العدد 5380 بتاريخ 30-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


غرابيب سود!

نجح الإخوة في مسلسل «غرابيب سود» في جذب المشاهد العربي في أرجاء المعمورة، منذ الحلقة الأولى، ويظهر الإبداع لدى القائمين على المسلسل في عنوانه بالتّأكيد، فالغرابيب السود ذُكرت في القرآن الكريم، عندما قال المولى: «ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ» (سورة فاطر، الآية 27)، والمقصود بالغرابيب السود هي الصخور أو الجبال شديدة السواد.

المسلسل منذ بدايته يناقش مأساة يعيشها المجتمع العربي والعالمي مع «الدواعش»، الذين استفادوا من الإعلام في ترهيب النّاس أو حثّهم على القتال، فانشغل من انشغل بهم، وانتقدهم من انتقدهم، وحرّمهم من حرّمهم، وهناك من ذهب إلى نظرية المؤامرة وأنّ الغرب هو من صنع «داعش» بمعاونة إيران.

إذا أردنا فعلاً القضاء على «داعش» لابد لنا أن نبدأ بتوعية الأبناء وجيل الشباب المتحمّس، فهناك من يحاول إغواء الشباب العربي وخاصّة الخليجي الى هذه الماكنة المدمّرة السوداء، فهم لا يعلمون خطورة الدواعش ولا فكرهم.

سبي النساء من باب «ما ملكت الأيمان»، ترهيب النّاس من باب «وقاتلوهم حيث ثقفتموهم»، والإنتاج الإعلامي على أنّهم في أفلام «رامبو» التي ضربت حدّها غير الطبيعي في الثمانينات، جميعها أمور يستلذ بها البشر في صناعة البطل، ولكن للأسف هي ليست أفلاماً بل حقيقة مرّة، فكم بحرينياً على الأقل توجّه إلى «داعش» تاركاً حياته الطبيعية باسم الجهاد في سبيل الله.

محاربة هذا الفكر لا تتم في الخارج فقط، بل لابد أن نركّز على محاربته في الدّاخل، فهناك مجموعة ما زالت تؤمن بأنّ «داعش» هي جماعة الحق، وأنّها ستقضي على الطغيان، ومُغيّب دور مؤسسات المجتمع المدني والنّاس والدولة عن هذا الفكر الشنيع المنتشر بين البعض.

يكفي أن تقوم إحداهن وهي لا دخل لها في التعصّب أو السياسة بالمدافعة عن «داعش»، لنعلم بأنّ هناك خللاً إجتماعياً وفكرياً خطيراً، يكفي أن يقول أحدهم بأنّ «داعش» على حق لكي ننهض من الغفلة ونحاول تكوين البصيرة الصحيحة لهؤلاء، وتكوين البصيرة لا يتم عبر أشخاص فقط، بل عبر الجميع وأوّلهم أئمة المنابر الذين يستطيعون الوصول إلى العامّة والتأثير فيهم، وما دمنا في رمضان لابد أن نختم الدعاء بمحاربة «داعش» وفكرهم المتطرّف.

لقد خسرنا خيرة الشباب من طبيب وضابط وعالم في سواد «داعش»، وهي سوداء بهذا الفكر الشاذ، ولكن دعونا لا نخسر أكثر، ولنجعل أجندتنا واضحة في محاربة هذا الفكر التكفيري الذي يريد الخراب بأمنّنا جميعاً، فإن نجحت «داعش» في بلاد دجلة والفرات فاعلموا بأنّها قادمة إلى الخليج لا محالة، وهذا ما لا نرضاه جميعنا. لنعمل على محاربة الفكر من الداخل، ونكرّرها دائماً (من الداخل)، لأنّ الوقاية من الداخل خير من العلاج ألف مرّة.



أضف تعليق



التعليقات 13
زائر 2 | 10:39 م داعش والنصرة والقاعدة جسم واحد ولد في افغانستان لمقاتلة الاتحاد السوفييتي ثم تم تبنيه من قبل المخابرات الامريكية وتشكيله لجميع الاستعمالات.. رد على تعليق
زائر 12 | 2:17 ص الكل في العالم يعلم عن منابع الإرهاب ،الفكرية والمالية والإعلامية ويعلم عن حواضنها الاجتماعية ،فداعش لا تدخل إلا بترحيب وتهيئة من الداخل ،فالدواعش لا يستطيعون التغلغل في أوساط المجتمعات إلا بالدواعش الداخلين
زائر 3 | 11:08 م الدواعش بناء عربي بأموال عربية وجل المقاتلين إرهابيين من بلاد عربية. رد على تعليق
زائر 5 | 12:06 ص لن يحاربونهم . بل سيحتظنونهم لكى يستعملونهم ضد من لا يحبونهم او يعجبونهم. رد على تعليق
زائر 6 | 12:25 ص انتاج مثل هذه الكركترات والمسلسات هي مجرد ابعاد التهمة عن الجاني! رد على تعليق
زائر 8 | 1:30 ص للاسف في دولتنا ظهروا اشخاص يتكلمون عن داعش وتأييدهم له ويحملون الاعلام في العلن وانتشرت مقاطعهم في وسائل التواصل الاجتماعي بس ماجفنا اي اجراء ضدهم! رد على تعليق
زائر 11 | 2:14 ص كذبو وقالو ان داعش غير عربية وغير اسلامية والحقيقة ان كل عناصر داعش هم مسلمون متطرفون من البلدان العربية وغيرها رد على تعليق
زائر 13 | 2:26 ص صباح الخير..
بقول لش قصه حقيقيه عن تجربه شخصيه .كان يشتغل ويايي واحد بصراحه اخلاقه عاليه جدا محترم وهادء هو متزوج حديثا ولديه ولد او بنت يمكن عمره شهر او اقل او اكثر وهو شاب في مقتبل العمر اتوقع عمره في منتصف العشرينات ربما اقل او اكثر طبعا انا اختلف عن مذهبه ولكن هذا لم يؤثر على علاقتنا ابدا بل بالعكس نحن نتبادل الاحترام وعلاقتنا جيده مع بعض. المفاجئه عندما جائنا الخبر بأنه ذهب الى سوريا وقام بتفجير نفسه لم نكن نتوقع من هذا الشاب الجميل الخلوق هذا الفعل وهذا دليل ان الشباب يتاثرون بالمنبر رد على تعليق
زائر 16 | 3:29 ص عجبي """حتى داعش إنتاج ايراني """الكل يعرف محتويات ومكونات داعش من عاشر المستحيلات أن تكون إيران هي المنتجة ""اسسوها واتورطوا فيها قالوا خلنا اندبس العدو اللدود فيها """الشعوب صاحية اوواعية ترى رد على تعليق
زائر 18 | 4:06 ص مسلسل تلقزيوني من 30 حلقه لن ينفع طالما هناك مناهج تدرس في جميع مستويات الدراسه ناهيك عن الترويج الاعلامي في عدد ضخم من القنوات ووسائل التواصل بشتى مجالاتها
هو فكر قبل كل شيء يجيب تصحيحه في العقول رد على تعليق
زائر 20 | 7:51 ص هدا الفكر لن يزول لانه مازالت وسوف تستمر دول ومنظمات وافراد تكفر كل شخص عدا من يتبع الفكر التكفيرى. العراق قريبا سوف يطهر العراق الشريف من دنس داعش الارهابي وكدلك سوف تطهر سوريا الجريحة من دنس داعش اللقيط من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه. ولكن الفكر مستمر في .... بعض الدول !!!! رد على تعليق
زائر 23 | 3:20 م ايران....؟
اختي الكاتبة لقد اغفلتي حقيقة داعش، من صنع داعش ودعمهم وصورهم بانهم مجاهدون وثورتهم شريفة. هم نفسهم اليوم من يحاربها اعلاميا ... حدث العاقل... رد على تعليق
زائر 24 | 4:50 م لم نسمع ايراني فجر نفسه في الناس .
ولم نرى للباس داعشي ايراني . رد على تعليق