العدد 4925 بتاريخ 01-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة دوله الأعضاء التي تواجه تدفقاً للاجئين

بروكسل – أ ف ب

يقترح الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء (2 مارس/ آذار 2016) مساعدة الدول الأعضاء التي تواجه تدفقاً كبيراً للاجئين مالياً، بينما تواصل السلطات الفرنسية تفكيك مخيم كاليه العشوائي، ومازال آلاف المهاجرين عالقين على الحدود اليونانية المقدونية.

ويفترض أن يقترح المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانيدس في بروكسل تخصيص جزء من المساعدة الانسانية للبلدان التي تستقبل اعدادا كبيرة من المهاجرين واللاجئين. وتقدر اليونان خصوصاً احتياجاتها بـ500 مليون يورو لتنظيم استقبال 100 ألف لاجئ. وهي تحاول إدارة وضع أصبح لا يحتمل على حدودها مع مقدونيا حيث علق آلاف المهاجرين بسبب القيود المفروضة على دخولهم من قبل بعض الدول.

وفي مخيم كاليه العشوائي الذي يطلق عليه اسم "الادغال" ويعد الأكبر في أوروبا ويضم خصوصاً سوريين وأفغاناً وسودانيين، ينتظرون إمكانية عبور بحر المانش إلى انكلترا، يبدو المهاجرون متحفظين على فكرة تجميعهم في مراكز إيواء موزعة في المنطقة. وعبر كثيرون منهم عن عجزهم، وقال أحدهم "يتركوننا في البرد والشتاء".

وتواصل تفكيك هذه التجمعات العشوائية في منطقة تضم خصوصا سودانيين. وجرت صدامات الاثنين بين مهاجرين وناشطين في جمعيات من جهة، وشرطة مكافحة الشغب من جهة أخرى. وبقي الوضع متوتراً الثلثاء لكن لم تقع أعمال عنف تذكر. ولإخلاء المنطقة المعنية، أي حوالى ثلثي المخيم، قال الممثل المحلي للحكومة فانسان برتون "سنأخذ الوقت اللازم"، وتحدث عن فترة "ثلاثة أسابيع أو شهر واحد".

وتقول الحكومة إن المنطقة التي تجري إزالتها تضم بين 800 و1000 شخص، بينما تقدّر الجمعيات العدد بـ3450 شخصاً. ويذكر ناشطو هذه الجمعيات أن القضاء طلب من السلطات حماية "أماكن العبادة" و"أماكن المعيشة" من مدارس ومراكز قانونية. 

عبور "بالقطارة"

في جنوب أوروبا، بقي أكثر من 7000 آلاف مهاجر عالقين في مركز ايدوميني الحدودي بعدما فرضت دول عدة بينها مقدونيا قيوداً على عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بدخول أراضيها، وهي قضية تسبب انقساماً كبيراً في أوروبا. وبعد تمرير لاجئين "بالقطارة" الأحد في مقدونيا، قامت مجموعة من 300 عراقي وسوري بينهم نساء وأطفال، ملوا الانتظار الاثنين باقتحام شريط للشرطة اليونانية وفتحوا جزءًا من حاجز الأسلاك الشائكة. ورد رجال الشرطة المقدونية بإطلاق الغازات المسيلة للدموع.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها تشعر "بقلق كبير" من هذه الحوادث، لكن وزير الخارجية المقدوني نيكولا بوبوسكي دافع عن قرار السلطات في سكوبيي استخدام الغاز المسيل للدموع لاحتواء المهاجرين، وحذّر من التوتر المتزايد في البلقان الذي يمكن أن يؤدي إلى نزاعات. وقال بوبوسكي للـ"بي بي سي" إننا "شاهدنا حوالى 400 شاب يحاولون الدخول عنوة إلى الأراضي المقدونية من اليونان". وأضاف "إذا واجهت قواتنا وضعاً لمحاولة عنيفة من قبل مئات الشبان من أجل دخول أراضينا بدون التسجيل أو التوجه إلى مراكز الاستقبال، فلا أعتقد أن ذلك مطابق لما تم الاتفاق عليه على المستوى الأوروبي".

هذا وتعتبر مقدونيا أول بلد على طريق البلقان يسلكه المهاجرون الذين يصلون إلى الجزر اليونانية قادمين من السواحل التركية. وخلال زيارة إلى مدريد، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجدداً مساء الثلاثاء، القيود المفروضة على المهاجرين على الحدود في منطقة البلقان "المخالفة للقانون الدولي والاحترام الانساني".

وقد اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للاجئين في جنيف أن أكثر من 131 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط منذ مطلع يناير/ كانون الثاني، أي ما يفوق العدد الاجمالي الذي سجل في أول خمسة أشهر من العام الماضي. وأطلقت اليونان التي تقف في الصف الأول في هذه القضية، نداءً طلباً للمساعدة. وقالت الناطقة باسم الحكومة أولغا جيروفاسيلي "لسنا قادرين على مواجهة كل اللاجئين الذين يصلون".

وتضم اليونان حالياً 23 ألف مهاجر قرّرت طرد 308 منهم، معظمهم من المغاربة والجزائريين والتونسيين في إطار "اتفاق لإعادة القبول" بين أثينا وأنقرة. وقد أبعدت 150 منهم الثلاثاء. وفي إيطاليا دانت نحو 12 جمعية المعاملة التي يلقاها الواصلون الجدد في "النقاط الساخنة" أو مراكز التسجيل التي أقيمت بطلبٍ من المفوضية الأوروبية.

وفي برلين حضر نحو 2200 لاجىء ومتطوع مساء الثلاثاء حفلة موسيقية أقامتها على شرفهم الاوركسترا الفلهارمونية لبرلين العريقة. وفي محاولة لوضع حد للفوضى الأوروبية، بدأ رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الثلاثاء من فيينا جولة في دول البلقان. وسيتوجه إلى تركيا الخميس والجمعة، قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة ستحضرها أنقرة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس" أن سفن حلف شمال الأطلسي التي ارسلت إلى بحر ايجه لمراقبة شبكات مهربي المهاجرين بين تركيا واليونان، لم تدخل المياه التركية حتى الآن في غياب موافقة من أنقرة.

من جهته، اتهم قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال فيليب بريدلوف موسكو ودمشق بأنهما "تستخدمان عمداً" تدفق اللاجئين السوريين سلاحاً لزعزعة استقرار أوروبا.



أضف تعليق