العدد 4765 بتاريخ 23-09-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


الجمعيات السياسية... «حيَّة رسميّاً» و«ميتة سريريّاً» و«خارج الملعب»

الوسط - حسن المدحوب

الجمعيات السياسية تعيش حالة شلل غير مسبوق

الوفاق، الأصالة، وعد، المنبر الإسلامي، تجمع الوحدة الوطنية، المنبر التقدمي، التجمع القومي، والبقية تأتي! كلها جمعيات سياسية باتت أشبه بالميتة سريريّاً ولم يعد لها حراك سياسي واضح ومؤثر على الساحة الوطنية، منذ ما يقرب من عامين، على رغم أن الساحة السياسية لاتزال «حية» ولاتزال ملفات كبرى تتحرك بسخونة، لكن من دون أن يكون للجمعيات السياسية أي دور فيها.

حاليّاً، ومنذ شهور، كل هذه الجمعيات، التي تُعتبرُ جميعُها وفق القانون، ونظام الجمعيات السياسية حية ومفتوحة المقرات، بما فيها كبرى جمعيات المعارضة الوفاق التي كانت تواجه صعوبات مع وزارة العدل تتعلق بنشاطها وعملها، كل هذه الجمعيات اختفت حتى كظاهرة صوتية، وأصبح نشاطها غالبًا يعتمد على ندوات أسبوعية أو وقفات تضامنية لم تعد تستهوي الكثير من المتحمسين للسياسة كالسابق، وبات مرتادو هذه الفعاليات هم من القائمين عليها ومنظميها وليس أكثر من ذلك غالباً.

نظريا، كل هذه الجمعيات يفترض بها أن تكون موجودة وعاملة وفق القانون الذي سمح لها ممارسة النشاط السياسي العلني وجميع مقارها مفتوحة، أما «واقعيّاً» فكل هذه الجمعيات السياسية غدت «مغلقة» لا تتفاعل مع الواقع ولا تؤثر فيه ولم تعد لاعباً ناشطاً، كما كانت قبل عامين على الأقل.

منذ قرابة العامين، وما قبل ذلك كانت كل الملفات الوطنية تمرُّ ناحية الجمعيات السياسية بجميع تلاوينها، أما اليوم فباتت كل الملفات الوطنية تتحاشى الجمعيات السياسية، وربما أصبحت الجمعيات السياسية نفسها تتحاشاها، ولم يعد البحرينيون يترقبون موقف هذه الجمعية من هذا الملف أو ذاك كما كان الأمر يحدث سابقاً، وأبسط مثال على ملف رفع الدعم عن البحرينيين الذي غدا حديث الناس في ليلهم ونهارهم، إلا أنه لا وجود له في حراك الجمعيات السياسية جميعا حاليا.

الجمعيات السياسية في البحرين يمكن تصنيفها وفق ثنائية المعارضة واللامعارضة أو ثنائية المشاركة في البرلمان والمقاطعة، ولكن كلا الجانبين لم يعودا مؤثرين أو لاعبين في ساحاتهما المفترضة، فلا الجمعيات المعارضة المقاطعة للبرلمان»حية» في ملعبها، ولا المشاركة فيه بات لها صوت في الملفات المعنية بها.

الجمعيات المعارضة أصابها السقم والإعياء حتى باتت تكرر الكلام ذاته في كل بياناتها التي هوت أعدادها بشدة خلال الأشهر القليلة الماضية، وأصبحت لغتها السياسية أقرب للاستجداء منها إلى مخاطبة الند للند كما كانت قبل عامين أو اقل من ذلك بقليل.

وعمليّاً لم تعد هذه القوى تعقد اجتماعات منتظمة فيما بينها، كما كانت في السابق، لم يعد تحالفها الرصين الموجود على مدى السنوات الماضية إلا تحالفاً ورقيّاً يظهره بيان واحد أو اثنان بين عدة أشهر وأخرى.

وحتى في الملف الحقوقي الذي لجأت إليه الجمعيات السياسية للتنفيس عن حالة الاحتقان السياسي باتت الجمعيات المعارضة في أدنى حراكها فيه بشكل غير مسبوق.

أما الجمعيات السياسية التي لها حضور في البرلمان كالأصالة والمنبر الإسلامي، فهي بدورها لم تقدم مواقف واضحة في الساحة التي تخصها وتلعب فيها، فملف وطني بحجم رفع الدعم عن المواطنين لم تقدم فيه هذه الجمعيات حتى مواقف لافتة أو واضحة إلى الآن.

وفي شرحه لواقع الجمعيات السياسية البحرينية، قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي عبدالنبي سلمان لـ»الوسط» إن «الحديث عن موت سريري للجمعيات السياسية، يحتاج إلى نظرة أعمق للمجتمع المدني ككل، فالمجتمع المدني البحريني تم ضربه بطريقة أو بأخرى، وهذا الأمر انسحب على أداء ونشاط الجمعيات السياسية نفسها في البلد».

وأضاف سلمان «هناك عدة أسباب وعوامل أدت إلى انكفاء الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني البحريني، أولها حالة الإحباط العام التي تسود نشطاء المجتمع المدني من الواقع الذي تعيشه البلاد سياسيّاً واقتصاديّاً، وثانياً تعقيدات الوضع السياسي والأمني في المنطقة والإقليم، الصراعات الدائرة في المحيط لها تأثيرها على نفسية كل النشطاء المحليين سواء في مؤسسات المجتمع المدني عامة أو في الجمعيات السياسية خاصة».

وأردف «ما أظنه أن حالة الإحباط لدى ناشطي مؤسسات المجتمع المدني هي حالة عربية عامة، وليست شأناً بحرينيّاً خاصّاً بنا، والبلد بحكم حجمها تتأثر بتطورات الساحة العربية».

وأكمل «كل ما يجري في المنطقة بلا شك أثر على نفسية الناس وعلى نفسية القوى السياسية المختلفة، وما محدودية الفعاليات والأنشطة العامة إلا مؤشر على حالة الإحباط التي تسود في هذه الفترة».

وواصل سلمان «نعتقد أن هناك حالة من الكبت السياسي تعيشه المنطقة العربية عموماً بسب ما يجري فيها من أحداث، وهو ما أدى إلى ضمور العمل السياسي في البحرين وغيرها، الذي أصبح يعيش في أضيق حالاته، حتى على المستوى الفردي حيث هناك ملاحقات لنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت حرية التعبير في أضيق حالاتها».

وردا على سؤال عن عدم تحدث قوى المعارضة عن ملف رفع الدعم عن المواطنين، قال: «على العكس من ذلك، نحن تحدثنا منذ اليوم الأول عن هذا الملف الوطني، وتحدثنا عن الموازنة والعجز فيها وعن الدين العام، وأبدينا فيه الكثير من المواقف، لكنك لا تستطيع أن تكرر الخطاب ذاته من دون أن تقدم جديداً فيه».

وختم سلمان «أما فيما يتعلق بالتنسيق بين القوى الوطنية، فالتنسيق لايزال مستمرا ولم يتوقف،إلا أنه يسير بشكل أبطأ من السابق بسبب الحالة ذاتها التي تعيشها مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية في البلاد».



أضف تعليق



التعليقات 23
زائر 1 | هو الشعب ميت موبعد جمعيات تحت قوانين 10:11 م شهر واحد فترة الدوار وبعدها القبضة الأمنية وتسعة مارس وإنتها ء شهر العسل والحين سنين عجاف وأولها إقتصاد طايح على وجهها. رد على تعليق
زائر 2 | والسبب هو : 10:30 م عمالقة الجمعيات المعارضه ومهندسيها وأبطالها الحقيقيين المؤثرين في السجون ، الشيخ علي سلمان ، الأستاذ إبراهيم شريف ، الأستاذ فاضل عباس ، الشيخ المحفوظ ، بالإضافة الى معارضين آخرين محنكين أمثال الاستاذ حسن مشيمع و الأستاذ عبدالوهاب حسين وعبدالهادي الخواجه ووووو مع احترامي للموجودين حاليا لكن ليسوا مؤثرين بتاتا ، فقط الوفاق تتحرك قليل حقوقيا اما سياسيا لا ، لقد أصدرت شهادة وفاة للجمعيات المعارضه ، اما جمعيات الموالاة مجرد برواز على الحائط...... رد على تعليق
زائر 3 | الصديق الجاهل 11:49 م قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل هذا حال الجمعيات التي تأتيها الاوامر من الخارج ولا عندها إبداع بس تقليد رد على تعليق
زائر 23 | هههههههههههههههههههههه 4:53 ص انا ماخبري احد تجيه اوامر من الخارج الا بعض الناس الي تجمعاتهم ماتتجاوز المئات من الاجانب
زائر 4 | جمعيات دكاكين تعاونية 12:29 ص هؤلاء انتهازيين لايمتون للوطنية بصلة بدليل انهم كلا يحقد ع الاخر ويدس له الدسائس والوشايات والتشهير باي احدا كان يخالفهم رأي او لايستهونه بعلاقاتهم حقدا واسفافا وتاليه يقول انه وطني يريدون ان يبنوا يبنوالهم مجدا ع امجاد الاخرين بالاخص دعاة دعاة التقدمية االمتوفاة من امد بعيد وينكم ين والوطنية هي اخلاق وحب الاخر واحترامه لا بث الكراهية هاي حبوه وهاي اكرهوه عيب عيب انكم ميتون معقدون نفسيا حلوا عنا بقى رد على تعليق
زائر 5 | المفروض تنحل 12:59 ص الوفاق انتهت… وصارت احتجاجاتهم خلف الجدران والابواب المغلقة ..او في تويتر ههه وطبعا بالمسموح.. رد على تعليق
زائر 7 | تذكرون 1:11 ص الشخص الي اعتصام امام جمعية الوفاق بشعار الشعب يريد اسقاط الوفاق؟ كان شخص واحد

وتم ضربه وقمعه من قبل ... الوفاق.. اعتقد اليوم لو نظم اعتصام امام الجمعية سيحتشد عشرات الالاف سنة وشيعة في موقف نادر رد على تعليق
زائر 24 | ههههههههههههههههههههه 4:55 ص راونا مراجلك في تجمع الباكستانية نبغي ناس تطلب حقوق الشعب مو حقوق المتسلقين والاجانب
زائر 8 | الأحزاب و الجمعيات السياسية هم سبب خراب العرب 1:22 ص هؤلاء لا يستطيعون إدارة منازلهم تريدهم يديورون دول.

انظر حولك ... انظر إلى مصر تونس الجزائر اليمن سوريا ليبيا ... كلهم خراب و دمار بسبب الأحزاب ... مالذي يجعلك تعتقد بأن الذين لدينا في البحرين أفضل من غيرهم؟ ....... رد على تعليق
زائر 9 | ما ذنبهم 1:34 ص لا تلوم الضحية بل ضع اللوم على الجلاد رد على تعليق
زائر 11 | القانون 1:41 ص القانون هو من خنق الحريات و حد من نشاط الجمعيات و وضع عليهم حد السيف لوقف اي نشاط مطالب بالديموقراطية و اي جمعية مطالبة بالإصلاح مصيرها الاغلاق و السجن لقادتها ، فعلى من يقع اللوم ؟؟!! رد على تعليق
زائر 12 | من القاتل 1:44 ص القانون هو من قتل الجمعيات و جعلها ميتة سريريا كما يدعي الكاتب ، الوم الجلاد ام الضحية ؟؟!! رد على تعليق
زائر 15 | العمل السياسي 2:26 ص في حقيقة الحال العمل الجمعيات السياسية في تراجع بشكل عام بسب القبضة الأمنية وملاحقة النشطاء ولكن هناك بعض الجمعيات تقيم الفعاليات وندوات وبعض الآخر اختفاء من الوجود
زائر 13 | صباح الخير 2:13 ص قصدك الشعب الجاهل الميت لا في خير ولا في شر لما تتحرك الشعوب وتنتفظ طلبأ لحياة كريمه ليست منه من أحد وحرية وحياة اجتماعيه تفتقر إلى أبسط حقوق يبقى العدو العاقل أفضل نعم رد على تعليق
زائر 14 | صباح الخير 2:18 ص نعم كلامك في الصميم ولكن فقط في الحياة الطنكي التي لا تبصر النور خراب العالم العربي والإسلامي هيه الجمعيات السياسية الحروب والدواعش والتكفيوين ومغجرين الجوامع وقطع الرؤس نعم من وراءها هيه الانظمه المتخلفة أم الجمعيات السياسية رد على تعليق
زائر 16 | لا تعليق!! 2:31 ص السلطة منعت على الجمعيات تنظيم مسيرة..إقامة اعتصام..
منعت على السياسيين حتى التغريد!!
ثم يأتي الكاتب ليلوم الضحية!!! رد على تعليق
زائر 17 | حبوب 2:51 ص اهني المحك… فالخروج بمسيرة مصرحة من الحكومة ورفع شعار............هو الغباء بعينه..لاشعب ولا حزب في العالم طالب بحقوقه وهو متكئ على سريره... كل الشعوب المتحررة تحررت من حكم كتاتوري لايسمح حتى بالتنفس… معارضتك فاشلة.....
زائر 18 | كل التيارات فشلت بدون استثنا 3:28 ص والا فشل منهم دولة اقتصادها طايح ولا تعرف تتصرف بل تتخبط. رد على تعليق
زائر 21 | اللوم لمن يتحكم بالوضع و ليس الجمعيات 4:10 ص كأحد العارفين بنشاط الجمعيات استطيع القول ان ضمور النشاط و انخفاض السقف يعود للسيف الرسمي المسلط على الجمعيات فالسقف الذي كان متاح في العام 2012 احتفى و اي قيادي يصدر منه خطاب لا يعجب السلطة سيلقى في السجن و الاستاذ مجيد ميلاد مثالاً. ان تبقى الجمعيات بوضعها الحالي لحين هدوء العاصفة افضل من ان تذهب و يختفي معها النشاط السياسي المعلن رد على تعليق
زائر 22 | رد ل زائر 16 4:12 ص عندما الشعب الفلبيني أطاح بالدكتاتور ماركوس عل الشعل راح مركز ااشرطه وقال عطوني تصريح لمسيره ؟ عندما الشعب الإيراني أطاح بالدكتاتور الشاه هل ذهب لمركز الشرطه وطلب الإذن؟ رد ممتاز لك ايضا من إللي بعدك زائر 17. رد على تعليق
زائر 28 | العمل العلني يختفي 7:51 ص العمل السياسي يتجه للعمل السري بسبب القمع، لا احد يستطيع العمل علنا خلاف ما يراد له من الجانب الرسمي، وعليه هذه المرحلة ليست مرحلة مناسبة لجهات تعمل علنا لان القمع سيكون مسلط عليها. رد على تعليق
زائر 30 | عزيزي الكاتب 3:03 م يبدو أن موضوع رفع الدعم عن اللحوم مؤثر عليك كثير ولم تجد أحد مؤسسة توقف هذا الامر فأخدت تكتب عن الجمعيات .فالجمعيات لديها أمور أكبر بكثير من مسألة اللحوم .فلو تراجع نفسك لوجدت أن الجمعيات أخبرتك عن ما هو أسوأ من مسألة رفع سعر اللحوم وكنت ... رد على تعليق
زائر 31 | الفرق 6:33 م اخي الكاتب هناك فرق بين جمعية تريد ان تكون في كنف الحكومة وبين جمعية تمر بطروف صعب ف الأولي بيتة بتحصل حاصل
والثانية حاولو قتلها رد على تعليق