العدد 4672 بتاريخ 22-06-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


السوريون يستقبلون رمضان بغياب المظاهر الاحتفالية وغياب الحكواتي

الوسط - المحرر الدولي

 يحلّ شهر رمضان المبارك على السوريين وهم يعيشون أتون حرب قائمة منذ أكثر من ثلاث سنوات وأحداث أمنية عاصفة وأزمات اقتصادية ومعيشية بسبب الأحداث التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن أسعار المواد الغذائية الأساسية والمستوردة، كالأرز والسكر والزيوت والسمن وغيرها، استقرت نسبيًا في الفترة الأخيرة بعدما ارتفعت بشكل واضح نحو 50 في المائة منذ بداية العام الجاري، وذلك بسبب شبه استقرار لسعر صرف الليرة السورية أمام العملات الصعبة. إذ يتراوح سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية نحو 300 ليرة، بعدما شهد منذ بداية العام الحالي ارتفاعًا واضحًا. ولقد شهدت أسعار الخضار كالبندورة (الطماطم) والبطاطا والخيار في الأيام الأخيرة انخفاضا واضحًا عما كانت عليه في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الفائتين. ويعزو بعض الباعة في سوق هال دمشق (سوق الخضار الرئيسي) السبب إلى أن هذه الفترة هي أوج موسم الخضار الصيفي في سوريا، فالأمر طبيعي أن تنخفض أسعارها لكن من غير الطبيعي والمنطقي تحليق أسعار الفاكهة الموسمية.

وحول ما هو حاصل يعلّق «وليد» - كما عرّفنا على اسمه الأول - وهو العامل لدى مؤسسة خاصة براتب شهري لا يتجاوز العشرين ألف ليرة، في سوق الشعلان المتخصص ببيع الخضار والفاكهة بدمشق، مستهجنًا «كيف تصل أسعار الكرز مثلاً إلى 700 ليرة سورية والدرّاق والمشمش والخوخ إلى 500 ليرة سورية بينما يجب أن يكون سعرها الطبيعي في حدود المائة ليرة سورية فهي إنتاج محلي والآن عزّ موسم تسويقها؟!». غير أن البائع في سوق الشعلان يبرر ارتفاع أسعار الفاكهة الصيفية بصعوبة قطفها ونقلها من أماكن إنتاجها في غوطتي دمشق الغربية والشرقية اللتين تشهدان معارك يومية.

اللحوم الحمراء شهدت هي الأخرى ارتفاعا كبيرًا في أسعارها حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 3000 ليرة سورية (نحو 10 دولارات أميركية) بينما وصل سعر لحم العجل لنحو 2000 ليرة سورية، أما اللحوم البيضاء - وخاصة الدجاج - فتحافظ على استقرار أسعارها منذ شهرين مع ارتفاع ملحوظ ولو قليل في الأيام الأخيرة وهو سعر يراه البعض مقبولاً للميسورين ولكن ليس للفقراء وذوي الدخل المحدود، في حين تظل أسعار السمك مرتفعة.

من ناحية ثانية، تغيب المظاهر الاحتفالية بقدوم الشهر الفضيل عن معظم مدن سوريا بسبب الأوضاع الأمنية. فبعدما كان السوريون يزينون أبنيتهم بالإنارة التزيينية والعبارات المرحبّة برمضان اختفت هذه المظاهر لأسباب كثيرة. ويوضح أحد البائعين في سوق الكهرباء بمنطقة المرجة في وسط دمشق: «السبب الأول هو ارتفاع أسعار مفردات الزينة وجميعها مستوردة من الصين، ولذلك وجد كثيرون من السوريين الذين يعانون من ضيق ذات الحال أن تأمين الطعام حاليًا أهم من شراء مفردات الزينة الرمضانية. والثاني - يبتسم البائع - هو موضوع الكهرباء نفسه، فإذا كانت دمشق ومعظم المدن السورية تعيش تقنينًا كهربائيًا مشددًا يتواصل لساعات طويلة في اليوم فكيف يستفيد المرء من تزيين منزله بزينة رمضان وكلها تعمل على الكهرباء»؟

مع هذا، مع قدوم رمضان لا ينسى السوريون تبادل التهنئة رغم الوضع الاقتصادي والأمني الذي يعيشونه، ولكن غالبًا ما تأتي التهنئة عبر تبادل الرسائل على الجوّالات مع استخدام الوسائل الجديدة المجانية كتطبيقات الواتس آب والفايبر وغيرها. ولا ينسى الدمشقيون استخدام التراث الشفوي في تبادل رسائل التهاني ومنها «الهنهونة» و«الزلغوطة الشامية» بالتهنئة حيث تستخدم عبارات محلية لطيفة بالرسالة مثل «..آوها راح من شعبان أكتر من نصفوه.. أويها وكلها كم يوم والتمر بالصحن نحطوه.. أويها لكل غالي ومحب بالتهنئة انخصوه.. أوها يا رب تصومو وتقومو وبالتعب ما تحسو.. أوها إدعو لي كمان ويا ويلكم إذا بتنسو.. أوها كل عام وأنتم بألف خير تصبحوه وتمسوه... ولي لي لي ليش!..»... الخيم الرمضانية في المطاعم والفنادق والسهرات الرمضانية التراثية غابت هي الأخرى للعام الرابع، باستثناء القليل منها في فنادق ومطاعم العاصمة دمشق وبعض المدن التي تشهد وضعًا أمنيًا مقبولاً. كذلك غابت أو تقلّصت بشكل واضح الكثير من المظاهر الرمضانية التراثية مع استمرار الحرب والأحداث العاصفة التي تشهدها سوريا، ومنها المسحّراتي ومدفع رمضان وفانوس رمضان وموائد الإفطار الجماعية والسهر في المقاهي مع الحكواتي.

وكان هذا ملحوظًا بصورة خاصة في مقهى النوفرة بدمشق القديمة ومقهى المشرقة في حي الميدان، حيث كانت هناك فقرة آخر «حكواتية» الشام رشيد الحلاق التي كان يقدّمها أيضًا في أمسيات رمضانية ودرج على تنظيمها سنويًا المركز الثقافي الإسباني (معهد ثربانتس) في دمشق الذي أغلق أبوابه قبل ثلاث سنوات. فلقد غاب «الحكواتي» الحلاق عنها في السنوات الأربع الماضية، بسبب الحرب، لكن هذا العام نهائي لأنه توفي قبل ستة أشهر.

 



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | الله يرجع سوريا 10:12 ص اتمنى من كل قلبي ترجع سوريا بشعبها اقوى من السابق ونرجع نشم هواها وعطرها رد على تعليق