اليأس بالكاريكاتير!
لم أرَ في عمري قط كاريكاتيرا يُنبئني بالمستقبل المُشرق أو يتوقع لي أياماً قليلة قادمة تُبشر بالخير على الأقل، بل كُل ما أراه من رسوم كاريكاتيرية هي ممارسة فعلية للكوميديا السوداء والسخرية من أصعب المواقف التي نعيشها.
بل ان كل ما أراه من تحليلات بين سطور الرسوم الكاريكاتيرية التي نراها ونتواصل مع أصحابها يكاد يجمع الاغلب فيهم على البؤس والحزن واليأس، بل والقراءة الحزينة السوداوية لواقع الامر واستشراف مستقبله الذي سيكون أكثر سوادا وأدهى!
حتى رسوم الكاريكاتير التي نرسمها ويرسمها غيرنا والتي ننشرها في ايام الاعياد والمناسبات الدينية السعيدة والمعدودة على الاصابع، خرجت من كاريكاتير الفرحة بالعيد الى كاريكاتير يجسد قنبلة موقوتة هنا ومصائب شعوب هناك وهروب الفرحة عبر تجسيدها لأيقونة حزينة بائسة يائسة.
ففي ظل الاوضاع السيئة جدا التي يعيشها رسام الكاريكاتير وهو جزء من هذه البيئة والمحيط المتناقض، وعبر ما يراه من مصائب ومكائد، فهل تتوقعون منه ان يُمارس سياسة البندول او ان يستنفر خياله ليرسم لكم كاريكاتيراً يقول لكم «الخير آت قريبا جدا جدا» لا أعتقد، وان رأيتم رسما كهذا فتأكدوا ان هذا الرسام يسكن المريخ وقد أرسل كاريكاتيره لكم عبر الايميل فحسب