العدد 4862 بتاريخ 29-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


صناعة الفخار في مملكة البحرين... حرفة يدوية لا تزال تقاوم الحداثة والحياة المدنية

المنامة – كونا

صناعة الفخار في البحرين

مع التطور العمراني والطفرة الاقتصادية التي حققتها مملكة البحرين على مدى العقود الماضية اختفى العديد من الحرف اليدوية التي كانت في يوم من الايام جزءا مهما من النشاط الاقتصادي البحريني.
واستطاعت بعض المهن والحرف الصمود امام التغيرات الاقتصادية التي مرت بها مملكة البحرين كصناعة الفخار التي يمتد عمرها الى اكثر من 500 عام حيث مازالت تمارس وتنتج العديد من المنتجات التي يتم تسويقها وبيعها في داخل البحرين وخارجها.
ولا تزال مصانع الفخار بشكلها القديم والتي لم يتغير موقعها ولا طريقة تصنيعها متواجدة في منطقة (عالي) غرب العاصمة المنامة وهي تحظى برعاية من المملكة من اجل المحافظة على هذه المهنة بطابعها القديم.
ويقوم العامل بناء على الطريقة القديمة بتشكيل الصلصال بمختلف الاشكال على الآلة وهي تدور ثم يتركها لتجف لمدة يوم كامل قبل ان يدخلها الى فرن حجري خاص لتبخير المياه منها ثم يتم وضعها في احواض مياه باردة من اجل ان تكتسب الصلابة والقوة لتصبح جاهزة للبيع.
وفي هذا الصدد قال مسؤول احد مصانع الفخار عبدالله الشغل في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "صناعة الفخار في البحرين ممتدة الى اكثر من 500 عام وما زال يصنع بنفس الطريقة التقليدية الا انه تم ادخال بعض التحديثات البسيطة في الافران باستخدام الغاز بدل الاخشاب سابقا".
واضاف ان "الطين يتم احضاره من مناطق محددة من جنوب المملكة بعد سقوط الامطار لصناعة الفخار" موضحا ان الطين المستخدم في هذه الصناعة لا يتواجد في كل مكان ولكن في اماكن محددة حيث يتميز باللزوجة العالية وقلة حبيبات الرمل فيه.
وبين الشغل ان الحكومة البحرينية نظمت عملية جلب الطين واقتصرت على اربع مرات في السنة حيث تقوم شركات محددة باحضار الطين ومن ثم يقوم المصنع بوضع الطين في احواض مياه مكشوفة لجعله لينا ويتم بعد ذلك ادخاله في آلة خاصة تنظفه من الاتربة والحبيبات التي تؤثر على تشكيل الفخار.
ولفت الى ان الطين يتم تجفيفه من المياه لمدة 20 يوما حتى يصبح جاهزا للتشكيل حيث يكون الطين في هذه المرحلة متماسكا ويحتوي على اللزوجة الكافية من اجل تشكيله على الآلة الخاصة التي تدور يدويا.
وشدد على ضرورة اكتساب الفخار في هذه المرحلة الصلابة حتى يكون جاهزا للاستخدام الامر الذي يتطلب وضعه في افران خاصة تغلق باحكام بالحجر والطين ويترك داخل الفرن مدة 12 ساعة ثم يخرج بعد ذلك ويوضع في احواض مياه باردة تزيد من صلابته ويصبح قويا.
وحول الاشخاص الذين يشترون هذه القطع ويهتمون بها قال الشغل ان "صناعة الفخار في السابق ظهرت نتيجة حاجة المجتمع الى ادوات الطبخ وتبريد وتجميع المياه وغيرها اما حاليا فالوضع اختلف كليا".
واضاف ان "حاجة المجتمع لقطع الفخار قلت بشكل كبير بسبب ظهور ادوات منزلية حديثة وبديلة عنها لتقتصر صناعة الفخار حاليا على الجوانب الفنية والجمالية او القطع التذكارية".
من جانبه قال مدير احد محلات بيع قطع الفخار عباس العصافرة ل(كونا) ان "العديد من الاشخاص يقتنون قطع الفخار لارتباطها بالماضي القديم الذي يرغبون في الحفاظ عليه فيما يقتنيها الاجانب كقطع تذكارية من المنطقة".
واضاف ان "صناعة الفخار تنتشر في منطقة الخليج العربي خصوصا في الامارات وعمان الا ان الفخار البحريني يمتاز بالجودة العالية واللون المميز اضافة الى المستوى العالي من حرفيي هذه الصناعة الذين يبتكرون اشكالا جديدة يمكن تسويقها وبيعها سواء داخل البحرين او خارجها".
واوضح العصافرة ان معدل مبيعات قطع الفخار يزيد في اوقات المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والاعياد وفي بعض المناسبات الاجتماعية مثل الاعراس او حفلات التخرج لرغبة العديد من الاشخاص بجعل ديكور مناسباتهم يعكس ماضي مجتمعهم.
وحول التحديات التي تواجه صناعة الفخار اكد العصافرة ان التطور العمراني وانشاء المدن قضيا على الكثير من المناطق التي يتم اخذ الطين منها اضافة الى عوامل طبيعية مثل قلة الامطار في السنوات الاخيرة التي اثرت على تكون الطين الخاص بصناعة الفخار.



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | يعطيهم العافية 3:07 ص انه مابين فترة وفترة آخذ عيالي واوديهم فخار عالي عشان يجوفون التراث البحريني وبصراحه ( يستانسون وايد ) بس في النهاية لازم اقرقش مخباي هههه ... ويعطيهم الف عافية . رد على تعليق