مسيحي يعدّ وجبات إفطار ويوزّعها على فقراء في عمّان
الوسط - المحرر السياسي
«600 وجبة هي كل ما في استطاعتنا أنا ووالدتي إعداده يومياً، لتمكين الصائمين الفقراء من الإفطار وتقويتهم على صوم الشهر الكريم»، هكذا يلخّص الشاب المسيحي معتز سمّور، ما يقوم به في الأحياء الشعبية وعلى الإشارات الضوئية في العاصمة الأردنية عمّان، وفق ما ذكرت صحيفة الحياة اليوم الأحد (28 يونيو/ حزيران 2015).
يتمنى سمّور الذي يدرس العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، مضاعفة عدد هذه الوجبات لزيادة سعادته بما يقوم به، مشيراً الى أنه في النهاية «العين بصيرة واليد قصيرة». والوجبات التي يصنعها هي من دخل أسرته، وتبرعات عدد محدود من زملائه وأصدقائه من ذوي الحالة المادية المتواضعة. وهم يتطوعون لمعاونته في توزيع هذه الوجبات في الحواري والساحات العامة. ويقف هؤلاء الشبان تحت الإشارات الضوئية في الطرق الخارجية على مدخل المدن، لتوزيع أكياس تحتوي على علب ماء وتمور، لتمكين عابري السبيل من الإفطار ريثما يصلون الى منازلهم.
ويشير سمّور الى مواظبته هو ووالدته طوال النهار، على إعداد هذه الوجبات في منزلهما في أحد الأحياء الراقية في غرب العاصمة الأردنية عمان «تلاع العلي». ويقول إنه يستهدف في كل يوم منطقة فقيرة سواء في العاصمة عمّان أو في المحافظات، مشيراً الى أنه يفترش بهذه الوجبات زقاق الحارات وبعض الساحات العامة في الأحياء الفقيرة، أو يوزّعها على الإشارات الضوئية.
وتأتي مبادرته هذه، بتشجيع من «ملتقى التعاضد الثقافي» الذي ينتمي إليه في عمّان ويرأسه وليد أبو دلبوح، والذي يساهم أعضاؤه أيضاً في التبرّع للمبادرة والتطوّع لتوزيع الوجبات.
ويقول سمور إنه يشعر بسعادة غامرة عندما يرى فقيراً يتمكّن من الحصول على وجبة إفطار تعينه على تأدية واجباته الدينية، في الوقت الذي تقيم هذه الوجبة أوده، وهي عادة ما تكون مطبوخة من مواد غذائية غنية بالمواد الضرورية لجسم الإنسان. ويضيف أن مبادرته في النهاية هي إظهار مدى التلاحم لدى الشعب الأردني، مؤكداً أن الجميع في الأردن يحملون الولاء نفسه للوطن، بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو الإثني.
ومنذ بداية رمضان، أخذت عمان تكتظّ بالمبادرات المتنوعة للإفطارات الجماعية، غير أن الأجهزة الأمنية منعت إقامة أحدها في شارع الرينبو، أحد أشهر شوارع العاصمة عمّان، خشية حدوث «أعمال مخلّة بالآداب»، وفق مصدر أمني أوضح أن هذا الإفطار كما جرى في السنوات السابقة، يترافق مع موسيقى ورقص وتدخين الأراجيل.
بينما يدافع مؤسس المبادرة الشبابية «يلا نفطر مع بعض» علي الحسني، عن مبادرته بأن فكرتها تقوم على الإفطار الجماعي. ويحضر المشاركون من الجنسين طعام الإفطار من منازلهم من دون تنســيق أو موعد مسبق، الى الشارع الذي تقام فيه الفاعلية. وعندما يحين وقت الإفطار، يفطر الجميع مع بعضهم. ويقول إن أمانة عمان الكبرى أبلغته بتعذّر إقامة الفاعلية للموسم الثالث بسبب وجود شكاوى عن أعمال مخلّة.
ويؤكد مدير منطقة زهران التابعة لأمانة عمّان الكبرى، المهندس خالد القصاد، أن الأمانة «أبلغت منظمي الفاعلية بمنع عقدها لما تتضمّنه من ممارسات مخلّة بالآداب، لا تتّفق مع حرمة شهر رمضان، كالاختلاط بين الشباب والفتيات في الشارع وتدخين الأراجيل».
وقد أحدثت هذه التصريحات حالة من الغضب لدى أوساط النخب ومؤسسات المجتمع المدني، ما دفع بأمانة عمّان الى إصدار بيان، أوضحت فيه أنها لجأت الى «منع إقامة هذا الإفطار بسبب ما يمكن أن ينتج منه من إعاقة للحركة المرورية، وإزعاج الجيران، وتدخين الأرجيلة، وعدم وجود مرافق صحية تخدم المشاركين».
وأكدت الأمانة في بيانها، أنها «لا تمنع المواطنين من إقامة إفطارات رمضانية جماعية في الحدائق العامة التابعة لها والمنتشرة في العاصمة، بالتنسيق المسبق معها وبما يراعي حرمة الشهر الفضيل، شرط الحفاظ على النظافة والتزام قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في المرافق العامة».