العدد 4788 بتاريخ 16-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


الطاقة الشمسية ترسم الابتسامة على وجوه الأطفال الأصحاء والمزارعين السعداء

البنك الدولي - أميت جاين

استخدام الطاقة الشمسية للزراعة يساعد على التنمية

في الشهر الماضي، التقيت قابلة في الهند، وفي سياق الحديث سألتها كم طفلاً ساعدتِّ في ولادته.

قالت: «بعد أن أتممتهم 10 آلاف طفل، توقفت عن العد».

وبالطبع، دفعني فضولي إلى معرفة ما إذا كان هناك شيء قد أثار خوفها وهي تساعد في ولادة أي طفل. كان جوابها، «أتمنى أن يكون هناك كهرباء لتعقيم المياه والتجهيزات الأخرى أثناء الولادة».

وهذه القابلة هي أيضاً مدير لجانب من مشروع صحي ينفذه البنك الدولي في ناغالاند- وهي إحدى الولايات النائية في شمال شرق الهند. وهي من أشد المتحمسين لتوسيع نطاق استخدام الطاقة الشمسية ونشرها في قطاع الرعاية الصحية الأولية؛ لأنها، شأنها شأن العديد من زملائها، تعتقد أن زيادة توفير الطاقة الشمسية في قطاع الصحة يمكن أن تطلق ثورة من خلال الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات الصحية وضمان استمرارها في البلاد.

عندما التحقت بالبنك الدولي قبل أربعة شهور كأخصائي في الطاقة الشمسية المتجددة، كنت دائما أفكر في مجال الطاقة الشمسية في إطار توفير الكهرباء للمنازل ومؤسسات الأعمال. لكن العمل مع القطاعات الأخرى ودراسة سبل إدخال الطاقة الشمسية لزيادة إنتاجية المحاصيل، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وولادة الأطفال في المراكز الصحية كشف لي عن إمكانيات هائلة للطاقة الشمسية لمساعدة مجالات أخرى للتنمية. وثمة مبرر منطقي واضح لأنشطة الأعمال تجعل الطاقة الشمسية تتحول سريعا إلى تكنولوجيا شائعة، حتى في غير قطاعات الطاقة، مثل الزراعة والمياه.

وحتى وقت قريب، كانت العقبة الأكبر أمام استخدام تبني أنظمة الطاقة الشمسية هي ارتفاع التكلفة الأولية (أكثر من ثلاثة دولارات لكل واط قبل 2010) ونقص التمويل لمشاريع الطاقة الشمسية.

لكن الكثير من هذا قد تغير. ففي السنوات الأربع الأخيرة، انخفض سعر الوحدة الشمسية بأكثر من 70 في المائة (أقل من دولار واحد لِلْواط)، فيما انخفضت أسعار وحدة الطاقة الشمسية (كيلواط/ساعة) من 30 سنتاً العام 2010 إلى أقل من ثمانية سنتات، ليس فقط في الهند، بل أيضاً في البرازيل وشيلي والإمارات العربية المتحدة وبلدان أخرى.

على سبيل المثال، إذا قارنا الطاقة الشمسية بالطاقة المولدة بالديزل خارج نطاق الشبكة العمومية في الهند، فإن تكلفة وحدة الطاقة المولدة من مضخة تعمل بالديزل لأغراض الري في قطاع الزراعة تقدر بحوالي 30 سنتاً، بالمقارنة بما بين 8 و14 سنتًا لمضخة تعمل بالطاقة الشمسية.

وتلقى تكنولوجيا الطاقة الشمسية حاليًّا قبولا لدى البنوك للحصول على التمويل، ربما على نحو بطيء، لكن بخطى ثابتة، مع قيام العديد من الشركات في الوقت نفسه بتعبئة التمويل من خلال هياكل تمويل مبتكرة، كتكلفة المحصول والسندات الخضراء. لكن زملاءنا بقطاعات الصحة والزراعة وإدارة الكوارث والمياه سعداء بالحصول على المساعدة من قطاع الطاقة لضمان حصولهم على المعدات الجيدة والمناسبة بأفضل الأسعار.

كما تعمل فرق البنك الدولي المعنية بتغير المناخ والطاقة في الهند على توفير قروض لمجمعات الطاقة الشمسية في ولايات أخرى بالبلاد، من بينها ولاية أوديشا التي ضربها إعصار مؤخرا.

وقد مكنتنا خبرة البنك الدولي في مجال الطاقة المتجددة من مساعدة الهند على اختيار المواصفات الفنية المناسبة التي وضعتها حكومة الهند لأنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بمياه الشرب. واستطعنا التقاء مزارعي الأرز في المناطق النائية من ولاية غرب البنغال والتحدث معهم عن التحول من زراعة محصول واحد إلى محصولين أو ثلاثة في العام بفضل مضخات الري التي تعمل بالطاقة الشمسية بالتزامن مع ترشيد استخدام المياه. والآن، نعمل مع خبراء الزراعة في البنك لإعداد عقد خدمة مبتكرة للمياه، يتم بمقتضاه إسناد المقاولات، ليس فقط على أساس إقامة مضخات تعمل بالطاقة الشمسية، لكن أيضا على أساس كمية المياه التي تضخ للمزارعين بغرض الري (والتي تتم مراقبتها والتحكم فيها). ومن شأن الرقابة باستخدام نظام الاتصالات اللاسلكية العامة (نظام GPRS) وتقديم المياه بناء على الخدمة أن يصحح الاستخدام المتواصل للمياه في الهند، إذ تقدم الطاقة للزراعة مجانا تقريبا ما أدى إلى انخفاض شديد في مستويات المياه الجوفية. ونعكف حاليّاً على اختبار ما بين 50 و70 مضخة تعمل بالطاقة الشمسية في غرب البنغال.

وإلى أن بدأت العمل مع هذه الفرق المشتركة بين القطاعات، استغرقت في أغلب الأوقات في الجوانب الفنية المتعلقة بتوفير الطاقة الشمسية، لكن الشهور القليلة الماضية كانت بمثابة تنوير لي. فقد قمنا بمساعدة مدير المشروع والقابلة في ناغالاند على تأمين الحصول على عطاءات من شركات توليد الطاقة الشمسية التي يمكنها طرح حلول الطاقة الشمسية في المناطق النائية. وتتمثل الخطة في استهداف أسطح 177 منشأة صحية و500 قرية في مختلف أنحاء الولاية على مدى ستة أعوام. وهذا أكثر مما نخطط للقيام به في بعض المشاريع المخصصة للطاقة. وتقدر التكلفة الإجمالية لإقامة مثل هذا النظام (بما في ذلك الحمل الحرج) لمراكز الرعاية الصحية بالمدن والبلدات بنحو 0.9 مليون دولار (20 - 30 كيلواط)، والمراكز الصحية بالمجتمعات المحلية بنحو 0.32 مليون دولار (8 - 13 كيلواط) ويمكن أن تصل تكلفة أي مشروع للطاقة الشمسية غير مرتبط بالشبكة والمقام على أحد أسطح مراكز الرعاية الصحية في ناغالاند ما بين ألفين وثلاثة آلاف دولار تقريبًا لكل كيلواط، بالمقارنة بتكلفته التي تقل عن ألف دولار للكيلواط الواحد في إطار محطة لتوليد الطاقة الشمسية متصلة بشبكة واسعة النطاق في الهند. والشبكة أرخص، لكنها ليست خيارًا متاحًا في هذه المناطق النائية بناغالاند.

وإنني أتطلع إلى تنفيذ المشروع استجابة لدعوات القابلة التي كنت أتحدث معها، وأيضًا إلى إدخال الطاقة الشمسية في صميم حياة وموارد رزق الكثير من الهنود في المناطق النائية.



أضف تعليق