العدد 4903 بتاريخ 08-02-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


"كارنيغي": مستقبل الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الوسط - المحرر السياسي

أعلنت بلدانٌ عدّة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن خططها لتبنّي الطاقة النووية كجزءٍ من تنويع الطاقة في المستقبل. وتُعدّ الإمارات العربية المتحدة في الطليعة بين قريناتها لجهة بناء أولى محطات الطاقة النووية العربية، لتصبح الدولة الأولى منذ سبعة وعشرين عاماً التي تبني أول مفاعل نووي. وفيما تسعى هذه البلدان إلى تلبية حاجاتها المتزايدة من الطاقة، فهي مضطرّة لأن تزن بين فوائد الطاقة النووية وتكاليفها المتنازَع حولها، بحسب ما قالت مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي في تقرير نشرته أخيراً.

قد تصبح محطات نووية جديدة قيد العمل في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى العقد المقبل. وسيحظى مشروع موقع "براكة" في الإمارات العربية المتحدة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 5.6 غيغاواط، كما يُتوقّع أن تبدأ الوحدة الأولى بتوليد الكهرباء في العام 2017، وأن تصبح الوحدة النهائية قيد العمل في العام 2020، ليؤمّن مجموع الوحدات ربعَ حاجة البلاد تقريباً من الكهرباء.

وستحذو المملكة العربية السعودية حذوها بخطّة نووية هي أكثر طموحاً، تشتمل على بناء ستة عشر مفاعلاً نوويّاً بحلول العام 2032، تفوق طاقتها الإنتاجية الإجمالية الـ17 ميغاواط (يُتوقّع أن تؤمّن 15 في المئة من حاجة البلاد من الكهرباء). ومن المُتوقّع أن يصبح المفاعل الأول قيد العمل في العام 2022.

إضافةً إلى ذلك، وقّع الأردن اتفاقاً مع المؤسسة الروسية الحكومية للطاقة الذرية (روساتوم)، لإنشاء أول محطة للطاقة النووية في الأردن، بطاقة إنتاجية تبلغ 2000 ميغاواط، ويُرجّح أن يبدأ تشغيلها في العام 2023. بدورها، وقّعت مصر أيضاً اتفاقاً مع "روساتوم" لبناء أربعة مفاعلات على مدى السنوات الاثنتي عشرة المقبلة، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكلٍّ منها 1200 ميغاواط.

وتدرس كلٌّ من المغرب وتونس والجزائر، التي تُدير مفاعلَين بحثيَّين منذ أوائل التسعينيّات في مدينتَي الدرارية وعين وسارة، خياراتها في هذا الصدد. أما الكويت وعُمان وقطر، فقد ألغت خططها النووية في أعقاب حادث محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في اليابان في العام 2011.

لم يُحسم بعد الجدل الدائر بشأن الطاقة النووية. فعلى الصعيد العالمي، تجهد الطاقة النووية للحفاظ على وتيرة نموّها منذ أكثر من خمسين عاماً. كثيراً ماتدنّت شعبيتها نتيجة الحوادث النووية الكبرى. وعلى رغم التقدّم التكنولوجي، لاتزال التحدّيات قائمة على مستويَي التكلفة والسلامة منذ أول استخدامٍ للطاقة النووية لأغراضٍ سلمية في الخمسينيات.

وكلّ حجّة تُساق لتأييد الطاقة النووية، ربما تدحضها حجّة أخرى مناهضة لها ومقنعة بالدرجة نفسها. لذا، يدور النقاش بشأن المسألة النووية في دورات عدّة، يكسبه تارةً مؤيّدو الطاقة النووية، ويخسرونه طوراً لصالح معارضي الطاقة النووية، وهكذا دواليك، مايعيق إسهام الطاقة النووية في إجمالي الطاقة العالمية.



أضف تعليق