العدد 4975 بتاريخ 20-04-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


أوباما يؤكد وحدة بلاده ودول الخليج في مواجهة "داعش"

الرياض - أ ف ب

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الخميس (21 ابريل/ نيسان 2016) إن بلاده متحدة ودول الخليج في الحرب ضد تنظيم "داعش"، متطرقاً إلى هواجس دول مجلس التعاون من نشاطات إيران "المزعزعة" للاستقرار، خلال قمة في الرياض.

وسعى أوباما في زيارته التي يرجح أن تكون الأخيرة إلى المنطقة قبل ختام ولايته نهاية السنة الجارية، إلى ترطيب الأجواء في العلاقات خصوصاً مع السعودية، نتيجة تباينات متراكمة في ملفات عدة، أبرزها الانفتاح على إيران والنزاعات في المنطقة خصوصاً اليمن وسورية.

وترى واشنطن أن التوصل إلى حلول لنزاعات المنطقة، سيساهم في تركيز الجهود على محاربة المتشددين الذين يتنامى نفوذهم خارج سورية والعراق، خصوصاً في اليمن وليبيا.

وقال أوباما في ختام القمة بقصر الدرعية "نحن متحدون في قتالنا لتدمير تنظيم الدولة الاسلامية أو داعِش، الذي يمثل تهديداً بالنسبة الينا جميعا".

أضاف "نظراً إلى استمرار التهديدات في المنطقة، الولايات المتحدة ستواصل العمل على زيادة تعاونها العسكري مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يشمل مساعدتهم على تطوير قدرتهم للدفاع عن أنفسهم".

وتشارك معظم دول الخليج في التحالف الذي تقوده واشنطن منذ صيف العام 2014 ضد التنظيم في سورية والعراق. إلا أن هذه الدول باتت أكثر تركيزاً منذ مارس/ آذار 2015، على مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

واتت زيارة أوباما بعد ايام من اعلان وزير دفاعه آشتون كارتر زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق وإرسال مروحيات لدعم القوات العراقية في مواجهتها للمتشددين. وقال مستشار أوباما بن رودس إن ثمة "خطوات سياسية يمكن القيام بها" في العراق إضافة إلى العمل العسكري، خصوصاً المساعدة على الإمساك بالمناطق المستعادة من المتشددين والعمل على إعادة إعمارها.

وتطرق أوباما إلى الدور الإيراني الذي يشكل هاجساً أساسيا لدول الخليج، وخصوصا السعودية التي قطعت علاقاتها بإيران مطلع العام. وقال الرئيس الأميركي "حتى مع الاتفاق النووي ندرك بشكل جماعي أنه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الإيراني"، متطرقاً إلى نشاطات "مزعزعة للاستقرار" تقوم بها الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

وحض أوباما قادة الخليج على التواصل مع القوى "الأكثر عقلانية" في إيران، بغرض "عدم المشاركة في تصعيد الحروب بالوكالة في المنطقة". إلا أنه أكد أن "ليس لأي من دولنا مصلحة في النزاع مع إيران". وشكل الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع طهران صيف العام الماضي، ونتج عنه رفع عقوبات اقتصادية عن الجمهورية الاسلامية، إحدى نقاط التباين الاساسية في العلاقة بين واشنطن والرياض.

وتتهم السعودية ودول الخليج إيران بالتدخل في شئونها وشئون دول عربية اخرى. ويقف الجانبان على طرفي نقيض في ملفات الشرق الاوسط، خصوصا النزاع في سورية واليمن.

لقاء "صريح"

وتطرق أوباما إلى النزاع السوري المستمر منذ خمسة أعوام، معتبراً أن اتفاق وقف الاعمال القتالية يتعرض "لضغوط هائلة" بسبب "تواصل الخروقات" من قبل النظام السوري المدعوم من إيران، ضد المعارضة التي تعد الولايات المتحدة ودول الخليج من أبرز داعميها.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ نهاية فبراير، إلا أنه بات مهدداً بالانهيار مع تكثيف العمليات العسكرية والقصف الجوي من النظام لمناطق تسيطر عليها المعارضة. والقت هذه الخروقات بظلها على مفاوضات السلام غير المباشرة المقامة في سويسرا، حيث علق الوفد المعارض مشاركته.

أما في ملف النزاع في اليمن، فحض أوباما أطراف النزاع على التزام وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل 10-11 أبريل.

واتت القمة الاميركية الخليجية غداة وصول أوباما الى الرياض، حيث عقد أمس (الأربعاء) لقاءً مع العاهل السعودي تطرق إلى مجمل هذه الملفات. وقال البيت الابيض ان المباحثات كانت "صريحة".

وقال مستشار أوباما بن رودس "اللقاء كان على الارجح الاطول مع الملك سلمان"، مشيراً إلى أنه كان بناء واستمر قرابة ساعتين.

وكان البيت الابيض افاد في بيان مساء أمس أن أوباما شدد خلال اللقاء على "أهمية تسريع الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ورحب بالدور المهم للمملكة العربية السعودية في التحالف".

حوار اقتصادي

وتطرقت القمة الخليجية كذلك إلى التراجع الحاد في اسعار النفط. وأعلن أوباما أن بلاده ودول الخليج ستجري "حواراً اقتصادياً على مستوى عالٍ، مع التركيز على التأقلم مع اسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الاصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي".

واتخذت دول الخليج التي تعتمد بشكل رئيسي على إيرادات النفط، سلسلة إجراءات تقشف أبرزها خفض الدعم عن مواد أساسية، في ظل التراجع الحاد الذي تشهده أسعار النفط منذ منتصف العام 2014.

وأبرز أوباما الحاجة إلى "اقتصاد يخدم كل المواطنين ويحترم حقوق الانسان"، مشيراً إلى أن الحوار بين الطرفين سيدعم دول الخليج "بينما تحاول توفير الوظائف والفرص لشبابها وكل مواطنيها".

وفشل اجتماع لدول من "أوبك" وخارجها عقد في 17 أبريل في الدوحة، في التوصل إلى اتفاق على تجميد انتاج النفط عند مستويات يناير/ كانون الثاني سعياً لإعادة بعض الاستقرار إلى الاسعار.

وغادر الرئيس الأميركي بعد ظهر الخميس السعودية إلى لندن.



أضف تعليق