العدد 4952 بتاريخ 28-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


جواهر القاسمي تفتتح الدورة الثانية عشرة من ملتقى الشارقة للأطفال العرب

الشارقة - ملتقى الشارقة للأطفال العرب

"إن الحروب والأحداث المؤسفة في العالم العربي والإسلامي هي من صنع أناس ضلوا الطريق، وظنوا أنهم يتبعون طريقاً صحيحاً، لكنه طريق مليء بالحقد والكراهية والعيش في الذل والمهانة، لا يحبون أن يعيش الناس في حرية وحب وسلام، هؤلاء كانوا صغاراً لكنهم لم يتعلموا العلم الصحيح.. تعلموا أن يكرهوا لا أن يحبوا، تعلموا أن يفشلوا في مدرسة الإنسانية لا أن ينجحوا فيشعروا بآلام الغير".

بهذه الكلمات القوية والمؤثرة افتتحت رئيسة المجلس الأعلى لشئون الأسرة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مساء أمس الإثنين (28 مارس/ آذار 2016) في الجامعة القاسمية، فعاليات ملتقى الشارقة للأطفال العرب، في دورته الثانية عشرة، الذي تنظمه مراكز الأطفال بالشارقة في مقر الجامعة القاسمية، تحت شعار "اسمعونا .. نحن المستقبل"، وتتواصل فعالياته حتى مساء الثالث من ابريل المقبل. 

وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي في حفل افتتاح الملتقى: "أرحب بكم في الشارقة، صديقة الطفل الذي نعمل على تقديم كل ما يؤهله لدوره المستقبلي، لأننا نؤمن أن لا مستقبل من دون رجالٍ ونساء نعدهم منذ صغرهم للقيام بمسؤولياتهم ومهامهم وفق أعلى مستوى من الأداء والتميز عندما يحين وقتهم.. عندما يصبحوا قادة مؤثرين في مجتمعهم. وأنا أرى فيكم مشهداً يعكس حلمنا العربي القديم الذي يتجدد كلما واجهتنا تحديات، وأعني به حلم الوحدة العربية التي ستظل تراوحنا إلى أن تتحقق إن شاء الله، غير ملتفتين إلى من يئسوا من تحقيق هذا الحلم، وقللوا من شأنه، فها أنتم اليوم مجتمعون عندنا لأنكم تحملون مقومات واحدة تربطكم وتجعلكم اخوة تلتقون على أرض واحدة، أرض دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأضافت سموها: "أنتم يا صغاري، أرى في وجوهكم نور البراءة، وحب المعرفة والموهبة، ومستقبلاً زاهياً بكم، بشخصياتكم القوية، وقلوبكم الرحيمة، ونفوسكم التي تتفاعل مع قضايا الإنسان وعقولكم الكبيرة التي تفرّق بين خير فيه الإيمان الحقيقي بالله، والعلم، والثقافة، والسلوك الحسن، والرقي، والاحترام، وبين شر يجعل العقول متحجرة سوداء، لا تفكر إلا في إيذاء الناس، ولا تتعلم، وتأخذ الشهادات العليا من أجل تدمير البشر أينما كانوا".

وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن الطفل اليوم يستحق أن تصاغ له مبادرات تمكنه من إظهار مواهبه وإبداعاته وابتكاراته، خاصة وأنه طفل متقدم عن الأجيال التي سبقته بسبب ما توافرت لديه من أساليب تقنية أسهمت في إطلاعه الواسع على مستجدات العالم، وصار ماهراً في اقتحام هذا البحر التقني، سابحاً فيه بحثاً عن المعرفة والعلوم المختلفة التي تنمي قدراته الفكرية وإطلاعاته العلمية والمعرفية، ولهذا فإن الشارقة لا تزال تمد جسور التعاون والشراكات مع الجهات المختصة في الدول العربية لتبادل الخبرات بشأن تنشئة الطفل على أسس سليمة لا تخلو من قيم نبيلة وفضائل سامية.

وخاطبت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الأطفال قائلة: "ماذا ستقولون لنا كي نسمعكم؟.. نحن كلنا آذان صاغية لكم أطفالي الأعزاء، وعليكم أن تكونوا مبادرين في اكتساب المعرفة والعلم والثقافة، واللغة التي ستعبّرون بها عن ذلك كله، ولا تنسوا وأنتم في طريقكم إلى هذا الكسب المهم لحياتكم أن تتسلّحوا بالخلق والسلوك الطيب الذي تحترمون به أمهاتكم وآبائكم ومعلميكم، وكل كبير له فضل عليكم، وأن تتعاملوا مع الناس باتباع آداب الحوار والاستماع".

وطالبت سموها الأطفال بالتعبير عن آرائهم، وتقديم مقترحاتهم في مشروعات التنمية، خاصة تلك التي تعنيهم، وأن يمتلكوا وسائل الإقناع، التي هي في حاجة إلى تفكير، ونصحتهم بالتدريب، وبالاستفادة من تجربة إمارة الشارقة في تقديم برامج تدريبية عملية للطفل كي يكون إنساناً قوياً ومتحدثاً ومؤثراً في مجتمعه، كما يفعل في "مجلس شورى الأطفال"، حيث يقف الطفل، ويقول رأيه، ويعبّر عن أفكاره أمام شخصيات ذات قرار في المجتمع، فهكذا يتم تحفيزه على اكتساب مهارة الكلام والتعبير عن الرأي، والصدق والأمانة فيه، وحين يصغي له المسؤول يعرف أن هذا الطفل إنسان جاد ومؤمن بما يقوله.

وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي: "أنتم مستقبل هذه الأمة الذي ننتظره كي نسلّمه راية رحلة النمو والنهضة والتطور لتكملوا طريق آبائكم الذين تحملوا كثيراً من المسؤوليات الصعبة في أزمنة صعبة، ونسأل الله سبحانه أن يحميكم وييسر لكم طريقكم ويقدركم على مواجهة التحديات، فتكونوا أقوياء في مواجهتها، شجعاناً في اتخاذ القرارات بشأنها، مؤثرين في مواقعكم القيادية إن شاء الله، في مجتمعاتكم وأوطانكم".

ووجهت سمو الشيخة جواهر القاسمي في ختام كلمتها التحية للأطفال اللاجئين والمهجرين والذين يعانون من ويلات الحروب والاضطرابات في سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، وفلسطين، إلى جانب أولئك الصغار الذين اضطروا مع والديهم وأسرهم إلى المخاطرة بحياتهم وعبور البحار للوصول إلى سواحل القارة الأوروبية.

وألقت سعادة ريم بن كرم، كلمة أشادت فيها بدعم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لمراكز الأطفال بالشارقة منذ تأسيسها قبل أكثر من 30 عاماً، وما لعبه هذا الدعم من دور مهم في ترجمة رؤية إمارة الشارقة الرامية إلى تنمية مواهب الأطفال وقدراتهم، وتحقيق حلم تبلور على أرض الواقع بظهور ملتقى الشارقة للأطفال العرب، الذي بات حدثاً يستشرف مستقبل الأطفال، لإعدادهم إعداداً سليماً، وليصبحوا فاعلين في حياتهم المستقبلية، قادرين على الابتكار والإبداع من خلال تحفيزهم وزرع روح التحدي والمثابرة في نفوسهم.

وأكدت أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب يعد دليلاً على الرؤية الناجحة لإمارة الشارقة في تطوير الأطفال وتأهيلهم، وتنمية ثقافتهم للوصول إلى أعلى مستويات الازدهار والتطور وضمان مستقبل أفضل لهم في مختلف الدول العربية. مثمنة دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للأطفال في دولة الإمارات وإمارة الشارقة، والذي أدى إلى تطور الملتقى، ومشاركة الأعداد الكبيرة من الأطفال المواطنين فيه، حيث يشارك لأول مرة في تاريخ الملتقى 81 طفلاً إماراتياً، وهي المشاركة الأكبر منذ انطلاقته.

وقالت بن كرم: "نهدف من وراء هذا الملتقى إلى تعزيز المهارات القيادية لدى الأطفال، وترسيخ الإبداع منهجاً حياتياً لهم في شتى المجالات، وتكريس مفهومي الوحدة والعمل الجماعي، بهدف تعزيز التواصل بينهم وتبادل الخبرات، بما يجعلهم مؤهلين لنقل القيم المثلى والمهارات الإبداعية التي اكتسبوها في الملتقى إلى أوطانهم، من خلال تسليط الأضواء على طبيعة الظروف التي يعيشها الطفل العربي، وما يواجهه عالمه المحيط من تحديات، ليطرح مناقشات مختلفة المحاور عبر وسائل عصرية ومبتكرة تسّهل وصول المعلومات إليهم، وتبرز دور الدول الرائدة في المجالات الإنسانية والاجتماعية".

وأعربت ريم بن كرم عن ثقتها بأن مشاركة هذا العدد الكبير من الأطفال الإماراتيين بالملتقى لها دور كبير في الخروج بأفكار نيّرة ومبتكرة يستفيدون منها، كما يستفيد منها  نظرائهم من الدول العربية، عن طريق تبادل التجارب والخبرات الخاصة بهم، للوصول إلى نتائج إيجابية تسهم في عملية التنمية الشاملة لجميع البلدان العربية، بالإضافة إلى المساهمة في إخراج أجيال مبدعة تثبت ذاتها في مجالاتها. وتمنت للملتقى ولجميع الأطفال المشاركين النجاح والتفوق في تحقيق أهدافه وجذب انتباه صانعي القرار، ودعم الاستراتيجية الوطنية للإمارات والدول العربية التي تُعنى بالابتكار والموهبة والإبداع.

وقدم الفنان الإماراتي الدكتور حسين الجسمي "السفير فوق العادة للنوايا الحسنة" ومجموعة من الأطفال نشيد الملتقى "وطن في القلب"، الذي تغنى من خلاله المشاركون بالوحدة والتكاتف بين الاخوة والأشقاء من أجل مستقبل مشرق تنعم فيه الأمة العربية وأبناؤها بالأمان والاستقرار والسلام.

ورحب الفنان حسين الجسمي بالأطفال المشاركين، قائلاً: "أهلا وسهلا بأطفال العرب في شارقتي إمارة الشارقة ملتقى الأحبه في دولتي الإمارات، تشرفت بحضور حفل الإفتتاح والغناء أمام الأطفال من جميع أنحاء الوطن العربي في  هذا الملتقى الهادف الذي ينظر للمستقبل من جميع جوانبه وأهدافة، وأفرحني ما رأيته في أعين الأطفال البريئة الجالسة أمامي الناظرة للمستقبل، أثناء غناء أغنية "وطن في القلب" من كلمات صالحة غابش والحان ليلى أبوذكرى وتوزيع عمرو أبوذكرى."

كما استمتع الحضور بأوبريت "ها قد جئنا.. نحن المستقبل" الذي كتب كلماته عبدالله الشحي ومحمود أبو العباس، ولحنته دينا سعد، وقدمه مجموعة من الصغار المنتسبين إلى مراكز الأطفال التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. وأضفت هذه الأناشيد أجواء حماسية على الحفل، وأكدت على الدور الذي يتطلع الأطفال إلى ممارسته في بناء وتطور مستقبل أوطانهم وأمتهم.

بعد ذلك، تابع الحضور كلمة الطفلة الإماراتية جميلة الزعابي، رئيس مجلس شورى أطفال الشارقة في دورته الرابعة عشر، التي أشادت فيها بتوجيهات القيادة الرشيدة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، بالاهتمام بالأطفال، وتأسيس المراكز والمؤسسات التي تُعنى بهم، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، ومن أبرزها مجلس شورى أطفال الشارقة، الأول من نوعه في الوطن العربي، الذي يتعلّم من خلاله الأطفال كيفية المشاركة في الحياة العامة، لتأكيد دورهم الفاعل في المجتمع، وترسيخ انتمائهم إلى وطنهم وأمتهم، وتنمية ثقافة الحوار والتشاور بينهم، وبناء الوعي بقضايا الوطن، وتحقيق رؤية القيادة في صنع قادة المستقبل.

وقالت الزعابي: "نحن هنا في ملتقى الشارقة للأطفال العرب، الذي تبنى مواهبنا، سنلتقي بكم ونعمل معكم عن قرب، كي نستثمر مواهبنا وكفاءاتنا، ونخطو معاً خطوات ثابتة نكتسب فيها حكمة مفيدة وخبرة جديدة تضيف إلى مخزوننا الإبداعي والفكري، الذي يسعى الملتقى إلى ترسيخه في قلوبنا وأذهاننا، ونبث فيه ما يشغل بالنا من اهتمامات، نسعى إلى إيصالها للمسؤولين وصُناع القرار".

ودعت رئيس مجلس شورى أطفال الشارقة أطفال الوطن العربي المشاركين في الملتقى إلى أن يتكاتفوا سوياً، للخروج بنتائج تعود عليهم وعلى مجتمعاتهم وأوطانهم بالخير، وليصبحوا قدوة لمن هم في أعمارهم من باقي أشقائهم الأطفال العرب.

وتخلل حفل الافتتاح عرض تفصيلي عن فعاليات الدورة الثانية عشرة للملتقى، والتي تتضمن برامج تدريبية تقدم للمرة الأولى، جرى تطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية المتبعة في هذا المجال، وتستهدف بصفة رئيسة تعزيز المهارات القيادية لدى الأطفال، وترسيخ الإبداع منهجاً في حياتهم في شتى المجالات، وتكريس مفهومي الوحدة والعمل الجماعي بين الأطفال المشاركين، بهدف تعزيز التواصل بينهم وتبادل الخبرات، ما يجعلهم مؤهلين لنقل القيم المثلى والمهارات الإبداعية التي اكتسبوها في الملتقى إلى أوطانهم.

وكان الطفل ماجد المر، أحد نجوم حفل افتتاح الملتقى، حين أجاد تقديم الحفل بصوته المميز، وحضوره القوي على المنصة، وسلامة نطقة للكلمات الندية التي خاطب بها سمو الشيخة جواهر القاسمي والحضور، والذين عبّروا عن سعادتهم بهذه المشاركة التي تبشر بمستقبل مشرق لأطفال الإمارات في الخطابة والعمل الإعلامي، وتمنوا له مزيد من التوفيق والنجاح.

ويشارك في الملتقى أكثر من 120 طفلاً وطفلة من 11 دولة عربية هي السعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، ومصر، وفلسطين، والسودان، والأردن، وموريتانيا، وجمهورية القمر المتحدة، إلى جانب دولة الإمارات حيث يضم وفد الإمارات 81 طفلاً من مختلف المناطق التعليمية ومراكز الأطفال بالشارقة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

ويهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة أمام الأطفال لاكتشاف عمق الأواصر بينهم، وتعميق الحس لديهم بأنهم ينتمون لثقافة عربية وأمة واحدة، بالإضافة إلى تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الأطفال، وترسيخ القناعة لديهم بأنهم قادرون على رسم طريق واضحة المعالم للابتكار والنجاح، من أجل تحقيق التقدم لوطنهم وأمتهم.

ويعتبر ملتقى الشارقة للأطفال العرب، الذي تنظمه مراكز الأطفال التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة كل عامين، منصة حقيقية للأطفال العرب لينطلقوا من خلالها لمناقشة القضايا التي تخصهم، باعتبارهم فئة لها أهميتها وتأثيرها الكبير في المجتمع حاضراً ومستقبلاً، بمشاركة نخبة من الأطفال العرب تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 12 عاماً يلتقوا معاً في بيئة آمنة ومستقرة محفزة على الإبداع ومشجعة على العمل المشترك.

 




أضف تعليق