الإقناع بالكاريكاتير!
هل يستطيع رسام الكاريكاتير أن يُقنع القارئ بوجهة نظره التي يطرحها في كاريكاتيره المنشور اليوم أو أمس أو أمس الأول... أو قبل عام أو عشرة؟ وهل يسعى أصلاً إلى هذا الهدف؟
يختلف توجه الرسامين من واحد إلى آخر في تحقيق هذا الهدف، عندما يحاول الأول أن يطرح فكرة معقولة على المستوى الاجتماعي أو حتى السياسي وهي في متناول اليد على عكس الثاني الذي يُمارس دور الوصاية وتلقيم فكرته للقارئ كما يُلقم الطفل غذاؤه في سنينه الأولى غير مكترث بهل يعجب الطفل هذا الأكل أم هو مجرد حشو وكفى؟!
من هنا يأتي دور القارئ الذي يمارس دور الرفض الدائم لهذه النوعية من الأفكار والتي عادة ما تكون أفكاراً أحادية الهوى، وتعتمد على منطق «خالفْ تُعرفْ» كما يرفض ذاك الطفل هذه النوعية من الأكل حتى يتم الإدراك للحاجة إلى تغيير هذه النوعية من طريقة التفكير المتخلفة.
فلسفة الإقناع لربما لا تكون مهمة بقدر ما يكون طرح الموضوع بشكل متوازن وعقلاني ومُحترم هو الأهم، بأن لا يُمارس الرسام دور الوصاية على القارئ الذي يرفض أن يكون أداة في الوصول إلى أهداف لا ناقة له فيها ولا جمل.
فالقارئ مثل العداد يظل يسجل عليك هفواتك ولربما يأتي اليوم الذي يذكرك بها واحدة تلو الأخرى وهو أصعب موقف يضع الرسام نفسه فيه.