العدد 4818 بتاريخ 15-11-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةاقتصاد
شارك:


كامكو: تراجع النفط إلى 42.40 دولارا أميركي للبرميل

الوسط - المحرر الاقتصادي

فشلت أسعار النفط بالمحافظة على اتجاهها التصاعدي خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي حيث تراجع سعر النفط إلى أدنى مستوى شهري عند 42.40 دولارا أمريكيا للبرميل خلال الأسبوع الأخير من الشهر ذاته وذلك نتيجة المخاوف من زيادة العرض بعد صدور بيانات المخزون النفطي في الولايات المتحدة.

هذا وكان لانخفاض سعر الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات وتراجعه لفترة وجيزة دون مستوى 2 دولارا أمريكيا للوحدة الحرارية البريطانية الأثر في تفاقم الشعور السلبي حول أسعار النفط على المدى القريب. بالإضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي وبلوغه أعلى مستوى له لفترة الستة أشهر الماضية والتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة بعد صدور بيانات ايجابية عن سوق العمل في الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي الى الضغط على أسعار النفط.

هذا وأظهرت بيانات مخزون النفط الصادرة عن ادارة معلومات الطاقة الأمريكية ان امدادات النفط الخام ارتفعت للأسبوع السابع على التوالي مما أدى إلى زيادة المخزون بمعدل 4.2 مليون برميل. وفي الوقت نفسه، أشار التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن الإنتاج من قبل الدول الأعضاء استمر بتجاوز الطلب على نفطها الخام. وأضاف التقرير أن مخزونات النفط للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت أعلى بمعدل 210 مليون برميل من متوسط الخمس سنوات في سبتمبر الماضي لتصل إلى 2,942 مليون برميل، حيث تجاوزت معدل 180 مليون برميل التي تراكمت في أوائل العام 2009 بعد الأزمة المالية.

بدأت أوبك بتأمين حصة أكبر لطلبات النفط من أوروبا وسط انخفاض أسعار النفط، في إشارة إلى أن استراتيجيتهم للاحتفاظ بحصتهم في السوق تعمل بشكل جيد. مع ذلك، فإن وتيرة الانخفاض في الإنتاج من خلال الشركات النفطية العالمية، سواء المدرجة أو المملوكة للحكومة، كانت أبطأ بكثير مما كان متوقعا. وهذا يبرز قدرة الشركات النفطية على اخراج المزيد من النفط من الآبار القائمة على الرغم من إلغاء استثمارات بما يقرب من 200 مليار دولارا أمريكيا هذا العام وفي عام 2016. وعلاوة على ذلك، تتوقع منظمة أوبك تراجع إنتاج النفط من الولايات المتحدة بوتيرة أسرع في النصف الثاني من العام الحالي والنصف الأول من العام القادم نظرا للعوامل التي تشمل استمرار انخفاض أسعار النفط واتباع نهج أكثر حذرا من قبل المستثمرين التي من شأنها أن تحد من توافر النقدية للسماح للمنتجين بالحفاظ على العمليات.

على الجانب الإيجابي، أدى انخفاض أسعار النفط الى الحث على زيادة الاستخدام، وخاصة في قطاع النقل. هذا ووفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية عن توقعات الطاقة العالمية، فانه من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط بنسبة 1.9 في المائة في عام 2015، أي بمعدل أعلى بكثير من المتوسط على مدى العقد الماضي والتي بلغت نسبة 0.9 في المائة. كما سلط التقرير الضوء على أن كمية النفط المستهلكة لكل وحدة من الناتج الاقتصادي آخذ في الانخفاض بسبب معايير الكفاءة في استهلاك الوقود. في حين توقعت الوكالة أن يصل سعر برميل النفط الى 80 دولارا أمريكيا للبرميل في عام 2020 نتيجة لتعافي الطلب نسبيا وانخفاض العرض.

وشهد سعر نفط سلة اوبك بعض الارتفاع في بداية شهر أكتوبر ولكن ما لبث أن تراجع بنهاية الشهر ليبلغ متوسط سعر 45.02 دولارا أمريكيا للبرميل، أي بزيادة هامشية بنسبة 0.4 في المائة بالمقارنة مع الشهر الذي سبق. مع ذلك، يعتبر هذا أول زيادة في متوسط سعر نفط سلة أوبك بعد انخفاض في المتوسط على مدى خمسة أشهر متتالية. الى ذلك، فقد تراجع معدل السعر الفوري للنفط الخام الكويتي للشهر الخامس على التوالي في أكتوبر الماضي ليصل إلى 43.60 دولارا أمريكيا للبرميل، في حين ارتفع متوسط سعر خام برنت بنسبة 1.7 في المائة ليصل الى 48.43 دولارا امريكيا للبرميل.

هذا ووفقا للتقرير الشهري الأخير لمنظمة أوبك، بقي إجمالي الطلب العالمي على النفط في العامين 2015 و2016 دون تغيير كبير. حيث من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط معدل 1.5 مليون برميل يوميا ليصل الى 92.86 مليون برميل يوميا في عام 2015 وذلك نتيجة الطلب من قبل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ومن المتوقع أن ينمو الطلب بوتيرة أقل في عام 2016 بالمقارنة مع عام 2015 ليبلغ 1.25 مليون برميل يوميا ليصل بالمتوسط إلى 94.14 مليون برميل يوميا وذلك أيضا بسبب الأداء الأفضل من قبل الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

هذا ووفقا لأحدث البيانات الأمريكية الشهرية لشهر أغسطس الماضي، فان الطلب على النفط في الولايات المتحدة قد ارتفع بنسبة 2.2 في المائة أو بمعدل 0.44 مليون برميل يوميا خلال الشهر وذلك نظرا الى ارتفاع الطلب على وقود النقل، ولا سيما البنزين. في حين أن البيانات الأولية لشهر سبتمبر واكتوبر من العام الحالي تشير الى معدل نمو تقريبي عند 0.4 مليون برميل يوميا مقارنة مع العام السابق.

أما في أوروبا، على الرغم من أن توقعات ارتفاع الطلب في عام 2015 قد تحسنت، فقد أظهرت أرقام الطلب على النفط لشهر سبتمبر نتائج مختلفة للدول الأربعة الكبرى في أوروبا. حيث أبرزت المؤشرات الأولية تراجعا على الطلب في ألمانيا وعدم التغير في فرنسا، في حين أن الطلب في المملكة المتحدة وايطاليا شهد تحسنا خلال سبتمبر. أما على صعيد الشرق الأوسط، فقد أظهرت بيانات الطلب على النفط أرقاما مشجعة خلال سبتمبر في المملكة العربية السعودية على خلفية ارتفاع الطلب على وقود الطائرات نظرا لموسم الحج.

أما على جانب المعروض النفطي، فمن المتوقع أن يظل معدل نمو المعروض من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك لعام 2015 عند نفس المستوى للشهر الماضي، أي بمعدل 0.72 مليون برميل يوميا ليصل الى 57.24 مليون برميل يوميا. الى ذلك، فان توقعات المعروض لعام 2016 بقيت أيضا دون تغيير وذلك نتيجة الشعور السلبي للأسواق حيث من المتوقع أن يبلغ المتوسط 57.11 مليون برميل يوميا مع انخفاض بمعدل 0.13 مليون برميل يوميا. هذا ووفقا لمنظمة أوبك، فان ما يقرب من 5 مليون برميل يوميا من المشاريع قد تم تأجيلها أو إلغاؤها نتيجة استمرار انخفاض أسعار النفط بالإضافة إلى تخفيض النفقات الرأسمالية في الحقول التي يتم ضخ النفط فيها حاليا. الى ذلك، فانه من المتوقع أن تنخفض امدادات النفط من الشرق الأوسط لعام 2016 بمعدل 0.03 مليون برميل يوميا لتبلغ متوسطا قدره 1.23 مليون برميل يوميا نتيجة الانخفاض المتوقع بمعدل 10 الاف برميل يوميا من اليمن.

ووفقا لبلومبيرغ، فان إنتاج منظمة أوبك قد ارتفع بشكل طفيف خلال شهر أكتوبر من العام الحالي بما يقرب من 74 الاف برميل يوميا ليصل الى 32.21 مليون برميل يوميا. وتأتي هذه الزيادة في المقام الأول على خلفية ارتفاع الإنتاج بشكل طفيف من المملكة العربية السعودية، ليبيا، والعراق حيث بلغ النمو مجتمعا معدل 213 الاف برميل يوميا خلال الشهر يقابلها جزئيا انخفاضا جزئيا لإنتاج النفط في الكويت وإيران. الى ذلك، فقد أنتجت دول المنظمة ما نسبته 88.4 في المائة من قدرتها الانتاجية حيث بلغت 36.4 مليون برميل يوميا في نهاية أكتوبر.



أضف تعليق