العدد 4981 بتاريخ 26-04-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


بان كي مون: الأزمة الإنسانية الراهنة تتطلب إجراءات جريئة

بقلم: بان كي مون

يوجد في جميع أنحاء العالم أكثر من 125 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ولكننا نشهد أكبر عجز في التمويل اللازم منذ عقود لتقديم هذه المساعدة.

ومن هذا المنطلق، شرعت مؤخرا في "مهمة من أجل الإنسانية"، حيث قمت بزيارة بلدان يعيش فيها سكان معرضون للخطر وتتعدد فبها الاحتياجات الإنسانية. أردت أن أستمع بشكل مباشر إلى الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية، وكذلك إلى من يقدمون إليهم الدعم المنقذ للحياة.

وفي زيارة لمخيم الزعتري في الأردن، الذي سافرت إليه بصحبة زوجتي يو سون تايك ورئيس البنك الدولي جيم كيم، التقيت الشابة السورية زاد البالغة من العمر 17 عاما، والتي روت لنا قصتها وأخبرتنا أنها تحلم بأن تصبح مترجمة فورية. قلما توجد أشياء تجلب لي الأمل والتفاؤل أكثر مما رأيت على وجه تلك الشابة المُلهمة.

إن سورية بلد ينازع. تحت وطأة أزمة مستمرة منذ قرابة خمس سنوات، لقي ربع مليون شخص حتفهم وأُجبر 4.5 مليون شخص على الفرار من البلاد، نزح معظمهم إلى دول مجاورة. ولقد زرت في شمال لبنان حي التنك، الذي يسكنه لبنانيون ضعفاء ومعهم حوالي 2400 لاجئ من فلسطين وسورية. وأكدت هناك التزامي القوي بدعم اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان بصفة مؤقتة، إلى أن تحين اللحظة التي يشعرون فيها بأنه يمكنهم العودة إلى سورية بسلام وأمان، وقلت إنه بمقدور لبنان الاعتماد على دعمنا الكامل لمواطنيها وكذلك للاجئين السوريين المعرضين للخطر.

إنني تحدثت في مخيم نهر البارد في لبنان مع امرأة تنتظر العودة إلى دارها. لقد أجهشت في البكاء. ولا توجد عبارات تعاطف يمكن أن تواسيها لأن الكلمات لا تكفي. المطلوب هو العمل.

لقد استمعت في هذه البلدان وغيرها التي زرتها في مهمتي إلى نفس الآمال التي أعرب عنها النساء والرجال والأطفال الذين التقيتهم. كل أولئك النازحين لا يريدون شيئا أكثر من العودة إلى ديارهم، والذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي يريدون التمكن من العمل لإطعام أسرهم؛ والمحرومون من التعليم يريدون فرصة للتعلم. الذين عانوا من العنف يريدون العيش في سلام. إنهم يريدون ما يستحقه الجميع – أي الفرصة ليعيشوا حياة كريمة. ويجب علينا أن لا نخذلهم.

إن لدى زعماء العالم القدرة على سد الفجوة بين العالم القائم حالياً وما ينبغي أن يكون عليه. وسوف أعقد في الشهر المقبل أول مؤتمر قمة إنساني عالمي في مدينة اسطنبول التركية من أجل معالجة الأزمة الإنسانية التي يواجهها المجتمع العالمي – وهي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. إن مؤتمر قمة اسطنبول يهدف إلى وضع إطار مستدام لتقديم المساعدة الإنسانية إلى 125 مليون من النساء والرجال والأطفال المحتاجين إليها.

اطلبوا من زعمائكم حضور مؤتمر القمة الإنساني العالمي واتخاذ إجراءات جريئة لوقف المعاناة الإنسانية.



أضف تعليق