العدد 4678 بتاريخ 28-06-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


لندن تجلي 2500 من رعاياها.. والداخلية تستبعد استهداف السائحين البريطانيين دون غيرهم

الحكومة البريطانية تحذر من هجمات جديدة في تونس وتنكس علمها

الوسط - المحرر السياسي

قرر ديفيد كاميرون تنكيس العلم البريطاني فوق مكتب رئيس الوزراء في شارع داونينغ ستريت حدادا على ضحايا الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف الجمعة فندقا سياحيا بمدينة سوسة وأسفر عن مقتل 39 شخصا، وفق ما قالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين ( 29 يونيو / حزيران 2015).

وأكدت وزارة الصحة التونسية أنها تمكنت من تحديد هوية 18 شخصا من ضحايا الهجوم الدموي، الذي تبناه تنظيم داعش، وقالت إنهم من جنسيات إنجليزية وألمانية وآيرلندية وبلجيكية وبرتغالية. وأفادت وزارة الخارجية البريطانية بأن عدد الضحايا من رعاياها بلغ 15 بريطانيا على الأقل، إذ لا يزال بعض السائحين البريطانيين في تونس في عداد المفقودين، وأن عددا من المصابين في لا يزالون في حالة حرجة.

ووفق سعيد العايدي وزير الصحة التونسي فإن الضحايا توزعوا بين 19 امرأة و20 رجلا، ونفى سفيان السليطي المتحدث باسم النيابة العامة في تونس وجود قتلى في صفوف التونسيين بين ضحايا الهجوم الإرهابي، على عكس ما تم تداوله في صفحات التواصل الاجتماعي.

وتوزع الجرحى البالغ عددهم 39 شخصا على جنسيات أوروبية مختلفة، وتأتي الجنسية الإنجليزية في المرتبة الأولى بنحو 25 مصابا و7 تونسيين وثلاثة من بلجيكا وألماني وأوكراني وروسي. ولم يقع تحديد هوية أحد المصابين بعد، نتيجة لعدم حمله لوثائق ثبوتية أثناء الهجوم لوجوده على الشاطئ للاستجمام والسباحة.

وأكدت المصادر ذاتها أن 23 مصابا من مجموع 39 غادروا المؤسسات الصحية في مدينة سوسة بعد تماثلهم للشفاء ولم يبقَ سوى 16 مصابا تحت الرقابة الطبية والرعاية النفسية.

وأقالت وزارة الصحة التونسية الدكتور نجيب القروي رئيس قسم الإسعاف الطبي بمستشفى سهلول في سوسة، وذلك على خلفية «التأخر على مستوى تدخل الإسعاف في إجلاء ضحايا الهجوم الإرهابي ونقل جثامينهم من مدينة سوسة إلى مستشفى شارل نيكول في العاصمة التونسية»، إلا أن المعني بالقرار قال إن الإقالة غير قانونية وإنه لم يكن بوسعه توجيه كل سيارات الإسعاف نحو مسرح الهجوم الإرهابي وتجاهل الحالات المستعجلة التي قد تأتي إلى المستشفى.

ومن الجانب البريطاني، حذّرت السلطات يوم أمس من مزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس التي قد يشنها متشددون بعد أن قتل إرهابي مسلح 39 شخصا في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في تحديث لنصائح السفر على موقعها على الإنترنت أن الهجمات ربما نفذها «أفراد غير معروفين للسلطات استلهموا أفعالهم من جماعات إرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

ورأست وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي اجتماعا للجنة التعامل مع حالات الطوارئ (كوبرا) يوم أمس لضمان أن يكون رد فعل الحكومة على الأحداث في تونس مناسبا. كما ذكرت أنها لم تلمس وجود أي أدلة على أن متشددين استهدفوا سائحين بريطانيين على وجه الخصوص في هجوم الجمعة في منتجع سوسة التونسي.

وكتب مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني وفيليب هاموند وزير الخارجية في مقالين صحافيين منفصلين يوم أمس (الأحد) أن جرائم القتل في تونس ستكون في المستقبل عاملا في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا، وأضافا أنها ستقوي عزم لندن على التصدي لما وصفاه بـ«الخطاب السام للتطرف».

وأكد مصدر في وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أن نحو 2500 مواطن بريطاني أنهوا عطلتهم الصيفية في تونس وعادوا إلى بلادهم يوم أمس، وأن 23 طائرة إضافية خصصت لهذا الغرض. ويقول مسؤول في مؤسسة «أ بي تي أ»، وهي أكبر شركة أسفار في بريطانيا تشمل 1200 وكالة سفر، لـ«الشرق الأوسط» إن عدد العملاء البريطانيين الذين اشتركوا في خدمات الشركة للسفر إلى تونس بغية قضاء عطلة الصيف يصل إلى 20 ألفا، وإنها أتاحت لجميع عملائها هناك إمكانية العودة الفورية أو إلغاء تذاكر الذهاب والإياب وحجوزات الفنادق مجانيا، إن قرروا عدم الذهاب. ويضيف المسؤول نفسه أن وكالات الأسفار تعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية لتوفير الدعم الأساسي للسياح البريطانيين في تونس. كما أفاد بأن «نسبة عالية» من السياح البريطانيين في تونس رفضوا العودة، مشيرا إلى أن بريطانيا نفسها عانت من الإرهاب منذ السبعينات وأن «الحياة تستمر.. وهذا النوع من الأحداث المروعة قد يقع في أي مكان في العالم».

ومن جانبه، أكد وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توباياس إلوود، مساء السبت أن السلطات البريطانية أرسلت «فرق الانتشار السريع» المعني بتقديم مساعدات عاجلة، بالإضافة إلى فريق من الشرطة البريطانية للمساعدة في التعرف على الضحايا، وموظفين من وزارة الخارجية موجودين على الأرض في المستشفيات والفنادق لتقديم المساعدة للمواطنين البريطانيين إلى جانب شركات السياحة والطيران.

وفي بريطانيا لا تزال درجة التأهب من الإرهاب الدولي «شديدة»، وهي ثاني أعلى درجة، وتعني أن احتمال وقوع هجوم مرتفع جدا. وقالت ماي إن السلطات أحبطت 40 هجوما في العقد الماضي بالإضافة إلى «عدد من المخططات» في الشهور الأخيرة.

ويعد هذا الهجوم الإرهابي الثاني من نوعه في تونس هذا العام، بعد الهجوم الذي وقع في متحف باردو في مارس (آذار) عندما قتل مسلحان 21 سائحا أجنبيا بالرصاص بعد وصولهم بحافلة.

وبشأن ارتفاع عدد الضحايا في الهجمات الإرهابية الأخيرة الموجهة إلى تونس، أكد اعلية العلاني الخبير التونسي في الجماعات المتطرفة لـ«الشرق الأوسط» أن «الإرهاب في تونس غادر الجبال وتوجه نحو المدن»، وأضاف أنه «بدأ بشن حرب على ما يعتبره طواغيت (الأمن والجيش) في مرحلة أولى ثم محاربة الشخصيات السياسية (اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي) في مرحلة ثانية. أما المرحلة الثالثة فقد دخلت المجموعات الإرهابية طور ما يسمى بالإرهاب الأسود الذي يسعى إلى تسجيل أكبر عدد من الضحايا، إذ ارتفع عدد الموتى من 23 في الهجوم على متحف باردو يوم 18 مارس الماضي إلى 39 خلال الهجوم الانتحاري في سوسة».



أضف تعليق