بلطجة!
عندما تتحول الدول إلى مجموعة من ممارسات تعسفية على صعيد التعامل مع الآخر، وبمفهوم آخر... عندما تتحول الدنيا من تعامل بشريعة الاحترام التي فرضها رب العباد إلى شريعة الغاب وتحمل شعار «كُل من إيدوا إلوا» يصبح حجم حرية التعبير قاب قوسين او ادنى، وتختفي تدريجياً بوادر التعبير لتكبر بالمقابل كماشة الرقابة سواء الخارجية أو الداخلية، وكل هذا بسبب الخوف من البلطجة!
من هنا تحديداً يبدأ رسام الكاريكاتير في أن يحسب خطوط رسومه الكاريكاتيرية ألف حساب، تارة بأن «لا تفهموني خطأ» وتارة «أنا رأس مالي ريشتي»!
وعليه فإنه يلجأ الى عدم التعرض الى لُب الموضوع مكتفياً بالقشور، ولأنه لا يستطيع أصلا ان يتحاور في هذا الشأن كما كان ولأنه لا يود أن يتم ممارسة نظام البلطجة عليه يحشم نفسه ويحول أفكاره الى مجموعة ألغاز، مكتفياً بالقلة التي تفهم أو بالأحرى تُفسر ما يريد أن يقوله.
فهل جو البلطجة والبديل عن جو الحرية والتفاهم هو الحل إذاً في طرح الأفكار، وهل هو جو صحي كفيل بأن يقدم إبداعاً يُحسب للكاريكاتير أم يتحول رسام الكاريكاتير من ممارس للكاريكاتير إلى ممارس لتأليف الألغاز المرسومة، ويتحول شعاره «الحذر واجب»... لا أعلم!