العدد 4723 بتاريخ 12-08-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


التسول في شوارع لندن إحدى المهن الجديدة لمهاجري أوروبا الشرقية

الوسط - المحرر السياسي

 أصبحت ظاهرة التسول في شوارع العاصمة البريطانية لندن تجارة يتنافس عليها كثيرون، ومجالاً تبدع فيه عصابات منظّمة ويأكل فيه حق الضعيف والمحتاج. وتزداد هذه الظاهرة حدة مع حلول إجازة الصيف، حيث لا تكاد الشوارع، التي يرتادها السياح العرب خصوصاً، تخلو من نساء وأطفال وشباب، غالبهم من المهاجرين الرومانيين، اتخذوا من التسول منهج حياة.

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم الخميس (13 أغسطس/ آب 2015) إن هناك تنوعاً في شخصيات من يلجأون للتسول فقد تكون بائعة ورد في مقتبل عمرها، أو سيدة متقدمة في السن، أو شاباً ثلاثينياً يعزف بأداة بالية وهو يراقب عن بعد ما جمعته فتيات تحت إمرته من تبرعات المارّة. ما الذي يجمعهم؟ قد تكون جنسياتهم الرومانية أو البلغارية أو البوسنية وضياعهم في بلد توجهوا إليه من أجل حياة أفضل فخذلوا، وبعض الكلمات العربية كـ "السلام عليكم أختي"، و "الله أكبر" و "أرجوك" يستميلون بها العرب والمسلمين.

تراهم يتبعون المارة في شارع العرب الشهير "إدجوار رود"، ويجلسون قبالة المقاهي والبقالات العربية، وينامون تحت جسور لندن وفي مداخل قطارات الأنفاق، ويغسلون ملابسهم وأوانيهم في نافورة "ليدي ديانا" وغيرها من النافورات المركزية في حديقة الهايد بارك، وينتظرون خروج المصلين عند أبواب مساجد العاصمة.

قالت مريم، وهو اسم مستعار لسيدة رومانية في عقدها الستين، لـ "الشرق الأوسط" بعد صلاة الجمعة في مسجد "ريجنتس بارك" المركزي إنها قدمت إلى بريطانيا منذ ثلاثة أشهر لم تتمكن خلالها أن تحصل على عمل. وأضافت أنها هاجرت و7 من أفراد عائلتها إلى بريطانيا، آملة في حياة أفضل من حياتها في تيميشوارا (غربي رومانيا). وبكلمات إنجليزية قليلة وركيكة، قالت إنها اضطرت إلى اتخاذ التسول مهنة وإن "العرب والمسلمون كريمون".

وبيد أن هذه الظاهرة تستمر منذ سنتين على الأقل، إلا أن قوات الشرطة في لندن لم تستطع إلى الآن السيطرة بشكل كامل على نشاط عصابات التسول المنظمة، كما لم تتمكن من ضبط تحركاتهم لضمان سلامتهم وسلامة السياح. ويوضح المتحدث باسم شرطة لندن المركزية، ماثيو راسل أن "قوات أمن لندن وشركاءها تقوم بعمليات وقتية تستهدف ظاهرة الحياة (غير المستقرة) بما فيها التسول، والسرقة، وشرب الكحول في الشوارع، والعنف". ويفيد راسل أن "هذه عمليات الشرطة قد تتخذ شكل دوريات توعية يشارك فيها أفراد من الشرطة وشركات أمنية شريكة". كما قال راسل إن الهدف من هذه العمليات المنتظمة هو "دعم هؤلاء الأفراد في الابتعاد عن أسلوب حياة قد يعرضهم وغيرهم إلى الخطر".

ووصل عدد المهاجرين الرومانيين والبلغاريين إلى المملكة المتحدة إلى نحو 37 ألفاً في العام 2014 فقط، ما يمثل نحو 6 في المئة من إجمالي المهاجرين، وفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية. وعرفت بريطانيا توافداً كبيراً للمهاجرين الرومانيين والبلغاريين منذ العام 2007، وهي السنة التي انضم فيها البلدان إلى الاتحاد الأوروبي، واستمرت الهجرة منذ أن ألغت دول الاتحاد الأوروبي قيود العمل المطبقة على الرومانيين والبلغاريين السنة الماضية.

وفي حديث مع "الشرق الأوسط"، أوضح مصدر في مكتب الإحصاءات الرسمية البريطاني أن ثلاثة أرباع من مهاجري هذين البلدين قدموا إلى بريطانيا للعمل، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 15 في المئة مقارنة مع العام 2013.

أما عن معدلات الجريمة المرتبطة بهذه الظاهرة، فأفاد مسئول في "اسكوتلانديارد" في حديث مع "الشرق الأوسط" أن إجمالي المهاجرين الرومانيين الموقوفين في العاصمة البريطانية وحدها خلال السنوات الستة الأخيرة تجاوز 42 ألفاً، مسجلاً ارتفاعا ملحوظاً منذ نهاية العام 2009، ذلك حيث ارتفع عدد الموقوفين الرومانيين من 4093 في مناطق لندن المركزية في العام 2009 إلى 7605 في العام 2014.

وفي حين ترتكز التغطية الإعلامية البريطانية عموماً على جوانب الهجرة السلبية كتلك المتعلقة بالجريمة، والتسول، والفقر، إلا أن ذلك أثار نقاشاً حاداً في الأوساط الحقوقية البريطانية التي انتقدت التعميمات التي تطال المهاجرين الرومانيين والبلغاريين خصوصاً. وتوضّح دورا فيكول وويليام آلن، خبيرين في شئون الهجرة في مرصد الهجرة التابع لجامعة أكسفورد، أن الصحافة البريطانية والصفحات الصفراء، على حد السواء، يتعاملون مع المهاجرين الرومانيين على أنهم شريحة متجانسة، وعادة ما يربطونهم بالفقر والعنف والتشرد وغيرها. كما اعتادت الصحافة الوطنية كذلك على توقع "غزو روماني وبلغاري" على بريطانيا بعد رفع قيود العمل المفروضة عليهم العام الماضي، إلا أن الإحصائيات تظهر ارتفاعاً تدريجياً ومماثلاً لنسب الأعوام الماضية.



أضف تعليق



التعليقات 3
زائر 1 | عصابات 3:15 ص الي في لندن عصاببات يستغلون الاطفال عشان يطرون ، الي يطرون مثلهم شفتهم في لندن و قبلها باسبوع كانو في باريس ، و يتجمعون في شارع العرب اجور رود و اكسفورد رود و يجون بس للعرب رد على تعليق
زائر 2 | المثل يقول 3:25 ص طرار و يتشرط !!! رد على تعليق
زائر 3 | يعرفون الحق وما يتبعونه 11:13 ص ومن غير المسلمين بيرحمهم؟؟ هم يعرفون عدل هالشي ويعرفون ان الدين هو الاسلام لكن يكابرون هناك لو يموتون يطرون من الصبح لليل محد يعطيهم يمكن 1 او اثنين ..احنا كنا نستغرب
من انتشار التسول المفرط في بعض البلدان العربية بحيث إنك ما تقدر تمشي أتاري في لندن يطرون وواجد!
يعرفون رد على تعليق