العدد 5382 بتاريخ 01-06-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالأعمدة
شارك:


بين هدم البيوت وهدم النفوس!

هدم بيوت الآخرين دعوةٌ غير إنسانية، فهدم البيوت يسبقه ويعقبه هدم النفوس. والمجتمعات المستقرة تقوم على نفوس قويّة ومتراصّة وذات معنويات مرتفعة... فما أهمّية البيوت، إن وجدت أم لم توجد، عندما تكون النفوس محطّمة وضعيفة؟

هناك من يُطالب بهدم البيوت على بعض أبناء الشعب وتغيير الديموغرافيا الموجودة حالياً، وهذا مطلبٌ ناقشناه في مقالات أخرى ولكن بنَفَسٍ وطني بحت، فإدماج المجتمع مع بعضه البعض لا يؤدّي إلى هدم البيوت ولا هدم النّفوس، بل يُذيب الطبقية والفئوية والعنصرية، ولكن هناك من يطالب به مطالبة حق يراد به باطل.

هدم البيوت ليس مهماً عندما تريد النفوس المطالبة بالخير، وهدم البيوت ليس مهماً عندما يطالب الوطني بالإصلاح والمصالحة، وأيضاً هدم البيوت ليس مهماً إذا كان الهدف سامياً ويُحقّق الإستقرار في الوطن. فالنفس البشرية متعلّقة بالأمل وأغلب النفوس تريد الخير، وقلّة من تلك النفوس المريضة التي تحاول وضع السم في العسل من أجل مآرب أخرى.

من يسعى إلى هدم أي مجتمع تراه يركّز على هدم النفوس، ويضع العالِم في مكان الجاهل، والجاهل في مكان العالِم... والجميع يعلم ما يحدث بعد ذلك، إذ لا يحتاج الأمر إلى سنوات كثيرة، بل هي فترات معدودة جداً ويتحوّل المجتمع إلى كيان متخلّف ومُحطّم نفسياً، وهذا ما لا يريده وطني ومخلص في أي مجتمع، لا سيّما أن النفوس البشرية خُلقت من أجل البناء وليس الهدم!

إنّ أي مراجعة جادّة في بناء النفوس لا تتم إلاّ عبر المصلحين التنويريين، ولا يقوم المجتمع إلاّ بتعدّد فئاته ومذاهبه وطوائفه وألوانه وبتعايشهم معاً، أي هو نوعٌ من العَقْد الإجتماعي الذي لا يخالف السليقة.

قبل الخوض في غمار التعايش والسلام والمصالحة، لابد لنّا من إيقاف الأصوات النشاز والشاذّة، والعمل على إبعاد الكلمات التي تحمل في طيّاتها خبثاً وكراهية لأي مكوّن من مكونات المجتمع... فالحقد يؤدي إلى الدمار وإلى إحلال ثقافة الكراهية وشيوعها بين الناس.

لا نريد هدم البيوت، ولا نريد هدم النفوس، بل نريد إعمار البيوت وبناءها، والأهم من ذلك إعمار النّفوس وبناؤها، لأنّنا عندما نقوم بذلك نحن نؤكّد على ثقافة التعايش والسلام والمصالحة والحوار والتوافق. وما أجمل ذلك اليوم الذي سيقدم علينا بهذه الثقافة، فلا الحقد ولا الكراهية عبر العصور بنت أمماً، بل الحب والسلام والتعايش هي التي تبني المجتمعات المتماسكة.

وعطفاً على هذا كلّه، ننصح الجميع بضرورة الإلتفات الى المصالحة الوطنية، وإلى التعايش والحوار والتوافق، لأنّ الكتابة عن هدم البيوت وهدم النفوس ليس صعباً، ولكن الكتابة عن بناء البيوت والنّفوس هو الأمر الصعب، ولا سيما على بعض النفوس المريضة والمعقّدة نفسياً.

إنّ بناء البيوت والنفوس يتم عبر جهود وطنية راشدة، تدفع نحو استقرار الأرض والبشر، وهو ما نأمله لبلادنا... وجمعة مباركة.



أضف تعليق



التعليقات 43
زائر 1 | 9:42 م وخاتمتهم سوف تكون كنفوسهم الشريرة وأعمالهم القبيحة رد على تعليق
زائر 9 | 1:15 ص مغروفه هذه التصريحات نابعه من حقد دفين في قلبها المريض لا لشيء سوى الشهره على اكتاف الفقراء والربح من المقالات المسمومه سواء بالترقيات او بل الوضاءف والسلطه
زائر 2 | 10:26 م عقرب الرمل تشجع على هدم البيوت يعني كما هدمتم ...... هدموا بعد البيوت خب النفوس هدمت من زمان بسبب التمييز والتهميش والفصل من الأعمال وقطع الأرزاق وزهق الأرواح وجلب الأجنبي وتوطينه وتوظيفه وتسكينه على حساب البحريني فالنفوس هدمت قبل هدم الحجارة. رد على تعليق
زائر 3 | 11:06 م الاخت العزيزة مريم الشروقي بارك الله فيك واسعد دنياك واخرتك مجرد سؤال ارجوالاجابة عليه في مقالاتك القادمه ان شاء الله ///مالفرق بين الصحفي المخلص للوطن والصحفي الغير مخلص //وشكرا رد على تعليق
زائر 6 | 12:22 ص 3
مسؤول فاسد وصحفي غير مهني (كحضرتها ) ، الفاسد الذي يغدق بالهدايا والعطايا على من يريد أن يمدحه ويثني عليه أو يسكت عن فساده، وبقبول الصحفي لهدايا المسؤولين يكون أمام مسؤلية رد الجميل لمن أغدق عليه بالعطاء وبذلك تغل يده ويشل لسانه حينما يرى الفساد يصدر من المسؤول.
زائر 7 | 12:35 ص 3

هذا حال الدنيا منذ اشترى .... ألسنة الشعراء بدراهمهم من أجل الترويج لهم إعلاميا والثناء عليهم ومدحهم بدون وجه حق ، والصحفي الذي يقبل الهدايا بدون وجه حق تراه يفقد بصره ولسانه ويدور في شبكة التطبيل لمن يمد يده إلى جيبه ليشمله بالعطاء.
زائر 4 | 11:37 م صدقيني اختي بنت الشروقي ... عاد ليش كل هالحقد انا لااعلم رد على تعليق
زائر 8 | 12:52 ص يمكرون
ويمكر الله
والله خير الماكرين رد على تعليق
زائر 10 | 1:27 ص الأخت مريم الشروقي. مقالتك هي عين العقل وهي روح المواطنة والوطنية ارجوا ان يستفيد منها الحاقدين الكارهين للانسانية.
هذا هو الرد البسيط على من نادى بالامس لهدم البوت فعرفنا كم الحقد الذي يملي قلوبهم ومدى خطورة افكارهم المريضة على صحة المجتمع. جزاكـ الله خيراً ايتها الإنسانة الوطنية. رد على تعليق
زائر 11 | 1:49 ص شكرا على هذا المقال ....صحيح البيت بدون البشر صفر ..والبشر بدون البيت حضارة رد على تعليق
زائر 14 | 2:31 ص هذا العشم فيك يابنت البلد الاصيله نفخر بك اختي العزيزة حياك الله.....جمعتكم مباركة
زائر 12 | 2:25 ص شكرا أيتها الصحفية الأصيلة المحبة للخير وللوطن لكن ماأقول الا آآآه ياوطن
زائر 13 | 2:30 ص في الوقت الذي تسعى الدولة وترصد ميزانيات لاعادة إحياء الفرجان القديمة في المحرق هناك من يدعو علنا لمسح القرى وتهجير اهلها! الدولة انفقت الملايين على امتدادات القرى والتنمية الحضرية للمدن والقرى! رد على تعليق
زائر 16 | 2:55 ص تسلم يمينش وسقاك الله من الكوثر
يا عاشقة السلام يا طير الامان يا زهرة يفوح عبقها
رحم الله امرأة أنجبتك ورحم الله رحل رباك
وهنيئا لمن تكونين لهم ألابنه والأخت والزوجة والصديقة انت تمتلكين من المحبة والعطاء ما يعجز ان يقدمه لهذا الوطن الا الاوفياء انت من تحملين وسام قلم الصحافة الى الامام دائما يا استاذة يا نبيلة الخلق والأدب رد على تعليق
زائر 18 | 3:30 ص نحن ف شهر من أعظم الشهور وساعات من أعظم الساعات والايام نتمنى أن يكون الانسان أنسان بمعنى الكلمة فقط
وكفى , اللهم صل على محمد وآل محمد . رد على تعليق
زائر 19 | 3:33 ص مقال يُكتب بحروف من ذهب .. بلى فما جدوى البيوت اذا كانت النفوس مهدّمة و محطّمة .. قلتِ فأبلغت في القول. رعاك الله يا ابنة الأطياب. رد على تعليق
زائر 20 | 3:55 ص سلمت اناملك يا اخت مريم اين الثرى من الثريا والله يوفقج دنيا واخره انت مثال يضرب في الحب والتسامح والمواطنه الصالحه التي تحب الخير للجميع والخزي والعار لمحبي المال ومصالحهم الشخصيه على حساب تدمير الوطن. رد على تعليق
زائر 21 | 4:18 ص صح لسانك يادانة الحد يابنت بلادي عموما هي تريد المنصب والمال فقط لذلك تبث سمومها واحقادها بس للعلم الكل كرهها حتى جماعتها رد على تعليق
زائر 22 | 4:19 ص غدا تدور الدوائر عليها وعلى شاكلتها رد على تعليق
زائر 23 | 4:20 ص هذه ... ربحت المال وخسرت احترام الجميع لها ولقلمها المأجور رد على تعليق
زائر 27 | 5:12 ص بالعكس لها كل المودة والاحترام
زائر 24 | 4:26 ص مدينة عيسى حتى الثمانينات كانت توزع البيوت بشكل عشوائي.... رد على تعليق
زائر 25 | 4:33 ص البحرين تعيش أخطر مرحلة في نبذ التسامح والتعايش لأهداف سياسية، تلك المرحلة التي تنتشر فيه دعوات هدم قرى بأكملها مع عدم محاسبة قائلها بل ربما مباركة هذا التوجه، فالهدف الاستراتيجي بالقضاء على المعارضة نهائياً يبرر ذلك عندهم. رد على تعليق
زائر 28 | 5:14 ص يا جاعة انتو تتكلمون عن شي ما سمعنا فيه وشفناه ياليت تذكرون لنا في اي موضوع فقط لتاكيد رد على تعليق
زائر 29 | 5:26 ص (بل لا بد من إعادة تخطيطها بشكل عصري بحيث يخدم التخطيط خطط تفكيك التجمعات وإعادة دمجها الوطني من جديد)
اختي مريم هل هذي العبارة تعنى هدم البيوت على اهلها رد على تعليق
زائر 31 | 5:58 ص مختصر مفيد ، ما قصرتي استاذتنا المبدعة ،هكذا هو الصحفي المخلص ، المحب لوطنه ،والذي يدعو للمصلحة الوطنية ، بارك الله فيك ووفقك . رد على تعليق
زائر 33 | 6:56 ص حينما يكون الكاتب انسانا فهو مثلك استاذة مريم و لكن حين ينزل عن مقام الانسانية يكون اما عبدا و اما بهيمة موفقة استاذة ايد تبني و ترتقي و ايد تهدم و عليعا ستدور الدوائر ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) رد على تعليق
زائر 36 | 7:12 ص والله طيب الله انفاسك (صح السانك) والله ما غاب هالصوت
شكرا جزيلا إ إبعدوا عنا أصوات الغربان أصوات النشاز رد على تعليق
زائر 38 | 7:26 ص تسلم يداك اختي مريم ، شكرا لك على ردك على النفوس المريضة والتي كما ذكرتي ماهي الا قلم مأجور يشترون الحياة الدنيا به رد على تعليق
زائر 40 | 7:49 ص هدم بيوت ....

رد على تعليق
زائر 43 | 8:21 ص ترى يوجد مستشفى امراض النفسيه لمعالجت النفس المريضه وابامكانها الذهاب الى العلاج لتغسل نفسه من ظلم الناس اللهم فرج عن شعب البحرين الطيب رد على تعليق
زائر 44 | 8:22 ص هي داعش باختصار رد على تعليق
زائر 45 | 8:24 ص التربيه ليها دور كبير رد على تعليق
زائر 46 | 8:25 ص زاءر ٢٨ هاده المقال رد على مقال كتبته شخصية مأجورة تريد هدم بيوت الطيبن ابحث فى الجرايد سترى رد على تعليق
زائر 58 | 11:59 ص انا شفت الموضوع وما فيه اي شي عن هدم البيوت يمكن لانه انتو تشوفون شي انا ما اشوفه
زائر 47 | 8:32 ص هذه تدابير .......... رد على تعليق
زائر 49 | 9:13 ص شكرا استاذة مريم على المقال الرائع والرد القوي ،حفظ الله بلادنا واهلنا من كل شر! رد على تعليق
زائر 50 | 9:26 ص أحسنت ???? رد على تعليق
زائر 55 | 10:20 ص مقال رائع يستحق القراءه والتأمل فيما ورد فيه ، لماذا لا يتم اعمار المناطق المهمله والفقيرة بدلا من المطالبه بهدم تلك المناطق. لتغييرها ديمغرافيا. رد على تعليق
زائر 57 | 11:21 ص بارك الله فيك رد على تعليق
زائر 60 | 3:02 م الهدم اسهل من البناء
فعشرة تعمر وواحد يهدم لا يلحقون بما خرب الواحد فما بالك باكثر من مفسد ومخرب في مجتمع صغير ...
فكيف توقف الفساد المنتشر والمتفشي? رد على تعليق
زائر 61 | 4:36 م ابنتي العزيزة بل ابنة البحرين بكل مدنها و قراها: بارك الله فيكِ و جزاك خيراً على كل كلمة خير تكتبيه عبرهذا العمود الخيّر، و هنيئاً للوسط بصحفيها أصحاب الأقلام الشريفة التي تعمل جنباً الى جنب مع حكومتنا الرشيدة في بناء هذا الوطن الغالي والجمع بين قلوب مواطنيه، في الوقت الذي تحولت بعض الأقلام إلى معاول هدم و أبواق فتنة تنادي بالتفرقة بين أبناء هذا الوطن و تمزيق اللحمة الوطنية التي تسعى قيادتنا الرشيدة الحفاظ عليها دائماً رد على تعليق
زائر 64 | 6:38 ص بارك الله فيكِ و جزاك خيراً على كل كلمة خير تكتبيه عبرهذا العمود الخيّر، و هنيئاً للوسط بصحفيها أصحاب الأقلام الشريفة التي تعمل جنباً الى جنب مع حكومتنا الرشيدة في بناء هذا الوطن الغالي والجمع بين قلوب (شكرا استاده مريم ) رد على تعليق