا لأنكم تعتقدون أن الخوف و(غير مسموع) ينبعان من المنطقة، وأنا موافق معك. وأوافق أيضاً على أن تحقيق الاستقلال لا يتم إلا بأمرين: الأول هو الإصلاحات، وأنا موافق معك على أن لا يجوز الربط بينها وبين النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بل يجب فصلهما لأنه لا علاقة للإصلاحات بوضعنا. ليس لإسرائيل علاقة بوضعنا في مجالات التعليم والعدالة وحقوق الإنسان. لا علاقة لإسرائيل بتلك الأمور وأي نظام عربي يريد ربطها بالنزاع العربي – الإسرائيلي إنما يحاول التأجيل والمماطلة ويستخدم ذلك كذريعة لإبقاء السلطة في يده. إذن، للحصول على الأمن، عليكم تحقيق الاستقرار، وأنا موافق معك، ولكن للحصول على الأمن عليكم أن تحلوا النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. ولن تحصلوا على الأمن، ما لم تحققوا الشق الثاني.
غروسمان: إنني أعي ما تقوله تماما. ولدي نقطتان. النقطة الأولى هي أنني أوافق معك طالما أننا نفهم بضعنا بعضاً ونفهم أنه من منظوري يشكل الأمن الآن مفهوماً يعرف بشكل أكثر اتساعاً بكثير مما ربما كان يحدد به قبل أربعة أو خمسة أعوام. وما أعنيه بقولي هذا هو أننا لا نسعى إلى مجرد الأمن الجسدي للأميركيين في الولايات المتحدة. إننا ننشد أمناً أصبح يحدد بشكل أكثر اتساعا، ولا يمكن للأمن الحقيقي أن يتحقق في رأيي، إلا أن كان هناك سلام وازدهار وحرية ديمقراطية.
ومن المثير للاهتمام كوننا جميعاً هنا، كوننا هنا في البحرين، كوننا نتحدث عن الشرق الأوسط، ولكن هذا الحديث نفسه يدور حالياً أيضاً، على سبيل المثال، في نصف الكرة الغربي. لقد ذهبت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول إلى مكسيكو سيتي. وكان من المثير للاهتمام أننا وقعنا هناك وثيقة أمن جديدة بين الدول الأعضاء في منظمة الدول الأميركية. فما الذي نصت عليه؟ لقد نصت على أنه لم يعد من الممكن تعريف الأمن بالطريق القديمة وعلى أن الازدهار الاقتصادي جزء من الأمن، وحقوق الإنسان جزء من الأمن، وما يطلق عليه سكان نصف الكرة الغربي اسم "الشمولية الاجتماعية" جزء من الأمن، وعلى أن جميع الأمور هي ما يحقق نجاح المجتمعات الآن. وبالتالي فإن هدفنا هنا هو، نعم، إنه تحقيق أمننا، ولكن هدفنا هو إدراك كون الأمن الحقيقي لن يتحقق إلا من خلال نجاح المجتمعات، ونجاح المجتمعات الآن، وهذا ما أعتقده على أي حال، يعرف الآن بشكل أكثر اتساعاً بكثير مما كان يعرف به قبل خمسة عشر أو عشرين عاما.
سؤال: لدينا تجربة مع السياسة الخارجية الأميركية من القرن الماضي حين تحدث وودرو ولسون عن حق تقرير المصير وتحدث (جيمي) كارتر عن حقوق الإنسان، ولدينا اليوم هذا الحديث عن إحلال الديمقراطية في العالم العربي وعن مبادرة الشرق الأوسط الأكبر، وكل هذه مصطلحات وتعابير تصل إلى طريق مسدود كلما تعلق الأمر بقضايا معينة. هناك في الشرق الأوسط نظرية، ربما لم تكن صحيحة ولكنها موجودة، بأن الأميركيين سيتقدمون إلى أن يتعلق الأمر بإسرائيل، أي أنه لا يمكن المس بإسرائيل كقوة عظمى في المنطقة ولا يمكن المس بموضوع هيمنة إسرائيل على الآخرين، هذا في المقام الأول. ومن الناحية الثانية، أنه ينبغي ضمان موضوع البترول وما إليه في ظل هذه الرعاية أو تحت راية سياسة اتخاذ قرارات عامة أميركية. ولدينا بعد ذلك عناصر معينة، السلفيون الآن، كما كان الشيعة في الثمانينات، تريدون إخراج السلفيين من الخريطة السياسية الآن. قد يكون هذا صحيحاً، وقد يكون غير صحيح، ولكن عندما يتعلق الأمر بذلك تظهر عقبات. فأنا مثلاً أعتقد شخصياً أن هناك الكثيرين من المؤمنين الحقيقيين بالديمقراطية في الحكومة الأميركية بين الآونة والأخرى، ولكنهم يتوقفون دون الوصول إلى نهاية العملية لأن هناك بعض القضايا الدينية. وأحد القضايا الدينية هي مسألة إسرائيل. يجب أن تكون القوة العظمى. يجب أن تكون (غير مسموع)... ربما كان هذا ما يقوله العرب الآخرون. فما رأيك بذلك؟ هل الأمور حقاً كذلك؟
غروسمان: إنني أختلف معك في الافتراضية التي انطلقت منها. إن هدفنا هو إتباع هذه السياسة كي تظهر مجتمعات ناجحة في هذا الجزء من العالم. وأحد الأمور، وهذا ما لاحظته بالتأكيد خلال الأعوام الثلاثة الماضية، هو أن لدينا رئيساً مستعداً لإتباع سياسات وهو يعني ما يقوله. وما قاله الرئيس في خطابه في مؤسسة الصندوق القومي للديمقراطية، والمهم جداً أيضاً بالنسبة لكم، ما قاله في الخطاب الذي ألقاه في لندن أثناء زيارته الرسمية هناك، إن هذا ليس مجرد عبارات طنانة. أعتقد أنكم ستجدون في الخطابين نقداً ذاتياً صادقاً مخلصاً ومثيراً للاهتمام من حيث قوله إن المجتمعات الغربية ظلت لفترة طويلة جداً تدعم أنظمة حول العالم، وليس فقط في الشرق الأوسط، لم تكن تناضل في سبيل تحقيق نجاحات مجتمعاتها ككل. وكما قال رئيسنا بقوة كبيرة، إن مواصلة انتهاج سياسات مماثلة لذلك ليس خطأ وحسب، إنها تظهر أيضاً شعوراً بالتفوق، لأنها تعكس شعوراً بالتفوق تجاهكم، وتعكس شعوراً بالتفوق إزاء شعوب هذه المنطقة، كما أنها تقول بطريقة ما إن هناك مجموعة من البشر غير مؤهلة للعيش بشكل ديمقراطي. وأنا لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن استثناء أي كان من إمكانية العيش حياة حرة بسب بمنطقته الجغرافية أو دينه أو ثقافته أو لونه أو أي شريحة أخرى من هذه الشرائح التي نصنف الناس فيها. وثانياً، أنا أعتقد أيضاً أن الرئيس، وأظن أن بلدكم أيضاً، لم يحظ بما يستحقه من تقدير لكونه تحدث بوضوح عن الحاجة إلى وجود دولة فلسطينية. وأعتقد أن خطاب الرئيس في الرابع والعشرين من يونيو/ حزيران 2002، كان من أكثر ما بخس حقه من بيانات، لأنه كان لدينا رئيس يقول بوضوح: إن الولايات المتحدة تحبذ دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل. وأن سبيل التقدم نحو تلك الدولة الفلسطينية هو قيام كل من الجانبين بواجبات معينة. وكان الرئيس في خطابه واضحاً جداً أيضاً بشأن ماهية تلك الواجبات، بما فيها الواجبات الإسرائيلية. إلا أنه سيكون هناك أيضاً اشتراط هناك للديمقراطية في الجانب الفلسطيني. وبالتالي فإنني أعتقد أننا ننتهج في الواقع سياسة ذات أجزاء كثيرة، وهي ليست مجرد سياسة تقول إننا سنتقدم في هذا الاتجاه. إنها سياسة تحتوي على فوارق دقيقة جداً تكاد لا تدرك. والآن، هل تدعم الولايات المتحدة وجود إسرائيل قوية؟ من غير ريب. وهل سيكون ذلك عقيدة ومبدأ يسترشد به في السياسة الخارجية الأميركية؟ نعم، سيكون كذلك. ولكن ذلك المجتمع، المجتمع الإسرائيلي، يجب أن يحقق النجاح أيضاً. ورأينا هو أنه سيحقق النجاح عند قيامه بواجباته ووفائه بالتزاماته تجاه خريطة الطريق، وعندما تصبح هناك دولة فلسطينية ديمقراطية تؤدي وظائفها وقادرة على البقاء، تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام معها.
سؤال: وعلينا الانتظار حتى تبرز تلك الحكومة إلى حيز الوجود؟
غروسمان: أي حكومة؟
سؤال: الحكومة الفلسطينية.
غروسمان: إن الحكومة الفلسطينية موجودة. والسؤال والآن...
سؤال: الشكل الذي تنظر فيه إلى الحكومة...
غروسمان: هناك اليوم حكومة فلسطينية مختلفة عن الحكومة التي كانت قائمة قبل عامين. والتحدي الآن بالنسبة لتلك الحكومة الفلسطينية هو أن تسيطر على أجهزة الأمن، على سبيل المثال. التحدي الذي يواجه الحكومة الفلسطينية هو أن تدرك أن خريطة الطريق تتضمن واجبات للجميع، وأن على الجميع القيام بواجباتهم. يتعين على الفلسطينيين القيام بواجباتهم بشأن الأمن، وهذا هو التحدي الذي يواجهونه الآن.
سؤال: لقد زرت البحرين وغيرها من الدول. فهل يمكنك، بناء على الأحاديث التي أجريتها أثناء جولتك مع وزراء الخارجية المختلفين للدول العربية المختلفة، تحديد الدولة العربية التي ستبرز كأزل دولة ديمقراطية حقة؟
غروسمان: سؤال ممتاز. ولا أعرف الجواب عن هذا السؤال، لأني لست من يحق له التقرير، لست من يحق له التكهن، لأنني إن كنت أعتقد، وأنا أعتقد ذلك بالفعل، أن أفضل الأفكار الخاصة بالإصلاح ستنبع من المنطقة، فإنه سيكون على أن أفسح المجال أمام كل دولة وكل شعب لاتخاذ ذلك القرار بنفسه. وسيسعدني جداً أن نصل إلى وضع تتنافس فيه الدول مع بعضها البعض لتكون الدولة الأكثر ديمقراطية. أعتقد أن ذلك سيكون أمراً جيدا، لشعوب المنطقة قبل أي شيء آخر، وللولايات المتحدة بكل تأكيد.
سؤال: كيف ستساند الولايات المتحدة هذه الحركات؟
غروسمان: مثلا، تحدثنا عن عدد من الأمور التي قد نقوم بها. أعتقد أنه في العالم العربي وفي الشرق الأوسط ستنفق أموالنا على دعم المجتمع المدني. وستنفق لمساندة جهودنا لتدعيم سيادة أو دولة القانون. وستنفق الأموال على تدريب الساسة كي يمكنهم أو يفوا بتعهداتهم. وستنفق على توفير معلومات للناس كي يستطيعوا صنع قراراتهم الخاصة حلو مل سيقدمون عليه. وعلى ما أعتقد، ثمة أجزاء هامة من هذا المجهود في الجوانب الاقتصادية، مثل أن يكون بمقدور الناس أن يحصلوا على قروض لتأسيس أعمال تجارية، وكي تكون هناك شفافية في القانون بحيث يفهم الناس ما يدور في الاقتصاد. وكما تعلمون، الأمر لا يتعلق بمجرد كيفية إنفاق الأموال. مثلا، وقعنا يوم أمس على اتفاقية تجارة حرة مع المغرب. وأعتقد أنها جزء من مجهود جعل الشرق الأوسط أكثر ديمقراطية لأن اتفاقية التجارة الحرة، كما يعلم المغاربة، ستقتضي إدخال تغييرات في نظامهم الاقتصادي وقوانينهم وقوانيننا واقتصادنا كذلك. ونحن نود أن نوقع اتفاقية للتجارة الحرة مع البحرين. وهذا لا يتعلق فقط بالتجارة. بل هذه تمثل رابطا آخرا بين المجتمعات الحرة والديمقراطية. إذن هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها بذل هذا المجهود إلا أن الشيء الهام لتوكيده هو أن هذا المجهود يبذل دعما لجهود موجودة في مجتمعكم وغيره من مجتمعات. وهي ليست لغرض الإملاء أو الفرض.
سؤال: سؤالان. حول المنظمات غير الحكومية – كيف ستساعد الأموال الناس على الاتصال بها وكيف ستصل الأموال إلى هذه المنظمات؟ هل ستأتي مباشرة من الولايات المتحدة أو من خلال حكومتها؟
رومانوسكي: هناك عدة طرق يمكن من خلالها يمكن أن يتحقق ذلك. أحداها أن هذه الأموال يمكن أن تقدم مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية. وأكرر، بروح مما يقوله وكيل الوزارة غروسمان، لدينا عدة طرق مختلفة لنطلب من خلالها التعرف على أفكاركم وتمويل هذه الأفكار، بواسطة مبادرة الشراكة للشرق الأوسط. وهناك طرق يمكنكم من خلالها أن تحصلوا على الأموال منا. وهناك أيضاً طرق يمكننا أن نعمل من خلال منظماتنا غير الحكومية في الولايات المتحدة لإقامة نوع شبكة وشراكة بين هذه المنظمات، وإذا أردتم انتم ومنظماتكم غير الحكومية أن تأتوا لتعملوا في هذه المنطقة يمكنها أن تأتوا إلينا للحصول على الأموال والتشارك مع منظمات غير حكومية من المنطقة. وبصراحة، هناك أجزاء من المبادرة على شكل مشاريع بين حكومة وأخرى التي بدورها تتجه إلى المنظمات غير الحكومية لتنفيذ المشاريع في مختلف البلدان. إذن هناك عدد من الطرق التي يمكن للمنظمات غير الحكومية من خلالها أن تشارك وأن تحصل على تمويل مباشر أو تمويل بواسطة منظمات غير حكومية ومن القطاع الخاص، وبواسطة مشاريع أخرى.
سؤال: هل تود تكرار حالة سعد الدين إبراهيم في مصر؟
رومانوسكي: آمل يقينا بأن لا تتكرر. ما تعنيه بذلك؟
سؤال: أنت تعلمين قصة سعد الدين إبراهيم، فحينما حصل على الأموال، اتهم بأنه كان يأخذ مالا من الولايات المتحدة. وهكذا بإمكان الحكومة أن تهب ضد المنظمات غير الحكومية بالقول إنها عميلة لقوة خارجية.
روماناوسكي: أعتقد أ هذا عامل يجب على المنظمات أن تأخذه في الاعتبار حينما تتدارس الطرق لترويج ودعم أفكارها. بعض هذه المنظمات منفتح وشفاف جدا بشأن ذلك في حين تكون منظمات أخرى أكثر تقيدا. أعتقد أن هذا قرار يعود إلى المنظمات غير الحكومية والطرق التي تعمل بها.
سؤال: كيف تنظر إلى دور ناتو في المنطقة – هل هو كشرطي في المنطقة (للتعامل) مع الأوغاد؟
غروسمان: لا. لم ننظر أبدا إلى ناتو كشرطي للمنطقة أو كشرطي عالمي. لا أعلم ما سيكون الدور الذي سيلعبه ناتو. وهذا مدار بحث جار بين الحكومات والسفراء في مقر ناتو. وأنا أتصور زمنا حينما يمكن للحلف أن يقدم شيئا للبلدان المهتمة ببعض خبراته، مثلا، في مجال الأمن الحدودي، وفي مجال البحث عن، ووقف انتشار، أسلحة الدمار الشامل. ويمكنني أن أتصور وقتا حينما قد يمكن لناتو أن يقدم خبراته إلى الناس لوقف الاتجار بالبشر، وبالنساء والأطفال، وهو ما يتعاطى به الحلف حاليا. وأتصور وقتا حينما سيزيد الحلف من وتيرة حواره مع بلدان حوض المتوسط، مثلا. فهناك حوار جار لدول الحوض. وهذا قد لا يكون فاعلا جدا أحيانا. وهناك أفكار مطروحة قد تجيز لناتو أن يقدم بعضا من خبراته إلى بلدان مهتمة بها. ولا أعتقد أن هذا سيكون متطلبا للجميع. ولا أعتقد بأنه سيكون عرضا للانضمام إلى ناتو أو دعوة ناتو للقدوم إلى الشرق الأوسط، لكني أعتقد أن ثمة فرصة أن بعض الأمور الطيبة التي تجري في ناتو بعد أن تكيف مع القرن الجيد، قد تكو موضع اهتمام بلدان المنطقة. وأعتقد أنه علينا أن نكون منفتحين إزاء تلك الاحتمالات.
سؤال: سأدمج سؤالين معا. فكرة الشرق الأوسط الكبرى التي جرى انتهاجها أكاديميا منذ تحرير الكويت وهناك تباين في الرأي حول ما إذا سيكون هناك منطقة شرق أوسط كبرى، لكن فلندع هذا الموضوع جانبا الآن... أنتم توصلتم إلى اتفاق مع القذافي، وسيعود إليه أمر دفع المليارات من الدولارات وأن يعترف... والقذافي أسوأ من ملك. وهو في الأساس دكتاتور سيعين ما لدينا هو نوع يائس من الحياة السياسية في الشرق الأوسط والأميركيون يتعاملون مع هذا الموضوع بلين بالغ حينما نكون مصالحهم مؤمنة كما نرى في ليبيا. لذلك، السؤال هو: إلى أي مدى أنتم مستعدون لتجاوز الكلام، والكلام الطيب وما وراء دعم المنظمات غير الحكومية؟ أنتم كنتم تتحالفون دائما مع أناس مثل القذافي أو أي من يكون في السلطة وأنتم تعقدون صفقة معه في الأساس في حين يعاين أفراد عامة الشعب.
غروسمان: أعتقد أن فكرة أننا أتينا بطريقة ما لمساعدة أو لإعانة القذافي – أنا لا أتفق مع مقولتكم. إذا نظرت إلى ما حدث خلال العامين الماضيين في ليبيا التي وعلى مدى سنوات كثيرة كانت تنكر ضلوعها في حادثة بأن آم 103 وفي مصرع الكثير الكثير من الناس، في الجو وعلى الأرض، وكيف أنها تحملت المسئولية ودفعت تعويضات وسلمت إلى القضاء كل الذين اقترفوا الجريمة. وحقيقة أن أسرنا والأسر البريطانية وعائلات أخرى بدأت ترى أخيرا إقرار قدر من العدالة بعد كل هذه السنوات. وفي ذلك لا يعود الفضل للسيد القذافي بل يعود الفضل لدأب (الأسر) ولحقيقة أننا لم نتخل أبدا عن (مطالبتنا). ثانيا، فكرة أن السيد القذافي، ووفق استنتاجاته الخاص، بدأ يدرك أن الأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية وغيرها من أسلحة دمار شامل، ما هي إلا مضيعة للوقت، هذا استنتاج توصل إليه هو ونحن كنا مستعدين لدعمه. وحينما ترون ما تمخض عن ليبيا من ناحية ما يقوم به الليبيون في الميدان النووي والأسلحة الكيميائية التي هي على وشك أن تدمر، والصواريخ التي ستدمر – لا أعتقد أن هذا يرادف ما تقوله عن حضورنا لمساعدة السيد القذافي، بل إنه إقرار من جانبه بأنه كان سيظل معزولا ووحيدا في العالم لبقية الدهر لو لم يتوصل إلى الاستنتاج الصائب بشأن بأن آم 103 وهذه الأسلحة.
سؤال: لكن هناك شركات أميركية، وأموالكم ستكون هناك...
غروسمان: لا أرى سببا لأن تستبعد، بعد كل الحوار الذي أجريناه صباح اليوم، ليبيا مباشرة من أي حوار حول الديمقراطية؟ لماذا؟
أنا لم أضع خطأ حول ليبيا ولا أفهم لماذا ينبغي أن تضع أنت خطأ حول ليبيا، أو أن تفترض أننا سنضع خطأ حول ليبيا.
سؤال: أيد أن أعود لسؤالي الأول وأسأل لماذا الآن؟ أعتقد أن الأميركيين جاؤوا بعد وقت طويل. فهذا كان ينبغي أن يبدأ منذ عشر سنوات، وليس الآن. وكما تحدثنا للتو عن العلاقات بين أميركا وإسرائيل حول هذا النزاع. هذا نزاع كبير بالنسبة للأميركيين. ولا يمكنكم أن تلتفوا حوله بل ينبغي عليكم أ، تمروا عبره مباشرة. هذه نقطة. النقطة الأخرى هي أن معظم الأنظمة في معظم الدول العربية جاء بها الأميركيون ويؤيدها الأميركيون حتى الآن. وآخر شيء أن رئس تونس يزور الولايات المتحدة وأنت تعلم النظام التونسي. معظم الناس في الدول العربي يحبون وجود الدولار في بلادها وهم يريدون الديمقراطية وهم يحبون ويريدون الإصلاح منذ وقت طويل لكن طوال هذا الزمن كانت السياسة الأميركية مختلفة. والآن يبدو أن السياسة الأميركية تغيرت وأصبحت سياسة جديدة.
غروسمان: إن ردي هو أنه لا يمكن أن يكون هناك وقت دقيق ومضبوط لأي بداية. فهناك دائما مئة سبب لعدم فعل أي شيء. فهذا الشخص لا يحبه، وذاك الشخص لا يثق بي... لكن ها نحن الآن. وإذا كان ذلك سيسب بلك إحباطا، فمعنى ذلك أنه لن يحدث أي شيء على الإطلاق. وأعتقد أنه ينبغي على الناس أن تبدأ وتقول ذلك اليوم، إننا نعيش بهذه الطريقة ويمكننا أن نفعل ذلك بطريقة مختلفة. الشيء الآخر هو أنني لا أعتقد أن أن ذلك يتعلق بمحاولة التحرر من هذه المشكلة أو التخلص من عبئها بعد العراق. بل على العكس، فغن من بين أ:بر التحديات التي أخذناها على عاتقنا وينبغي أن يتحملها كل شخص هي أن يتحقق النجاح في العراق. إن العراق يحتاج إلى أن يكون، كما أن العراقيين يودون أن يكونوا مجتمعا ديمقراطيا، ومجتمعا متعدد الأعراق، ومجتمعا ليست له علاقة بالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، ومجتمعا مسالما لجيرانه. ونجاح ذلك سيكون مهما جدا بالنسبة لتحديد كيفية المضي قدما بعد ذلك. وبناء على ذلك فإنني كما قلت هناك دائما مائة سبب لعدم فعل أي شيء، ولكن ينبغي أن يكون هناك وقت، كما يبدو لي، الذي تتحقق فيه البداية. نريد أن نبدأ ذلك. وأعود إلى أول شيء قلته عندما سألتني "لماذا الآن؟" إن الولايات المتحدة لم تكن هي التي نظمت المؤتمر في صنعاء، ولم تكن الولايات المتحدة هي التي نظمت المؤتمر في العقبة، أو هي التي نظمت العمل الذي سيجري بمكتبة الإسكندرية خلال أسبوعين، فهذه الأصوات كما يبدو لي أصوات مشروعة وأصيلة ونابعة من المنطقة. وهذا هو السبب في أننا نعتقد أن هناك فرصة الآن للتقدم إلى الأمام.
القائم بالأعمال روبرت فورد: إن كان بإمكاني أن أضيف إلى الموضوع الخاص بالسؤال "لماذا الآن؟"، فإنني أعتقد أنه من المفيد أيضا أن نتذكر أن تلك ليست سياسة جديدة تماما للولايات المتحدة. لقد عملت بالسفارة الأميركية في مصر بين عامي 1988 و1991. وكنا نساعد المنظمات غير الحكومية المصرية وقتها بمشروعات مشابهة لتلك التي نقوم بها الآن في إطار مبادرة الشراكة. وكان ذلك منذ 15 عاما. وفي عامي 95 و96 جئنا بالمعهد الديمقراطي القومي ليعمل مع الأحزاب السياسية الجزائرية في فترة الانتخابات بالجزائر. وهكذا لا يمكنني القول إن ذلك جديد تماما. أعتقد أنه من الأهم أن نلاحظ أن الرئيس ووزير الخارجية صرحا بأن هذه النوعية من البرامج وهذه النوعية من المساعدة ينبغي أن تتم على نطاق أوسع وأن تكون لها أولوية أكبر بالنسبة للولايات المتحدة وبالنسبة للدول الأخرى. ولا أعتقد أننا نستطيع أن نقول "لماذا الآن؟" كما لو أنها كانت بداية جديدة تماما. إننا نبني فوق قاعدة كانت لدينا بالفعل.
غروسمان: شكرا جزيلا لكم.
المصدر: وزارة الخارجية الاميركية
بتاريخ: 4 مارس 2004