تأخذ «الوسط» على عاتقها مهمة تقديم المعلومة مجردة من أية شائبة تغيِّر من معالمها الحقيقية، وذلك بهدف تنوير الرأي العام، وإطلاعه على واقعه المحلي والدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها.

ولأن الأحداث عادة ما تكون ذات صلة وثيقة ببعضها، لا تكتفي صحيفة «الوسط» بتقديم الحدث اليومي، بل تهتم اهتماماً بالغاً بالارشيف، لأن المشهد الحاضر لا يكتمل إلا بخلفيته التاريخية، لذلك تحاول «الوسط» أن تقدم لقرائها الصورة مكتملة، وغير منقوصة أو مشوهة، وأحد عناصر اكتمال الصورة تركيب المراحل التاريخية التي يمر بها الحدث، وظروفه التي نشأ فيها وتكوَّن.

وهذا المجلد الذي تضعه «الوسط» بين يدي قرائها الكرام، والذي يشتمل على الصفحات الأولى لصحيفة «الوسط» لعام كامل، اعتادت «الوسط» منذ تأسيسها أن تصدره سنوياً، لإيمانها الكامل بأن المشهد السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي أو غيره، يحتاج لفهمه إلى عودة إلى الوراء لجمع بقية أجزاء المشهد.

والعام 2012 هو عام حافل بالأحداث المهمة في التاريخ المعاصر، وخصوصاً للمنطقة العربية كونه العام الذي تلا عام الربيع العربي 2011 الذي عصف بأنظمة عربية مهمة، وغيَّر من الجغرافيا السياسية العربية، وأعطى صورة مغايرة للصورة النمطية التي ينظر بها العالم للشعوب العربية التي استطاعت أن تبرهن تعطشها إلى الديمقراطية.

لذلك، فإن أحداث 2012 الموثقة بين دفتي هذا المجلد، أحداث بالغة الأهمية، لأن بها سيُكتب تاريخ أهم مراحل التحول الديمقراطي في المنطقة العربية.

منصور الجمري