العدد 4719 بتاريخ 08-08-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


صاحب فكرة القروض الصغيرة... اصنعوا مستقبلكم بأنفسكم أيها الشباب

الوسط – المحرر الإقتصادي

 "ماذا تنتظرون؟ واجهوا الواقع وتحمّلوا المخاطر، واصنعوا مستقبلكم بأنفسكم." تلك هي الروح التي بثتها محاضرة محمد يونس في البنك الدولي الأسبوع الماضي. رسالته عن المشاريع الاجتماعية والعمل الحر أثارت عدداً من الأسئلة تتعلق بأسلوب تفكيرنا في التعليم والمهارات والتوظيف وآفاق المستقبل أمام الشباب في العالم، نشرها موقع البنك الدولي أمس السبت (8 أغسطس/ آب 2015).

في الحقيقة، كان هذا واحدا من تلك الأسابيع عندما حدث أن تحركت كل القوى الكونية في انسجام لتفتح موضوع النمط الفكري للعمل الحر في كل مكان أنظر إليه. لكن، أولا عن البروفيسور يونس، هو مؤسس بنك غرامين وأبو التمويل الأصغر ومبدع فكرة القروض الصغيرة- حيث وجه 97 في المائة من موارد البنك للنساء وقدم قروضا بقيمة 1.5 مليار دولار العام الماضي

 كلنا أصحاب عمل حر

نحن البشر فضوليون بالفطرة في حل المشاكل. فالطبيعة الحقيقية لصاحب العمل الحر هي حل المشاكل. ليس جمع المال، ولكن حل المشاكل. فالمشكلة والسعي إلى حلها هي المحرك للروح الإنسانية. ونحن كأصحاب عمل حر، نرى المشاكل، ونفكر في الحلول، ونتخذ إجراءات، ونتعلم، ونفشل، ونحاول مرة أخرى.

 كل مشكلة هي فرصة للنشاط التجاري

محمد يونس ينشئ الشركات لكي تحل المشاكل. من وجهة نظره، الشركات هي أفضل وسيلة لمواصلة استخدام الموارد النادرة. فالجهة الخيرية تقدم المال مرة واحدة ثم تذهب. في أي نشاط تجاري يجب رد المال، ويمكن استغلاله مرة أخرى وتنميته. فالمال يعود مرة أخرى.

 الشركات الاجتماعية كمحركات لحل المشاكل

يسمّي يونس شركاته شركات اجتماعية. فالأرباح الشخصية ليست هي ما يوقظنا في الصباح، والنظرية الاقتصادية التي تنصب على المصلحة الذاتية تكبل قدرة أنشطة الأعمال على فعل الخير. فالشركات الاجتماعية قد لا تحقق أرباحا، بيد أنها مستدامة. وينظر كثيرون إلى الشركات بوصفها وسيلة لتعقب المال بشكل أناني، وليس للسعي المجرد للتوصل إلى حلول. ويبني يونس الأخيرة، ومنها شركات دانون التي تحل مشكلة التغذية، والحراجة المستدامة في هاييتي، وتعليم التمريض، إلخ. في جميع الحالات المذكورة آنفا، من المتوقع أن يتحرك من يحصلون على المال وأن يردوا أصول القروض- للحفاظ على الاستثمارات التالية ومن ثم المساعدة على استدامة النمو.

 النمو هو ما تنشده الإنسانية جمعاء

ينبغي أن يدرب الشباب على تغيير العالم وليس العثور على وظيفة. فالتدريب على العثور على فرص عمل بات فكرة بالية. نحن بحاجة إلى من يخلقون الوظائف أكثر ممن يبحثون عنها. فالبشر لم يُخلقوا للعمل من أجل الآخرين، بيد أن لديهم القدرة الطبيعية على حل مشاكلهم الخاصة. إن لدينا قدرات لا حدود لها على الإبداع. وينبغي أن يُلهم الشباب لاستخدام هذا الإبداع لحل المشاكل وتغيير العالم (وليس الاقتصار على تعلم حل المعادلات التربيعية).

 تحركوا

لماذا يتسكع الشباب؟ لأنهم عاطلون. بمحض إرادتهم. ما الذي ينتظرونه؟ مع بلوغ نسبة البطالة بين الشباب في أسبانيا 40 في المائة، لماذا لا ينتج الشباب؟ لماذا يتعين على المرء أن يمنحهم وظيفة لكي يوصلوا القيمة؟ رؤية البروفيسور يونس للمستقبل هي مستقبل بلا بطالة. في مستقبل يونس، سينظر الشباب إلى الوراء ويسألوا لماذا كنا عاطلين؟ سيتساءلون: "هل كنا مرضى؟" لماذا لم يصنعوا مستقبلهم بأنفسهم؟

 استثمروا في صناديق الشركات الاجتماعية

ما الذي يمكن أن يفعله البنك الدولي لدعم رجال الأعمال من الشباب؟ إنشاء صناديق للشركات الاجتماعية مع عملائنا. تقديم رأس المال لمساعدة الشباب على البدء في التصدي للتحديات العالمية. الاستثمار في الأفكار والابتكار.

وكما هو الحال مع أي محاضرة تحفيزية، برز فيها من الأسئلة أكثر مما تضمنت من إجابات. كيف يمكن تغيير المناهج لدعم العمل الحر؟ ما هي الوكزات التي يحتاجها الشباب لكي يوقدوا حماسهم؟ هل يمكن تدريب أصحاب الأعمال؟ هل ينبغي حتى أن تحاول؟ ماهو السؤال التام متعدد الإجابات لقياس العمل الحر؟

تفترض رؤية يونس أن شباب اليوم يتمتعون بالمهارات والمحفزات التي تؤهلهم لاقتحام العالم وغزوه. وهو ما يعيدنا إلى الأسئلة الأساسية عن ماهية هذه المهارات، وكيف يمكن غرسها؟ ما هي المحفزات ورؤوس الأموال الاجتماعية التي ستحفز الشباب؟

بعد مع مرور أسبوع، ظهرت المزيد من الموضوعات عن العمل الحر والتعليم (مع المزيد من التساؤلات). أدرجت هنا بعضا منها:

البيت الأبيض ووزارة التعليم يبحثان خطط دعم التدريب البديل مع توقعات بأن يتم تخريج 16 ألف طالب من معسكرات التدريب هذا العام، ترغب الحكومة في التفكير في كيفية دعم المؤسسات غير التقليدية لتوفير الكفاءة المستندة إلى التعليم وعلى نماذج التعلم الشخصية. هل هناك نموذج غير تقليدي لدعم الشباب لكي يصبحوا رجال أعمال وينشئوا شركات اجتماعية؟

القمة العالمية للعمل الحر في كينيا تحدث الرئيس أوباما في هذه القمة في 25 يوليو/تموز 2015، مشيدا بالابتكارات التي خرجت من كينيا، مثل مؤسسة أوشاهيدي Ushahidi للبرامج الإلكترونية، وشركة إمبيسا M-PESA للتحويلات المالية عبر الهاتف، وتطبيق للخدمات الزراعية - مشجعا الشباب على "الخروج والبدء في عمل شيء.." ماهو دور منظمات مثل آي-هاب I-Hub في توفير التدريب على المعلومات ورؤوس الأعمال الاجتماعية للشباب؟

دراسة للبنك الدولي عن تعليم العمل الحر والتدريب عليه. خلال الأسبوع نفسه، تبادل زملائي هنا في البنك الدولي هذا التقرير حول النتائج التي جمعوها من 230 برنامجا لتعليم العمل الحر والتدريب عليه من مختلف أنحاء العالم، كشفت عن التوصل إلى نتائج إيجابية عن تطوير الأنماط الفكرية للعمل الحر- التغيرات الخاصة بالمهارات الاجتماعية والعاطفية، وإمكانيات العمل الحر، وأوضاعه وأدائه. كما نشروا هذا الرسم البياني. هل يمكن أن تدرسّوا العمل الحر أو تساعدوا الشباب على أن يصبحوا أصحاب أعمال حرة؟ ما الذي يمكن محاكاته من هذه الدروس؟

النمط الفكري للابداع. أخيرا، قرأت مدونة توم فاندر آرك عن تشكيل نمط فكري للإبداع. تبدو الأنماط الفكرية كلها ثائرة هذه الأيام على مقالة كارول دويك عن النمط الفكري للنمو. في هذه المدونة، يُعرّف النمط الفكري بأنه "الاستعداد لخلق وظيفة للمرء، والفضول، وتوجيه الذات، والالتزام بإضافة قيمة في كل الظروف." كيف يمكن تغيير الأنظمة التعليمية لترسيخ نمط فكري للإبداع؟ تتضمن المدونة جملة مهمة تهدي تفكيرنا نحو تغيير الأنظمة التعليمية لكي ترسخ المزيد من مهارات العمل الحر وحل المشاكل – وهي "ما يهمنا هو تغليب الفضول على اليقين، والتكرار على الكمال."

دعنا نتحرك ونبدأ في صناعة المستقبل.



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | الأرضيه 4:22 م عند وجود ارض صالحه للزراعه نقدر ان نزرع ولذا وهبنا نعمة التقدير كل الدول التي تستجلب عماله خارجيه هي دوله لن تنمو على عكس الدول التي تنشد طاقات مواطنيها لو كان السباك والكهربائي والسائق هو المواطن والزارع والبائع مواطن ستختفي البطاله رد على تعليق
زائر 2 | رائع 4:46 م محاضرة رائعة وقيمة تستحق منا التأمل و خصوصاً لمن يعاني من أمراض مالية. علينا التفكير جليا بأن الحياة ليست وظيفة فقط و معاناة مع شركات و مسئولين لا هم لهم سوى التعالي و التجبر و النفاق و و و. رد على تعليق